Published in: أمراض

علاج السكري من النمط الأول عند الأطفال

Author د. نور شرابه

Published on: 9 يونيو، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الداء السكري من النمط الأول عند الأطفال اضطراباً مرضياً خطيراً في حال عدم العلاج والتدبير المناسب، ويستمرُّ المرض مع الطفل مدى حياته. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم إلى أذيّة القلب، والأوعية الدموية، وأيضاً أذيّة شبكية العين، الكلية، الجهاز العصبي، والجلد.

يحتاج الطفل المصاب بالداء السكري من النمط الأول إلى دعم كبير من قبل مقدمي الرعاية الصحية، والوالدين، والوسط المحيط به سواءً من الأصدقاء، أو الأقارب، أو المعلمين، فقد يكون التشخيص في البداية بمثابة صدمةٍ لكل من الوالدين، والطفل، وتكون ردة الفعل الأولية غالباً عدم التصديق أو الغضب، ولكن مع الوقت ومع الدعم الكافي يبدأ التأقلم والتعايش مع حالة الطفل.

يهدف علاج الداء السكري من النمط الأول إلى تأمين نموٍّ وتطورٍ للطفل أقرب ما يكون للطبيعي، وضبط مستويات سكر الدم بحيث يتمُّ تأمين الوقاية من المضاعفات القريبة والبعيدة الأمد قدر الإمكان، ويعتمد العلاج على إعطاء الأنسولين، والالتزام بالحمية الغذائية، والقيام بالتمارين الرياضية، وذلك تبعاً لحالة وعمر كل طفل، ونشا؟؟طه البدني، وأيضاً اعتماداً على سنّ البلوغ.  ^{[1] [2]}

كيف يتمُّ تعويض الأنسولين عند الأطفال المصابين بالسكري من النمط الأول؟

يُعتبر تعويض الأنسولين الخطوة العلاجية الأساسية في تدبير الداء السكري من النمط الأول عند الأطفال مع التأكيد على أهمية الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، ويتمُّ تحديد الجرعة بناءً على وزن الطفل، ومستوى سكر الدم لديه، ونوع الأنسولين الذي يأخذه، وكمية ونوع الطعام الذي يتناوله، ونشاطه البدني، ويتمُّ تعويض الأنسولين إما بواسطة محاقن خاصة، أو من خلال أقلام الأنسولين، أو مضخّات الأنسولين.

ما هي طرق إعطاء الأنسولين؟

يُعطى الأنسولين تحت الجلد أو عن طريق الوريد، ولا يُعطى فموياً كونه يتخرّب في المعدة.

1- تحت الجلد: يمكن إعطاء الأنسولين حقناً تحت الجلد على مستوى البطن، أو الفخذ، أو القسم العلوي من الذراع، حيث يتمُّ ثني الجلد بين السبابة والإبهام ثم تُعطى الحقنة بزاوية 45 درجة مع الجلد، أو تُعطى بشكل عمودي في حال كانت الإبرة قصيرةً أو الجلد ثخيناً.

2- الإعطاء الوريدي: يُعطى الأنسولين السريع وريدياً في الحالات الإسعافية فقط (كالحماض الكيتوني السكري).

ما هي أنواع الأنسولين القابلة للحقن؟

 هناك أنواع مختلفة من الأنسولين القابل للحقن، وهي:

1- الأنسولين سريع المفعول (Fast acting insulin):

يبدأ تأثيره خلال 15 دقيقة، ويستمرُّ تأثيره لمدة 4 ساعات، ويؤخذ مباشرةً قبل أو بعد الوجبات الرئيسية أو الوجبات الخفيفة (سناك)، وعادةً يستخدم مع الأنسولين طويل المفعول.

2- الأنسولين قصير المفعول (Short acting insulin):

أو ما يُعرف باسم الأنسولين العادي أو الأنسولين النظامي، ويبدأ في التأثير بعد حوالي نصف ساعة من الحقن، ويستمرُّ التأثير لمدة 3 إلى 6 ساعات، ويؤخذ قبل الوجبات الرئيسية أو الخفيفة بنصف ساعة، وغالباً ما يستخدم مع الأنسولين طويل المفعول.

3- الأنسولين متوسط المفعول (Intermediate acting insulin):

ويبدأ تأثيره بعد حوالي ساعتين إلى أربع ساعات من الحقن، ويستمر التأثير لمدة 12 إلى 18 ساعة، ويؤخذ مرتين في اليوم أو مرةً واحدةً قبل النوم.

4- الأنسولين طويل المفعول (Long acting insulin):

ويستغرق عدة ساعات للوصول إلى مجرى الدم والبدء بالتأثير، ويمكن أن يستمر تأثيره لمدة يوم أو أكثر، ويستخدم مع الأنسولين السريع أو القصير المفعول حسب الحاجة.

5- الأنسولين المختلط (Mixed insulin):

يحتوي على نوعين مختلفين من الأنسولين، وذلك لضبط مستوى سكر الدم خلال اليوم وبين الوجبات.

6- الأنسولين الإنشاقي (Inhaled insulin):

يُعتبر هذا النوع من الأنسولين سريع المفعول، ويبدأ تأثيره خلال ربع ساعة، ويُعطى قبل الوجبة مباشرة. ^[3]

ما هي الحمية الغذائية عند الأطفال المصابين بالسكري من النمط الأول؟

أحد أهمّ الأسئلة التي يتمُّ طرحها بعد تشخيص إصابة الطفل بالداء السكري من النمط الأول تكون حول الحمية الغذائية التي يجب أن يتبعها الطفل، وما هي الأغذية المسموح بها، وتشمل النصائح الغذائية ما يلي:

1- يحتاج الطفل المصاب بالداء السكري إلى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بحيث يكون 50 بالمئة من الوارد الغذائي من السكريات و30 إلى 35 بالمئة من الدسم، و15 بالمئة من البروتين، وذلك لتأمين متطلبات النمو والتطور.

2- يجب أن يتناول الطفل 3 وجبات رئيسية (الفطور، الغداء، العشاء) في مواعيد يومية محددة، بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين (Snack).

3- قد يحتاج الطفل إلى وجبات خفيفة إضافية أحياناً عند التأخر في موعد الوجبات الرئيسة أو عند تناول كميةٍ قليلةٍ من الطعام أثناء الوجبة الرئيسية.

4- الأفضل أن يتمّ إعطاء حاجة الطفل من السكريات على شكل كربوهيدرات نشوية بطيئة الامتصاص، والتي تتواجد في البطاطا، المعكرونة، الخبز، الأرز.

5- يجب عدم تناول السكاكر سريعة الامتصاص مثل: (المربى، الشوكولا، العصائر) خارج أوقات الوجبات، ويجب ألا تتجاوز نسبتها 10 بالمئة من وارد الطفل من السكريات.

6- تجنُّب الأطعمة المُضاف إليها المُحلّيات الصناعية، والملح، والدهون المُشبَعة.

7- كما يجب إدخال الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: اللحوم، الأسماك، الفول البقوليات، المكسرات، البيض، ويجب أن يتمّ إدخال حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعياً، مثل: سمك السلمون، والسردين.

8- تناول ثلاث حصص من منتجات الألبان يومياً للأطفال من عمر 5 إلى 18 سنة، مثل: الحليب، أو اللبن الزبادي، أو الجبن.

9- تناول خمس حصص من الخضار والفواكه يومياً، ويمكن أن تكون طازجةً، أو مجمّدةً أو معلبة، ويجب أن تشكل الخضار والفواكه ثلث الطعام الذي يتناوله الطفل تقريباً.

10- أما بالنسبة لعصائر الفاكهة، فيجب الاقتصار على 150 مل/لتر يومياً بسبب احتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من السكر.

11- تناول الدسم بكمياتٍ قليلة، وأن يكون مصدرها من الدهون غير المُشبَعة الموجودة في زيت الزيتون، وزيت عباد الشمس. ^[4]

التمارين الرياضية المنتظمة

تُعتبر الرياضة جزءاً هاماً في علاج داء السكري من النمط الأول عند الأطفال حيث تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في ضبط مستوى سكر الدم، والزيادة من الحساسية للأنسولين، والتقليل من تراكم الدهون، ومن مضاعفات الداء السكري كالأمراض القلبية، ويمكن للأطفال المصابين ممارسة أغلب أنواع التمارين الرياضية، كالمشي، وركوب الدراجة، وغيرها.

يجب قياس سكر الدم قبل وبعد التمارين الرياضية، كما يمكن تفادي حدوث نقص السكر أثناء التمارين الرياضية بتناول كربوهيدرات بطيئة الامتصاص قبل التمرين أو تخفيض جرعة الأنسولين. ^[5]