Skip links
رسم تشريحي للجهاز التناسلي عند المرأة مع وجود العديد من الكريات الصغيرة على الجهة اليمنى من الجهاز التناسلي

سرطان المبيض

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » سرطان المبيض

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر سرطان المبيض (Ovarian Cancer) من السرطانات الخطيرة بسبب الاكتشاف المتأخّر لها، وقد صنَّفها العلماء في المرتبة السابعة من حيث الشيّوع عند الإناث، ونسبة الوفاة هي 30 بالمئة من المريضات.

كيف يتشكّل سرطان المبيض؟

يحدث السرطان نتيجة طفراتٍ أو تغييراتٍ تحدث على مستوى الجينات الموجودة في الحمض النووي لخلايا المبيض، وتكون وظيفة هذه الجينات في الأساس التحكّم بتكاثر هذه الخلايا أو تموُّتها بآلياتٍ ذاتيةٍ وانقسامها لتعويض الخلايا التالفة، والحفاظ على عدد خلايا مستقر ضمن نسيج المبيض، وعند حدوث الطفرة في الجينات يحدث فقدان للسيطرة على تكاثر الخلايا فتنقسم بشكلٍ عشوائي، ويتشوّه شكل النواة الموجودة داخل الخلايا، وتتغيّر نسبة البلاسما المحيطة بالنواة، وتصبح بذلك خلايا سرطانية، وتجتمع هذه الخلايا الشاذة حتى تتشكل كتلةً، فيزيد من حجم المبيض الأساسي.

المبيض

هو الغدة الجنسية الأنثوية المسؤولة عن إفراز الهرمونات، مثل: الأستروجين، والبروجسترون عند الأنثى في سنّ النشاط التناسلي ابتداءً من سنّ البلوغ وحتى سنّ اليأس، ونتيجة التغييرات التي تحصل خلال الشهر يُطلق المبيض العروس الجنسية الأنثوية، وهي البويضة في فترة الإباضة من الدورة الشهرية لذلك يعمل المبيض بشكلٍ مستمر مما يؤدي إلى تعرُّضه للسرطانات الخبيثة بشكلٍ أكبر. [1]

ما هي أسباب سرطان المبيض؟

توجد أسباب كثيرة محتملة، ولكن يبقى السبب الأساسي غير معروف لدى العلماء، وهذه الأسباب هي: [2] [3]

1- الأسباب الجينية

يُقصد بها الطفرات التي تحدث على مستوى الجينات، ويمكن أن تكون وراثيةً من الأم أو الأخت لذلك يجب السؤال عن التاريخ العائلي للإصابة بسرطان المبيض والثدي لأنهما يشتركان بإصابة جينات مشتركة، وهي BRCA1 ، BRCA2.

2- الأسباب التناسلية

هي التي تتعلق بحالة الجهاز التناسلي الأنثوي لدى المريضة، مثل: البلوغ الباكر أو اليأس المتأخّر عن العمر الوسطي الطبيعي (45 عام).

3- الأسباب الحَملية

تزيد احتمال الإصابة بسرطان المبيض في حالات العقم أو عدم الحمل لفترة طويلة لأن ذلك يزيد من الدورات الإباضية وعمل المبيض.

4- الأسباب المرضية

مثل إصابة المريضة بسرطان الثدي في السابق أو سرطان مبيض سابق غير مُعالج بشكل كافٍ.

5- الأسباب العامة

مثل: زيادة الوزن، والتدخين، وعمر المريضة حيث يزيد احتمال الإصابة بسرطان المبيض مع تقدُّم العمر، ويبلغ العمر الوسطي للإصابة 66 عاماً.

6- الأسباب الدوائية

مثل: المعالجة المعيضة للهرمونات بعد سنّ اليأس، وهي تعريض الأنثى للأستروجين دوائياً بعد انقطاع الطمث.

7- المواد الكيميائية

مثل: الأسبستوس، وهي مادةٌ عازلة ومقاومة للحرارة تستخدم في الصناعة أو استعمال بودرة التالك بشكل مفرط تحرُّض الإصابة بسرطان المبيض.

8- أسباب منوّعة

مثل: العِرق حيث لوحظ ازدياد نسبة الإصابة بسرطان المبيض عند النساء البيض أكثر من السود، والحالة التغذوية السيئة.

9- أسباب جراحية

تتعرض النساء الخاضعات لعملية استئصال الرحم مع بقاء المبيضين لخطر الإصابة بسرطان المبيض بشكل أكبر.

ما هي أعراض سرطان المبيض؟

تكون أعراض سرطان المبيض غير نوعية لذلك لا يُكتشف المرض في وقت مُبكر بسبب التشخيص المتأخّر له لذلك يرجى استشارة الطبيب في حال ظهور الأعراض التالية: [4]

1- أعراض بطنية

مثل: انتفاخ البطن (Bloating)، والشعور بالشبع، والامتلاء السريع إضافةً إلى ألم البطن، واحتمال جسّ كتلة عند فحص البطن.

2- أعراض تناسلية

مثل: النزف الشاذ خارج أوقات الدورة الطمثية، وهي غير شائعة كثيراً في حال سرطان المبيض.

3- أعراض بولية

مثل: الحاجة المُلحّة للتبول وزيادة عدد مرات دخول المرحاض.

4- أعراض عامة

مثل: التعب، والغثيان، وفقدان الوزن في مراحل متأخرة.

5- أعراض نقائلية

قد تحدث نتيجة انتشار الورم إلى أعضاء أخرى، مثل: حدوث ضيق التنفس عند المريضة نتيجة انتقال الورم إلى الرئتين.

ما أنواع سرطان المبيض؟

يُصنّف حسب الخلايا المصابة فيه حيث يحوي المبيض على خلايا ظهارية، وهي الطبقة الخارجية المُغطّية للمبيض، ووظيفتها الحماية، وخلايا غدّية مسؤولة عن إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، وتُدعى بخلايا اللُّحمة (Stromal cells)، وخلايا أخرى تُدعى الخلايا المُنْتشة (Germ cells)، وهي التي تتحول إلى بويضاتٍ أو أعراسٍ أنثوية.

يكون السرطان الحاصل على حساب الخلايا الظهارية هي الأكثر شيوعاً، وتتراوح نسبتها حوالي 80 بالمئة من مُجمل سرطانات المبيض أما الأنواع الأخرى، فهي نادرة الحدوث.  [1]

كيف يُشخّص سرطان المبيض؟

لا يوجد اختبار معين لتأكيد التشخيص بسرطان الرحم سوى إجراء الخزعة من المبيض لكن عند التوجُّه إلى طبيب النسائية تخضع المريضة للاختبارات التالية: [4]

1- فحص البطن والحوض:

وذلك بقيام الطبيب بالفحص النسائي عبر المهبل باليد اليمنى، وجسّ مناطق البطن المختلفة لكشف الكتل، والضخامات، ونقاط الألم.

2- إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو الإيكو:

وذلك لرؤية حالة المبيضين، والبنى المختلفة الموجودة في البطن، والحوض.

3- التحاليل المخبرية:

وذلك بمعايرة مواد معينة تُدعى الواسمات الورمية CIA-125، وهي غير نوعية لسرطان المبيض إذ ترتفع في حالات غير ورمية.

4- الطبقي المحوري CT:

يكشف هذا الجهاز الأورام الدقيقة والنقائل في الأعضاء الأخرى لكنه غالي الثمن، ولا يستخدم لجميع المريضات.

5- يستخدم الرنين المغناطيسي MRI بشكل أقلّ كونه باهظ الثمن.

ما هي مراحل سرطان المبيض؟

يوجد لكل نوع مراحل تُحدد تقدُّم أو تراجُع المرض وقابليته للعلاج، وطريقة العلاج المناسبة لذلك يُقسم سرطان المبيض إلى أربع مراحل حسب توضُّع الورم، وهي: [7]

– المرحلة الأولى

التي تقسم إلى ثلاثة أقسام، وهي A ،B ،C في القسم الأول يكون الورم متوضّعاً في مبيض واحد، وعند توضُّعه في كلا المبيضين يصبح القسم الثاني أما القسم الأخير يكون الورم موجوداً في الجوف البريتواني المحيط بالمبيضين.

– المرحلة الثانية

عند انتشار الورم إلى الرحم يُدعى بالقسم الأول A، وعند توزُّعه إلى بنىً أخرى موجودة في الحوض يُسمّى بالقسم الثاني B من المرحلة الثانية.

– المرحلة الثالثة

بشكل عام عند انتشار الورم إلى منطقة البطن، وتجاوزه منطقة الحوض، وقد يصيب العقد اللمفاوية، وتصبح فيه حجم الكتلة 2سم أو أكبر، ويمكن أن ينتشر إلى الطحال.

– المرحلة الرابعة

هي أكثر المراحل خطورةً حيث ينتشر فيه الورم إلى الرئتين، والكبد، أو العقد اللمفاوية الموجودة في الفخذ والصدر.

كيف يُعالج سرطان المبيض؟

يختلف العلاج حسب مرحلة تقدُّم الورم والحالة العامة للمريضة إضافةً إلى الوضع الاقتصادي، ويكون العلاج الجراحي هو الأشيع في حالات سرطان المبيض، وذلك باستئصال المبيضين عن طريق شقٍّ عبر البطن في حال عدم انتشار الورم خارج المبيضين مع أخذ عدة خزعاتٍ من العقد اللمفاوية والبريتوان المحيط بالمبيضين للتأكد من سلامة النُّسج المحيطة، وفي حال وجود كتلٍ كبيرةٍ يُفضّل إعطاء عدة جرعاتٍ من الأدوية الكيماوية لتصغير حجم الورم، وبعدها القيام بالعمل الجراحي لاستئصاله.

تتمُّ المعالجة بالأدوية الكيماوية فقط عند المريضات اللواتي لا يمكن إجراء الجراحة لديهن أو عند وجود مرحلة متقدّمة من الورم، ويكون العلاج على عدّة جلساتٍ يحدّدها الطبيب مع مراقبة استجابة الورم للعلاج، وتكون غالباً بمشاركة بين صنفين دوائيين، مثل: كاربوبلاتين وباكليتاكسيل مع إعطاء أدويةٍ مضادةٍ للغثيان والإقياء الذي يحرّضه العلاج الكيميائي.

لا يُنصح بإجراء العلاجات الشعاعية في سرطانات المبيض، ويجب متابعة كافة جلسات المعالجة الكيماوية والمراقبة الدائمة بعد العمل الجراحي للحصول على نتائج جيدة ومنع النكس. [5]

كيف تتمُّ الوقاية من سرطان المبيض؟

لا يوجد طريقة وقاية فعّالة بشكلٍ كاملٍ لكن يُنصح بالقيام بالطرق التالية حسب وضع كل مريضة: [6]

1- اتباع نظام غذائي سليم، وتخفيف الوزن، والقيام بالرياضة عند النساء المُهدّدات بالإصابة به.

2- يُفضّل تناول الأدوية المانعة للحمل الفموية كونها تنقص من الدورات الإباضية.

3- تشجيع الحمل المنتظم والإرضاع الطبيعي ،والاهتمام بالجانب النفسي والتغذوي، والمراقبة الدورية لحالة المبيضين.

المراجع البحثية

1-  What is Ovarian Cancer | Ovarian Tumors and Cysts. Retrieved June 3 ,2023

2-  Risks and causes of ovarian cancer. (2021.). Cancer Research UK. Retrieved June 3 ,2023

3- National Library of Medicine. (2022). Ovarian Cancer. Ovarian Cancer Symptoms | MedlinePlus. Retrieved June 3 ,2023

4- Professional, C. C. M. (n.d.-c). Ovarian Cancer. Cleveland Clinic. Retrieved June 3 ,2023

5- Green, A. E., MD. (n.d.). Ovarian Cancer: Practice Essentials, Background, Pathophysiology. Retrieved June 3 ,2023

6-  What Can I Do to Reduce My Risk of Ovarian Cancer? | CDC. (n.d.). Retrieved June 3 ,2023

7- What Are the Stages of Ovarian Cancer? (2017, March 7). WebMD. Retrieved June 3 ,2023

This website uses cookies to improve your web experience.