Skip links
رسم توضيحي لخلية سرطانية متواجدة داخل الرحم

سرطان الرحم

الرئيسية » المقالات » الطب » سرطان الرحم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ سرطان الرحم من الأنواع التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويُعتبر السرطان الرابع من حيث الشيّوع عند الإناث بعد سرطان الثدي، والرئة، والقولون، وله أنواع حسب التوضُّع، وأسبابه غير معروفةٍ حتى الوقت الحالي.

ما هو الرحم وكيف يتشكّل فيه السرطان؟

الرحم هو العضو التناسلي الأساسي عند الأنثى إذ يعدُّ مكان توضُّع الجنين خلال كامل فترة الحمل، وتتكون بنية الرحم من بطانة الرحم، وهي الطبقة التي تظهر أثناء الفحص النسائي، وتحتها توجد الألياف العضلية الملساء التي تتمدّد أثناء الحمل وتتقلص عند الولادة، وبعدها توجد الطبقة المَصلية التي تغطي الطبقة العضلية، وتتصل مع البُنى الخارجية الأخرى.

يتشكّل السرطان في الرحم عند الإناث اللواتي لديهن طفراتٍ في الجينات المسؤولة عن تكاثر خلايا الرحم مما يؤدي إلى انقسام هذه الخلايا بشكلٍ عشوائي ومتكرر، فتنتج بذلك كتل وحيدة أو متعددة، وتكون إما على حساب الطبقة البطانية، وتُدعى عندها بسرطان البطانة (Endometrial carcinoma). أو على حساب الطبقة العضلية الملساء، وتُدعى عندها بسرطان الخلايا الظهارية (Squamous cell carcinoma)، وله عدة عوامل بيئية مساعدة على تشكُّل السرطان، وعوامل مضادّة تعمل على الوقاية من الإصابة به. [1]

ما هي عوامل خطر تشكُّل سرطان الرحم؟

إن الأسباب البيئية التي تساعد الطفرات الوراثية على إصابة المرأة بسرطان الرحم عديدة، ويجب الانتباه لها من قبل الطبيب الفاحص والمريضة نفسها، وهذه العوامل هي:

1- العمر

يكون سرطان الرحم أشيع بشكل كبير عند المُسنّات بعد انقطاع الدورة الطمثية، ويكون متوسط عمر الإصابة 74 عاماً، وذلك بسبب الخلل الهرموني، والمعالجة المعيضة للهرمونات.

2- الهرمونات

خاصةً الهرمونات الجنسية الأنثوية الأستروجين والبروجسترون عند حدوث خللٍ في التوازن بينهما، وفي حالة ارتفاع الأستروجين بشكلٍ غير طبيعي.

3- الحالة التناسلية

يُقصد بها حالة الحمل حيث يزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم عند عدم وجود سوابق حمولٍ وولادات.

4- الأدوية

خاصةً دواء التاموكسيفين الذي يُعطى لمريضات سرطان الثدي، حيث يحرّض هذا الدواء على تشكُّل سرطان الرحم، ويُعالج سرطان الثدي، والدواء الهرموني الذي يُعطى للنساء بعد سن اليأس لتعويض هرمون الأستروجين يرفع نسبة الإصابة بسرطان الرحم أيضاً.

5- الأمراض المرافقة

تعاني مريضات السكري وارتفاع الضغط من الإصابة بسرطان الرحم بشكلٍ أكبر من النساء السليمات. كما تعاني مريضات متلازمة المبيض متعدّد الكييسات من زيادة احتمال الإصابة بسرطان الرحم، وذلك بسبب المستوى العالي من الأستروجين، وقد يصاب الرحم بفرط التنسُّج أي زيادة انقسام خلاياه، وتحوُّلها إلى خلايا سرطانية.

6- الحالة العامة

مثل: حالة الوزن حيث تعاني النساء البدينات من سرطان الرحم بشكلٍ أكبر من النحيفات، وذلك لأن الدهون تنتج نوعاً من الأستروجين، فترتفع نسبته في الدم. [2]

ما هي أعراض سرطان الرحم؟

1- إن أشيع الأعراض التي تصيب مريضة سرطان الرحم هي النزف الرحمي الشاذ، وذلك بزيادة كمية وفترة النزف خلال الدورة الطمثية في حال كانت المرأة في سن النشاط التناسلي أو يكون النزف خارج أوقات الدورة الطمثية، وبشكلٍ متكررٍ وغير طبيعي وقد تظهر خثرات إذا كانت كمية النزف كبيرةً جداً، أو يظهر هذا النزف الغزير عند الإناث المُسنّات بعد سن اليأس، وانقطاع الطمث بشكلٍ كامل، وهنا يدعو للشك بسرطان الرحم بشكل أكبر.

2- تترافق بعض الأعراض الأخرى مع النزف، مثل: المفرزات المهبلية المائية الشاذة أو تغيُّر نمط المفرزات مثلاً: تغيُّر الإفراز عند المريضة من بقع مائية شفافة تخرج من المهبل إلى بقع من الدم.

3- تعاني المريضة من ألم الحوض والبطن وانتفاخه في بعض الحالات، ويُسبّب الورم أحياناً ضغطاً على المثانة، فيحدث تكرار في عدد مرات التبول أما في المراحل المتقدمة ينقص وزن المريضة بشكلٍ كبير، وتعاني من أعراض انتقال السرطان إلى مناطق أخرى، مثل: العظام، والمبيضين. يجب زيارة طبيب النسائية فور حدوث النزف الشاذ، وخاصةً عند الكبار في السن، وإجراء الفحص الطبي، والاستقصاءات اللازمة للكشف عن السبب. [3]

ما هي الاستقصاءات اللازمة لكشف سرطان الرحم؟

عند زيارة طبيب النسائية يقوم بالسؤال عن القصة السريرية المُفصّلة، وسوابق الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات، ويبدأ بالفحص السريري النسائي بإدخال إصبع السبابة والوسطى داخل مهبل المريضة مع التعقيم الكامل، ويظهر فيها طبيعة المفرزات المهبلية، ويمكن أن يتشارك الفحص المهبلي مع جسّ البطن، حيث يمكن جسّ الكتل، ومناطق الألم في البطن والحوض إن وجدت.

عند وجود شكٍ بإصابة المريضة بسرطان الرحم يقوم الطبيب بإجراء خزعةٍ من باطن الرحم، وذلك عن طريق المهبل، وأخذ خزعةٍ من البطانة عن طريق الشفط، ويُسبّب هذا الإجراء أحياناً زيادةً في النزف الرحمي، لذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المضاعفات، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء تجريفٍ كاملٍ للبطانة مع التوسيع عبر المهبل.

عند عدم وضوح النتيجة في الإجراءات السابقة، يمكن طلب إجراء تصوير الإيكو بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، وذلك بإدخال جهازٍ إلى المهبل، وأخذ صورٍ مختلفة على شاشة العرض، وأخيراً يُنصح بصورة طبقي محوري أو رنين مغناطيسي لكشف انتقالات الورم إلى الأعضاء الأخرى. [4]

كيف يعالَج سرطان الرحم؟

يعالَج سرطان الرحم بالطريقة الأنسب تبعاً لمعايير عديدة، مثل: عمر المريضة، وحالتها الصحية العامة، ورغبتها في الإنجاب، وأمور أخرى تتعلق بالورم ذاته، مثل: حجمه، وتوزُّعه، وطبيعته، وتكون طريقة العلاج هي:

1- الجراحة

بإزالة الورم والأنسجة المحيطة به، وإرسالها إلى التشريح المَرضي، للتأكد من نجاح العملية، أو يمكن إزالة الرحم بالكامل مع المبيضين، أو إزالة الرحم لوحده مع إزالة العقد اللمفاوية المصابة.

2- العلاج الإشعاعي

وذلك بتوجيه حزمةٍ من الأشعة عالية الطاقة خارجياً إلى منطقة الورم أو داخلياً عبر استخدام جزيئات طاقةٍ معينة، وتشعيع كامل منطقة الحوض، أو منطقة الورم فقط عبر المهبل.

3- العلاج الدوائي

وهي أدوية تُعطى عن طريق الوريد في مجرى الدم أو عن طريق الفم بشكل كبسولات، ومنها العلاج الكيميائي، والمناعي، والهرموني، ويستخدم النوع الكيميائي بشكلٍ أساسي لتدمير الخلايا الورمية أو إبطاء نموّ الورم، وتكون على جلساتٍ محددة.

ويمكن تغيير الجرعة حسب تحسُّن أو سوء حالة المريضة أما الهرموني، فيستخدم في المرحلة البَدئية من السرطان، وأنواعٍ معينةٍ من الأورام أو لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع للعمل الجراحي أما العلاج المناعي، فيكون باستخدام أدويةٍ تعزُّز من فعالية الجهاز المناعي للمريضة للتغلُّب على الخلايا السرطانية، وتكون فعّالةً في أنواعٍ محددةٍ من سرطان الرحم.

4- الدعم النفسي

 يُعتبر الدعم النفسي مهماً في حالة سرطان الرحم بدءاً من الوسط المحيط بالمريضة، كالعائلة، والأصدقاء كونه يزيد من فرص نجاح المعالجة، والتخلص من السرطان. [5]

المراجع البحثية

1- Basic Information About Uterine Cancer. (2022, December 15). Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved February 16, 2024

2- Womb (uterus) cancer symptoms and treatments. (n.d.). Retrieved February 16, 2024

3- Endometrial cancer – Symptoms and causes. (2021, May 20). Mayo Clinic. Retrieved February 16, 2024

4- Website, N. (2022b, June 21). Womb (uterus) cancer. nhs.uk. Retrieved February 16, 2024

5- Uterine Cancer – Types of Treatment. (2022, April 29). Cancer. Net. Retrieved February 16, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.