سرطان الثدي
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يُصنّف سرطان الثدي في المرتبة الثانية من حيث الانتشار عند النساء حول العالم، ومعدّل الإصابة يبلغ واحدةً من أصل سبعة نساءٍ خاصةً في الأعمار التي تتراوح من خمسين إلى سبعين عاماً، وقد يُصاب به الرجال نادراً، وفرصة الشفاء منه عاليةٌ جداً.
غدة الثدي وآلية تشكُّل السرطان فيها
تنقسم غدة الثدي تشريحياً إلى عنباتٍ موجودةٍ في فصوصٍ مُقسّمةٍ بواسطة حواجز ليفية، ووظيفة العنبة هي إنتاج الحليب في فترة الإرضاع، وتتصل بالأقنية المسؤولة عن نقل الحليب لتصل إلى حلمة الثدي، ويحيط بالغدّة النسيج الشحمي.
عند حدوث طفراتٍ في الجين BRCA1، BRCA2 تقوم الخلايا في العنبات والأقنية بالتكاثر والانقسام بشكلٍ عشوائي، ويتغير شكلها ووظيفتها، ويمكن أن تبقى الخلايا السرطانية في مكانها المُحدّد أو تنتشر إلى خارج القناة، أو العنبة لدرجة إصابة الجلد المحيط بالثدي والحلمة، أو إلى البُنى البعيدة بالطريق الدموي أو اللمفاوي. [1]
ما هي أعراض سرطان الثدي؟
تختلف الأعراض بين النساء المصابات بسرطان الثدي، ويجب مراجعة طبيب النسائية في حال وجود الأعراض التالية: [2]
1- تغييرات جلدية
هي ظهور احمرارٍ وحرارةٍ موضعيةٍ على سطح الجلد أو ظهور تجاعيد في منطقةٍ معينةٍ منه.
2- تغييرات شكلية
هي تغيّرٌ في حجم الثدي المصاب مقارنةً مع الآخر أو تغيّر في شكله الطبيعي بسبب ظهور الكتلة بشكلٍ واضحٍ في منطقة من الثدي.
3- تغييرات في الحلمة
مثل: ألم الحلمة أو خروج مفرزاتٍ دمويةٍ أحياناً مع تشقُّق الحلمة وانتفاخها.
4- تغييرات تحت الإبط
يمكن تضخُّم العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط لدرجة أنه يمكن جسّها من قبل المريضة، وقد تكون مؤلمةً أو غير عرضية.
5- تغييرات في أعضاء أخرى
يشيع انتشار سرطان الثدي في الكبد، العظم، الرئتين، الدماغ، فتعاني المريضة عندها من ضيقٍ في التنفس عند انتشاره في الرئة والكسور العفوية المرضية عند انتقاله إلى العظام أو الصداع عند إصابة الدماغ.
6- تغييرات في الحالة العامة
مثل: التعب، والوهن وفقدان الوزن غير المُفسّر مع اضطراباتٍ في الشهية، وغثيانٍ، وإقياءٍ في بعض الحالات.
ما هي عوامل خطر سرطان الثدي؟
يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي نتيجة وجود عدة عوامل خطر لدى المريضة مثل: [3]
1- العوامل الجينية مثل: وجود طفراتٍ في الجينات BRCA1، BRCA2 وبدرجة أقلّ من طفرات الجينات CHEK2 ،TP53.
2- العوامل الوراثية: كوجود تاريخٍ عائلي للإصابة بسرطان الثدي عند الأقارب من الدرجة الأولى، مثل: الأم والأخت في ثدي واحد أو كليهما، وتزيد احتمال الإصابة أيضاً عند وجود عمّات أو خالات مُصابات بسرطان ثدي سابق.
3- إصابة المريضة نفسها بسرطان مبيضٍ سابق أو سرطان ثدي غير مُعالجٍ بشكلٍ كامل قد يحرُّض تكرار الإصابة في الثدي نفسه أو إصابة الثدي المقابل بالسرطان.
4- إصابة الثدي بأمراض مختلفة مثل: فرط التنسُّج في الغدة أو الأورام الحميدة، مثل: الورم الليفي في الثدي أو زيادة كثافة الثدي، وخاصةً في منطقة العنبات.
5- يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي مع تقدُّم العمر، فيبلغ وسطي عمر الإصابة 55 عام.
6- اتباع العادات الصحية السيئة مثل: التدخين، واستهلاك الكحول، والإكثار من الأطعمة التي تؤدي لزيادة الوزن مثل: السكريات، والنشويات، والدهون.
7- التعرُّض للإشعاع خلال مراحل علاج سرطان العنق أو الرأس، فيحرّض ذلك التكاثر العشوائي للخلايا.
8- العوامل الهرمونية: بالأخص زيادة الهرمونات الجنسية الأنثوية الأستروجين والبروجسترون قد تعمل على تحريض سرطان الثدي عند المريضات المؤهبات وراثياً، وذلك يحدث عند البلوغ المبكر أو حالات العقم وسنّ اليأس المتأخر.
9- قلة النشاط الحركي، وكثرة الجلوس والنوم خاصةً عند المُسنّات.
ما هي طرق كشف سرطان الثدي؟
توجد طرق أخرى غير تقنية الماموغراف للكشف عن سرطان الثدي، ويُعتبر الفحص السريري عند الطبيب في العيادة أو المنزل من الطرق المفيدة والبسيطة، ويتمُّ الفحص الذاتي للثدي بالطريقة التالية: [8]
1- يتمُّ أولاً تأمُّل الشكل الخارجي للثدي، وملاحظة أي تغييرات في الحجم، والشكل، والتناسق مع الثدي المقابل، وملاحظة شكل الحلمة وبنيتها ومفرزاتها، وبعدها تتمُّ مرحلة الجسّ، وذلك من المحيط إلى المركز بمسارٍ دائري ليشمل كامل الغدة مع جسّ الحلمة والعقدة اللمفاوية الإبطية لتحري ضخامتها. [4]
2- عند كشف كتلة في الثدي أثناء الفحص يجب الانتباه إلى قوامها حيث تدلُّ القساوة على الخَباثة، ومدى التصاقها بالنُّسج المحيطة حيث تكون الكتل الورمية ملتصقةً بشدةٍ بالشحم والعضلات أما السليمة تكون متحركةً بشكل حرّ، ويتمُّ الفحص بوضعياتٍ مختلفة، مثل: رفع اليدين أو وضعهما خلف الظهر ليشمل الفحص كامل منطقة الثدي، ويتمُّ تكرار الفحص بالثدي المقابل، ومراجعة الطبيب عند الشكّ بالكتلة.
3- يُنصح بإجراء تقنية الإيكوغراف أكثر من الماموغراف عند الشابات بسبب زيادة النسيج في غدة الثدي، وكبر حجم الثدي مقارنةً مع المُسنّات، وبالتالي قد لا تظهر النتيجة المطلوبة في الماموغراف، وفي حالاتٍ نادرة يطلب الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي لكشف الكتل الصغيرة أو النقائل الموجودة في النُّسج الأخرى.
4- يقوم الطبيب بأخذ الخزعة في عيادته، وهي طريقةٌ مؤكدة 100بالمئة، ويتمُّ ذلك بإدخال إبرةٍ رفيعةٍ مع إجراء تخديرٍ موضعي في منطقة الكتلة، وتؤخذ عينة، ويتمُّ فحصها تحت المجهر لمعرفة مرحلة الورم ومدى تمايز الخلايا الموجودة فيه، ويمكن تكرار الخزعة حوالي ثلاث مرات لتجنُّب الخطأ في الفحص، وتُدعى هذه الطريقة بخزعة الإبرة الرفيعة (Fine Needle Biopsy) أو FNB، ويمكن إجراء خزعة للعقد اللمفاوية الإبطية، وتُدعى بخزعة العقدة الحارسة (Sentinel lymph Node)، وذلك لتحديد نوع العمل الجراحي المناسب.
ما هي مراحل تقدُّم سرطان الثدي؟
يوجد تصنيفٌ مخصص للسرطانات لمعرفة مدى تقدم الورم وانتشاره وقابليته للمعالجة، ويُدعى TNM، وله ثلاثة محاور رئيسية حيث يشير حرف T إلى توضُّع الورم أما N فيشير إلى إصابة العقد اللمفاوية المحيطة بمنطقة الورم أما M يشير إلى النقائل التي يمكن أن يعطيها الورم البدئي.
1- المرحلة الأولى
يكون الورم فيه متوضّعاً في العنبة أو القنية، ويبدأ بالانتشار للنسيج المحيط، ويظهر ذلك بالفحص المجهري لهذه الخلايا، ويكون حجم الورم أقل من 2 سم.
2- المرحلة الثانية
يكون فيها الورم أكبر من 2 سم وأصغر من 5 سم، ولا توجد فيه إصابة للعقد اللمفاوية المحيطة.
3- المرحلة الثالثة
ينتشر فيها الورم إلى العقد اللمفية، وأحياناً إلى العضلات الموجودة حول غدة الثدي.
4- المرحلة الرابعة
هي الحالة الأخطر التي يكون فيها الورم غازٍ للمنطقة المجاورة والأعضاء الأخرى مثل: الكبد، الرئتين، العظم، الدماغ.
يوجد تصنيفٌ آخر حسب درجة تمايز الخلايا يُدعى Grade الذي يكشفه مخبر التشريح المرضي بعد إجراء الخزعة المطلوبة، ويقسم إلى ثلاث درجات:
Grade1: تكون فيه الخلايا السرطانية غير متمايزة أي تشبه لدرجةٍ كبيرة خلايا غدة الثدي السليمة في الشكل و الوظيفة.
Grade 2: تخضع الخلايا السرطانية فيه لبعض التغييرات الشكلية والوظيفية بدرجةٍ متوسطة.
Grade 3: تكون فيه الخلايا السرطانية متمايزةً بدرجة كبيرة، ويغلب عليها صفات التسرْطُن مثل: تغيُّر حجم النواة، وكمية السيتوبلاسما، وهي الدرجة الأخطر. [5] [7]
ما هي طرق علاج سرطان الثدي؟
يُعالج سرطان الثدي بعدّة طرقٍ، وأهمُّها العلاج الجراحي، وذلك حسب درجة تقدُّم المرض والحالة العامة للمريضة، ورغبتها وعمرها، وتكون الخيارات الجراحية كالتالي:
1- إزالة كتلة الورم لوحدها مع بعض النُّسج السليمة المحيطة بها، وتُدعى هذه العملية بالمعالجة المحافظة (Conserving Surgery).
2- إزالة الكتلة مع الثدي المصاب ويمكن إزالة بعض العقد اللمفية المصابة الموجودة تحت الجلد، وتُدعى هذه العملية باستئصال الثدي الجزئي (Mastectomy (Simple.
3- يتمُّ إزالة الثدي مع الحلمة، والهالة المحيطة بها، والعقد اللمفية الموجودة تحت الإبط في عملية تُدعى (Modified radical Mastectomy).
4- عند المريضات ذوات الخطورة العالية يتمُّ استئصال الثدي مع الثدي المقابل لوجود احتمال كبير للإصابة والنكس في المستقبل.
5- عندما يكون حجم الكتلة كبيراً يُنصح بإعطاء الأدوية الكيماوية التي تساعد على تصغير حجم الورم وحصره في مكانٍ ملائمٍ لإجراء العمل الجراحي، وتُدعى العملية (Neoadjuvant therapy).
6- يمكن إجراء إعادة تصميمٍ للثدي بعد استئصاله بناءً على رغبة المريضة، وذلك بمساعدة أخصائي الجراحة التجميلية باستخدام مادة السيليكون أو خلايا طبيعية جذعية من جسم المرأة نفسها.
7- الأنواع الأخرى للمعالجة هي المعالجة الشعاعية التي يُنصح بها لدى جميع المريضات الخاضعات للعمل الجراحي، وذلك لاستهداف الأورام أو البقايا الورمية الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة أثناء الجراحة، وتكون بتوجيه أشعةٍ تحدّد كميتها بناءً على حالة المريضة، وعدد الجلسات، والمدة الزمنية لكل جلسة.
المعالجة الدوائية:
تكون باستخدام أدوية كيماوية أو هرمونية تستهدف مُستقبلات الهرمونات الجنسية الأنثوية، كالأستروجين، والبروجسترون، ومن أشهر الأدوية الهرمونية التاموكسيفين (Tamoxifen) عند المريضات الشابات، ومثبطات أنزيم الأروماتاز عند المريضات المُسنّات، وينصح باختبار إيجابية هذه المُستقبلات قبل إعطاء الأدوية الهرمونية لضمان فعاليتها.
المعالجة الهدفية:
يقصد بها استخدام أدويةٍ معينةٍ تستهدف مُستقبلات HER2 هو عامل النمو البطاني البشري، ويجب التحرّي أيضاً عن إيجابيته لدى المريضة ومن أشهر الأدوية الهدفية تراستوزوماب (Trastuzumab)، ويفيد العلاج في منع الخلايا السرطانية من النمو، والتكاثر، وزيادة قابلية الجهاز المناعي لمحاربة الأورام الخبيثة.
تستخدم كافة المعالجات التالية لإتمام مراحل الشفاء بعد العمل الجراحي، وهي ليست فعّالةً في بعض أنواع السرطانات، مثل: النوع 3N يقصد به سلبية مُستقبلات الأستروجين والبروجسترون، وعامل النمو البطاني البشري لذلك يُكتفى بالعلاج الجراحي والإشعاعي في هذه الحالة. [6]
المراجع البحثية
1- What Is Breast Cancer? (2022, March 9). Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved June 8, 2023
2- Breast cancer – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, December 14). Mayo Clinic. Retrieved June 8, 2023
3- breast cancer, prof. Mike.Dexon(2013). Dar Al-Mualef Saudia-Al riad. Screening (25-26-27) Retrieved June 8, 2023
4- Breast Self-Exam: How To Check for Breast Lumps and Changes. (2021, May 28). Retrieved June 8, 2023
5- Breast Cancer Stages. (2019, September 17). Retrieved June 8, 2023
6- Breast Cancer – Types of Treatment. (2023, May 9). Cancer.Net. Retrieved June 8, 2023
7- National Breast Cancer Foundation. (2022, March 17). What is breast cancer staging? [Video]. YouTube. Retrieved June 8, 2023
8- RafflesHospital. (2018, November 16). Breast Self-Examination (It Can Save Your Life [Video]. YouTube. Retrieved June 8, 2023
Comments are closed.