تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الفتق الإربي، أو الفتق المغبني (Inguinal Hernia)، أو الفتاق باللغة العامية هو أشيع أنواع الفتوق، ويُشكل حوالي 75 بالمئة منها، وهو خروج جزء من الأمعاء الدقيقة عبر فتحةٍ في جدار البطن السفلي إلى الناحية الإربية أو المغبنية.

ما أنواع الفتق الإربي؟

يُقسم إلى نوعين أساسين حسب آلية تشكُّل كل منها، وعمر الإصابة، وموقعها، وهما: ^[1]

1- الفتق المباشر

يحدث عند كبار العمر بشكلٍ شائعٍ نتيجة ضعف عضلات الجدار السفلي للبطن بسبب تخرُّب الأنسجة وارتخائها مع تقدُّم العمر حيث تخرج قطعةٌ من الأمعاء مباشرةً من الفتحة الإربية السطحية، وتبرز تحت الجلد على شكل انتفاخٍ يقع في القسم الأنسي (أي أقرب إلى الخط المتوسط) من الشريان الشرسوفي السفلي، ويتميز موقعه بالمثلث التشريحي الذي يُدعى مثلث هسلباخ (Hesselbachs Triangle).

2- الفتق غير المباشر

يحدث عند الأطفال والرضع نتيجة عدم انغلاق الفتحة التي تنزل منها الخصية والحبل المنوي من البطن إلى المنطقة الإربية أثناء الحياة الجنينية حيث تنزل قطعة من الأمعاء الدقيقة على مسار الحبل المنوي من الفتحة الإربية العميقة، وترتكز في كيس الصفن إلى جانب الخصية، ويكون الفتق وحشي الشريان الشرسوفي السفلي (بعيداً عن الخط المتوسط)، وهو النمط الأشيع.

تكون الفتوق الإربية أشيع عند الذكور بسبب احتمالية بقاء الفتحة التي تنزل منها الخصية إلى كيس الصفن مفتوحةً بعد الولادة أما لدى الإناث تكون الفتحة أصغر بشكلٍ عام (ينزل منها الرباط الذي يثبت الرحم)، واحتمال انغلاقها أكبر.

ما هي أسباب الفتق الإربي؟

السبب الأكبر لحدوث الفتق الإربي، وخاصةً المباشر هو حدوث ارتفاع ضغطٍ داخل البطن، ومن العوامل التي تُسبّب الضغط على جدار البطن السفلي هي: ^[2]

1- السعال والعطاس المزمن الذي يستمر أكثر من ثلاثة أشهر بسبب التشنُّج والضغط الحاصل على الحجاب الحاجز.

2- الجراحات السابقة على جدار البطن أو ناحية الحوض، وتُسبّب بذلك زيادة ضعف العضلات البطنية، وعدم تحمُّلها للضغط.

3- حمل الأشياء الثقيلة، مثل: رفع الأثقال في النوادي الرياضية، والمهن التي تتطلب الجهد والتعب على المنطقة البطنية.

4- الولادات المتكررة سواءً أكانت الولادة طبيعيةً، أو قيصريةً، والإجهاضات.

5- أمراض النُّسج الضامّة التي تُسبّب خللاً في بنية وعدد الألياف الكولاجينية التي تدعم العضلات.

6- المهن التي تتطلب الوقوف لفتراتٍ طويلةٍ، مثل: المعلمن، وأطباء الأسنان.

7- التمارين العنيفة، والتدخين، والبدانة.

8- العوامل الوراثية، والتشوُّهات الخلقية، والولادة المبكرة (الخداجة).

ما هي أعراض الفتق الإربي؟

قد يكون الفتق الإربي لا عرضياً أو يكون ذا أعراضٍ متوسطة، مثل: ^{[3] [4]}

1- وجود انتفاخٍ أو كتلة الفتق في الناحية الإربية تُسبّب إزعاجاً للمريض أو تورُّم كيس الصفن عند الذكور، وتظهر بوضوحٍ عند السعال أو الإمساك.

2- إحساس بالألم والثقل في المنطقة السفلية من البطن.

3- قد يعاني المريض من الإمساك بسبب انحشار جزءٍ من الأمعاء بكيس الفتق.

4- الإحساس بالحرقة في منطقة الحوض، وينتشر إلى القدم.

ما هي الأعراض الشديدة للفتق الإربي عند الإهمال؟

قد تظن الأم أن طفلها يبكي بسبب الفتق إلا أنه العكس يظهر كيس الفتق عندما يبكي الطفل، ويزيد تشنُّجه وضغطه على جدار البطن، وعند إهمال الأعراض، وعدم مراجعة الطبيب تسوء حالة المريض، وتحدث معه التظاهرات التالية: ^{[3] [4]}

1- يُسبّب بقاء جزءٍ من الأمعاء في الناحية الإربية اختناقه، وانقطاع التروية عنه مما يؤهّب للتموُّت والتنخُّر.

2- يُسبّب ذلك أيضاً انسداداً في الأمعاء، والمعاناة من الإمساك المستمر.

3- يُسبّب التورُّم والألم في جهة الإصابة شعور المريض بالتعب، والغثيان، والإقياء.

4- الحرارة العالية والتوعُّك دليلٌ على الإصابة بالعدوى والالتهاب.

كيف يُعالَج الفتق الإربي؟

عند أول زيارةٍ للمريض يقوم الطبيب بالكشف عن المنطقة المصابة بالفتق، ومحاولة ردّ الفتق إلى مكانه الأصلي باستعمال يديه، وعندما ينجح بذلك يطلب من المريض مراجعته دورياً خوفاً من حدوث النكس، وتكرر الإصابة. أما إذا كان الفتق الإربي غير قابلٍ للردّ، فيُنصح بإجراء العمل الجراحي الفوري، وخاصةً عند الأطفال خوفاً من تحوُّله إلى فتقٍ مختنق، وتتعدد أساليب الجراحة بين الجراحة التقليدية والتنظيرية حسب التقنيات المتوفرة، وحالة المريض، ويقسم العلاج كالتالي:

1- الجراحة التنظيرية أو (Keyhole)

وذلك بإجراء عدة ثقوبٍ في الناحية السفلية للبطن، ويقوم الطبيب بإدخال أنبوبٍ رفيعٍ مزودٍ بكاميرا فيديو دقيقة، ويتوجه بها نحو مكان الفتق، ويقوم بإدخال أدوات العملية عبر الثقوب الأخرى، ويردّ الفتق إلى مكانه ما دامت التروية موجودة، وتُعتبر هذه الطريقة آمنةً وسهلةً، ومدة الشفاء قليلة بالمقارنة مع الجراحة التقليدية، ويمكن القيام بهذه الجراحة بواسطة الطبيب الجراح أو الروبوت الذي يتحكم به طبيبٌ أخصائي.

2- الجراحة التقليدية أو المفتوحة (Open Surgery)

هي إجراء شقٍّ أسفل البطن وردّ الفتق في حال وجود تروية، وإذا كانت القطعة المعوية متموّتةً بسبب انعدام التروية الشريانية يقوم الجراء بقصّ الجزء المتموِّت وفتح مفاغرة عبر الجلد ليتمكن المريض من التغوط، وبعد فترة الاستشفاء يطلب الطبيب عملية أخرى لربط نهايتي الأمعاء ببعضها في حال كان وضع المريض جيداً، وهذه الطريقة أكثر خطورةً من التنظير ومضاعفاتها كثيرة، وهي:

1- النزف أثناء العمل الجراحي.

2- حدوث عدوى إنتانية في مكان جرح العملية.

3- إصابة عصب أو وعاء دموي عن طريق الخطأ.

4- مضاعفات التخدير المختلفة.

يمكن اختيار تقنية التخدير المناسبة لحالة المريض الصحية، كالتخدير الكلي أو النصفي الذي يفقد فيه المريض الحسّ في الجزء السفلي من الجسم، أو التخدير الموضعي الذي يفقد فيه الحسّ في المنطقة الإربية من الحوض فقط.

كيف نتجنّب نكس الفتق الإربي؟

بعد إجراء العمل الجراحي يُنصح بالقيام بعدة أمور لمنع ظهور الاختلاطات، وللوقاية من نكس الفتق الإربي، وهذه الأمور هي: ^{[5] [6]}

1- تناول المُسكّنات الموصوفة من قبل الطبيب والصادّات الحيوية للوقاية من الإنتان.

2- يُنصح بتجنُّب رفع الأشياء الثقيلة لكيلا يفتح مكان الجرح.

3- تجنُّب الإمساك عبر أخذ الأدوية المليّنة، وشرب السوائل بكثرة.

4- إنقاص الوزن عبر اتباع حميةٍ غنيةٍ بالألياف، كالفواكه، والورقيات الخضراء، والابتعاد عن الشحوم قدر الإمكان.

5- معالجة الأمراض المرتبطة بالسعال والعطاس المزمن لتخفيف الضغط على بطن المريض.

6- عدم حبس البول لفترةٍ طويلة، وعدم إطالة الجلوس في وضعية القرفصاء في الحمام.

7- تنظيف مكان الجرح جيداً بالمُعقّمات وقطع الشاش النظيفة، وتبديلها باستمرار.

8- مراجعة الطبيب دورياً بعد فترة الاستشفاء للتأكد من نجاح العمل الجراحي.