Skip links
زجاجة بها زيت شفاف وبجانبها ثمار الخروع

زيت الخروع

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو زيت الخروع؟

هو زيتٌ نباتيٌّ لونه أصفر شاحب، يتمُّ استخراجه من حبوب الخروع التي تزرع بشكلٍ رئيسي في أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والهند، والبلدان الأكثر شيوعاً التي تنتج زيت الخروع هي البرازيل، والصين، والهند. يتكون من حوالي 90 بالمئة من حمض الريسينوليك، و4 بالمئة من حمض اللينوليك، و3 بالمئة من حمض الأوليك، وأقل من 1 بالمئة من حمض اللينولينيك.

يتميز بأنه لزجٌ غير متطايرٍ، وغير جاف، مما يجعله يستخدم في أغراضٍ متعددة منذ آلاف السنين، وحتى يومنا هذا، يستخدم في العديد من المجالات الطبية، والغذائية، والصناعية، والصيدلانية، مثل: إضافته إلى الأطعمة، والأدوية، ومنتجات العناية بالبشرة، واستخدامه كعنصرٍ للتشحيم الصناعي، ووقود الديزل الحيوي. قديماً كان الناس يستخدمونه كوقودٍ في المصابيح، وكانوا يعطونه للمرأة لتحفيز المخاض قبل الولادة، وغيرها من الاستخدامات. [1] [2]

كيف يتمُّ استخراج زيت الخروع؟

بما أن حبوب زيت الخروع تحتوي على حوالي 30 إلى 50 بالمئة من الزيت، لذلك يتمُّ استخلاص زيت الخروع من حبوب الخروع، وذلك إما عن طريق الضغط الميكانيكي، أو الاستخلاص بالمذيبات، أو مزيجٍ بينهما وفق الخطوات التالية: [1]

1- حصاد البذور

2- تجفيف البذور

تترك البذور لتجفّ حتى يتهتك هيكل البذرة، مما يساعد على تحرير البذرة الموجودة داخله.

3- نزع القشور (الهيكل) من البذرة

يتمُّ إجراء ذلك ميكانيكياً أو يدوياً.

4- تنظيف البذور

بإزالة أي مواد غريبة، مثل: العيدان، أو السيقان، أو الأوراق، أو الأتربة، أو الرمال، أو الأوساخ باستخدام سلسلةٍ من الشاشات أو البكرات الدوارة، كما يمكن للمغناطيس الذي يتمُّ تثبيته على السيور الناقلة التقاط قطع الحديد.

5- تسخين البذور

يتمُّ تسخين البذور باستخدام البخار لإزالة الرطوبة، ولجعل الجزء الداخلي من البذور صلباً، حيث تساعد عملية التصلب هذه في عملية استخراج الزيت لاحقا ثم يتمُّ بعد ذلك تجفيف البذور المطبوخة، كما إن عملية التسخين هذه تعمل على تعطيل الأنزيم السام الموجود في البذور، والذي يدعى الريسين، وهذا ما يجعل الزيت الناتج آمناً للاستخدام.

6- عملية الاستخراج

يتمُّ استخدام مكبسٍ لولبي هيدروليكي عالي الضغط لسحق بذور الخروع، وذلك لتسهيل استخراج الزيت، ويمكن إجراء هذه العملية عند درجة حرارة منخفضة، ولكن يتمّ استخلاص حوالي 45 بالمئة فقط من محتوى البذور من الزيت، بينما استخدام درجات حرارة مرتفعة يزيد من كفاءة الاستخراج، ويعطي مردوداً مرتفعاً من الزيت يصل إلى حوالي 80 بالمئة من المحتوى.

ويتميز زيت الخروع المعصور على البارد على أنه يحتوي على نسبةٍ أقل من الحمض واليود، كما أنه أخفّ في اللون من زيت الخروع المستخرج بالمذيبات. بعد استخلاص الزيت من البذور يتمُّ جمعه وتصفيته، أما كعكة الخروع الناتجة عن عملية الضغط لاستخراج الزيت يتمُّ إخراجها من المكبس، حيث تحتوي على حوالي 10 بالمئة تقريباً من محتوى زيت بذور الخروع (لأنه أثناء عملية السحق يتمُّ استخراج الجزء الأكبر من زيت بذور الخروع)، ولاستخراج الزيت المتبقي من كعكة الخروع يتمُّ سحقها، ويستخلص الزيت منها بواسطة المذيبات، مثل: الهكسان، أو الهيبتان باستخدام أجهزة الاستخلاص.

7- ترشيح (تنقية) زيت الخروع

يحتوي الزيت المستخلص على شوائب يتمُّ استخدام أنظمة الترشيح لإزالتها، حيث تتميز أنظمة الترشيح بقدرتها على إزالة الجزيئات الكبيرة والصغيرة الحجم، وأي غازاتٍ مذابة وأحماض، وحتى فصل الماء من الزيت، ويكون الزيت الخام الناتج أصفر باهتاً.

8- تكرير الزيت

يتضمن الخطوات التالية (إزالة الصموغ، والتحييد، والتبييض، وإزالة الروائح)، عادةً ما يتمتع زيت الخروع المكرر بفترة صلاحيةٍ طويلة تبلغ حوالي 12 شهراً طالما أنه لا يتعرض للحرارة المفرطة، فيصبح الزيت بعد التكرير والتبييض عديم اللون أو شبه عديم اللون.

9- تعبئة الزيت

تتمُّ تعبئة الزيت الناتج في العبوات المناسبة، ويحكم إغلاقها.

ما هي فوائد زيت الخروع؟

1- مليّنٌ قوي

يشتهر زيت الخروع باستخدامه طبياً كمليّنٍ (معالج للإمساك)، حيث أظهرت دراسة في عام 2011 أنه عندما يتناوله كبار السن، انخفضت لديهم أعراض الإمساك، كما أظهرت دراسةٌ أخرى فعاليته في تطهير الأمعاء عند الناس قبل خضوعهم لتنظير القولون.

لأنه عند تناول زيت الخروع، فإنه يتحلل في الأمعاء الدقيقة، ويحرر حمض الريسينوليك (حمض دهني رئيسي في زيت الخروع)، وبعد امتصاص الأمعاء لحمض الريسينوليك، تزداد حركة العضلات التي تقوم بدفع المواد عبر الأمعاء، وهذا يساعد على تنظيف الأمعاء، لذلك يعتبر مليّناً قوياً لمعالجة الإمساك.

ومساعداً في تنظيف الأمعاء قبل الإجراءات الطبية، وقد تمّت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) كمليّنٍ محفّز، ويعدُّ زيت الخروع آمناً عند تناوله بجرعاتٍ صغيرة، ولكن الجرعات الكبيرة منه تسبّب تشنّجاتٍ في البطن، والغثيان، والإقياء، والإسهال.

2- مرطب طبيعي

بما أن زيت الخروع غنيٌّ بحمض الريسينوليك، والذي يعتبر حمضاً دهنياً أحادياً غير مُشبع يعمل كمرطبٍ انسدادي أي أنه يمنع أو يقلل من فقدان الماء خلال طبقة الجلد الخارجية، لذلك يمكن استخدامه لترطيب البشرة، حيث يضيف المصنّعون زيت الخروع إلى مستحضرات التجميل، والمكياج، ومزيلات المكياج كونه مادة مرطبة.

لذا يمكن استبدال استخدام منتجات الترطيب التي يتمُّ بيعها في المتاجر باستخدام زيت الخروع كمرطبٍ طبيعي، وذلك للتقليل من التعرُّض لضرر المكونات المضافة لمنتجات الترطيب، مثل: المواد الحافظة، والعطور والأصباغ، والتي يمكن أن تسبّب تهيج الجلد، وضرراً بالصحة عموماً، ولكون زيت الخروع غير مكلف.

يفضل عند استخدام زيت الخروع تخفيفه بزيوتٍ أخرى تستخدم للعناية بالبشرة، مثل: زيت اللوز، أو زيت الجوجوبا، أو زيت الزيتون، أو زيت جوز الهند كونه سميك، ويمكن أن يسبّب تهيُّجاً للبشرة، لكن لابدّ من اختبار الحساسية تجاه زيت الخروع قبل استخدامه، لأنه يمكن أن يسبّب ردّ فعلٍ تحسُّسي عند بعض الأشخاص، وذلك بتطبيقه على مساحةٍ صغيرةٍ من الجلد قبل تطبيقه على مساحاتٍ أكبر من الجلد.

3- يساعد في التئام الجروح

إن زيت الخروع يخلق بيئةً رطبةً عند تطبيقه على الجروح، مما يساعد على منع الجفاف، وتسريع شفاء الجروح، كما أن حمض الريسينوليك الموجود في زيت الخروع، يمتلك خصائص مضادةً للالتهاب، ومخففةً للألم، لذلك له دورٌ مهمٌّ جداً في التقليل من التهاب الجلد، وتعزيز الشفاء، وتخفيف الألم عند الأفراد المصابين بالجروح.

ويستخدم المرهم الشعبي فينيليكس، لمعالجة الجروح المزمنة والحادة، والتقرحات الجلدية، لأنه يحتوي على مزيجٍ من زيت الخروع، وبلسم بيرو المشتق من شجرة ميروكسيلون بلسموم، حيث يساعد في التقليل من الروائح، ويحمي الجروح، ويخلق بيئةً رطبةً لتعزيز شفاء الجروح.

وفقاً لدراسة حالةٍ أجريت في عام 2013، أنه عند تطبيق رذاذٍ مكوّنٍ من مزيج بلسم بيرو، وزيت الخروع، وإنزيم التربسين على جرحٍ جراحي في البطن عند رجلٍ مسنّ يبلغ من العمر 81 عاماً، لوحظ أن الجرح تماثل للشفاء مع الأخذ بعين الاعتبار أن زيت الخروع لا يستخدم لمعالجة الجروح بمفرده، بل لابدّ من وجود مزيجٍ من المكونات في العلاجات المطبقة على الجروح.

4- لتنظيف وتخزين أطقم الأسنان

إن أطقم الأسنان تنمو عليها عدد من البكتيريا والفطريات، مثل: الفطريات المبيضات إذا لم تنظف بشكلٍ جيد باستمرار، ويمكن أن تسبّب ما يسمّى التهاب الفم الناجم عن أطقم الأسنان، وهو عبارةٌ عن التهابٍ، واحمرار، وتهيج يحدث في الفم في حال لم تنظف أطقم الأسنان، وتخزن بشكل مناسب. لذلك إن استخدام زيت الخروع لتنظيف أطقم الأسنان يقلّل من خطر الإصابة بالتهاب الفم الناتج عن أطقم الأسنان الملوثة، لأنه يساعد في القضاء على البكتيريا والفطريات.

كما أظهرت دراسة بأن نقع الأسنان الأكريليكية الملوثة لمدة حوالي 20 دقيقة في محلول يحتوي على 10 بالمئة من زيت الخروع، يقلّل من وجود بكتيريا (Candida albicans)، والبكتيريا الضارة، مثل: المكورات العقدية، والمكورات العنقودية الذهبية.

كما أظهرت دراسة في عام 2013 أجريت على 30 شخص من كبار السن المصابين بالتهاب الفم الناتج عن أطقم الأسنان أن المعالجة بغسول الفم الحاوي على زيت الخروع ساهم في التحسن لديهم بشكل ملحوظ، وأثبتت دراسة أيضاً أن تنظيف أطقم الأسنان بالفرشاة، ونقع الفرشاة في محلولٍ يحتوي على زيت الخروع خفّض بشكلٍ كبيرٍ في عدد المبيضات لدى المسنين الذين يستخدمون أطقم الأسنان.

5- تحريض المخاض

لقد استخدم زيت الخروع لعدة قرون كمساعدٍ أثناء المخاض والولادة، حيث أظهرت دراسة استقصائية أجريت في عام 1999 أن 93 بالمئة من القابلات في الولايات المتحدة يستخدمن زيت الخروع للحثّ على المخاض، ولكن رغم أن بعض الدراسات أظهرت أنه يساعد في ذلك، إلا أن دراساتٍ أخرى لم تثبت فعاليته.

6- مضاد للالتهابات

أثبتت أبحاث تمّ إجراؤها على الحيوانات أنه عند تطبيق زيت الخروع على بشرتهم، فإنه يخفف من التورم والألم الناتجين عن الالتهاب، وذلك بفضل حمض الريسينوليك، وأظهرت دراسة أجريت على البشر أن زيت الخروع فعالٌ في معالجة التهاب المفاصل بما في ذلك الركبة، مثل: الدواء المضاد للالتهابات غير الستيرويدي (NSAID)، ولكنه إجراءٌ بحاجة الكثير من الأبحاث بما يخصُّ ذلك. [2] [3]

المراجع البحثية

1- R. Patel, V., G. Dumancas, G., Viswanath, L. C. K., Maples, R., & J. Subong, B. J. (2016). Castor Oil: Properties, Uses, and Optimization of Processing Parameters in Commercial Production. National Library of Medicine The National Center for Biotechnology Information. Retrieved March 7, 2024

2- Seitz, A., & Kubala, J. (2023, November). 4 Benefits and Uses of Castor Oil. healthline. Retrieved March 7, 2024

3- Sheikh, Z., & WebMD Editorial Contributor. (2023, September). The Health Benefits of Castor Oil. webmd. Retrieved March 7, 2024

  1. المسمار اللحمي - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.