Skip links
رسم توضيحي لصندوق ثلجي يحوي على قلب ورئتين وكبد

زراعة الأعضاء

الرئيسية » المقالات » الطب » زراعة الأعضاء

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي زراعة الأعضاء؟

زراعة الأعضاء هي إزالة عضوٍ من شخصٍ سليمٍ مُعطٍ، ونقله إلى شخصٍ آخر مريض، ويُعتبر قصور أو فشل العضو هو الاستطباب الأساسي للزرع، وقد سُجّلت أول حالة زرع عضوٍ لإنسانٍ في تاريخ البشرية عام 1954، وكان العضو الأول هو الكلية، وبعدها تتالت عمليات الزرع من كبد وبنكرياس، ولكن قلَّت فرص نجاح هذه العمليات بسبب حدوث الرفض المناعي، ويعدُّ النظام الأمريكي في نقل الأعضاء وزراعتها من أفضل الأنظمة، وتعدُّ العظام، والأوتار، والجلد من أكثر الأعضاء التي تتمُّ زراعتها في الولايات المتحدة الأمريكية. [1]

ما هي شروط التبرُّع بالأعضاء؟

1- لا توجد ضوابطٌ كثيرة على عمر المُعطي أو جنسه، لذلك يمكن تبرُّع الأطفال بأعضائهم أيضاً بشرط التوافق في الزمرة الدموية والنسيجية بين المُعطي والآخذ.

2- يجب أن يكون العضو لدى الشخص المُتبرِّع سليماً تماماً، ويملك عضواً آخر يساعده على متابعة حياته بصحةٍ جيدة مثل: الكليتين، أو جزءٍ من الكبد.

3- يمكن أن يؤخذ العضو من شخصٍ متوفٍ سريرياً بشرط موافقة أهله، والتأكد من انعدام فرصه في الحياة، وهنا يمكن التبرُّع بالقلب، والرئتين، وغيرها من الأعضاء السليمة لديه.

4- يجب أن تُجرى عملية زرع الأعضاء بعد استهلاك جميع الحلول، والعلاجات الدوائية والجراحية، حيث تكون دائماً آخر حلٍّ علاجيٍّ في القائمة.

5- لا يمكن لمرضى السرطانات الفعّالة التبرُّع بأعضائهم خوفاً من وجود نقائل إلى العضو المراد التبرُّع به، ولكن في حالات السرطانات المعالَجة منذ وقتٍ طويل يمكن التبرُّع بأعضائهم إذا لزم الأمر.

6- يسمح للأشخاص المُدخنين والمُتعاطين للكحول التبرُّع بأعضائهم شرط التأكد من سلامة أعضائهم.

7- يمكن للأشخاص غير القادرين على التبرُّع بالدم إعطاء أعضائهم ما لم يؤثر إزالة هذا العضو على صحتهم الجسدية.

8- بعد عملية زرع الأعضاء تُجرى مراقبةٌ دائمة للمريض، وفترة الاستشفاء تكون أسبوعين على الأقل خوفاً من حدوث ردِّ فعلٍ مناعيٍّ شديد مُهدّدٍ للحياة.

9- تُعطى الأدوية المُثبطة للمناعة، مثل: الميثوتركسات (Methotrexate) بعد العملية مدى الحياة، وتُعدّل الجرعة حسب حاجة المريض. [2]

ما هي استطبابات زراعة الأعضاء؟

1- تُستطبُّ زراعة العضو في حال إصابته أو عدم إمكانية القيام بوظيفته بشكلٍ كامل، مثل: حالة قصور القلب أو فشله، حيث يصبح القلب عند المريض غير قادرٍ على ضخّ الدم بكميةٍ كافية، فيصاب المريض بنقص الأكسجة، وتموُّت الأعضاء، ويُستطبُّ الزرع أيضاً في حالات قصور الكلية الشديد، وهي آخر مرحلة من قصور الكلية، فيصبح المريض غير قادرٍ على إزالة السموم والأدوية من الجسم، ويصاب بالفشل الكلوي.

2- يُستطبُّ زرع القرنية عند بعض الأشخاص المكفوفين نتيجة إصابةٍ في القرنية أو الإصابة بمرضٍ وراثي، وهذه العملية دقيقةٌ للغاية، لكن احتمال الرفض المناعي قليل لعدم وجود أوعيةٍ دموية في القرنية.

3- أشيع استطبابٍ لزراعة الأعضاء هي الطعوم الجلدية الذاتية (Autograft)، التي تؤخذ من الشخص نفسه عند الإصابة بالحروق على مساحاتٍ واسعةٍ من جسم المريض، حيث تؤخذ رقعةٌ جلديةٌ من منطقةٍ سليمة، وتتمُّ زراعتها في أماكن الحرق، وهي من العمليات الآمنة لعدم وجود احتمال رفضٍ مناعي.

4- إصابة الأوعية في الحوادث الرضّية أو بسبب أمراضٍ مزمنة، وفيها يأخذ الطبيب جزءاً من وعاءٍ سليمٍ عند الشخص نفسه، ويزرعها مكان الإصابة.

5- تُجرى عمليات زرع البنكرياس عند الأشخاص المصابين بمرض السكري لفترةٍ طويلة، حيث لا يمكن ضبط مستوى السكر لديهم رغم العلاجات الدوائية التقليدية. [3] [4]

ما هو الرفض المناعي لزراعة الأعضاء؟

الرفض المناعي لعملية زراعة الأعضاء هو تشكيل جسم المريض أضداداً تهاجم خلايا العضو المزروع بسبب عدم تطابق النمط النسيجي بشكل كافٍ، فيُعتبر الجهاز المناعي أن العضو المزروع جسمٌ غريب، ويقوم بمهاجمته، وهي ثلاثة أنواع: [5] [6]

1- الرفض المناعي فوق الحاد

إذ تظهر أعراضٌ بعد الانتهاء من عملية الزرع مباشرةً، وغالباً يحدث لدى الأشخاص المُعرّضين لنقل الدم بشكلٍ مكرر، مثل: مرضى التلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، أو النساء عديدات الولادة، وذلك بسبب وجود أضدادٍ جاهزة تهاجم العضو المزروع، وتدبير هذه الحالة بإزالة العضو الغريب بعمليةٍ جراحيةٍ أخرى.

2- الرفض المناعي الحاد

تظهر الأعراض بعد شهر من عملية زراعة الأعضاء، وسببها عدم تطابق الزمرة النسيجية بين المُعطي والآخذ، وعلاجها بمُثبطات المناعة أو إزالة العضو.

3- الرفض المناعي المزمن

تظهر أعراض الرفض المناعي بعد سنوات، وغالباً يُسبّب الوفاة لدى المريض رغم تناول مُثبطات المناعة. لا يحدث الرفض المناعي عند التوائم المُتطابقة لأن احتمالية التطابق النسيجي بينهما عالية، وهو الخيار الأمثل بعد الطعم الذاتي. كما يوجد نوعٌ مميزٌ من الرفض المناعي عند زراعة نقي العظم عند مرضى سرطانات الدم، وهو أن تهاجم خلايا المُعطي المنقولة أنسجة المريض، وبذلك تزداد حالته الصحية سوءاً، وينتهي بالوفاة.

تكون الأعراض الدالة على الرفض المناعي أعراضاً غير نوعيةٍ تشبه الإصابة بالأنفلونزا، وهي الحرارة، والقشعريرة، والصداع، والتعب العام، وقد يحصل في الحالات الشديدة انتفاخٌ مكان العضو المزروع، وتناقصٌ في أداء العضو، مثل: شحُّ البول بعد زراعة الكلية، أو ارتفاع سكر الدم بعد زراعة البنكرياس. مازال عدد الأشخاص المحتاجين لأعضاء يفوق عدد المُتبرعين، وذلك بسبب قوانين بعض الدول، وعدم إيجاد الزمر النسيجية والدموية المُطابقة بشكلٍ كافٍ.

المراجع البحثية

1- The history of organ donation and transplantation | UNOS. (2023, April 28). UNOS. Retrieved September 26, 2023

2- Who can donate? (2023.). NHS Organ Donation. Retrieved September 26, 2023

3- Ng, D. (.2016). Types of organ transplants – HealthXchange. Retrieved September 26, 2023

4- Department of Health & Human Services. (2021). Organ and tissue transplantation. Better Health Channel. Retrieved September 26, 2023

5- Transplant rejection: MedlinePlus Medical Encyclopedia. Retrieved September 26, 2023

6- Transplant Immunology | British Society for Immunology. (n.d.). Retrieved September 26, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.