تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي زبدة الشيا؟

تأتي زبدة الشيا من ثمار شجرة الشيا (Butyrospermum parkii)، وتسمّى أيضاً (Vitellaria paradoxa)، وهي شجرة مقدسة موطنها الأصلي في وسط أفريقيا. إن زبدة الشيا الخام غنيةٌ بالأحماض الدهنية (اللينوليك، الأوليك، البالمتيك، وغيرها)، وفيتامين E، وفيتامين A، مما يجعلها شائعة الاستخدام بشكلٍ كبيرٍ في منتجات العناية بالشعر، والبشرة، ومنتجات التجميل، حيث تتميز بملمسها الناعم، وهي مادةٌ صلبة لا تسيل في درجة حرارة الغرفة، وذات لونٍ رمادي مصفر أو أبيض مصفر، ورائحةٍ قوية.

كما أن الصنف النقي من زبدة الشيا صالح للأكل، ويستخدم في البلدان الأفريقية في إعداد الطعام مع الزيوت الأخرى، كما تستخدم زبدة الشيا كبديلٍ لزبدة الكاكاو، وعلى الرغم من اختلاف النكهة، فهي تضاف للحلويات والشوكولاتة، وقد أدرجت إدارة الغذاء والدواء زيت جوز الشيا في قائمة المواد الغذائية المباشرة المؤكدة المعترف بأنها آمنة (GRAS). ^{[1] [2]}

كيف يتمُّ استخراج زبدة الشيا؟

يتمُّ استخلاص زبدة الشيا من ثمار شجرة الشيا وفق المراحل التالية: ^[2]

1- إزالة اللب

تُغطَّى ثمار شجرة الشيا الطازجة الناضجة من الخارج بما يسمّى اللب الذي يتكون من جزءٍ مخضر (Epicarp)، وجزء مصفر (Mesocarp)، حيث تتمُّ إزالة اللب المكون من (epicarp وMesocarp) عندما تكون ثمرة الشيا ناضجة، وذلك عن طريق التقشير اليدوي أو التخمير للحصول على جوز الشيا.

2- غلي جوز الشيا

يتمُّ غلي جوز الشيا للحصول على زبدة الشيا، حيث تتكون جوزة الشيا من نواة الشيا التي تلتصق بجدار القشرة، ولفصل نواة الشيا عن القشرة، يتمُّ غمر جوز الشيا في الماء المغلي أو تدخينها في حالاتٍ نادرة، لأنه يمكن أن يرفع التدخين مستويات (FFAs) و (PAHs) التي يمكن أن تكون مسرطنة.

عادةً ما يتمُّ غلي جوز الشيا لمدةٍ تتراوح بين 45-30 دقيقة باستخدام درجات حرارة تتراوح بين 105-100 درجة مئوية، وذلك لتثبيط النشاط البيولوجي والإنزيمي في جوز الشيا، كما يزيد الغليان من إنتاج الدهون في النواة والتفسير المحتمل هو أن الغليان يطري الجوز، مما يؤدي إلى تخرب الخلايا، وإطلاق الزيت (استخراج الدهون بكفاءة)، وينظف الغليان سطح الجوز من أي لبٍّ متبقي، والذي يُعزّز من النمو الميكروبي.

3- تجفيف جوز الشيا

بعد غلي جوز الشيا يتمُّ تركه ليجفّ باستخدام ضوء الشمس لمدة 5-10 أيام أو باستخدام الفرن لمدة 2-3 أيام، ويعدُّ التجفيف بالشمس ممارسةً واسعة النطاق، وذلك لتقليل محتوى الرطوبة في الجوز، وتسهيل عملية التقشير، حيث تنفصل الحبات عن جدار القشرة.

4- إزالة القشرة

يتمُّ تكسير وإزالة القشور باستخدام الحجر والمطارق، ويتمُّ النخل من خلال الصبّ التدريجي لسلةٍ مملوءةٍ بخليطٍ من القشور والنواة عند درجة حرارة مناسبة، وعند وجود رياحٍ قوية تتطاير القشور.

5- الفرز

يتمُّ في هذه المرحلة إزالة بقايا القشور من حبات الشيا بعد النخل، وتتمُّ إزالة حبات الشيا المكسورة، أو المصابة بالعفن، أو ذات اللون الأسود.

6- طحن النواة وتحميصها

يتمُّ طحن النواة في خلاط أو مطحنة مع التحميص لتسهيل استخراج الزيوت.

7- العجن

يتمُّ إجراء عملية العجن لتفتيت الخلايا الزيتية، وتسهيل عملية استخراج الزيت، حيث يمكن إجراء العجن يدوياً لمدة 30 دقيقة، وذلك بإضافة 10 كيلو جرام من عجينة الشيا مع 3 ليتر من الماء البارد، ويستمر العجن حتى ظهور اللون الأبيض، ويتبع ذلك إضافة الماء الساخن.

8- التسخين وفصل الزيت والتبريد

عند الانتهاء من مرحلة العجن، يتمُّ فصل الطبقة الزيتية التي ترتفع للأعلى، وتترك طبقة الماء والجسيمات الموجودة في الأسفل، ثم تغسل الطبقة الزيتية، ثم يتمُّ غليها لتبخير الماء، والحصول على الدهن الخام، ثم يبرد لمدة 12-6 ساعات حتى يتصلب، فيتمّ الحصول على زبدة الشيا.

ما هي فوائد زبدة الشيا؟

زبدة الشيا مناسبةٌ لجميع أنواع البشرة، ولا تسبّب الحساسية، حيث إن نسبة البروتينات المسبّبة للحساسية فيها منخفضة، كما أنها لا تحتوي على المواد الكيميائية المهيجة، ولا تسبّب الجفاف للجلد، ولا تسدُّ المسام، لذلك فهي مناسبة لجميع أنواع البشرة، وتستخدم: ^[3]

1- مرطب للبشرة

تستخدم زبدة الشيا كمرطبٍ كونها تحتوي على أحماض اللينوليك، والأوليك، وأحماض الستريك، والبالمتيك، مما يساعد على الاحتفاظ برطوبة البشرة، ويقلل من خطر جفافها.

2- لا تجعل البشرة دهنية

لأن زبدة الشيا تحتوي على نسبةٍ عالية من حمض اللينوليك وحمض الأوليك.

3- لها تأثير مضاد للالتهاب

زبدة الشيا عندما يتمُّ تطبيقها على الجلد، فإنها تعمل على التقليل من إنتاج السيتوكينات، والخلايا الالتهابية الأخرى، مما يساعد في تقليل تهيُّج الجلد الناتج عن العوامل البيئية، مثل: الطقس الجاف، وأيضاً الحالات الجلدية الالتهابية، مثل: الأكزيما.

4- تحتوي على مضادات أكسدة

تحتوي زبدة الشيا على نسبةٍ عالية من الفيتامينات A وE، التي تعتبر مضادات أكسدة مهمة لمكافحة الشيخوخة، حيث تؤمن الحماية لخلايا البشرة من الجذور الحرة التي تسبّب الشيخوخة المبكرة، والجلد الباهت المظهر.

5- مكافحة البكتيريا

يمكن أن يسبّب التطبيق الموضعي تقليل كمية البكتيريا المُسبّبة لظهور حب الشباب على الجلد.

6- مكافحة الفطريات

تعمل زبدة الشيا على مكافحة الالتهابات الجلدية الناجمة عن الفطريات، وقتل جراثيم الفطريات المسبّبة للسعفة الجلدية.

7- تعزّز إنتاج الكولاجين

تحتوي زبدة الشيا على ثلاثي التربينات، والتي يعتقد أنها تعطل من تخرّب ألياف الكولاجين، مما يقلّل من ظهور الخطوط الدقيقة، ويؤدي إلى سمنة الجلد.

8- تقليل ظهور علامات التمدُّد والتندُّب

زبدة الشيا تمنع تكاثر الأنسجة الندبية، وتشجع على نمو الخلايا الصحية مكانها، مما يقلل من ظهور علامات التمدُّد والتندُّب، ويساعد البشرة على الشفاء.

9- يقلل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد

زبدة الشيا تعزّز إنتاج الكولاجين والخلايا الجديدة، مما يساعد في تقليل التجاعيد، والخطوط الدقيقة الناجمة عن الإجهاد البيئي، وشيخوخة الجلد.

10- تحمي من أشعة الشمس

إن تطبيق زبدة الشيا على البشرة يعطي حمايةً إضافيةً من أشعة الشمس، لذا يمكن خلطها مع واقي الشمس المستخدم قبل التعرض للشمس، حيث تحتوي زبدة الشيا على عامل SPF يقدر من 4-3.

11- تعالج قشرة الرأس

وجدت مراجعة في عام 2018 أن زبدة الشيا، عند استخدامها مع مرطبات أخرى تساعد في استعادة فروة الرأس الجافة والمتهّيجة الرطوبة، مما يساعد في تقليل رقائق قشرة الرأس، وتقليل التهيُّج، ومعالجة قشرة الرأس.

12- تهدئة البشرة وتخفيف الحكة

زبدة الشيا تُمتصُّ بسرعةٍ من قبل البشرة، مما يساعد في معالجة حالات الجلد الالتهابية، مثل: الأكزيما، والتهاب الجلد، والصدفية، وذلك بفضل الخصائص المضادة للالتهاب التي تتمتع بها، مما يعمل على تهدئة البشرة، وتخفيف الحكة.

13- تهدئ من حروق الجلد

مكونات زبدة الشيا المضادة للالتهابات تخفف من الاحمرار والتورم الناتجان عن الحروق، وذلك بفضل الأحماض الدهنية التي تهدئ الجلد عن طريق الاحتفاظ بالرطوبة خلال عملية الشفاء.

كيف يتمُّ تخزين زبدة الشيا؟

يجب تخزينها في عبواتٍ محكمة الإغلاق داخل مكان بارد وجاف، وبعيداً عن مصادر الحرارة والضوء، ويفضل استخدام زبدة الشيا خلال 18 شهراً من وقت استخراجها من البذور، لأن خصائصها المفيدة تتناقص بمرور الوقت. ^[1]