Skip links
رسم توضيحي للتورمات الحاصلة في الفم نتيجة داء وحيدات النوى وتظهر أيضا الفيروسات التي تهاجم المنطقة الفموية باللون البني

داء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » داء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ داء وحيدات النّوى الخمجي (IMN) (Infectious Mononucleosis) أو ما يُسمّى بداء القُبَل من الأمراض الفيروسية واسعة الانتشار حول العالم، ويمكن أن يحدث في أي عمرٍ من حياة الطفل، ولكن ذروة حدوثه في سنّ المراهقة، وتتفاوت نسبة انتشاره بين منطقةٍ وأخرى تبعاً للظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، وتوفُّر خدمات الرعاية الصحية، والالتزام بقواعد النظافة العامة، ووجود الازدحام، وغير ذلك من العوامل.

يشفى غالباً بشكلٍ عفوي عند الأطفال الأسوياء مناعياً، ولكن في بعض الحالات قد تحدث مضاعفاتٌ خطيرةٌ، مثل: التهاب السحايا، والدماغ، أو تمزُّق الطحال، ويمكن أن يؤهِّب لحدوث بعض أنواع السرطان، مثل: سرطان البلعوم الأنفي، ولمفوما بوركت. [1]

ما هو داء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

هو مرضٌ فيروسيٌّ معديّ، ويعدُّ فيروس إبشتاين بار Epstein Barr virus) EBV) هو السبب الأكثر شيوعاً لحدوثه، ولكن يمكن أن يحدث بسبب فيروسات أخرى، مثل: الفيروس المضخم للخلايا، والفيروسات الغدّية، ويهاجم الفيروس ظهارة الفم، والبلعوم، واللمفاويات البائية التي تحمل المُستضد CD 21 حصراً ، ويؤدي إلى تطوُّر خلايا لمفاوية تائية غير طبيعية (غير نموذجية) استجابةً للعدوى.

ينتشر في دور الحضانة والمدارس، وأكثر ما يحدث عند المراهقين حيث إن مراهقاً واحداً على الأقلّ من أصل كل أربعةٍ سوف يُصاب بداء وحيدات النّوى الخمجي. يتظاهر بألمٍ شديدٍ ووذمةٍ في البلعوم مع تشكُّل أغشيةٍ بيضاء على البلعوم واللوزتين مع ضخامةٍ في العقد اللمفية، وضخامة كبد، وطحال، وطفح جلدي، وفي بعض الحالات قد يُسبّب مضاعفاتٍ عصبية ودموية، ورئوية، وقلبية إضافةً إلى زيادة الأهبة لحدوث بعض أنواع السرطانات. [2] [3]

كيف تتمُّ العدوى بداء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

1- ينتقل فيروس إبشتاين بار المُسبّب لداء وحيدات النوى الخمجي بشكلٍ أساسي عن طريق اللعاب، وذلك من خلال: التقبيل، تقاسم الطعام والشراب مع الشخص المصاب، استخدام الكؤوس، أو الأواني، أو فراشي الأسنان، أو ألعاب الأطفال الملوثة بالفيروس.

2- كما يمكن أن ينتقل بشكلٍ أقلّ من خلال سوائل الجسم الأخرى، كالدم أو السائل المنوي أثناء الاتصال الجنسي.

3- يمكن أن ينتقل أيضاً خلال عمليات زرع الأعضاء. [2]

ما هي أعراض الإصابة بداء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

تتراوح مدة الحضانة بين 30 إلى 50 يوماً، وغالباً يكون الإنتان غير عرضي عند الأطفال بعمر أقلّ من 5 سنوات، ولكن يمكن أن تحدث الأعراض التالية عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، وهي: [3]

1- الترفُّع الحروري، وقد تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

2- قد يحدث ألمٌ شديدٌ في البلعوم مع وذمةٍ شديدةٍ قد تصل إلى مرحلة الانسداد مع تشكُّل أغشيةٍ بيضاء على البلعوم واللوزتين (خنَّاق بلعومي لوزي).

3- كما قد تحدث ضخامةٌ في العقد اللمفية.

4- تترافق الإصابة مع وهنٍ عام، وقد يستمر لفترةٍ طويلةٍ حوالي عدة أشهر، ولكن أشدّ ما يكون خلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة.

5- الطفح الجلدي يكون بقعياً حطاطياً حاداً، ويكون غير حاكٍ عادةً، يصيب في البداية الجذع ثم يمتدُّ ليشمل الساعدين والوجه، وفي حال إعطاء الطفل بعض أنواع الصادّات الحيوية، مثل: الأمبيسلين (Ampicillin) يصبح الطفح شديداً ومُعمّماً.

6- قد يحدث صداع.

7- كما قد تحدث ضخامة كبد خفيفة.

8- وأيضاً قد تحدث ضخامة طحال في نصف الحالات تقريباً، وأكثر ما تحدث في الأسبوعين الثاني والثالث من الإصابة.

ما هي مضاعفات الإصابة بداء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

رغم كون المضاعفات نادرةً إلا أنها خطيرة، ومنها: [1] [3]

1- المضاعفات العصبية:

قد يحدث التهاب السحايا والدماغ، متلازمة غيلان باريه، التهاب النخاع المستعرض، شلل العصب الوجهي، التهاب العصب البصري، التهاب المخيخ، اعتلال الأعصاب المحيطية.

2- اضطرابات دموية:

قد يحدث فقر دم انحلالي، وقلةٌ في تعداد المعتدلات والصفيحات الدموية.

3- تمزُّق الطحال:

قد يُسبّب داء وحيدات النّوى الخمجي ضخامة الطحال عند الطفل، وفي الحالات الشديدة قد يحدث تمزّقٌ في الطحال مما يُسبّب ألماً شديداً وحاداً ومفاجئاً في القسم الأيسر من الجزء العلوي للبطن، وهو حالةٌ خطيرةٌ مهددةٌ للحياة تحتاج إلى التداخل الجراحي الإسعافي.

4- المضاعفات الكبدية:

قد يحدث التهاب في الكبد ويرقان (اصفرار في الجلد وبياض العين).

5- التهاب العضلة القلبية.

6- ذات الرئة (الالتهاب الرئوي).

7- قد يحدث داء التكاثر اللمفاوي المرتبط بالصبغي X:

وهو استجابةٌ غير طبيعيةٍ للعدوى بفيروس آينشتاين بار تحدث عند الذكور، حيث يحدث فيه تكاثرٌ غير طبيعي للخلايا اللمفاوية مع اضطرابٍ في وظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية.

8- قد يحدث بعض أنواع السرطانات:

لمفوما بوركت، سرطان البلعوم الأنفي، ساركوما عضلية، لمفوما (هودجكن، لا هودجكن).

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بداء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

1- الأعراض السريرية

ترفُّعٌ حروري، ضخامة اللوزتين والعقد اللمفية.

2- التحاليل المخبرية

حيث يحدث ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء مع وجود لمفاويات تائية غير نموذجية، كما يحدث انخفاض في تعداد المعتدلات والصفيحات الدموية، وأيضاً يحدث اضطراب في وظائف الكبد.

3- التشخيص الفيروسي

– الفحص أحادي البقعة (Monospot test): حيث يتمُّ أخذ عينةٍ من مصل المريض ثم مراقبة حدوث التراصّ مع كرياتٍ حمراء مأخوذةٍ من دم الحصان، وهو اختبارٌ يمكن إجراؤه بشكلٍ سريعٍ، ولكن قد يكون سلبياً خلال الأسبوع الأول من الإصابة وعند الأطفال الصغار.

– معايرة أضداد فيروس إبشتاين بار في المصل: حيث يتمُّ معايرة الأضداد من نوع IgM وIgG، وهو تحليلٌ نوعيٌّ يستخدم لتأكيد الإصابة بالفيروس. [2] [3]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بداء وحيدات النّوى الخمجي عند الأطفال؟

المعالجة تكون عرضيةً، ولا يوجد لقاح للوقاية منه، وعادةً ما تختفي الأعراض خلال أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، وتشمل أهمُّ النصائح للعناية بالطفل المصاب: [2] [4] [5]

1- الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة.

2- شرب كمياتٍ وافرةٍ من السوائل حيث يمكن تناول المشروبات الباردة، ويمكن إعطاء الحليب المخفوق.

3- تناول الأطعمة اللينة والطرية، والابتعاد عن الأطعمة الصلبة، والحمضيات لأن اللوزتين تكونان متضخمتين ومؤلمتين.

4- بجب تجنُّب الرياضات العنيفة أو التي يحدث فيها احتكاكٌ جسديٌّ لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وأيضاً تجنُّب حمل الأشياء الثقيلة خوفاً من تمزُّق الطحال.

5- إعطاء باراسيتامول (Paracetamol) والإيبوبروفن (Ibuprofen ) لتخفيف الحمّى والصداع.

6- في بعض الحالات يمكن إعطاء السيتروئيدات القشرية (Corticosteroids) للتخفيف من تورُّم الحلق واللوزتين.

7- لا يفيد إعطاء الصادّات الحيوية لأن العدوى فيروسية، كما أن إعطاء بعض الصادّات، مثل: الأمبيسلين (Ampicillin) أو الأموكسيلين (Amoxicillin) يؤدي إلى حدوث طفحٍ مُعمّم لذلك لا يجوز أن تُعطى.

8- لا يجوز إعطاء الأسبرين (Aspirin) للطفل لأنه قد يُسبّب حدوث متلازمة راي (قصور كبد مع اعتلالٍ دماغي، وهي خطيرةٌ جداً، وقد تكون مميتة).

المراجع البجثية

1- Dunmire  ,S .K. Hogquist ,K.A. Balfour , H .H. (2015). Infectious mononucleosis. Current topics in microbiology and immunology. Retrieved June 3, 2023

2- Centers for Disease Control and Prevention. (2020, September  28). About Mono (infectious mononucleosis). Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved June 3, 2023

3- Kaye, K. M. (2023, May 25). Infectious mononucleosis – infectious diseases. MSD Manual Professional Edition. Retrieved June 3 ,2023

4- pediatricgroup.com. (n.d). Infectious Mononucleosis. pediatricgroup.com. Retrieved June 3, 2023

5- Boston Children’s Hospital. (n.d). Infectious mononucleosis. Boston Children’s Hospital. Retrieved June 3, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.