داء الصداف – ما هي العوامل المُسبّبة والمُحرّضة له؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعدُّ داء الصداف من الأمراض المعقّدة والخطيرة، والتي تتظاهر عادةً بأعراض جلدية واضحة أولاً، ثم يتبعها أعراض في مختلف أعضاء الجسم، ويلاحظ أن العوامل البيئية، والوراثية، والمناعية تلعب دوراً في الإصابة بالمرض.
ما هو داء الصداف؟
الصداف هو اضطرابٌ التهابيٌّ مزمنٌ غير معدٍ، ومتعدد الأجهزة، ويظهر المرض بشكلٍ شائعٍ على جلد المرفقين، والركبتين، وفروة الرأس، والمناطق القطنية العجزية، والشقوق بين الألوية، وحشفة القضيب، وفيما يصل إلى 30 بالمئة من المرضى، تتأثر المفاصل أيضاً، هذا الداء بالطبع هو داء الصداف (Psoriasis).
يعتمد العلاج على المناطق السطحية المصابة، ومواقع الجسم المتضررة، ووجود أو عدم وجود التهاب المفاصل، وسمك اللويحات وحجمها، وعلى الرغم من ذلك يُعتبر العلاج لهذا الداء معقداً، ويحتاج التزاماً من المريض. تميل الصدفية إلى التزايد والتناقص مع حدوث توهُّجاتٍ (إثارات) مرتبطةٍ بعوامل جهازية أو بيئية، بما في ذلك أحداث ضغوط الحياة والعدوى، فهو يؤثر على نوعية الحياة، وربما البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، ويجب أن يكون هناك اشتباهٌ سريريٌّ أعلى بالاكتئاب لدى مريض الصدفية.
تمَّ تحديد أنواعٍ متعددة من الصدفية، حيث إن الصدفية اللويحية المعروفة أيضاً باسم الصدفية القرصية هي النوع الأكثر شيوعاً، وتظهر الصدفية اللويحية عادةً على شكل لويحات على فروة الرأس، والجذع، والأطراف، وتظهر هذه اللويحات على شكل آفاتٍ بؤريةٍ بارزةٍ وملتهبة ومتوذمة، ومغطاةٍ بقشور بيضاء فضية رصاصية اللون.
وعلى الرغم من توفر العديد من الخطط العلاجية، إلا أن داء الصداف يُعتبر من الأمراض المزمنة، والعلاج عادةً ما يستمر لسنين طويلة، ويعتمد على مراقبة حالة المريض، وتدبير أي أعراض جهازية يتمّ ملاحظتها. [1] [2]
ما هي الآلية المرضية لداء الصداف؟
الصداف مرضٌ معقدٌ ومتعدد العوامل، ويمكن ملاحظة أن هذا المرض يتأثر بالعوامل الوراثية والمناعية، ويتمُّ دعم هذه النظرية من خلال العلاج الناجح للصدفية باستخدام الأدوية البيولوجية التي تتوسط المناعة. إن مسبّبات هذا المرض ليست معروفة تماماً، وتوجد نظريات متعددة فيما يتعلق بالمحفّزات العملية للمرض بما في ذلك الحلقة المعدية، وضغوط الحياة المجهدة.
فعند العديد من المرضى، لا يوجد محرّضٌ واضحٌ على الإطلاق. ومع ذلك، بمجرد تحريضه، يبدو أن هناك ازدياد كبير للكريات البيضاء في الأدمة والبشرة، مما يؤدي إلى ظهور لويحات الصدفية المميزة. على وجه التحديد، يتمُّ اختراق البشرة بواسطة عددٍ كبيرٍ من الخلايا التائية النشطة، وهذه الخلايا قادرةٌ على تحفيز تكاثر الخلايا الكيراتينية، ويتمُّ تأكيد هذه التغيرات من خلال الفحص النسيجي، والتلوين الكيميائي المناعي للويحات الصدفية التي تكشف عن أعداد كبيرة من الخلايا التائية داخل آفات الصدفية.
حسب إحدى الدراسات، أظهرت أن المريض الذي تبلغ نسبة المساحة المصابة بآفات صدافية من جسمه 20 بالمئة، يمتلك حوالي 8 مليار خلية تائية منتشرة في الدم مقارنةً بحوالي 20 مليار خلية تائية موجودة في الأدمة والبشرة في لويحات الصدفية، ومنه يمكن ملاحظة عملية التهابية متصاعدة وغير منظمة مع إنتاجٍ كبيرٍ من السيتوكينات المختلفة، على سبيل المثال: ((عامل نخر الورم a) (TNF-α)، وإنترفيرون جاما، وإنترلوكين-12)).
يتمُّ تفسير العديد من المظاهر السريرية للصدفية من خلال الإنتاج الضخم لمثل هؤلاء الوسطاء، ومن المميز أن المستويات المرتفعة من TNF-α على وجه التحديد ترتبط بنوبات الصدفية. من النتائج المهمة الملاحظة أيضاً في الجلد المصاب لدى مرضى الصدفية احتقان الأوعية الدموية بسبب تمدُّد الأوعية الدموية السطحية، وتغيير دورة حياة خلايا البشرة، ويؤدي تضخم البشرة إلى تسارع معدل نضج الخلايا (ينخفض من 25 يوماً ليصبح 3 إلى 5 أيام)، مما يؤدي إلى نضوج الخلايا بشكلٍ غير سليم. [2]
ما هي العوامل المُسبّبة والمُحرّضة لداء الصداف؟
سبب فقدان السيطرة على معدل دوران الخلايا الكيراتينية غير معروف. ومع ذلك، يبدو أن العوامل البيئية والوراثية والمناعية تلعب دوراً: [2]
1- العوامل البيئية
لوحظ أن العديد من العوامل، إلى جانب الإجهاد، تؤدي إلى تفاقم المرض، بما في ذلك البرد، والصدمات النفسية، والالتهابات، مثل: الإصابة بالمكورات العقدية، والمكورات العنقودية، وفيروس نقص المناعة البشرية، والكحول، والمخدرات، واليود، والانسحاب من الستيرويد، والأسبرين، والليثيوم، وحاصرات بيتا، والبوتولينوم أ، ومضادات الملاريا.
أظهرت إحدى الدراسات زيادةً في الإصابة بالصدفية لدى المرضى الذين يعانون من التهاب اللثة المزمن، وقد أدى العلاج المرضي لالتهاب اللثة إلى تحسين السيطرة على الصدفية، لكنه لم يؤثر على حدوثه على المدى الطويل، مما يشير إلى التأثيرات متعددة العوامل، والتأثيرات الوراثية لهذا المرض.
قد يكون الطقس الحار، وأشعة الشمس، والحمل مفيداً، إلا أن الحمل لا يملك نتائج إيجابية دائماً، ويمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تفاقم الصدفية. يقترح البعض أن الصدفية هي مرضٌ مرتبطٌ بالتوتر، ويقدمون نتائج تشير إلى زيادة تركيزات الناقلات العصبية في لويحات الصدفية.
2- العوامل الوراثية
المرضى الذين يعانون من الصدفية لديهم استعداد ٌوراثيٌّ لهذا المرض، حيث تمَّ تحديد موضع الجينات التي لها علاقة بالصدفية، وقد يكون المسبّب غير معروفٍ في معظم الحالات، لكن من المحتمل أن يكون مناعياً، وتظهر الآفة الأولى عادةً بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
ترتبط الصدفية ببعض أليلات مستضد الكريات البيض البشرية (HLA)، وأقوى مستضد الكريات البيض البشرية (Cw6 (HLA-Cw6، وفي بعض العائلات، الصدفية هي سمة جسمية سائدة. تشتمل مستضدات HLA الإضافية التي أظهرت ارتباطاً بالصدفية، والأنواع الفرعية من الصدفية كلاً من HLA-B27، وHLA-B13، وHLA-B17، وHLA-DR7.
3- العوامل المناعية
تشير الأدلة إلى أن الصدفية هي أحد أمراض المناعة الذاتية، وتُظهر الدراسات مستوياتٍ عالية من TNF-α في كل من الجلد والدم، وغالباً ما يكون العلاج بمثبطات TNF-α ناجحاً. ترتبط آفات الصدفية بزيادة نشاط الخلايا التائية في الجلد بشكلٍ رئيسي، ويمكن تحفيز هذا المرض عن طريق التحفيز باستخدام المستضد العقدي الفائق، الذي يتفاعل بشكلٍ متصالبٍ مع الكولاجين الجلدي.
وقد تبين أن هذا الببتيد الصغير يسبّب زيادة النشاط بين الخلايا التائية في المرضى الذين يعانون من الصدفية، تعمل بعض الأدوية الأحدث المستخدمة لعلاج الصدفية الشديدة على تعديل وظيفة الخلايا الليمفاوية بشكلٍ مباشر.
المراجع البحثية
1- Branch, N. S. C. a. O. (2023, December 15). Psoriasis. National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases. Retrieved February 25, 2024
2- MSc, J. H. D. (n.d.). Psoriasis: Practice Essentials, Background, Pathophysiology. Retrieved February 25, 2024
Comments are closed.