Published in: طب الأطفال

ختان الأطفال الذكور

Author د. نور شرابه

Published on: 21 أكتوبر، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يتمُّ إجراء عملية الختان (Circumcision) منذ آلاف السنين، وهو التدخُّل الجراحيُّ الأكثر شيوعاً عند الأطفال الذكور، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يتمُّ ختان ما يصل إلى 60 بالمئة من الأطفال الذكور، أما حول العالم، فتبلغ النسبة حوالي 33 بالمئة من الذكور.

أعلى معدلات الختان موجودةٌ في الولايات المتحدة، والشرق الأوسط، وكوريا الجنوبية، وهو أقلُّ انتشاراً في أوروبا، وأجزاء أخرى من آسيا، وأمريكا الجنوبية، ويمكن للبالغين إجراء الختان، ولكن بشكلٍ أقلَّ شيوعاً، وقد بدأ إجراء الختان كجزءٍ من الطقوس الدينية، أما في وقتنا الحالي، فيتمُّ القيام به لأسبابٍ دينية، وطبية، وثقافية. ^{[1] [2]}

ما هو ختان الأطفال الذكور؟

إجراءٌ جراحيٌّ يتمُّ فيه إزالة القلفة (Foreskin)، وهي عبارة عن قطعةٍ من الجلد الرقيق تغطي قمة النهاية الأمامية للعضو الذكري (الحشفة) (Glans)، وعادةً تتمُّ بعد فترةٍ قصيرةٍ من الولادة، وغالباً خلال الأسبوع الأول من الحياة، ويعدُّ جزءاً من الشعائر الدينية عند الثقافات الإسلامية واليهودية.

كما يتمُّ القيام به عند مجموعةٍ من القبائل الأصلية الموجودة في إفريقيا وأستراليا ،ويمكن أن يكون الختان أيضاً جزءاً من التقاليد العائلية أو للمحافظة على النظافة الشخصية، وقد يتمُّ إجراؤه لأسبابٍ طبية، مثلاً: في حال كانت القلفة ضيقةً جداً أو في حال الإنتانات البولية المتكررة. أما عند المراهقين والبالغين، فيتمُّ اللجوء إليه للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالجنس. ^{[2] [3]}

ما هي الحالات الطبية التي تستوجب إجراء الختان عند الأطفال الذكور؟

1- القلفة الضيقة أو الشبم (Tight foreskin phimosis)

حيث تكون القلفة ضيقةً جداً بحيث لا يمكن سحبها للخلف فوق رأس القضيب، ويمكن أن يُسبّب ذلك ألماً عندما يكون القضيب منتصباً، وفي حالاتٍ نادرة قد يكون التبول صعباً.

2- اختناق القلفة الخلفي أو الجلاع (Paraphimosis)

وفي هذه الحالة لا يمكن إعادة القلفة إلى وضعها الأصلي بعد سحبها للخلف، مما يتسبّب في حدوث تورُّمٍ في رأس القضيب مع ألم، وهي حالةٌ خطيرة تحتاج إلى علاجٍ فوري لتجنُّب المضاعفات الخطيرة، مثل: إعاقة تدفُّق الدم إلى القضيب، وتنخُّر، وتموُّت الأنسجة.

3- التهاب الحشفة الجفافي المسد (Balanitis xerotica obliterans)

ويُسمّى أيضاً الحزاز المتصلّب، وهو عبارة عن بقعٍ بيضاء رقيقة تظهر على القلفة، ويحدث لأسبابٍ غير معروفة، ويؤثر على الذكور غير المختونين، ويمكن أن يجعل القلفة مشدودةً، ويصعب سحبها كما يُسبّب تضيُّقاً فيها، ويمكن أن يمنع تدفُّق البول بشكلٍ جزئي، وقد تؤثر الإصابة على القضيب مما قد يجعله متندباً وملتهباً.

4- التهاب الحشفة المتكرر (balanitis)

يصبح رأس العضو الذكري منتفخاً ذا لونٍ أحمر مع ألم أثناء التبول، ورائحة كريهة، وإفرازاتٍ سميكة تأتي من تحت القلفة مع نزيفٍ حولها، وصعوبةٍ في سحبها. ^{[4] [5]}  

ما هي فوائد الختان عند الأطفال الذكور؟

1- سهولة الحفاظ على النظافة الشخصية

ختان الذكور يسهل من عملية تنظيف العضو الذكري، كما يُقلّل من خطر حدوث إصابته بالإنتانات.

2- تقليل خطر الإصابة بإنتانات السبيل البولي

تكون نسبة حدوث الإنتانات البولية عند الذكور المختونين أقل من غير المختونين، مما يُقلّل خطر حدوث التندُّبات الكلوية المرافقة لها.

3- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالجنس

ومن ضمنها فيروس نقص المناعة البشرية المُكتسب (الإيدز).

4- التقليل من الاضطرابات المرتبطة بالعضو الذكري

في بعض الحالات تكون القلفة ضيقةً، ومن الصعب سحبها مما يؤدي إلى التهاب القلفة أو رأس القضيب.

5- تقليل خطر الإصابة بسرطان القضيب

على الرغم من ندرة حدوث هذا النوع من السرطان، ولكنه أقل شيوعاً عند الذكور المختونين، كما أن سرطان عنق الرحم أقل شيوعاً عند زوجات الرجال المختونين. ^{[3] [6]}

ما هي مضاعفات إجراء الختان عند الأطفال الذكور؟

يعدُّ الختان إجراءً روتينياً آمناً عادةً، ولكن مثل أي تداخلٍ جراحي، فقد تحدث بعض المضاعفات النادرة، مثل: ^{[2] [6]}

1- النزيف بكمياتٍ كبيرة أو بشكلٍ مستمر.

2- الإصابة بالعدوى.

3- التهاب فتحة القضيب.

4- عدم التئام القلفة بشكلٍ صحيح، ويمكن للجزء المتبقي من القلفة أن يلتصق بالقضيب، وهذا يتطلب تداخلاً جراحياً ثانياً.

5- قطع القلفة بشكلٍ قصيرٍ أو طويل جداً.

كيف يتمُّ إجراء عملية الختان عند الأطفال الذكور؟

يتمُّ إجراء الختان من قبل طبيب التوليد، أو على يد طبيب جراحة الأطفال، أو الجراحة العامة، أو الجراحة البولية، وتتمُّ عملية الختان عند الأطفال حديثي الولادة عادةً خلال (7 -10) أيام بعد الولادة، حيث يتمُّ وضع الطفل بوضعية الاستلقاء الظهري مع ضبط وتقييد حركة الذراعين والساقين.

ثم تتمُّ عملية تطهير وتعقيم القضيب والمنطقة المحيطة به، وبعد ذلك يتمُّ وضع كريمٍ مخدّر على القضيب أو حقن مادةٍ مخدرة في قاعدة القضيب، ثم يتمُّ وضع مشبكٍ خاص أو حلقة بلاستيكية على القضيب، ثم تتمُّ إزالة القلفة، وبعد ذلك يتمُّ تطبيق صادٍّ حيويٍّ موضعي على القضيب، ويتمُّ لفه بشاش، وتستغرق هذه العملية حوالي 10 دقائق. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والبالغين، فيتمُّ إجراؤه تحت التخدير العام، وتستغرق حوالي ساعة، وكلما كان الطفل أكبر زادت فرصة حدوث المضاعفات. ^{[2] [3] [6]}

كيف يتمُّ العناية بالطفل بعد عملية الختان؟

1- عادةً ما يستغرق الأمر ما بين 7 إلى 10 أيام حتى يتعافى القضيب المختون، وفي البداية قد يبدو طرفه منتفخاً وأحمر اللون قليلاً، وقد يُلاحظ وجود كميةٍ قليلةٍ من الدم، أو إفرازاتٍ طفيفة، أو تشكل قشرةٍ صفراء بعد بضعة أيام، وهذا جزءٌ من عملية الشفاء الطبيعية.

2- من المهمّ الحفاظ على نظافة المنطقة قدر الإمكان، وذلك عن طريق التنظيف بلطف بواسطة الماء الدافئ دون استخدام المناديل المعطرة، ويمكن استخدام الماء والصابون إذا لزم الأمر، أما عند الأطفال حديثي الولادة، فيتمُّ اللجوء إلى الحمام الإسفنجي (بواسطة إسفنجة مبللة دون وضع الطفل في حوض الاستحمام، وذلك حتى سقوط الحبل السري).

3- يمكن إعطاء الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الألم عند الطفل.

4- في حال وجود ضمادةٍ على الشق، فيتم وضع ضمادةٍ جديدة مع الفازلين (Petroleum jelly) كلما تمَّ تغيير حفاضات الطفل، وذلك خلال 24 إلى 48 ساعة بعد الجراحة.

5- وبعد إزالة الضمادات فمن الأفضل وضع كميةٍ من الفازلين على القضيب أو على مقدمة الحفاض حتى يتمَّ شفاء القضيب، مما يساعد على تجنُّب الانزعاج الناتج عن احتكاك القضيب أو التصاقه بالحفاضة.

6- في حال تمَّ استخدام حلقةٍ بلاستيكية للختان، فيجب تركها تسقط من تلقاء نفسها، ويستغرق هذا عادةً من 5 إلى 10 أيام.

ما هي الحالات التي تتطلب الاتصال بالطبيب على الفور؟

1- حدوث نزيفٍ دائم أو وجود دمٍ على الحفاضة بكميةٍ كبيرة (أكثر من ربع حجمها).

2- حدوث حمَّى زيادة الاحمرار، أو التورُّم، أو الإفرازات.

3- ظهور بثورٍ مملوءةٍ بالقيح.

4- عدم التبوُّل بشكلٍ طبيعي خلال 8 ساعات بعد الختان.

5- عدم سقوط الحلقة البلاستيكية بعد 10 أيام من الختان. ^[7]

كيف يتمُّ الاعتناء بالنظافة الشخصية عند الطفل غير المختون؟

كما هو الحال مع القضيب المختون يجب الحفاظ على نظافة القضيب غير المختون أيضاً، وليست هناك حاجة إلى مسحاتٍ قطنية، أو مواد قابضة (Astringent)، أو أي منتجات حمامٍ خاصة، وإنما يكفي فقط الماء الدافئ في كل مرةٍ يتمُّ فيها إجراء حمامٍ للطفل.

في البداية لا يجب سحب القلفة للتنظيف تحتها، ومع مرور الوقت سوف تتراجع القلفة من تلقاء نفسها بحيث يمكن سحبها بسهولة بعيداً عن الحشفة باتجاه البطن، ويحدث هذا في أعمارٍ مختلفة بين كل طفلٍ وآخر، ولكن يمكن لمعظمهم سحب القلفة عند وصولهم إلى سن البلوغ. عندما يكبر الطفل يجب تعليمه أن يغسل ما تحت القلفة عن طريق سحبها بلطف من الحشفة، وشطف الحشفة، وداخل القلفة بالماء الدافئ ثم سحب القلفة مرة أخرى فوق رأس القضيب. ^[7]