Skip links
مجموعة من المأكولات: البيض، شرائح السمك، البروكلي، قرنبيط، الطماطم، فلفل حار، الأفوكادو، الجوز، اللوز، وأوراق الخس

تغذية الأعصاب – الفوائد، ما أهمُّ المواد الضرورية؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

العناصر الغذائية ضروريةٌ للحفاظ على وظائف الجسم المناسبة؛ وتوفر المُغذّيات الكبيرة (Macronutrients) (البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات) المصادر الرئيسية للطاقة اللازمة، بينما تلعب المُغذّيات الدقيقة (Micronutrients) (الفيتامينات، والمعادن) دورًا محورياً في عملية الاستقلاب، على سبيل المثال: توفير العوامل المُساعدة الأساسية للوظائف الأنزيمية، بالإضافة إلى الحفاظ على وظيفة أنسجةٍ معينة.

ومن الضروري دائماً الاعتناء بسلامة الجهاز العصبي والأعصاب المحيطية، وإجراء الفحوصات الدورية لضمان سلامة هذا الجهاز من الأذيات والأمراض المختلفة، إلا أن سلامة الجهاز العصبي والأعصاب تستوجب الحصول على الغذاء الصحي والنوعي المناسب لنموّ الأعصاب بشكلٍ سليم.

يستطيع جسم الإنسان تركيب واستخلاص بعض المواد الضرورية للجهاز العصبي تلقائياً دون الحاجة لمصادر خارجية، إلا أن العديد من هذه المواد لابدّ لها من مصادر غذائية خارجية للحصول عليها، خاصةً في مراحل النمو الأولى، أي الحياة الجنينة عن طريق الأم، وفي مرحلة الطفولة، لذا من الضروري معرفة الأغذية والعناصر ذات الأهمية لصحة الجهاز العصبي والأعصاب.

ما فائدة التغذية المستمرة النوعية للأعصاب؟

يولد الإنسان وهو يمتلك جهازاً عصبياً مُكتمل النمو تقريباً، وما يتبقّى من النمو يتعلق بالتطور الحركي العضلي والروحي لدى الطفل في بداية نموُّه التطوري، لذا فقد يعتقد البعض أنه لا توجد أهميّةٌ للأغذية ذات المحتوى الغذائي النوعي للأعصاب، فلماذا يجب أن نعتي بغذاء جهازنا العصبي؟

تحتاج الأعصاب لتجديد أغلفتها المحيطية، هذه الأغلفة تلعب دوراً مهماً في النقل الحسي الحركي العصبي، فرغم عدم تكوُّن أعصاب جديدة بعد الولادة، فإن تجدُّد الأغلفة والخلايا الداعمة العصبية، والتي تُعرف باسم خلايا الدبق العصبي تحتاج الفيتامينات والمواد الضرورية لبناء هذه البُنى العصبية.

كما أن العديد من الأمراض العصبية مخرّبةٌ للبُنى العصبية ذات الأهمية ضمن العصب، ومن أهمّ سبل التدبير الدوائي المحافظ هو الحصول على التغذية الكاملة المناسبة للجهاز العصبية لضمان التجدُّد السليم والمناسب للأعصاب، وكذلك هي الحالة في الإصابة العصبية الرضّية، كما في حالات الرضوض الكليلة الضاغطة أو في حالات التمزُّق والهرس العصبي، وهنا يجب تحرّي مواد وفيتاميناتٍ معينةٍ لتحقيق الترميم والتجدُّد العصبي السليم.

المواد الضرورية لصحة الأعصاب

1- الأحماض الدهنية المتعدّدة غير المُشبعة (PUFAs)

في العقود الأربعة الماضية، تمّ تقديم أدلّةٍ على أن الإمداد الغذائي للأحماض الدهنية المتعددّة غير المُشبعة (PUFAs) له تأثيراتٌ وقائيةٌ عصبية تخفّف من تلف الخلايا العصبية بعد إصابة العصب الرضّية أو المرضية، ويمكن الحصول على هذه الأحماض بشكلٍ أساسي عن طريق الزيوت المُستخلصة من السمك، وتشمل هذه الفئة كلاً من:

أوميغا 3

إن الأحماض الدهنية المُتعدّدة من النمط أوميغا 3 ضرورية للتطوُّر البصري والعصبي، كما أن الإمداد الغذائي ω-3. يمكن أن يؤدي إلى فوائد عصبية عند تلقّيها في المراحل المبكرة من الأمراض العصبية. ترتبط الوظائف الفيزيولوجية للأحماض الدهنية ω-3 في الجهاز العصبي بالحفاظ على سيولة غشاء الخلية، وهو أمرٌ أساسيٌّ لالتصاق الخلايا، وتكوين التغصنات، والتوجيه المحوري، وسلامة المشبك، والتوصيل المتشابك، وجميع هذه العوامل مهمّة في سلامة التوصيل والنقل العصبي.

أوميغا 6

يتمُّ تحويل ω-6 PUFAs، مثل: حمض اللينوليك، بشكلٍ أساسي عن طريق الإنزيمات إلى ω-3 PUFAs وهي، مفيدةٌ لالتصاق الخلايا، والنموّ العصبي، والمرونة العصبية. يحتوي زيت زهرة الربيع المسائية الغني بمكوّن الأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 6 على حوالي 70 بالمئة من حمض اللينوليك، مثل: حمض الإيكوسانويد و8 إلى 11 بالمئة من حمض جاما لينولينيك.

أوميغا 9

تمّت ملاحظة أن حمض الأوليك (OA)، الغني بـ ω-9 PUFAs، فعّالٌ في منع إزالة أغلفة الميالين العصبي في الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن مرض السكري، ويُذكر أنه لا يوجد مؤشراتٌ على فائدةٍ ω-9 PUFAs أثناء تجديد الأعصاب المحيطية بعد الصدمة.

2- الفيتامينات المُنحلّة في الماء

تتميز هذه الفيتامينات (أصناف فيتامين B وفيتامين C) بفوائد مهمة جداً للنمو العصبي، إلا انه لا يمكن تصنيعها داخل الجسم، لذا فإن أهمية الحصول عليها من المصادر الخارجية كبيرة للغاية، وعادةً ما تتواجد في الفواكه واللحوم.

فيتامين B

يتكوّن فيتامين B من ثماني فيتامينات مختلفة تشكل مجموعةً من العناصر الأساسية القابلة للذوبان في الماء، وهي: B1 (الثيامين)، B2 (الريبوفلافين)، B3 (النياسين)، B5 (حمض البانتوثنيك)، B6 (البيريدوكسين)، B7 (البيوتين)، وB9 (حمض الفوليك) وB12 (الكوبالامين)، وهذه الفيتامينات تختلف بتركيبها الكيميائي، ولكنها تُعتبر مجموعةً لأنها عادةً ما تتواجد معًا، ويتمُّ توفيرها معًا من الطعام نفسه باستثناء فيتامين B3، الذي يمكن تصنيعه من التربتوفان. أما فيتامينات B الأخرى، فلا يتمُّ تصنيعها في جسم الإنسان، وإنما يتمُّ الحصول عيها من الغذاء.

فيتامين B1 (الثيامين والأنورين)

يعمل كأنزيمٍ مساعدٍ في استقلاب الكربوهيدرات والأحماض الأمينية ذات السلسلة المُتفرّعة، ويلعب دورًا مهمًا في مسارات الطاقة الثلاثة الرئيسية: مسار فوسفات البنتوز، وتحلُّل السكر، ودورة كريبس. لذلك، فإنه يساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في استقلاب الطاقة الخلوية، وتوفير الطاقة لخلايا الأنسجة العصبية.

فيتامين B2 (الريبوفلافين)

يحتوي على وظائف إنزيمية مشتركة في العديد من تفاعلات الأكسدة؛ فهو يحارب الجذور الحرة، بالتالي يحمي من العمل الضار للجذور الحرة.

فيتامين B5 (حمض البانتوثنيك)

ينظّم مستويات الحديد، حيث إن مستويات الحديد المناسبة ضروريةٌ أيضًا لإنتاج المايلين، ويصاحب نقص فيتامين B5 تلف الأعصاب المحيطية.

فيتامين B6 (البيريدوكسين، والبيريدوكسامين، والبيريدوكسال)

يمتلك خصائص مضادةً للأكسدة قوية، لأنه يثبّط بشكلٍ فعّالٍ أنواع الأوكسجين التفاعلية، يعدُّ نقص فيتامين B6 عاملاً مُسببًا لمتلازمة النفق الرسغي مجهول السبب، وقد تمّ الإبلاغ عن أن مُكمّلاته تخفّف من الأعراض ذات الصلة..

فيتامين B7 (البيوتين) 

يلعب دورًا رئيسيًا في استقلاب الجلوكوز. وبالتالي، فإن نقصه يؤثر بشكلٍ رئيسي على الدماغ، وهو حساسٌ بشكلٍ خاص لاستقلاب الجلوكوز، وتوصيل الجلوكوز.

فيتامين B9 (حمض الفوليك)

يُحسّن تجديد الأعصاب المحيطية. حيث أظهرت الدراسات نتائج تخطيط كهربية محسنة ومحاور عصبية محفوظة مع زيادة كمية وكثافة مادة الميالين بعد الحقن داخل الصفاق لحمض الفوليك.

فيتامين B12 (كوبالامين)

هو إنزيمٌ يشارك في العديد من المسارات الاستقلابية الرئيسية في استقلاب الدهون، والكربوهيدرات، والبروتين، وقد سلّطت العديد من الدراسات الضوء على التأثير الإيجابي لميثيل كوبالامين وفيتامين B12 على عملية تكوُّن الميالين (المكوّن الأساسي في الأغلفة العصبية) عن طريق زيادة التعبير عن بروتين المايلين الأساسي في الخلايا الجذعية، وبالتالي تسريع عملية تكوُّن الميالين.

كما توجد فوائد نوعية أخرى في الفيتامينات غير المُنحلَّة في الماء (فيتامين A ,E ,K ,D)، والتي تتطلّب الحصول عليها من المصادر الخارجية بشكل كافٍ ومتوازن.

تأثيرات الشوارد المهمّة على سلامة الجهاز العصبي

تمتلك شوارد كلٍّ من الكالسيوم، والمغنيزيوم، والحديد، والصوديوم أدواراً في عملية النقل، والإثارة العصبية، والحفاظ على مستوياتٍ مناسبةٍ من هذه الشوارد يضمن سلامة الوظيفة العصبية بنقل الإشارات والتنبيهات العصبية. [1]

المراجع البحثية

1- Soury, M. E., Fornasari, B. E., Carta, G., Zen, F., Haastert-Talini, K., & Ronchi, G. (2021). The role of dietary nutrients in peripheral nerve regeneration. International Journal of Molecular Sciences, 22(14), 7417. Retrieved October 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.