Skip links
فتاة ترتدي كنزة مخططة باللونين الزهري والأبيض تلعب وهي جالسة على الأرض وتقوم بمراقبة شخص ما

تأخر الكلام عند الأطفال – ما هي أسباب تأخر الطفل في الكلام؟

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » تأخر الكلام عند الأطفال – ما هي أسباب تأخر الطفل في الكلام؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

بدء الكلام لدى الأطفال هي مرحلةٌ مهمّةٌ في تطورهم اللغوي والتواصلي، حيث يعدُّ عمليةً تتمُّ بشكلٍ تدريجي، وتختلف من طفلٍ لآخر، وتبدأ هذه العملية عادةً في الشهور الأولى من عمر الطفل، حين يتعلم الاستجابة للصوت، ويتعرف على صوت الأم.

ويحاول بطريقةٍ تدريجيةٍ استخدام الأصوات للتعبير عن احتياجاته ثم تأتي مرحلة جديدة يصبح فيها الطفل قادراً على إصدار أصواتٍ بسيطةٍ ومتكررة، مثل: بابا وماما، ويُعتبر ذلك بداية تشكيل الكلمات، واستخدامها للتواصل، وبمرور الوقت، يبدأ الطفل في توسيع مفرداته، واستخدام كلماتٍ جديدةٍ للتعبير عن احتياجاته ورغباته.

كما يمكنه أيضاً تكوين جملٍ بسيطةٍ للتعبير عن أفكاره ثم في مرحلةٍ لاحقة يتعلم الأطفال تكوين جملٍ مركبة، واستخدام القواعد الأساسية للغة، مثل: ترتيب الكلمات، واستخدام الأفعال، والأسماء، والضمائر، ويتحسن مستوى اللغة والتواصل لدى الأطفال، فيصبحون قادرين على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكلٍ أكثر وضوحاً.

متى يعدُّ الطفل متأخراً في الكلام بشكلٍ غير طبيعي؟

هناك نطاقٌ طبيعيٌّ لتطور الكلام واللغة لدى الأطفال، ومع ذلك، إذا كان الطفل يعاني من أي من العوامل التالية، فقد يكون هناك تأخّر للكلام يستدعي الاهتمام والتدخُّل، وهي ما يلي: [1]

1- عدم إصدار أي صوتٍ أو أي كلماتٍ حتى عمر 12 شهراً.

2- عدم الاستجابة للصوت أو التواصل اللفظي وغير اللفظي حتى عمر 12 شهراً.

3- عدم استخدام الكلمات البسيطة، مثل: ماما أو بابا حتى عمر 18 شهراً.

4- صعوبةٌ في تكوين كلماتٍ وجملٍ بسيطةٍ للتعبير عن الاحتياجات أو الرغبات عندما يبلغ الطفل السنتين من عمره.

5- صعوبةٌ في التفاهم اللغوي، والتواصل مع الآخرين في عمر 2 إلى 3 سنوات.

ما الأسباب التي قد تؤدي لتأخر الكلام عند الطفل؟

توجد عدة أسباب محتملة لتأخر الكلام عند الأطفال، وتشمل بعض هذه الأسباب: [1]

1- التأخر في التطور الطبيعي

قد يكون للأطفال نمطٌ عامٌّ للتأخر في التطور اللغوي والكلام، وقد يحتاجون إلى وقتٍ إضافي لتطوير مهارات الكلام واللغة.

2- مشاكل في الأذن

ويعني ذلك مشاكل في السمع، مثل: الاحتشاء السمعي، أو التهاب الأذن المتكرر، ويمكن أن تؤثر هذه الأمور على تطور الكلام لدى الطفل، وقد يعاني الطفل من مشاكل حسية سمعية تمنعه من الكلام والتفاعل.

3- اضطرابات التخاطب واللغة

يمكن أن يكون لدى الأطفال اضطراباتٌ في التخاطب واللغة، كاضطرابات التواصل الاجتماعي، مثل: اضطراب التوحُّد، أو اضطراب تطور اللغة الانفصامي.

4- التوتر أو العوامل البيئية

الظروف العاطفية أو البيئية الصعبة، مثل: التوتر العائلي، أو الجو المشحون بالصراخ، والمشاكل في البيئة المحيطة، وهذا كله يمكن أن يؤثر على تقدم الكلام لدى الطفل.

5- الصدمات النفسية

إن تعرُّض الطفل لصدماتٍ نفسية أو تجارب سلبية قد يؤثر على تطور الكلام لديه، ويُقصد بالصدمات فقدان أحد الأفراد المقربين، أو التعرُّض للعنف، أو الخوف، حيث يؤدي ذلك إلى تراجعٍ في مهارات الكلام واللغة لدى الطفل.

6- نقص التواصل والتفاعل

أي إذا لم يتمّ توفير بيئة تواصلٍ غنية بالحوار والتفاعل، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على تطور الكلام لدى الطفل، وعلى سبيل المثال: إذا لم يتمّ التفاعل مع الطفل بشكلٍ كافٍ أو كان هناك قلة في الحوار والمحادثات معه، فإن ذلك قد ينعكس على قدرته على تعلم واستخدام الكلمات.

7- مشاكل صحية أخرى

بعض المشاكل الصحية، مثل: الشلل الدماغي، أو مشاكل النمو، والتي يمكن أن تُسبّب تأخراً في الكلام.

يجب ملاحظة أن هذه الأسباب محتملة، وقد يكون هناك أسباب أخرى لتأخر الكلام ينبغي التحري عنها باستشارة طبيب الأطفال أو خبير التخاطب، لتقييم حالة الطفل، وتحديد الأسباب المحتملة، وتوجيه الخطوات العلاجية المناسبة.

كيف يمكن للأهل مساعدة الطفل الذي تأخر في الكلام في التخلص من هذه المشكلة؟

هنالك بعض الطرق التي تُمكّن الأهل من مساعدة الطفل الذي يعاني من تأخّرٍ في الكلام، حيث يمكنهم اتباع ما يلي: [2]

1- توفير بيئةٍ تحفيزية

يجب توفير بيئةٍ غنيةٍ بالكلمات والحوار في المنزل، ومحاولة التواصل بانتظامٍ مع الطفل، وتشجيعه على التحدث، والمشاركة في المحادثات البسيطة اليومية.

2- استخدام اللغة بشكلٍ واضحٍ وبسيط

يجب على الأهل استخدام الجمل والكلمات البسيطة والواضحة عند التحدث مع الطفل، كما يمكنهم تكرار الكلمات والجمل لمساعدته على فهمها وتذكرها.

3- قراءة القصص والكتب مع الطفل

على الأهل القيام بقراءة القصص البسيطة، والكتب المناسبة لعمر الطفل بأسلوبٍ مشوقٍ وممتع، لمحاولة تحفيزه على التفاعل مع القصة، فهذا يساعده على زيادة المفردات، وفهم السياقات اللغوية.

4- اللعب التعليمي

استخدام الألعاب والأنشطة التي تُعزّز التواصل واللغة، مثلاً: يمكن استخدام الدمى لتمثيل مواقف ومسرحيات لتحفيز التفاعل اللفظي، فالأغاني والتمثيل هي طرقٌ ممتعةٌ لتعزيز الكلام واللغة لدى الأطفال، وذلك بقيام أحد الوالدين بترديد الأغاني البسيطة، والقصائد، والتمثيل مع الدمى، أو الشخصيات المحببة للطفل، أو استخدام الألعاب التعليمية التي تعلم الحروف، والأرقام، والكلمات.

5- الاحتفاظ بالروتين اليومي

إن الحفاظ على روتينٍ يوميٍّ مناسب، ومحاولة تضمين وقتٍ مخصّصٍ للحديث والتواصل، فإن هذا الروتين يساعد على توفير الأمان والاستقرار للطفل، حيث تعدُّ الطمأنينة التي توفرها البيئة المنزلية عنصراً هاماً في خلق الراحة النفسية لدى الطفل، وهذا يساعد كثيراً في حل مشكلة تأخر الكلام.

6- توفير فرصٍ للتفاعل مع الأقران والأصدقاء

عن طريق قيام الأهل بتوفير فرصٍ للطفل للقاء مع أقرانه، واللعب، والمشاركة في أنشطةٍ اجتماعية، وهذا يمكن أن يُحفّزه على استخدام الكلام، والتواصل بشكلٍ أكبر.

7- تعزيز التواصل غير اللفظي

بالإضافة إلى الكلام، يمكن للأهل تشجيع التواصل غير اللفظي مع الطفل عن طريق استخدام لغة الجسد، والتعبيرات الوجهية، والإشارات للتواصل معه، مثل: الابتسامة، والملامسة اللطيفة، والإشارة إلى الأشياء.

8- الاستعانة بمساعدةٍ مُتخصّصة

في حالة استمرار تأخر الكلام، يمكن النظر في استشارة خبير التخاطب أو طبيب الأطفال، لتقييم الوضع، وتوجيه الدعم اللازم، وقد يوصي المتخصص بجلساتٍ علاجيةٍ أو استراتيجياتٍ محددة للطفل، لتعزيز مهارات الكلام واللغة.

الخاتمة

يمكن للأهل أن يكونوا عاملاً رئيسياً في مساعدة الطفل الذي يعاني من تأخّرٍ في الكلام من خلال توفير بيئةٍ تحفيزيةٍ مفعمةٍ بالحب والاهتمام، كما يجب أن يكون الأهل صبورين ومتفهمين، فالتوتر في هذه المرحلة قد يزيد من سوء المشكلة، ويؤثر سلباً على نفسية الطفل، لذلك عليهم أن يسعوا لتعزيز الثقة، والتواصل الإيجابي مع الطفل عوضاً عن ذلك. وبالدعم المستمر، والتشجيع ستتمكن الأسرة من مساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة، وتحقيق تقدُّمٍ ملحوظ.

المراجع البحثية

1- Camarata, S. M. (2015). Late-talking children: A symptom or a stage? (Reprint edition). MIT Press. Retrieved December 19, 2023 

2- Weitzman, E. (2017). It Takes Two to Talk: A practical guide for parents of children with language delays. Retrieved December 19, 2023 

This website uses cookies to improve your web experience.