Skip links
صبي صغير يقرأ كتاب لون غلافه أحمر وتقوم امرأة بحضنه من الخلف

القراءة والأطفال

الرئيسية » المقالات » التعلم » القراءة والأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

إن تعريف الأطفال بالكتب والقراءة المبكرة له تأثيرٌ كبيرٌ على تطوير مهاراتهم اللغوية والتفكيرية، وتوسيع قدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، بالإضافة إلى تعزيز الخيال والإبداع، وزيادة المعرفة والثقافة.

هل يمكن إدخال القراءة إلى حياة الطفل في سنٍّ مبكرة؟

بالطبع يمكن ذلك، وتعدُّ هذه الخطوة مهمةً جداً لتنمية حبّه وتعلقه بالقراءة، حتى وإن كان الطفل لا يجيدها القراءة أو الكلام، فيمكن للأهل أن يقرؤوا له، وهناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها عند قراءة الكتب للأطفال الصغار: [1]

1- اختيار الكتب المناسبة: يمكن للأهل البحث عن الكتب التي تكون مُصممّةً خصيصاً للأطفال الصغار، حيث تحتوي هذه الكتب على صورٍ جذابة، ونصوصٍ بسيطة، ومحببة للأطفال الصغار، واختيار الكتب التي تعرض ألواناً زاهيةً، ورسوماتٍ جميلة.

2- قراءة الكتاب بصوت عالٍ ومشوّقٍ للأطفال باستخدام تغييراتٍ في الصوت، والتعبير الوجهي للمساعدة في جذب انتباههم، وإبقائهم منتبهين.

3- المشاركة التفاعلية عن طريق الإشارة إلى الصور، والسماح للطفل بلمس الكتاب، والتفاعل مع الصفحات، أو توجيه الأسئلة إليه بين الحين والآخر حول القصة أو الصور، والسماح له بالإجابة، والتعبير عن أفكاره.

4- تكرار القصص المُفضّلة للطفل مراراً، فالأطفال يحبُّون التعرُّف على القصص التي يعرفونها بالفعل، ويستمتعون بتكرارها.

5- استخدام الكتب العابرة التي تحتوي على صور وأشكال مختلفة، والتي تساعد على تنمية الخيال والإبداع لدى الأطفال.

6- جعل القراءة جزءاً من روتين النوم عند الطفل، وهذا يساعد في إنشاء عادة القراءة اليومية، ويساعد الطفل على الاسترخاء، والاستعداد للنوم. [1]

كيف يتمُّ تعزيز حبّ القراءة عند الأطفال؟

هناك العديد من الطرق لتحقيق ذلك، ومنها: [2]

1- إنشاء ركنٍ خاصٍّ للقراءة في المنزل يحتوي على مجموعةٍ متنوعة من الكتب المناسبة للأطفال، والتي تُقدّم لهم خياراتٍ متنوعة للاختيار من بينها، والحفاظ على توفر الكتب في متناول يدهم.

2- تخصيص وقتٍ محدّدٍ يومياً للقراءة سواءً أكان قبل النوم أو في وقتٍ آخر من اليوم، وهذا يساعد الأطفال على تكوين عادة القراءة، ويجعلهم متحمسين للمشاركة فيها.

3- إقامة أنشطة ممتعة تتعلق بالكتب والقراءة، مثل: إقامة حفلة قراءة، أو مسابقة عن الكتب، وهذا يشجع الأطفال على الاستمتاع بالقراءة، ويُعزّز حماسهم لاستكشاف المزيد من الكتب.

4- تسجيل الطفل في برامج القراءة الصيفية أو أنشطة القراءة التي تقدمها المكتبات، وهذا يوفر لهم فرصةً لاكتشاف كتبٍ جديدة، والتفاعل مع مجتمع القرّاء.

5- تشجيع الأطفال على سرد قصصهم الخيالية الخاصة أو الكتابة في مذكراتهم الشخصية، وذلك يساعدهم على تعزيز مهارات الكتابة والإبداع.

كيف يمكن للقراءة أن تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتنمي قدراتهم الاجتماعية والعاطفية؟

1- التعريف بالمشاعر

الكتب والقصص تُعرّض الأطفال لمجموعةٍ واسعةٍ من المشاعر المختلفة، وتوضّح لهم كيفية التعرف على تلك المشاعر وتسميتها، وتُتيح لهم فهم العواطف الأساسية، مثل: السعادة، والحزن، والخوف، والغضب.

2- توسيع مفردات المشاعر

الكتب تساعد الأطفال على توسيع مفرداتهم المتعلقة بالمشاعر والعواطف، حيث يمكنهم تعلم كلمات جديدة لوصف مشاعرهم من خلال القراءة، وذلك يساعدهم على التعبير عن أنفسهم بشكلٍ أفضل.

3- تعزيز التعاطف

الكتب تُعرّض الأطفال لقصصٍ وشخصياتٍ مختلفة، وتساعدهم على الفهم، والتعاطف مع مشاعر الآخرين، وهذا يساعد في تطوير قدراتهم الاجتماعية والتعاطفية، ويُعزّز قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع المحيط.

4- تعلم مهارات التحكم العاطفي

القصص تعرّض الأطفال لمواقف تحتاج إلى التحكم في المشاعر والتعامل معها بشكل صحيح، فتساعدهم على فهم أنه من الممكن التعامل مع المشاعر السلبية بطرقٍ إيجابية، مثل: التهدئة، والتعبير عن الغضب بشكلٍ آمن.

5- تشجيع النقاش والتفاعل

القراءة توفر فرصةً للأطفال لمناقشة القصص، والشخصيات، والمشاعر التي تُثار فيها، وبالتالي يمكنهم تبادل الأفكار، والتعبير عن آرائهم، ومشاعرهم مما يُعزّز قدراتهم الاجتماعية والتواصلية. [3]

هل للقراءة أثرٌ كبير في تسريع عملية النطق والكلام لدى الأطفال؟

القراءة لها أثرٌ إيجابيٌّ في تسريع عملية النطق والكلام لدى الأطفال لأنها تعرّضهم لمجموعةٍ متنوعةٍ من الكلمات، والجمل، والتراكيب اللغوية المختلفة، وهذا يساعدهم على توسيع مفرداتهم، وتحسين قدراتهم على تشكيل الجمل، واستخدام القواعد اللغوية بشكلٍ صحيحٍ.

بالإضافة إلى تحسين مهاراتهم السمعية، فعند قراءة القصص والكتب يتعرَّف الطفل على الأصوات المختلفة، ونمط الكلام الصحيح، ويتعلم استخدام الملامح الصوتية، والترتيب الصحيح للكلمات والجمل، كما أنها تُحفّز الطفل على التركيز، ومتابعة السياق القصصي، وتذكُّر التفاصيل، وهذا يساهم في تطوير الذاكرة والتركيز.

مما يؤثر إيجابياً على قدرة الطفل على تذكُّر الكلمات، ويُعزّز تواصله اللفظي، وتعبيره عن أفكاره، وعلى الرغم من أن القراءة لوحدها لن تحلَّ جميع مشاكل النطق والكلام، إلا أنها تُعزّز تطور اللغة، وتساهم في تسريع عملية النطق لدى الأطفال، حيث يجب الاستمرار في التشجيع على القراءة، وتوفير الفرص المناسبة لممارستها مع الأطفال. [3]

المراجع البحثية

1- Trelease, J. (2013). The read-aloud handbook (7th ed.). Penguin. Retrieved September 16, 2023

2- Mackenzie, S. (2018). The Read-Aloud Family: Making meaningful and lasting connections with your kids. Zondervan. Retrieved September 16, 2023

3- Fox, M. (2008). Reading magic: Why reading aloud to our children will change their lives forever (Second Edition, Updated and Revised). Houghton Mifflin Harcourt. Retrieved September 16, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.