Skip links
الصيغة الكيميائية للهرمونات

الهرمونات – أين تُصنّع وما هي وظيفتها؟

الرئيسية » المقالات » الطب » هرمونات » الهرمونات – أين تُصنّع وما هي وظيفتها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الهرمونات؟

اكتشف العلماء أكثر من خمسين نوعاً من الهرمونات في جسم الإنسان، والهرمونات (Hormones)، وهي عبارةٌ عن مواد عضوية يتمُّ إفرازها من الغدد الصم استجابةً لأوامر الجهاز العصبي، وهذا الإفراز يكون عند الحاجة إذ تنتقل الهرمونات المفرزة عبر مجرى الدم إلى الخلايا والأعضاء المستهدفة لتقوم بوظيفتها على الفور.

ممّ تتركب الهرمونات؟

يختلف التركيب الكيميائي بين الهرمونات، وتقسم بذلك إلى قسمين أحدهما يتركب من الأحماض الأمينية، والببتيدات، والبروتينات، والفرق بين هذه الهرمونات يكمن بطول السلسلة المتشكلة منها وتعقيدها، وإضافة عناصر أخرى لها، مثل: زمر الكربوكسيل (Carboxyl)، والهدروكسيل (Hydroxyl)، وتتشكل الهرمونات الأمينية (Amine Hormones) من إزالة الجذور المختلفة، وإضافة الزمرة الأمينية NH3+، وأساسها الأحماض الأمينية، مثل: التريبتوفان (Tryptophan)، والتيروزين (Tyrosine).

أما الهرمونات المصنوعة من الببتيدات والبروتينات، فتكون أكثر تعقيداً، وتتركب من سلاسل طويلة ومتشابكة من الأحماض الأمينية، والفرق بينها أن الهرمونات الببتيدية تكون أقصر وأبسط من الهرمونات البروتينية، وتصنع هذه البروتينات بدءاً من الحمض النووي DNA في نواة الخلايا الذي يترجم إلى رنا مرسال mRNA، ويدخل إلى الجسيم الريبي أو الريبوزوم  (Ribosome) منه البروتين.

أما القسم الآخر من الهرمونات، فهي المصنوعة من الكولسترول أو الأحماض الدسمة التي تقسم أيضاً إلى هرموناتٍ مصنوعةٍ في غدة الكظر، وتدعى القشرية الكظرية (Adrenocortical Hormones)، والأخرى هي الهرمونات الجنسية (Sexual Hormones) التي تتركب في الأعضاء الجنسية لدى الجنسين (المبايض والخصى) من الستيروئيدات بدءاً من سن البلوغ لتعمل على الصفات الجنسية الثانوية لدى الإناث والذكور. [1] [2]

أين تصنع الهرمونات؟

تصنع الهرمونات في الغدد الصم، وتُفرز منها إلى مجرى الدم عند الحاجة لها، وتؤلف هذه الغدد الجهاز الصماوي (Endocrine System)، ونذكر من أماكن الإفراز الأساسية: [3] [4]

1- الوطاء (Hypothalamus)

هو جزءٌ من الدماغ يقع تحت المهاد (Thalamus)، وهو على علاقةٍ وطيدة مع الغدة النخامية، فهو يفرز بعض الهرمونات التي تعمل على تفعيل الغدة النخامية، وتدعى بالعوامل المطلقة (Releasing hormone)، والدوبامين (Dopamine)، كما يشكل الهرمون العصبي الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يخزن في القسم الخلفي من الغدة النخامية.

2- الغدة النخامية (Pituitary Gland)

غدةٌ صغيرةٌ موجودةٌ على الوجه السفلي للدماغ أسفل الوطاء، وهي مؤلفةٌ من الفصّ الأمامي المسؤول عن إفراز هرمون النمو (Growth Hormone (GH))، والهرمونات الموجهة للأقناد الهرمون المنبه الجريبي ((FSH) (Follicle-Stimulating Hormone)، والهرمون الملوتن ((LH) Luteinizing Hormone)، والغدة الدرقية TSH، والغدة الكظرية ACTH استجابةً للهرمونات المطلقة من الوطاء. أما الفص الخلفي منها، فيفرز هرموني الأوكسيتوسين (Oxytocin)، والهرمون المضاد للإدرار ADH.

3- الغدة الصنوبرية (Pineal gland)

هي غدةٌ صغيرة تقع خلف الجسم الثفني الذي يصل بين نصفي الكرة المخية، وتفرز هذه الغدة هرمون الميلاتونين (Melatonin) الذي يساعد في دورة اليقظة والنوم.

4- الغدة الدرقية (Thyroid gland)

هي غدةٌ موجودةٌ في العنق تفرز هرموناتٍ تساعد في العمليات الاستقلابية في الجسم، وهي التيروكسين (Thyroxin)، أو T4 والتريونين ثلاثي اليود (Triiodothyronine)، أو T3 والكالسيتونين (Calcitonin) المهمّ لصحة العظام، ومستوى الكالسيوم في المصل.

5- الغدد جارات الدرق  (Parathyroid glands)

هي أربع غددٍ صغيرة موجودة على الوجه الخلفي للغدة الدرقية، وتفرز هرموناً وحيداً يعمل مع الكالسيتونين لتنظيم الكالسيوم وصحة العظم، ويدعى الباراثورمون (Parathormone).

6- الغدة الكظرية (Adrenal glands)

هي غددٌ مثلثية الشكل تقع أعلى الكليتين، وهي مؤلفةٌ من قشر ولبّ، وكل منها يفرز هرمونات خاصة، مثل: الستيروئيدات القشرية السكرية الكورتيزول (Cortisol)، والستيروئيدات القشرية المعدنية الألدوستيرون (Aldosterone)، والأندروجينات (Androgens)، والأدرينالين (Adrenalin) أو الإبنفرين (Epinephrine)، والنورإبنفرين (Norepinephrine)، أو النورأدرينالين (Noradrenalin).

7- البنكرياس أو المعثكلة (Pancreas)

هي غدةٌ داخلية أو خارجية الإفراز، إذ تساعد في عملية الهضم بإفرازها بعض الإنزيمات، مثل: الأميلاز، والليباز، وداخلية الإفراز بتصنيعها للهرمونين الضروريين لتنظيم مستوى السكر في الدم، وهما الأنسولين (Insulin) والغلوكاغون (Glucagon).

8- النسيج الدهني (Adipose tissue)

إن الخلايا الدهنية الموجودة في كامل الجسم، والتي تتركز في الثدي والأرداف عند النساء، والبطن عند الذكور تفرز عدداً من الهرمونات، مثل: الليبتين (Leptin)، والأنجيوتنسين (Angiotensin)، ومثبط الإنزيم المفعل للبلازمينوجين (Plasminogen activator inhibitor-1) ونوع من الأستروجين (Estrogen).

9- الكلية  (Kidney)

بالإضافة إلى وظيفتها المعروفة تعمل الكلية على إفراز عدد من الهرمونات، مثل: الإريثروبيوتين (Erythropoietin) الضروري لتشكيل كريات حمر جديدة، والرينين (Renin) لتفعيل جملة الرينين-أنجيوتنسين لتنظيم ضغط الدم، كما تفرز طليعة هرمون (Prohormone)، وهو الشكل الفعال من فيتامين D.

10- أعضاء أخرى

يفرز الكبد العامل الشبيه بالأنسولين (Insulin-like growth factor 1 IGF-1) ومولد الأنجيوتنسين (Angiotensinogen)، وتفرز الأمعاء هرموناتٍ خاصة بعملية الجوع والشبع، مثل: الغريلين (Ghrelin) الذي يحرض الجوع، والسوماتوستاتين (Somatostatin)، والهرمون الشبيه بالغلوكاغون (Glucagon-like peptide1) أو (GLP-1). أما المشيمة لدى المرأة الحامل، فتفرز هرموني الأستروجين، والبروجسترون خلال فترة الحمل.

ما هي وظائف الهرمونات؟

لكل هرمونٍ وظيفته الخاصة، وذلك بإفرازه من المصنع (أي الغدة الصماء)، وإرساله إلى غدةٍ صماء أخرى، مثل: إفراز الهرمون الموجه للغدة الدرقية TSH من الغدة النخامية إلى الغدة الدرقية، أو إفراز الهرمون من المنشأ إلى الخلايا الهدف، مثل: إفراز الأنسولين من جزر لانغرهانس في البنكرياس إلى مجرى الدم، وتوجهها إلى خلايا الجسم، وخاصةً النسيج الكبدي والعضلي لتخزين السكريات.

ولكل هرمون توقيت مناسب لعمله، فمثلاً، يعمل هرمون النمو المُفرَز من الغدة النخامية على بناء البروتين، والمواد اللازمة لمساعدة الطفل على النمو، وينتج عن فرط إفرازه العملقة (Gigantism) ونقصانه القزامة (Cretinism). أما هرمون البرولاكتين، فهو مسؤول عن إنتاج الحليب لدى المرأة الحامل خلال فترة الحمل لتكون جاهزةً لإرضاع طفلها، أما الهرمونات القشرية تعمل على تنظيم نسبة الماء والأملاح في الجسم، وتنظيم ضغط الدم.

فالألدوستيرون على علاقةٍ وثيقةٍ بالكلية ليتحكم بنسبة الماء والأملاح الممتصة، والتي يتمُّ إطراحها، بالنسبة لهرمونات الغدة الدرقية، فتعمل على تنظيم معدل استقلاب الجسم للمواد المغذّية لتأمين حاجة الخلايا منها. وفي النهاية إن آلية عمل الهرمونات هي آلية معقدة ودقيقة، ويشارك فيها أكثر من عضو، لأنها تعدُّ مرسالاً لنقل المعلومات التي تحافظ على سلامة وظائف الجسم. [5]

المراجع البحثية

1- Chemistry LibreTexts. 18.5: Hormones – the regulators. (2019، May 26). Retrieved April 13، 2024

2- Hormones، Structure، Function. (n.d.). In Encyclopedia Britannica. Retrieved April 13، 2024

3- Hormones. (2018، May 3). BYJU’S. Retrieved April 13، 2024

4- Endocrine system. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved April 13، 2024

5- Hormones and the endocrine system. (2019، November 19). Hopkinsmedicine.org. Retrieved April 13، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.