Skip links
رسم تشريحي للغدة الدرقية حول الحنجرة لدى الإنسان

الهرمونات الدرقية عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الهرمونات الدرقية عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعمل هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم معدَّل ضربات القلب، وضغط الدم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ومستوى الطاقة، إضافةً إلى تنظيم الإحساس بالدفء والبرودة، كما تُعتبر ضروريةً لنمو الدماغ وتطوره عند الأطفال. [1]

ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدةٌ صغيرة الحجم لها شكل يشبه الفراشة تقع في مقدمة العنق أسفل الحنجرة، وتتألف الغدة الدرقية من فصّين أيمن وأيسر يتصلان معاً بواسطة البرزخ، وتحتوي الغدة الدرقية على نوعين من الخلايا: الخلايا الجريبية والخلايا المجاورة للجريب. [1]

1- الخلايا الجريبية: تُشكّل معظم نسيج الغدة الدرقية، وتقوم بإفراز ثلاثي يود الثيرونين T3 (Triiodothyronine)، والتيروكسين (Thyroxine) T4، وتحتاج الخلايا الجريبية إلى اليود للقيام بعملها بإفراز الهرمونات حيث تحتوي على مسام أو قنوات تقوم بامتصاص اليود بشكل فعّال.

2- تنظيم مستوى كالسيوم الدم، ولا دور لها في إفراز الهرمونات الدرقية، وليس لديها القدرة على امتصاص اليود.

كيف يتمُّ تنظيم إفراز الهرمونات الدرقية عند الأطفال؟

1- يتمُّ تنظيم إفراز هرمونات الغدة الدرقية بواسطة كل من الوطاء والغدة النخامية.

– الوطاء: جزءٌ من الدماغ المتوسط يُمثّل صلة الوصل بين الجهاز العصبي الذاتي والجهاز الإفرازي، يتحكم في العديد من وظائف الجسم، مثل: درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، ومعدل النبض، والإحساس بالجوع والعطش، وتنظيم عمل الغدة النخامية.

– الغدة النخامية: غدةٌ صغيرةٌ تقع في قاعدة الدماغ أسفل منطقة الوطاء، وتتألف من قسمٍ أمامي غدي، وقسمٍ خلفي عصبي، تُفرز ثماني هرمونات تتحكم بوظائف الجسم المختلفة، وتتصل الغدة النخامية بالوطاء بواسطة ساق من الأوعية الدموية والأعصاب تُسمّى الساق النخامية، ومن خلالها يرسل الوطاء الأوامر إلى الغدة النخامية لتقوم بعملها.

2- يقوم الوطاء بإفراز الهرمون المُطلق لموجهة الغدة الدرقية Thyroid Releasing Hormone) (TRH)) الذي ينبه الغدة النخامية لتقوم بإفراز الهرمون المُنبه للغدة الدرقية Thyroid stimulating Hormone) (TSH))، وبدوره يؤثر على الغدة الدرقية لتقوم بإفراز ثلاثي يود الثيرونين (T3)، والتيروكسين (T4) .

3- يتمُّ تنظيم الإفراز بواسطة بآلية التلقيم الراجع أي عند نقص كمية T4 وT3 في الجسم يتمُّ تنبيه الوطاء، فيقوم بزيادة إفراز TRH، وبدوره يحرّض الغدة النخامية لتقوم بزيادة إفراز TSH، ومن ثم يؤثر على الغدة الدرقية لتزيد إفراز هرموناتها، أما عندما يرتفع مستوى T3, T4 في الجسم فيتمّ تثبيط إفراز TRH.

4- يُشكّل التيروكسين 80 بالمئة من الإفراز اليومي لهرمونات الغدة الدرقية بينما يشكل ثلاثي يود الثيرونين 20 بالمئة، وتحتاج الغدة الدرقية للقيام بعملها إلى اليود الذي يتمُّ الحصول على معظمه من الوارد الغذائي.

5- يتمُّ تحويل التيروكسين إلى ثلاثي يود الثيرونين على مستوى العديد من الأنسجة كالكبد، والعضلات، والكلية، والجهاز العصبي المركزي، والنسيج الدهني، حيث إن فعالية ثلاثي يود الثيرونين أعلى من التيروكسين بعدة أضعاف، ولكن عمره النصفي البيولوجي أقل. [2]

ما هي التأثيرات الحيوية للهرمونات الدرقية عند الأطفال؟

تؤثر الهرمونات الدرقية على كل عضو من أعضاء الجسم بما في ذلك الاستقلاب الغذائي، وتؤثر على نموّ الطفل وعلى القلب، والأوعية الدموية وعلى الجهاز الهضمي، والغدد الجنسية، وتكوين الدم، والجلد، والعضلات. [3]

1- التأثيرات الاستقلابية

1- تؤثر الهرمونات الدرقية عند الأطفال على معدل الاستقلاب الأساسي، وتزيد استهلاك الأوكسجين من قبل الأنسجة المختلفة، وتزيد من إنتاج الطاقة.

2- كما تؤثر على استقلاب الكربوهيدرات حيث تؤدي إلى زيادة امتصاصها في السبيل الهضمي، كما تؤدي إلى زيادة حلّ الغليكوجين، وزيادة استحداث السكر من مصادر غير سكرية، وبالتالي تؤدي إلى رفع سكر الدم.

3- كما تؤثر على استقلاب الشحوم حيث تؤدي الهرمونات الدرقية إلى زيادة حلّ الشحوم وزيادة إنتاج الحموض الدسمة الحرة، وتنقص كل من الكوليسترول والشحوم الثلاثية.

4- كما أن الهرمونات الدرقية ضرورية لتركيب البروتينات بشكل طبيعي وسوي في الجسم، لكن زيادتها تؤدي إلى زيادة هدم البروتين.

2- التأثير على نموّ الطفل

تعمل هرمونات الغدة الدرقية بشكل تأزُّري مع هرمون النموّ لتحفيز نموّ العظام عند الطفل حيث تُحفّز الخلايا الغضروفية، وتؤثر على نضج وتمايز الهيكل العظمي. كما أن الهرمونات الدرقية ضرورية أيضاً لتطور الجهاز العصبي والدماغ في المرحلة الجنينية وخلال مرحلة الوليد، وذلك عن طريق المساهمة في نموّ المحاور العصبية، وتشكيل غمد النخاعين.

3- التأثير على القلب والأوعية الدموية

تؤثر الهرمونات الدرقية على القلب والأوعية الدموية حيث تؤدي إلى زيادة تقلُّص العضلة القلبية، وزيادة معدل النبض، ونتاج القلب، ورفع الضغط الشرياني الانقباضي.

4- التأثير على الجهاز الهضمي

تؤدي الهرمونات الدرقية إلى زيادة الشهية، وزيادة إفراز العصارات الهاضمة، وزيادة الحركات الحيوية للأمعاء، لذلك فرط نشاط الدرق يؤدي إلى الإسهال بينما القصور يُسبّب الإمساك.

5- التأثير على الغدد الجنسية

الهرمونات الدرقية ضرورية لنموّ الغدد الجنسية عند الأطفال، وظهور الصفات الجنسية الثانوية في مرحلة البلوغ، وذلك من خلال التأثير المباشر على الأعضاء التناسلية، ومن خلال التأثير على إفراز الهرمونات النخامية التي تتحكم بدورها بتطور الوظيفة الجنسية.

6- التأثير على تكوين الدم

تؤدي الهرمونات الدرقية إلى زيادة خفيفة في حجم الدم، وزيادة تشكل الكريات الحمراء، وقد يكون ذلك بسبب زيادة الفعالية الاستقلابية.

7- التأثير على الجلد

تؤثر الهرمونات الدرقية على الجلد حيث إن قصور الدرق يجعل الجلد جافاً وخشناً بينما فرط الدرق يجعل الجلد كثير الرطوبة والتعرق.

8- التأثير على العضلات

تؤدي الهرمونات الدرقية إلى زيادة تقلص العضلات الهيكلية، وتُسبّب انقباضاتٍ عضليةٍ سريعة وقوية.

كيف يتظاهر اضطراب إفراز الهرمونات الدرقية عند الأطفال؟

1- قصور الغدة الدرقية

عندما لا تنتج الغدة الدرقية كمياتٍ كافية من الهرمونات الدرقية، ويمكن أن يكون القصور خلقياً منذ الولادة أو مُكتسَباً يحدث في أي عمر من حياة الطفل. يُعتبر التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis) السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية المُكتسَب عند الأطفال والمراهقين، وهو مرضٌ مناعي ذاتي يتمُّ فيه إنتاج أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية وتخربها مما يُسبّب قصوراً في عملها.

يتظاهر قصور الغدة الدرقية بنقص النموّ، وتأخر التحصيل الدراسي، وزيادة الوزن مع نقص الشهية، وانخفاض النشاط والطاقة، ونقص معدل الاستقلاب، والوذمة المخاطية، وجفاف وتقشر الجلد، والإمساك، والآلام العضلية.

2- فرط نشاط الغدة الدرقية

عندما يحدث زيادة في إفراز الهرمونات الدرقية. يُعتبر داء غريفز (Grave’s disease) السبب الأشيع لحدوث فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو عبارة عن مرض مناعي ذاتي يتمُّ فيه إنتاج أضداد تُحفّز عمل الغدة الدرقية بشكل لا يمكن السيطرة عليه. يتظاهر فرط نشاط الغدة الدرقية بصعوبةٍ في التركيز، ونقصٍ الوزن مع زيادةٍ كبيرة في الشهية، وفرط التعرُّق، وحركات رجفانية في اليدين، وجحوظ العينين. [4]

المراجع البحثية

1- The Children’s Hospital of Philadelphia.(2014 , February 23).Thyroid disease in children. Children’s Hospital of Philadelphia. Retrieved May 13, 2023

2- Cleveland Clinic. (2022, February 15). Thyroid hormone: What it is & function .Cleveland Clinic. Retrieved May 13, 2023

3- Shahid M A, Ashraf M A. (2023, May 1). Physiology, thyroid hormone. StatPearls. Retrieved May 14, 2023

4- DMC Children’s Hospital. (2019, November 18).Common signs of thyroid disease in children. DMC Children’s Hospital. Retrieved May 14, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.