Published in: طب التوليد وأمراض النساء

النفاس

Author د. لمى زوده

Published on: 7 مارس، 2024

د. لمى زوده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو النفاس؟

النفاس (The Puerperium) هو الفترة التي تلي الولادة، وتمتدُّ لمدة 6 أسابيع تدعى المرأة خلال هذه الفترة بالنفساء، وخلالها يعود تشريح الأعضاء التناسلية إلى حالته خارج أوقات الحمل، وتحتاج المرأة وطفلها لكل أنواع الرعاية في فترة النفاس. ^[1]

ما هي الأعراض التي تحدث عند السيدة بعد الولادة؟

1- إفرازات مهبلية

تُطرح من الأعضاء التناسلية بعد الولادة تسمّى الهلابة (Lochia)، وتتكون من الخلايا الساقطية، والدم، والمخاط، وتستمر لمدة 15 يوماً، وتكون الهلابة:

● دموية بلون فاتح ثم تصبح أغمق خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة.

● مصلية بلونٍ شاحب أو أصفر لمدة الأيام الخمسة التالية، حيث تقل الكريات الحمر، وتسيطر الكريات البيض.

● ثم تصبح الهلابة بلونٍ أبيض لمدة خمسة أيامٍ أخرى.

2- آلام الخوالف (After Pains)

هي عبارة عن آلام تشبه آلام الدورة الطمثية ناجمة عن انقباض العضلة الرحمية بعد الولادة، وتفيد هذه التقلصات في تقليل النزف أيضاً، لأنها تضغط على الأوعية الدموية في الرحم، تشتدُّ هذه الآلام في حال الإرضاع نتيجة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يحرض انقباض العضلة الرحمية، وقد تكون هذه الآلام خفيفةً ومحتملة، وقد تحتاج أحياناً مسكنات ألم، وتستمر هذه الآلام لعدة أيام، وتكون أشدّ في حال كانت السيدة لديها ولادات من قبل.

3- ترتفع الحرارة

لكن لا تتجاوز 38 درجة مئوية، ولا تستمر أكثر من 24 ساعة.

4- تغيرات المزاج

مثل: القلق، واضطراب النوم، والخوف نتيجة المسؤوليات الكبيرة التي تلقى على عاتق الأم بعد الولادة، وغالباً تزول هذه الأعراض خلال أسبوعين، وفي حال استمرارها واشتدادها يفضل استشارة الطبيب، حيث قد تكون السيدة مصابةً باكتئاب ما بعد الولادة.

5- خسارة الوزن

حيث تفقد الأم بعد الولادة مباشرةً 6-7 كيلو غرام، وهو وزن الطفل، والمشيمة، والسائل الأمنيوسي، ويزداد فقدان الوزن خلال الأسبوع الأول نتيجة زيادة التبول.

6- البواسير

تحدث نتيجة الإمساك أثناء الحمل، وزيادة الضغط أثناء المخاض.

7- خلل حركة الأمعاء والميل للإمساك

نتيجة وهن الأمعاء، وارتخاء البطن، والخوف من الألم، خاصةً في حال وجود خزع فرجٍ واقي.

8- احتقان وألم الثديين

حيث يتمُّ إفراز الحليب حوالي اليوم الثالث إلى الرابع بعد الولادة، ويخفُّ الألم، والاحتقان بعد الرضاعة.

9- تساقط الشعر

يتساقط الشعر لفترةٍ بعد الولادة بعد زيادة نموه في فترة الحمل.

10- الأعراض البولية

● احتباس البول شائع في أول يومين بعد الولادة بسبب وهن العضلات الملساء للمثانة، ويسبّب الضغط على الإحليل نتيجة الوذمة أو الورم الدموي في الفرج بعد الولادة.

● إدرار البول يبدأ في اليوم الثاني، ويستمر لـ 3-4 أيام، حيث يتمّ طرح السوائل المحتبسة خلال الحمل، ويعود توازن الشوارد إلى حالته قبل الحمل.

● سلس البول يحدث بدايةً نتيجة احتباس البول في المثانة خلال الساعات الأولى بعد الولادة، وقد يحدث سلس جهدي على السعال والضحك، لكن غالباً يتراجع دون علاج عند معظم السيدات.

11- نقص الرغبة الجنسية

نتيجة انخفاض مستويات الأستروجين بعد الولادة. ^[1]

ما هي التبدلات التشريحية التي تحدث خلال فترة النفاس؟

1- الرحم

يكون وزن الرحم بعد الولادة 1000 غرام، ويبلغ طوله 20 سنتيمتر، حيث يجسّ قعر الرحم عند مستوى السرة ثم يبدأ الرحم بالانطمار والتراجع، فيصل إلى منتصف المسافة بين السرة والارتفاق العاني في نهاية الأسبوع الأول، ثم يصبح عضواً حوضياً في نهاية الأسبوع الثاني.

وفي نهاية الأسبوع السادس يعود إلى وضعه الطبيعي قبل الحمل، ويصبح وزنه أقل من 100 غرام وطوله 7.5 سنتيمتر، ينفصل الغشاء الساقط بعد الولادة، وتبقى الطبقة القاعدية ملتصقةً بجدار الرحم لترمّم غشاء باطن الرحم، وينقبض مكان المشيمة، وتنطمر وتتراجع الأوعية الدموية نتيجة تشكل الخثرات ضمنها، وتتحول إلى أنسجة ضامة.

2- عنق الرحم

يكون مترهلاً بعد الولادة، وقد تتمزق فوهته الظاهرة من الجانبين، ولكنه يعود فوراً، ويأخذ شكل القناة في نهاية الأسبوع الأول بعد الولادة، ولا تعود فوهة عنق الرحم الظاهرة كما كانت قبل الولادة عند الخروس، وإنما تبقى أوسع قليلاً.

3- المهبل

يكون واسعاً بعد الولادة، لكن يعود إلى وضعه الطبيعي في نهاية الأسبوع الثالث بعد الولادة، وفي حال إجراء خزع فرج واقٍ أو تمزقات في المهبل والعجان يحتاج إلى عدة أسابيع للشفاء حسب شدة التمزقات.

4- جدار البطن

يبقى مترهلاً لعدة أسابيع، وقد يبقى متهدلاً لوقتٍ أطول. ^[2]

ما هي التغيرات الدموية والقلبية التي تحدث بعد الولادة؟

1- تزداد الكريات البيض أثناء المخاض، وتنخفض في فترة النفاس.

2- تبقى عوامل التخثُّر مرتفعةً لعدة أسابيع بعد الولادة، وذلك يساعد في انطمار المشيمة، وينقص خطر النزف بعد الولادة، لكن يزيد خطر الخثار عند الأم، مثل: التهاب الوريد الخثري، خاصةً في حالات قلة الحركة.

3- ينخفض تركيز خضاب الدم بعد الولادة.

4- يحدث خلال الحمل زيادة في معدلات ضربات القلب، وحجم الضربة، ونتاج القلب، وزيادة في حجم البلازما، وزيادة في مقاومة الأوعية المحيطية، تعود معظم هذه التغيرات خلال 6 أسابيع بعد الولادة، ويتأخر بعضها لفترةٍ أطول. ^[3]

كيف يتمُّ العناية بالأم بعد الولادة؟

1- تراقب السيدة بعد الولادة بشكلٍ لصيق خلال الساعات الأولى، يتمُّ خلالها قياس التوتر الشرياني والنبض، ومراقبة النزف، والحالة العامة للأم، وانطمار الرحم.

2- تنظيف الأعضاء التناسلية الظاهرة، ووضع كمادات ثلج لتخفيف الوذمة، خاصةً في حال وجود خزع فرج.

3- تعطى السوائل والطعام في حال عدم تعرضها للتخدير بعد ساعتين من الولادة.

4- يطلب من الأم إفراغ مثانتها خلال الساعات الأولى بعد الولادة.

5- يجب تعليم الأم طريقة العناية بطفلها وطريقة الإرضاع. ^[2]

ما هي النصائح التي يتمّ تقديمها للأم بعد الولادة؟

1- غسل حلمتي الثديين بالماء الفاتر بعد كل رضعةٍ للوقاية من تشقُّق الحلمتين، ويمكن استعمال المواد المطرية.

2- الالتزام بنظامٍ غذائي صحي غني بالبروتين، والفيتامينات، والمعادن، ويجب الإكثار من السوائل والخضراوات.

3- تجنُّب الجماع في الـ 6 أسابيع الأولى بعد الولادة حتى يتمّ شفاء منطقة العجان بالكامل.

4- الحفاظ على نظافة الأعضاء التناسلية.

5- إجراء تمارين كيجل للمساعدة في عودة مقوية عضلات الحوض.

6- تجنُّب التمارين الرياضية خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، خاصةً إذا كانت الولادة عن طريق العملية القيصرية، ويتمُّ العودة إلى ممارسة الرياضة تدريجياً. ^{[2] [4]}

متى تعود الإباضة بعد الولادة؟

تختلف عودة الإباضة والطمث حسب كون الأم مرضعةً أم لا: ^[4]

● في حال كانت الأم غير مرضعة: تحدث الإباضة بين اليومين 36-45، وأحياناً أبكر (بعد الأسبوع الثالث)، ويحدث الطمث بين اليومين 45-65 بعد الولادة، لذا يمكن حدوث حمل جديد مباشرة.

● في حال كانت الأم مرضعة بشكلٍ مطلق تتأخر عودة الإباضة والطمث، ومن الممكن عودتها مباشرةً عند إدخال تغذيةٍ إضافيةٍ للطفل.