Published in: الطب

المبيض – بنيته، وظائفه وكيفية الحفاظ على صحته

Author د. لمى زوده

Published on: 16 مايو، 2024

د. لمى زوده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يتألف الجهاز التناسلي عند الأنثى من أعضاء تناسلية داخلية، تشمل: المبيضين، وقناتي فالوب، والرحم، والمهبل، وأعضاء تناسلية خارجية، تشمل: الشفرين الكبيرين، والشفرين الصغيرين، والبظر.

ما هو المبيض؟

المبيضان هما زوجٌ من الغدد التناسلية الأنثوية، مبيض أيمن ومبيض أيسر يتواجدان في الحفرة المبيضية التي تتواجد على جانبي الرحم على الوجه الخلفي للرباط العريض، ويختلف المبيضان في الحجم، ولكن بشكلٍ وسطي، فإن المبيض يأخذ شكلاً بيضوياً يزن حوالي 6-8 غرام.

وطوله حوالي 4-5 سنتيمتر، وعرضه 2-3 سنتيمتر، وسماكته 1-3 سنتيمتر، يتناقص في الحجم بعد سن الثلاثين، فعند بلوغ السيدة سن اليأس يكون وزن المبيض حوالي 1-2 غرام، وبطول 2 سنتيمتر، ويختلف لون المبيض من الأبيض إلى الرمادي الفاتح. ^[1]

ما هي بنية المبيض؟

يتألف كل مبيض من ثلاث طبقات، وهي: ^[2]

1- الطبقة السطحية (Surface Layer)

تتكون من طبقة من الخلايا المكعبة تعرف بالظهارة التناسلية.

2- القشر (Cortex)

يتألف من لحمة من النسيج الضام والجريبات بأحجام مختلفة، وفي مراحل مختلفة من التطور، ويحوي كل جريب على بويضة.

3- اللب (Medulla)

يتواجد في سرة المبيض، ويتألف من نسيجٍ عضلي مع أوعيةٍ دمويةٍ ولمفية، وألياف عصبية.

كيف يتمُّ تثبيت المبيض في مكانه؟

يتمُّ تثبيته عن طريق مجموعةٍ من الأربطة أهمّها: ^[2]

1- الرباط المعلق للمبيض

يحتوي على الأوعية المبيضية الرئيسية، ويثبت القطب العلوي للمبيض على الجدار الجانبي للحوض.

2- الرباط المبيضي

وهو جزءٌ من الرباط العريض، ويمتدُّ من المبيض إلى الوجه الوحشي للرحم أسفل نقطة اتصال البوق مع الرحم.

كيف يتطور المبيضين منذ الولادة؟

عند الإنسان لا يحدث تشكل جديد للخلايا البيضية خلال الحياة، وإنما تلد المرأة، ولديها جميع الخلايا البيضية التي تحتاجها خلال حياتها، وتكون ذروة عدد الخلايا البيضية في الشهر الخامس من الحمل، لكن يحدث تراجع للخلايا البيضية وللجريبات، حيث يبقى حوالي مليون خلية في كل مبيض عند الولادة ثم تنمو الجريبات، ولكنها لا تتمزق، بل تتراجع في فترة الطفولة.

ليصبح عدد الخلايا البيضية عند البلوغ حوالي 200-400 ألف خلية بيضية في كل مبيض، ومن بين كل هذه الجريبات سوف يتطور حوالي 300 إلى 500 خلية بيضية فقط خلال حياة المرأة. ومع وصول المرأة إلى سن اليأس يتوقف المبيض عند إطلاق البويضات، ويتراجع حجمه، حيث يصبح عبارة عن لحمة من النسيج الضام مع عددٍ قليل من الخلايا البيضية المنتشرة في نسيج المبيض. ^[3]

ما هي وظائف المبيض؟

يمتلك المبيض وظيفتين أساسيتين هما: ^[4]

1- إطلاق البويضة (الإباضة)

يتطور مع بداية كل دورةٍ طمثية حوالي 10 إلى 12جريب في المبيض، لكن في النهاية جريب واحد ينمو بشكلٍ أسرع من البقية، ويدعى الجريب المسيطر ثم يتمّ خلال عملية تدعى الإباضة (Ovulation) انبثاق للبويضة الناجمة من خلال خلايا جدار الجريب، ويتمُّ التقاط البويضة عبر أهداب البوق، وتأمين انتقالها إلى البوق ثم إلى الرحم.

2- إنتاج وإفراز العديد من الهرمونات

● الأستروجين: ويشمل ثلاث هرمونات، وهي:

– الأستراديول E2: وهو الهرمون الأساسي في فترة النشاط التناسلي.

– الأستريول E3: وهو الهرمون الأساسي في فترة الحمل.

– الأسترون E1: وهو الهرمون الأساسي في فترة اليأس.

● البروجسترون: وهو هرمون ستيروئيدي يفرز بشكلٍ مؤقتٍ من خلايا الجسم الأصفر في المبيض.

● التستوستيرون: وهو هرمون ستيروئيدي يفرز بكمياتٍ قليلةٍ من المبيض، ومعظمه يتحول إلى أستراديول.

● الريلاكسين: هو هرمون يفرز من المبيض، بالإضافة إلى المشيمة والغشاء الساقط خلال فترة الحمل.

● الأنهبين: يفرز من الخلايا الحبيبية في الجريبات المبيضية، ويؤثر على إفراز الهرمون المنبه للجريب FSH من الغدة النخامية.

ما هي وظائف الهرمونات المفرزة من المبيض؟

1- يقوم البروجسترون بتحضير بطانة الرحم لتصبح ملائمةً لتعشيش البيضة الملقحة في حال حدوث الإلقاح والحمل، ويمنع تقلصات الرحم خلال الحمل للحفاظ عليه، ويساعد في التحضير والتحفيز لعملية الإرضاع، ونمو الغدد الثديية، ويعدُّ انخفاضه في نهاية الحمل مهماً لإفراز الحليب عند الأم.

2- البلوغ: يتمُّ البلوغ على عدة مراحل تستمر لسنوات، ويكون المبيض مسؤولاً فيها عن إفراز الأستروجين بكمياتٍ متزايدة من الخلايا الحبيبة في الجريبات، وإفراز البروجسترون من خلايا موجودة في قشرة المبيض، وتكون هذه الهرمونات مسؤولةً في النهاية عند حدوث الإباضة والطمث، وعن نمو الصفات الجنسية الثانوية، مثل: نمو الثديين، حيث يصبح شكلهما كروياً، وحدوث تبدلات في شكل جسم الأنثى، مثل: استدارة الوركين، والفخذين، والكتفين مع توضع الشحوم تحت الجلد، بالإضافة إلى تبدلات تحدث في الأعضاء التناسلية.

3- يعدُّ الأستروجين ضرورياً لتفعيل الخلايا البانية في العظم، ويمنع موت الخلايا العظمية، ويساعد أيضاً في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويتدخل في تفعيل نشاط فيتامين D، ويقوم هرمون التستوستيرون بدعم دور الأستروجين في البناء العظمي، بينما يعتبر دور البروجسترون غير واضح، لذا يلاحظ وجود تسارعٍ في خسارة الكثافة العظمية، وزيادة خطر حدوث الكسور مع تقدم العمر، وخاصةً بعد سن اليأس.

4- يعدُّ هرمون التستوستيرون أحد أهمّ الهرمونات الضرورية لتعزيز الصحة الجنسية عند النساء، وزيادة الرغبة الجنسية.

5- يساهم الريلاكسين في ارتخاء عضلات ومفاصل وأوتار الحوض لتسهيل عملية الولادة. ^{[1] [4]}

كيف يتمُّ الحفاظ على صحة المبيض والبويضات؟

1- تجنُّب التوتر، والشدة النفسية، والنوم لساعاتٍ كافية.

2- الابتعاد عن التدخين والكحول.

3- الالتزام بنظامٍ غذائي صحي متوازن غني بفيتامين A و С سيلينيوم، وتقليل السكر.

4- الحفاظ على الوزن ضمن الطبيعي.

5- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

6- تناول المكملات الغذائية، مثل: حمض الفوليك، وأوميغا 3.

7- عدم الإكثار من المشروبات التي تحتوي الكافيين، مثل: القهوة، والشاي. ^[5]

ما هي الأمراض التي تصيب المبيض؟

تصيب المبيض العديد من الأمراض التي تؤثر على جسم السيدة كاملاً، وأهمها: ^[4]

1- كيسات المبيض.

2- متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وهي أشيع الأمراض التي تصيب المبيض.

3- سرطان المبيض.

4- قصور المبيض الباكر.

5- الداء البطاني الرحمي (الأندومتريوز).

6- الداء الحوضي الالتهابي PID.

ما هي أهمّ الأعراض التي تشير إلى وجود خللٍ في المبيض؟

1- عدم انتظام الدورة الطمثية.

2- نزف تناسلي شاذ.

3- شعرانية.

4- حب الشباب.

5- زيادة الوزن، وخاصةً في منطقة البطن.

6- ألم، ومضض في البطن.

7- إحساس بالانتفاخ، وألم حوضي.

8- إفرازات مهبلية غير طبيعية.

9- تغيرات في حركة الأمعاء. ^[6]