الليشمانيا – أسبابها، أعراضها وطرق العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هي الليشمانيا وعدوى الليشمانيا؟
الليشمانيا (Leishmaniasis) طفيلياتٌ وحيدة الخلية صغيرة الحجم لا يمكن رؤيتها إلا من خلال المجهر، تعيش وتتكاثر ضمن جسم أنثى ذبابة الرمل، والتي تتواجد في البيئات الاستوائية وشبه الاستوائية، هذه الطفيليات تسبّب عدوى الليشمانيا بأنواعها المختلفة.
تصيب الليشمانيا عادةً الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية أو الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي، والمرضى مضعفي المناعة، كمرضى الإيدز، والسرطان، وغيرها من الأمراض، وسوء التغذية والمجاعة، نقص الموارد المالية، الحروب وحالات الطوارئ، الهجرات الكبيرة، التغيرات البيئية والمناخية. [1] [2] [3]
ما أسباب الإصابة بالليشمانيا؟
تنجم الإصابة بالليشمانيا عن طفيليات الليشمانيا التي تعيش في البشر والحيوانات، كالكلاب، والقطط، والقوارض، والثعالب، وتنتقل عن طريق لدغة أنثى ذبابة الرمل، حيث إنها تلدغ شخصاً أو حيواناً مصاباً ثم تلدغ شخصاً آخر سليماً، فتحقن له في دمه طفيليات الليشمانيا، فيصاب بالعدوى، ويمكن أن تنتقل الليشمانيا أيضاً عبر نقل الدم، ومشاركة الإبر، ومن الحامل إلى جنينها. [1] [2]
ما هي أنواع الليشمانيا؟
تشمل ثلاثة أنواع هي: [1] [2] [3] [4]
1- الليشمانيا الجلدية (Cutaneous Leishmaniasis)
عدوى تصيب الجلد في مكان لدغة أنثى ذبابة الرمل، تسبّب ظهور نتوءاتٍ أو عقيداتٍ تتحول إلى تقرحاتٍ كبيرة مع الوقت، تبدأ أعراضها بعد عدة أسابيع أو أشهر من التعرض للدغة، وقد يشفى المريض من تلقاء ذاته، ولكن يحتاج فترةً زمنيةً طويلة، لذا فإن العلاج يسرع عملية الشفاء، ويمنع حدوث المضاعفات، وفي بعض الحالات تنتشر النتوءات لمناطق عديدة من الجلد مسببةً داء الليشمانيات الجلدي المنتشر.
2- الليشمانيا الجلدية المخاطية (Mucocutaneous Leishmaniasis)
يعتبر هذا النوع أحد مضاعفات داء الليشمانيات الجلدي، حيث تبدأ التقرحات بالظهور في الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، والفم، والحلق، نادراً ما يتحسن المريض من تلقاء ذاته، ويسبّب تشوُّهاتٍ في الوجه، وقد يكون مميتاً في حال عدم العلاج.
3- الليشمانيا الحشوية (Visceral Leishmaniasis)
تدعى أيضاً كالازار أو الليشمانيا الجهازية، وهو النوع الأكثر خطورةً من أنواع الليشمانيا، يؤثر على الأعضاء الداخلية، مثل: الطحال، والكبد، ونخاع العظم، والجهاز المناعي، قد يسبّب أمراضاً شديدةً بسرعة، كما يعتبر مميتاً في حال عدم العلاج.
ما أعراض الإصابة بالليشمانيا؟
تختلف أعراض الإصابة بالليشمانيا باختلاف نوعها، حيث يملك كل نوعٍ منها أعراضاً خاصةً به: [1] [2] [3]
1- أعراض الليشمانيا الجلدية
نتوءات جلدية تترافق مع وجود قشرة قد تتحول إلى قرحةٍ ذات حافةٍ صلبة ومكان غائر يشبه البركان.
2- أعراض الليشمانيا الجلدية المخاطية
تقرحات أو جروح في الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، والفم، والحلق، تظهر عادةً قرحة واحدة أو أكثر على الجلد قبل بدء ظهور التقرحات في الأغشية المخاطية أو في الوقت ذاته، سيلان الانف أو انسداده، نزيف من الأنف، صعوبة في التنفس، تشوهات في الوجه.
3- أعراض الليشمانيا الحشوية
الحمى، وتبدأ فجأةً حيث تأتي وتختفي بشكلٍ متكررٍ لعدة أسابيع، قشعريرة، تعرق بارد، تضخم العقد الليمفاوية، تضخم الطحال والكبد، فقدان الوزن، التعب والضعف، بقع داكنة أو متغيرة اللون على الجلد، انخفاض في عدد مكونات الدم (كريات الدم الحمراء، والبيضاء، والصفيحات).
ما مضاعفات الإصابة بالليشمانيا؟
1- العدوى البكتيرية (الجرثومية) أو تدعى العدوى الثانوية، والتي تسبّب تفاقم القرحة، حيث يمكن للبكتيريا أن تتوغل في عمق الجسم، فتسبّب أمراضاً خطيرة.
2- التندب، حيث يمكن لليشمانيا الجلدية والجلدية المخاطية أن تسبّب ضرراً دائماً في الجلد، والأنف، والفم، وتندباً شديداً ضمنها.
3- الانتكاس أي تختفي الأعراض بالعلاج ثم تعاود من جديد بعد فترة مسبّبةً ظهور تقرحاتٍ جلدية جديدة تدعى الليشمانيا المنتكسة، وتحتاج علاجاً إضافياً.
4- ثقب أو انهيار الحاجز الأنفي، حيث يحدث انثقابٌ في الأنسجة الموجودة بين ممرات الأنف، مما يسبّب انهيار هيكل الأنف، وحدوث تشوّهات، والتهابات، ومشاكل في التنفس.
5- الالتهابات الرئوية أو عدوى الجهاز الهضمي.
6- نزيف حاد ومميت في حالة الليشمانيا الحشوية.
7- داء البلعمة الليمفاوية، وهي حالة مهدّدة للحياة تسبّب تلف الأعضاء، وتحدث عادةً بسبب الليشمانيا الحشوية.
8- الإنتانات، وهي ردُّ فعلٍ مهدّدٍ للحياة يحدث نتيجة العدوى الشديدة، وتحدث عادةً بسبب الليشمانيا الحشوية. [1] [2] [4]
كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالليشمانيا؟
يتمُّ تشخيص الإصابة بالليشمانيا عبر فحص عيناتٍ من أنسجة الجسم للبحث عن وجود الطفيليات، حيث يتمُّ أخد عينةٍ نسيجيةٍ من التقرُّحات، والطحال، والكبد، والعقد الليمفاوية، ونخاع العظم بالنسبة لليشمانيا الحشوية، كما يتمُّ أخد عينةٍ جلدية من الجلد المصاب أو الأغشية المخاطية المصابة في حالة الليشمانيا الجلدية أو الجلدية المخاطية، والبحث عن المادة الوراثية لطفيلي الليشمانيا. يمكن في بعض الحالات اللجوء لفحوصات الدم للبحث عن وجود علامات الإصابة بالليشمانيا أو وجود الطفيليات، ولكن في بعض الحالات تكون غير مهمة. [1] [2] [4]
كيفية العلاج
يتمُّ علاج الإصابة دوائياً بالاعتماد على نوعها: [1] [2] [3] [4]
1- الليشمانيا الجلدية
يشفى عادةً دون علاج إلا أن العلاج يسرع الشفاء، ويقلل التندُّب، ويمنع حدوث المضاعفات، يمكن إعطاء جرعاتٍ منخفضة من دواء بنتاميدين (Pentamidine)، كما قد يتمّ استخدام إجراءاتٍ علاجية أخرى، مثل:
– العلاج الحراري: عبر تطبيق الحرارة على القرحة والمنطقة المحيطة بها.
– العلاج بالتبريد: عبر تبريد القرحة والمنطقة المحيطة بها لمدة 10 _30 ثانية لكل علاج.
– العلاج بالليزر: عبر تطبيق الليزر على القرحة والمنطقة المحيطة بها.
في بعض الحالات يتمُّ اللجوء للإجراءات التجميلية خاصةً في حال حدوث تشوُّهات.
2- الليشمانيا الجلدية المخاطية
من الأدوية التي يمكن إعطاؤها أمفوتريسين B Amphotericin) B)، الباروموميسين (Paromomycin)، الفلوكونازول (Fluconazole)، كيتوكونازول (Ketoconazole).
3- الليشمانيا الحشوية
من الأدوية التي يمكن إعطاؤها أمفوتريسين B، وهو المفضل، ميلتيفوسين (Miltofosine)، ولكن لا يعطى للحوامل والمرضعات، الباروموميسين (Paromomycin)، ستيبوغلوكونات الصوديوم (Stibogluconate Sodium).
المراجع البحثية
1- Professional, C. C. M. (n.d.). Leishmaniasis. Cleveland Clinic. Retrieved August 5, 2024
2- Cafasso, J. (2018, August 23). Leishmaniasis. Healthline. Retrieved August 5, 2024
3- What is leishmaniasis?. (2023, May 18). WebMD. Retrieved August 5, 2024
4- Leishmaniasis: MedlinePlus Medical Encyclopedia. (n.d.). Retrieved August 5, 2024