Published in: الطب

القولون العصبي – أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه؟

Author د. سوزين بلال

Published on: 19 أبريل، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

متلازمة القولون العصبي مرضٌ شائع يصيب ثلاثة من كل عشرة أشخاص حول العالم، وتسمّى أيضاً متلازمة الأمعاء الهيوجة ((IBS) irritable Bowel Syndrome)، غير خطير لكنه يؤثر على الحياة الروتينية للمريض، ويتصف بأنه وظيفي وليس تشريحي أي أن الاستقصاءات التصويرية الشعاعية ضمن الطبيعي، علاجه يكون باتباع العادات الصحية، وتغيير السيء منها.

أسباب متلازمة القولون العصبي

ليس لمتلازمة القولون العصبي سبب واضح لحدوثها، واكتشف العلماء بعض العوامل المؤهبة التي تلعب دوراً في الآلية الإمراضية، ومنها: ^[1]

1- النمط الغذائي

تحرض بعض الأطعمة الأعراض الهضمية المزعجة، وتختلف هذه الأطعمة حسب الأشخاص، فبعضهم يتأثر بالتوابل بشكلٍ عام أو الحارة منها، والمخللات، والشوكولاتة أو الحليب ومشتقاته، وقد تؤثر البقوليات على قولون المرضى، لذلك يجب مراقبة الوجبات المتناولة، وتسجيل ما يمكن الانزعاج منه.

2- التدخين والكحول

يزيد التدخين من الانفعال والتوتر، وله دورٌ مهمٌّ في ظهور أعراض القولون العصبي.

3- التوتر والضغط النفسي

سواءً أكانا ناتجين عن الدراسة، أو العمل، أو المشاكل العائلية والمادية.

4- التقلصات المعوية الشاذة (Irregular intestinal contractions)

تتقلص الألياف العضلية الملساء الموجودة في جدار الأمعاء بشكلٍ طبيعي ومنتظم لتسهيل مرور الطعام المهضوم في السبيل الهضمي، أما لدى مرضى القولون العصبي تستمر هذه التقلصات فترةً أطول من المعتاد، وتكون قوة التقلص أكبر.

5- مشاكل عصبية عضلية

للدماغ علاقة وطيدة بحركة الأمعاء أثناء عملية الهضم والامتصاص، فأي خللٍ في التنسيق بين الجهاز العصبي والأمعاء سيسبّب أعراضاً مزعجة، كالموجودة في متلازمة القولون العصبي.

6- العدوى الشديدة

تحدث متلازمة القولون العصبي لدى بعض الأشخاص بعد إصابتهم بالتهاب المعدة والأمعاء الجرثومي، أو الفيروسي الشديد، والتسمم الغذائي، أو نتيجة فرط نمو وتكاثر الفلورا المعوية (جراثيم مفيدة موجودة في الأمعاء بشكلٍ طبيعي)، كما إن بعض الأدوية والتغيرات الهرمونية والعوامل الوراثية تؤهب للإصابة بمتلازمة القولون العصبي. كشفت دراسات أن احتمالية الإصابة بالقولون العصبي تزيد لدى النساء الشابات والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة، والذين لديهم مهن ونمط حياة عالي التوتر.

أعراض متلازمة القولون العصبي

تختلف أعراض متلازمة القولون العصبي من شخصٍ لآخر، لكن بشكلٍ عام يغلب تطبل البطن نتيجة تجمع الغازات والألم البطني الماغص، وحس الامتلاء البطني على باقي الأعراض التي تتمثل بتغير عادات التغوط أي يتناوب حدوث الإسهال والإمساك لدى المريض بسبب اختلاف التقلصات المعوية التي تصبح قويةً وسريعةً تارةً وبطيئةً وضعيفةً تارةً أخرى.

كما يشعر المريض أحياناً بعدم الاكتفاء من عملية التغوط، وبالتالي عدم الراحة، لا يعاني مريض متلازمة القولون العصبي من الحمى، أو القشعريرة، أو أعراض الالتهاب الأخرى، ومن النادر أن يشكو المريض من النزف الهضمي السفلي، والصداع، والألم في منطقة الحوض، والاكتئاب، واضطرابات النوم، كالأرق. ^{[2] [3]}

طرق الاستقصاء عن متلازمة القولون العصبي

يعتمد الطبيب في الكشف عن متلازمة القولون العصبي على القصة السريرية، والمراقبة، والفحص السريري الذي يتضمن فحص البطن، ونفي التشاخيص التفريقية الأخرى للأعراض الهضمية، ونستنتج من ذلك عدم الحاجة لإجراء أي فحوصاتٍ دموية مخبرية أو صور شعاعية للمريض إلا في حال وجود بعض العلامات المنذرة للخطر، مثل: ^[3]

1- بدء الأعراض لدى شخصٍ كبيرٍ بالعمر

لأن متلازمة القولون العصبي أشيع لدى الشباب وحدوثه في سن متأخرة قد يدل على حالةٍ سرطانية.

2- وجود نقص في الوزن والشهية

بالرغم من انزعاج مريض القولون العصبي من الطعام إلا أنه لا يعاني من نقص في الشهية والوزن، ووجود هذه الأعراض قد توحي لأمراض خطيرة أخرى.

3- نزف هضمي سفلي

خروج الدم مع البراز يعدُّ علامةً منذرةً لسرطان المستقيم والقولون.

4- الألم المفاجئ البطني

الذي يوقظ المريض من النوم في الليل.

معالجة متلازمة القولون العصبي

إن حجر الأساس في معالجة متلازمة القولون العصبي هو تغيير العادات الصحية الغذائية لتحسين نوعية حياة المريض، وتخفيف الأعراض:

أولاً، ينصح المريض بالامتناع عن المحليات الصنعية، واللبان، والحلويات، والمشروبات التي تحوي كميةً كبيرةً من السكر لأنها تسبّب الإسهال، والابتعاد عن الكحوليات والتدخين، وتجنُّب الإكثار من المشروبات المنبهة الحاوية على تركيز عالٍ من الكافيين، كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.

أما العادات التي ينصح باتباعها أثناء تناول الطعام هي تناول الوجبات ببطء مع المضغ الجيد، وتقليل كمية الوجبة والمباعدة بين الوجبات، والأفضل أن يتمّ وضع برنامجٍ يومي لموعد كل وجبة، فمثلاً: تناول الفطور في الساعة العاشرة صباحاً كل يوم مع مراعاة شرب كمياتٍ كافية من السوائل، وإضافة كميةٍ مدروسةٍ من الخضروات والفواكه في كل طبق.

ثانياً، ينصح بعض الأطباء بخضوع المرضى لتقنيات المعالجة النفسية إما بالتنويم المغناطيسي (Hypnotherapy) الذي يساعد العقل اللاوعي في تخفيف الأعراض الجسدية أو العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioural therapy) الذي يستخدم فيه الطبيب مع المريض تقنيات الاسترخاء، وضبط الانفعال، والتحكم بشدة الألم.

ثالثاً ،العلاج الدوائي المرافق للعلاج السلوكي السابق يعمل على تخفيف الأعراض والأدوية المستعملة هي مضادات التشنُّج (Antispasmodic) التي تخفف من التقلصات العضلية الحاصلة في الأمعاء، مثل: هيوسين (Hyoscine)، والأدوية المسهلة في بعض حالات الإمساك (Bulk-forming laxatives)، ويفضل عدم الإكثار منها وتناولها بحذر.

كما استفاد بعض المرضى من تناول مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (Tricyclic antidepressants)، فهي تخفف من تطبل البطن والألم البطني، ويستعمل لدى النساء اللواتي يقترح إصابتهن بمتلازمة القولون العصبي لأسباب هرمونية أدوية خاصة، مثل: ألوسيترون (Alosetrone)، أو لوبيبروستون (lubiprostone).

أخيراً إن متلازمة القولون العصبي تتطلب نمط حياةٍ صحي مغاير، وتجنب العوامل المؤثرة لراحة المريض، وعودته لحياته العملية. ^{[4] [5]}