الصرع – أعراضه، مسبباته وكيفية تشخيصه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
حالةٌ مرضيةٌ واسعة الانتشار حول العالم، والتي تتطلب متابعةً طبيةً شديدة، لما قد تُسبّبه من مشاكل نفسية، وتداعياتٍ مهمّةٍ على صحة المريض في حال إهمالها، وعدم تدبيرها بالشكل الصحيح.
ما هو الصرع؟
الصرع (Epilepsy) يُعرف أيضاً بالاضطراب النوبي، وهو اضطرابٌ عصبيٌّ دماغي يتميز بظهور نوباتٍ حركيةٍ تشنجيةٍ تشمل كامل الجسم أو تكون محددةً بقطاعٍ جسمي معين، وقد تترافق هذه النوبات مع غياب وعي، أو فقدان ذاكرة حديثة، أو تقلُّبٍ في المزاج، وكما قد تكون النوبة عبارةً عن حالةٍ من الشرود التام حيث يديم المريض النظر إلى جهةٍ معينة، ولا يتجاوب مع المنبهات المحيطة به أي أن النوبات التي تشاهد عند مرضى الصرع متنوعة ومختلفة بين مريض وآخر.
هي حالةٌ شائعةٌ حيث يُشاهد مرض الصرع لدى مريض من كل 26 شخصٍ عالمياً، وذلك لدى مختلف الأعمار، والأجناس، والأعراق حول العالم، وبشكلٍ عام يتطلب مرض الصرع العلاج الفوري والمستمر، وعلى الرغم من أن الحالة مزمنة إلا أنه في كثير من الحالات تختفي النوبات مع الزمن، وخاصةً في حالة ظهور المرض لدى الأطفال حيث لوحظ غياب النوبات لديهم مع التقدُّم في السن، إلا أنه في بعض الحالات يحتاج المرضى إلى علاجٍ مستمرٍّ مدى الحياة. [1]
ما هي الآلية المرضية لمرض الصرع؟
تحدث النوبة الصرعية نتيجة إرسال عددٍ كبيرٍ من تنبيهاتٍ عصبية من مناطق معينةٍ من القشرة المُخّية لتُحدث في الجسم استجابةً غير مناسبة مع الوسط المحيط للشخص، وإذا تكررت هذه الهجمات بشكلٍ دوري ومستمر عندها يمكن القول بأن الشخص مصابٌ بمتلازمة الاضطراب النوبي أي مرض الصرع.
إن حدوث نوبةٍ صرعيةٍ واحدة فقط دون أن تتكرر لا تعني بالضرورة أن الشخص الذي حصلت له هذه النوبة مصابٌ بداء الصرع لأن النوبة الواحدة قد تحدث للكثير من الأسباب غير المرضية، وكما أنها تحدث عفوياً لدى الأطفال. وكما أن نوبات الصرع التي تحدث عند المرضى المصابين بأمراضٍ أخرى مُحرّضةٌ لهذه النوبات، ولا تعني أن المريض مصابٌ بداء الصرع لأن هذه النوبات تزول بزوال المرض المُسبّب لها، كهبوط سكر الدم، والحمَّى الشديدة.
لذلك يصبح مصطلح مرض الصرع مصطلحاً يصف النوبات الصرعية المتكررة، والدورية الناتجة عن فرط تنبيهٍ أو انعدام تنبيهٍ في بعض الحالات غير مُفسّرٍ في الدماغ، حيث إنه لا توجد معرفةٌ دقيقةٌ للسبب الذي قد ينتج عنه هذه الاستجابة.[2]
ما هي أعراض مرض الصرع؟
تختلف التظاهرات التي يتمُّ ملاحظتها على مريض الصرع بشكلٍ واسع من شخصٍ لآخر لكن بشكلٍ عام تشتمل على واحدة أو أكثر مما يلي:
1- تخليط ذهني.
2- صعوبة في النطق.
3- صلابة عضلية.
4- تقلصات (نفضات) عضلية موضّعة في اليدين، والقدمين، أو مُعممّة.
5- غياب عن الوعي.
6- بعض الأعراض النفسية، كالخوف، والقلق.
العرض الرئيسي هو النوبة بحدّ ذاتها، والتي قد تختلف بشكلٍ واسعٍ جداً من شخصٍ إلى آخر، وذلك تبعاً لمصدر التنبيهات في الدماغ (نوبات بؤرية)، وبعض أنواع النوبات قد تُسبّب غياباً، وبعضها الآخر لا يؤثر على وعي الشخص، بينما تُعتبر النوبات المُعمّمة من أخطر الأنواع، وأشدها حيث إنه يشاهد فيها الأعراض التي تظهر في النوبات البؤرية مجتمعةً مع بعضها البعض.
تصنيف الأعراض تبعاً لنوع النوبة
1- النوبات البؤرية دون غياب الوعي
حيث إن المريض يحتفظ بوعيه الكامل إلا أنه يعاني من الأعراض الحسية، واضطرابات هلاسية، وغيرها من الأعراض النفسية.
2- النوبات البؤرية مع غياب الوعي
يصف المريض ما حدث على أنه حلم، وبهذا النوع عادةً يلاحظ على المريض الشرود، وعدم الاستجابة للمنبهات المحيطة مع القيام ببعض الحركات بشكلٍ متكرر ،وكما تختلف هذه الأعراض بشكلٍ واسعٍ ما بين نوباتٍ بؤرية في الفص الجبهي للمخ، أو الفص القذالي، أو الفص الصدغي.
أما النوبات الصرعية المُعمّمة، فهي النوبات التي تُرسل من جميع أجزاء المخ تنبيهاتٍ عصبية شديدة مُحدثةً نوبةً معممةً على الجسم بأكمله حيث يمكن أن يُلاحَظ فيها المريض متشنجاً، أو يلاحظ فيها غياب القدرة العضلية بأكملها طول فترة النوبة، وكما قد تكون النوبة مختلطةً يحدث فيها تصلبٌ وضعفٌ عضليٌّ في نفس النوبة، وهي من أخطر الأنواع على صحة المريض.
تسبق الهجمة الصرعية لدى الكثير من المرضى مجموعةٌ من الأعراض التي لا يستطيع المريض وصفها بدقة، ويُطلق على هذه الأعراض اسم النسمة Aura، وقد تكون على شكل ومضاتٍ ضوئية، أو إحساساً بمذاقٍ غريب، أو سماع أصوات غريبة هلوسات، وقد تكون إحساساً غريباً في المعدة، أو ألماً في البطن، وبشكل عام فإن وجود النسمة عند مريض الصرع يساعد كثيراً في أخذ الأدوية المناسبة لتدبير النوبة الصرعية قبل أن تبدأ. [1]
ما هي مُسبّبات الإصابة بالصرع؟
بشكلٍ عام لم يُحدّد بعد السبب المباشر الذي يُحدث الإصابة بمرض الصرع لدى نصف المرضى إلا أنه تمَّ تحديد بعض العوامل التي يُعتقد أنها ترتبط بالإصابة بالصرع لدى النصف الآخر من المرضى، وهي:
1- عوامل الاستعداد الوراثي.
2- رضوض الرأس.
3- بعض الإنتانات، مثل: التهاب السحايا، عوز المناعة المُكتسب (الإيدز).
4- أذية ما قبل الولادة، كسوء التغذية أثناء الحمل، وإصابة الأم ببعض الإنتانات التي تؤثر على الجنين.
ما هي مُحرّضات الإصابة بالصرع؟
تمَّ تحديد بعض العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالصرع، وهي:
1- العته يزيد من احتمال الإصابة عند كبار السن.
2- العمر: تشيع الإصابة أكثر لدى الأطفال والمسنين.
3- الإنتانات الدماغية.
4- السوابق العائلية للإصابة بالصرع. [1]
كيف يُشخَّص مرض الصرع؟
تعتمد الوسيلة الأساسية لتشخيص مرض الصرع على مراقبة الفعالية الكهربائية للقشرة المُخّية، فيُلاحظ أن بعض أجزاء القشرة المُخّية تكون مفرطة الفعالية أو معدومة الفعالية، فتكون هذه المناطق هي المصدر الأساسي لحدوث النوبة الصرعية، ولدراسة الفعالية الكهربائية للقشرة المخية يمكن الاعتماد على: [1]
1- التخطيط الكهربائي للدماغ EEG
من أكثر الوسائل المستخدمة في تشخيص الإصابة بداء الصرع حيث تُظهر القشرة المُخّية فرط تنبيهٍ كهربائي على التخطيط الكهربائي للدماغ EEG.
2- التصوير الطبقي المحوري CT والتصوير بالرنين المغنطيسي MRI
حيث يستفاد من الصور الشعاعية في تحديد المنطقة المصابة بدقةٍ في الدماغ.
يتطلب مرض الصرع التشخيص السريع، والتدبير المباشر، وذلك لتخفيف اختلاطات هذا المرض، والتي قد تكون خطيرةً جداً على صحة المريض.
المراجع البحثية
1- Epilepsy – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2023, April 28). Retrieved August 29, 2023
2- Stafstrom, C. E., & Carmant, L. (2015). Seizures and Epilepsy: An Overview for Neuroscientists. Cold Spring Harbor Perspectives in Medicine, 5(6), a022426. Retrieved August 29, 2023
Comments are closed.