Skip links
رجل بالغ بدين يجلس على الدرج ويحاول ربط شريط حذائه

السُّمنة – أسبابها، كيفية الوقاية والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف االسُّمنة

السُّمنة حالةٌ طبيةٌ تُعتبر مرضيةً حالياً، تتصف بزيادةٍ في وزن الجسم مقارنةً بطوله، وهذا ما يسمّى مؤشر كتلة الجسم (BMI) يُعتبر الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة جسمه يساوي 30 كيلوغرام / متر أو أكثر. يمكنك حساب مشعر كتلة الجسم لديك بتقسيم وزنك بالكيلوغرام على طولك بالمتر، ويُعتبر مشعر كتلة الجسم مثالياً إذا كان حاصل القسمة يتراوح بين (18.5 إلى 24.9) كيلو غرام / متر. غالباً ما تنجم السُّمنة من تراكم الدهون في جسم الإنسان خاصةً تحت الجلد أو داخل البطن بين الأحشاء، وتحدث السُّمنة لعدة أسباب، كالعوامل الوراثية وبعض العوامل الهرمونية، إضافةً إلى العادات الغذائية غير الصحية، وقلة النشاط الفيزيائي.

تضاعفت نسبة وجود السُّمنة بين خمسينات القرن الماضي إلى وقتنا الحالي، فهناك 40 بالمئة من البالغين يعانون من السُّمنة بينما 11 بالمئة منهم يعانون من السُّمنة المفرطة، وذلك وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وكذلك يزداد معدل السُّمنة بين الأطفال دون 18 عام وحوالي 20 بالمئة منهم يعانون من السُّمنة. تنتشر السُّمنة بمعدلاتٍ عاليةٍ في الدول العربية خاصةً بين الشباب بمعدلٍ يصل إلى 30 بالمئة، تُشكل السُّمنة عاملاً هاماً في الكثير من الحالات المرضية المزمنة، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها. [1]

ما هي أسباب السُّمنة؟

1- الأسباب الوراثية

أوجدت الدراسات أن هناك استعداداً جينيّاً لدى الأشخاص للإصابة بالسُّمنة، وكذلك كيفية توزُّع الدهون في الجسم.

2- الأسباب الهرمونية

قد تسبّب بعض الاضطرابات الهرمونية زيادةً بالوزن لأسباب مختلفة على رأسها قصور الغدة الدرقية.

3- نمط الحياة غير الصحي

مثل: تناول طعامٍ غير صحي، كالوجبات السريعة، والمشروبات الغازية والمحلاة، بالإضافة إلى الحياة الكسولة مع قلة النشاط الفيزيائي. [2]

أهمُّ الأمراض المزمنة التي تترافق مع السُّمنة

يوجد العديد من الأمراض التي قد تترافق مع السُّمنة، وقد تشكل السُّمنة عاملاً مسبباً لها أو عامل خطورةٍ للإصابة بها أهمها: [3] [4] [5]

1- الداء السكري

تشير الدراسات إلى زيادة مقاومة الأنسولين مع زيادة قطر الخصر، حيث يشكل قطر الخصر أكبر من 90 سنتيمتر عامل خطورةٍ مستقلٍّ للإصابة بداء السكري والعكس صحيح، حيث إن إنقاص الوزن يساعد على ضبط أرقام السكر، وإعادتها إلى المجال الطبيعي. لذلك ينصح الأشخاص أصحاب الوزن الزائد، وخاصةً أولئك الذين يعانون من سمنةٍ مركزيةٍ أو قصةٍ عائليةٍ للإصابة بالداء السكري بفحص أرقام السكر لديهم، والحصول على نظامٍ غذائيٍّ صحيّ منخفض السعرات الحرارية لإنقاص الوزن الزائد.

2- الأمراض القلبية وارتفاع ضغط الدم

تسبّب السُّمنة في كثيرٍ من الأحيان اضطراباً في مستوى الدهون والكولسترول عند الإنسان، مما يشكل عامل خطورةٍ للإصابة بالتصلب العصيدي للشرايين، وخاصةً الإكليلية التي تغذّي القلب، بالإضافة إلى تأثيرها على أرقام ضغط الدم، حيث يُلاحظ ارتفاع ضغط الدم عند نسبةٍ لا بأس بها من المرضى الذين يعانون من السُّمنة، وعلى هؤلاء القيام بإنقاص أوزانهم، ومراقبة أرقام الكولسترول وضغط الدم، حيث إن إنقاص بين 5-10 بالمئة من الوزن كفيل بإعادة أرقام ضغط الدم الشرياني إلى المجال السوّي عند هؤلاء الأشخاص.

3- انقطاع النفس أثناء النوم

لعل هذه المشكلة شائعة، ولكن للأسف قد لا يشعر بها المريض إلا بعد فترةٍ من الزمن، حيث تؤدي السُّمنة إلى الكثير من المشاكل التنفُّسية، وعلى رأسها انقطاع النفس أثناء النوم، وهي عبارة عن حالةٍ تنجم عن انضغاط الطرق التنفُّسية بالدهون المتراكمة في الرقبة، وكذلك أعلى البطن عند الاستلقاء، مما قد يسبّب انسدادها جزئياً بصورةٍ متفاوتةٍ يشعر المصاب فيها بميلٍ للنوم والنعاس، وعدم التركيز خلال النهار، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم. قد يضطر بعض المرضى إلى استخدام أجهزةٍ تنفُّسيةٍ مساعدةٍ خلال النوم ريثما يقومون بإنقاص الوزن.

4- السُّمنة والسرطان

أظهرت العديد من الدراسات علاقة الوزن الزائد بالإصابة بالسرطان، وخاصةً سرطان الثدي والقولون، وسرطان المري وعنق الرحم، وذلك لأسباب عديدة من ضمنها الاضطراب الهرموني المرافق للسُّمنة المركزية، حيث ترتفع قيم الأستروجين عند المرضى ذوي محيط الخصر الكبير، ولا توجد معلوماتٌ مؤكدةٌ حول أسباب الترافق، وما زال هناك دراسات لمعرفة آلية التأثير.

5- تأثير السُّمنة على الصحة النفسية

للأسف الأشخاص الذين لديهم وزنٌ زائدٌ أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب والقلق، وكذلك يعانون من سوء تقدير الذات، كما قد يعاني هؤلاء المرضى من بعض أنماط الوسواس القهري، كاستخدام الطعام لتخفيف التوتر أو عند الغضب، وأظهرت الإحصائيات تعديل المزاج عند هؤلاء المرضى، وزيادة ثقتهم بأنفسهم بعد إنقاص أوزانهم.

6- تأثير السُّمنة على الخصوبة

تؤدي السُّمنة إلى اضطرابٍ هرموني قد يؤثر بشكلٍ من الأشكال على الخصوبة عند كلا الجنسين.

الوقاية وعلاج السُّمنة

– ممارسة الرياضة بانتظامٍ تساعد في حرق السعرات الحرارية، وتعزيز الحالة الصحية.

– تقليل الوقت الذي تقضيه في أنشطة غير حركية، مثل: مشاهدة التلفزيون، أو استخدام الكمبيوتر، أو الهاتف النقال.

–  التركيز على تناول الفواكه، والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، والاستعاضة بالدهون الصحية.

– تطبيق نظام الحصص الغذائية.

– تناول الطعام ببطء.

– معالجة أي سببٍ ثانوي مُسبّبٍ للسُّمنة سواءً كان عضوياً أو نفسياً.

– استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للمساعدة في وضع خطةٍ غذائيةٍ مناسبة.

– إجراء الفحوصات الدورية كسكر الدم، وكذلك عيار الكولسترول في الدم، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم.

– بعض الحالات تحتاج إلى تدخُّلٍ علاجي دوائي أو جراحي. [6]

المراجع البحثية

1- Overweight & Obesity Statistics. (2024, October 18). National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Retrieved October 19, 2024

2- World Health Organization: WHO. (2024, March 1). Obesity and overweight. Retrieved October 19, 2024

3- Rd, L. P. M. (2022, November 28). Obesity and diabetes: What is the relationship?. Verywell Health. Retrieved October 19, 2024

4- The Myriad Cardiovascular Effects of Obesity. (2021, July 15). American College of Cardiology. Retrieved October 19, 2024

5- Pati, S., Irfan, W., Jameel, A., Ahmed, S., & Shahid, R. K. (2023).Obesity and Cancer: A Current overview of epidemiology, pathogenesis, outcomes, and management. Cancers, 15(2), 485. Retrieved October 19, 2024

6- Hamdy, O., MD PhD. (n.d.). Obesity Treatment & Management: approach considerations, patient screening, assessment, and expectations, Weight-Loss Goals. Retrieved October 19, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.