Skip links
امرأة حامل سمينة تجلس على كرسي

السُّمنة أثناء الحمل – تأثيرها على الحامل والجنين والخصوبة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

زاد انتشار السُّمنة بشكلٍ واسعٍ في الفترة الماضية، وزادت نسبة الأمهات المُصابات بالسُّمنة دون التركيز على المضاعفات الهامة التي تسبّبها السُّمنة على مسير الحمل.

ما هو تعريف السمنة؟

يتمُّ تعريف زيادة الوزن والسُّمنة حسب مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index (BMI)) ، وهو ناتج قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، ويكون الوزن: [1]

– ضمن الطبيعي عندما يكون مشعر كتلة الجسم بين 18.5 إلى 24.9.

– زيادة الوزن (Overweight) عندما يكون مشعر كتلة الجسم بين 25 إلى 29,9.

– السُّمنة (Obesity) عندما يكون مشعر كتلة الجسم أكبر أو يساوي 30، ويتمُّ تصنيف السُّمنة إلى ثلاث فئات:

● الفئة الأولى عندما يكون مشعر كتلة الجسم بين 30 إلى 34,9.

● الفئة الثانية عندما يكون مشعر كتلة الجسم بين 35 إلى 39,9.

● الفئة الثالثة عندما يكون مشعر كتلة الجسم أكبر أو يساوي 40.

ما هو تأثير السُّمنة على الأم الحامل؟

تؤدي إلى حدوث اختلاطاتٍ مهمة عند الحامل أهمّها: [1] [2]

1- الداء السكري الحَملي

هو الداء السكري الذي يُشخَّص للمرة الأولى أثناء الحمل، ويُعتبر من أهمّ مضاعفات السُّمنة في هذه الفترة، وزيادة تركيز سكر الدم يزيد خطر عملقة الجنين، ويزيد الحاجة إلى الولادة عن طريق العملية القيصرية، وزيادة خطر حدوث الداء السكري لاحقاً عند الوليد، وتطور داء سكري عند الأم خارج أوقات الحمل.

2- ارتفاع التوتر الشرياني خلال الحمل

يحدث بعد الأسبوع 20 من الحمل، وقد يُطوّر مضاعفاتٍ خطيرة، مثل: تأخر نموّ الجنين، ونقص الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة.

3- تسمُّم الحمل

هو حالةٌ شديدةٌ من ارتفاع التوتر الشرياني أثناء الحمل، ويزيد خطر انفصال المشيمة الباكر، وإصابة الأعضاء الأخرى، مثل: الكبد، والكلية، والرئتين، والعين، والقلب.

4- الخثار الوريدي (Venous thromboembolism (VTE))  

أيضاً يُعتبر مضاعفةً خطيرةً عند الحوامل البدينات، ويزيد نسبة حدوثه ترافُق البدانة مع قلة الحركة، ووجود حالاتٍ مرضيةٍ أخرى، مثل: تسمُّم الحمل.

5- نوب انقطاع التنفُّس أثناء النوم

هو توقُّف التنفُّس لفترةٍ قصيرةٍ خلال النوم، وتسبّب التعب والإرهاق مع زيادة احتمال تطور ارتفاع التوتر الشرياني مع مشاكل قلبية ورئوية أخرى.

ما هو تأثير السُّمنة على الجنين؟

1- عملقة الجنين، وهي تجاوز وزن الجنين أربعة كيلوغرام في أي فترةٍ من فترات الحمل، وتترافق العملقة مع اختلاطاتٍ مهمة عند الأم، مثل: تمزُّقات القناة التناسلية والرحم أثناء الولادة، ونزوف الخلاص، وزيادة نسبة حدوث خمج النفاس، وعند الجنين أيضاً، مثل: الرضوض أثناء الولادة، وكسور الترقوة، وعسر ولادة الكتفين التي قد تسبّب نقص أكسجة عند الجنين، ومضاعفاتٍ استقلابيةٍ مهمة.

2- زيادة نسبة التشوُّهات الخلقية، مثل: الشوك المشقوق، والتشوُّهات القلبية.

3- خللٌ في النمو، وفي التطوّر الإدراكي عند الطفل.

4- تطوّر السُّمنة عند الطفل لاحقاً. [1] [2]

ما هو تأثير السُّمنة على سير الحمل والولادة؟

1- تسبّب السُّمنة عند الأم صعوبةً في رؤية التشريح الدقيق للجنين عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)، وبالتالي صعوبةٌ في كشف بعض التشوُّهات الخلقية.

2- خطر الولادة الباكرة غالباً نتيجة المضاعفات التي ترافق السُّمنة، مثل: تسمُّم الحمل.

3- زيادة نسبة الإسقاط العفوي وولادة جنينٍ ميت.

4- تطاول المخاض.

5- صعوبة مراقبة قلب الجنين خلال المخاض.

6- زيادة الحاجة للولادة عن طريق العملية القيصرية.

7- زيادة نسبة الاختلاطات بعد العملية القيصرية.

8- زيادة نسبة نزوف الخلاص بعد الولادة. [3]

ما هو تأثير السُّمنة على الخصوبة وإمكانية الحمل؟

تسبّب السُّمنة نقص الخصوبة عند كلٍّ من الرجال والنساء بسبب حدوث خللٍ في توازن الهرمونات الجنسية، حيث تترافق مع مستوياتٍ عاليةٍ من الأندروجين مع انخفاض مستوى البروتين الرابط للهرمونات الجنسية، مما يؤدي إلى خللٍ في إفراز الهرمون الموجه للغدد التناسلية GnRH، وبالتالي خلل في تطور الجريبات، وحدوث الإباضة يرافقه اضطرابٌ في الدورة الطمثية، وإن تخفيض الوزن بنسبة 5 إلى 10 بالمئة من الوزن مع ممارسة التمارين الرياضية يزيد بشكلٍ هام فرص الحمل. [4]

كيف يتمُّ التحضير للحمل عند النساء اللواتي يعانين من السُّمنة؟

إن تخفيف الوزن قبل التخطيط للحمل يخفض بشكلٍ كبيرٍ المخاطر الناجمة عن السُّمنة خلال الحمل، ويجب تخفيض الوزن عن طريق ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 30-60 دقيقة يومياً، واتباع نظامٍ غذائيّ صحي بإشراف طبيب تغذية.

في حال عدم الاستجابة من الممكن استخدام بعض الأدوية للمساعدة في تخفيض الوزن، وفي حالات البدانة الشديدة من الممكن اللجوء إلى الجراحة، ولكن عندها يجب تأخير الحمل على الأقل لمدة سنةٍ إلى سنتين بعد الجراحة لإعطاء فرصةٍ للشفاء التام قبل الحمل. [1]

كيف تتمُّ مراقبة الحمل عند المصابات بالسُّمنة؟

يتطلب الحمل في حالات السُّمنة مراقبةً لصيقةً لتجنُّب الاختلاطات قدر الإمكان: [3]

1- يجب مراقبة التوتر الشرياني طوال فترة الحمل.

2- إجراء فحص سكر الدم في وقتٍ باكر خلال الحمل.

3- إجراء إيكو تفصيلي لكشف التشوُّهات التشريحية عند الجنين بين الأسبوع 20-24 من الحمل.

4- المتابعة مع طبيب تغذية للحفاظ على نظامٍ غذائي صحي مع مراقبة زيادة الوزن المسموح بها خلال الحمل.

5- التأكيد على أهمية المُتمّمات الغذائية، مثل: حمض الفوليك، وغالباً يتمّ إعطاء 5 ميلي غرام يومياً، بالإضافة إلى فيتامين D، حيث يترافق نقصه مع أغلب حالات السُّمنة.

6- متابعة ممارسة التمارين الرياضية المُعتادة قبل الحمل بعد استشارة الطبيب، وفي حال عدم ممارسة الرياضة قبل الحمل يجب البدء بممارستها بشكلٍ تدريجي، ويُعتبر المشي والسباحة من الرياضات المناسبة جداً خلال هذه الفترة.

7- الاستمرار بالقيام بالأنشطة اليومية، وتجنُّب الجلوس لفترةٍ طويلة.

ما هي زيادة الوزن المسموح بها خلال الحمل؟

يختلف المقدار المسموح به بزيادة الوزن حسب وزن الأم قبل الحمل. [2]

– في حال كان وزن الأم ضمن الطبيعي قبل الحمل، فإن الزيادة المقبولة للوزن هي 11 إلى 16 كيلوغرام.

– في حال كانت الأم زائدة الوزن قبل الحمل، فإن زيادة الوزن المقبولة خلال الحمل هي 6 إلى 11 كيلوغرام.

– في حالات السُّمنة، فإن الزيادة المسموح بها خلال الحمل هي 5 إلى 9 كيلوغرام فقط إذا كانت الأم حاملاً بجنينٍ مفرد، وفي حالات السُّمنة مع حملٍ توءمي، فإن زيادة الوزن المسموح بها 11 إلى 19 كيلوغرام.

المراجع البحثية

1- Obesity and Pregnancy. (n.d.). Acog.org. Retrieved October 17, 2024

2- Kim, J., & Ayabe, A. (2024). Obesity in pregnancy. StatPearls Publishing. Retrieved October 17, 2024

3- Overweight and pregnant. (n.d.). Tommys.org. Retrieved October 17, 2024

4- Hammarberg, K. (2018). How does being overweight affect my fertility. Retrieved October 17, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.