اضطراب الأمعاء العصبي (السلس البرازي) – الأعراض وطرق العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يقصد بمصطلح السلس فقدان القدرة على التحكم بالأعضاء المسؤولة عن التخلص من الفضلات في الجسم، فالسلس البولي هو خروج البول من المثانة دون إرادة الشخص أو حتى دون علمه بذلك أي عدم القدرة على استمساك البول. أما السلس البرازي، فهو عدم القدرة على استمساك البراز بسبب ضعف أو عدم التحكم بالمصرة الشرجية، تسبّب حالات السلس بأنواعها العديد من الأمراض الإنتانية، وكما أنها سببٌ رئيسي للعديد من الاضطرابات النفسية والمشاكل الاجتماعية، والتي على تؤثر حياة وأدائه الفعّال في المجتمع.
ينتج السلس البرازي بسبب أمراض متعددة ومختلفة، ومن بينها الآفات العصبية التي تصيب الجهاز العصبي المركزي خاصةً في الأجزاء المسؤولة عن التحكم بالجهاز الهضمي أو الأعصاب المحيطية الواصلة إلى الجهاز الهضمي، وخاصةً تلك المسؤولة عن تعصيب الشرج. هذه الإصابات العصبية التي تسبّب السلس البرازي وغيره من الأعراض الهضمية تعرف باسم اضطراب الأمعاء عصبي المنشأ (Neurogenic Bowel Dysfunction (NBD))، وهي من الأسباب الشائعة لاضطراب عادات التغوط عند الأطفال والبالغين.
ما هو اضطراب الأمعاء عصبي المنشأ؟
هو داءٌ هضميٌّ عصبيُّ المنشأ يتسبّب باضطرابٍ في حركة الأمعاء مع اضطرابٍ في وظيفة الشرج الأمر الذي ينتج عنه أشكال مختلفة من السلس البرازي أو الإمساك الشديد، وذلك تبعاً للإصابة العصبية المسبّبة له، والتي تشمل العديد من الأمراض العصبية، مثل: التصلب المتعدد، التصلب الجانبي الضموري، الشوك المشقوق، داء باركنسون، كما إن الإصابة الرضية للنخاع الشوكي قد تسبّب سوء وظيفة الأمعاء مع سلسٍ برازي.
ينتج (NBD) عن فقدان التحكم الحسي أو الحركي، وقد تشمل الإصابة الجهاز الهضمي العلوي والسفلي. تتأثر نوعية الحياة بشكل كبير؛ غالبًا ما يجد المرضى أن أعراضهم معيقة اجتماعيًا. على الرغم من أن السلس البرازي حدث شائع، لكن حتى الآن ليس هناك سوى عدد قليل من الدراسات التي تتناول كيفية تدبيره بشكلٍ ناجح. [1]
الآلية المرضية للسلس البرازي
عند الشخص السليم يتمّ دفع الفضلات عبر الأنبوب الهضمي داخل الأمعاء الدقيقة والقولون عبر سلسلةٍ من الحركات المتناسقة الدافعة للفضلات، أثناء هذه الحركات يتمّ سحب أي سوائل أو مواد غذائية ذات أهمية عبر جدران القولون الأمر الذي يؤدي إلى تشكل الكتلة البرازية، وزيادة حجمها، عندما تصل هذه الكتلة إلى المستقيم والشرج تحرض الكتلة البرازية حس الضغط، الأمر الذي يدفع الإنسان إلى الذهاب للمرحاض، وإفراغ المستقيم من الفضلات، إلا أنه في الحالات غير المناسبة اجتماعياً يمكن للإنسان استمساك البراز عبر المعصرة العضلية الإرادية الشرجية، والتي تكبح عملية التغوط إلى أن تتوفر الظروف الاجتماعية المناسبة لذلك.
عند مرضى السلس البرازي، تسبّب الإصابة العصبية فقدان سيطرة الإنسان على معصرة الشرجية الإرادية، وكما يمكن أن يسبّب فقدان حس الضغط داخل المستقيم أعراضاً مشابهةً للسلس البرازي أو الرغبة المفاجئة للتغوط. الآلية الدقيقة للاضطراب العصبي تختلف باختلاف المرض العصبي المسبّب، إلا أن الآفات التي تصيب النخاع الشوكي السفلي (مثل: داء التصلب المتعدد، والتصلب الجانبي الضموري) غالباً ما تتظاهر بسلسٍ برازي بسبب فقدان السيطرة على المعصرة الشرجية الإرادية وارتخائها.
وعلى العكس من ذلك، فإن الإصابات ضمن جذع الدماغ تسبّب فقدان السيطرة على العضلات الإرادية في الشرج، إلا أنها تترافق مع تشنّجٍ وتقلصٍ شديدٍ ومستمرٍ للعضلات الإرادية، الأمر الذي يتسبّب بمظاهر الإمساك، وصعوبة في التغوط. يذكر أيضاً أن بعض الإصابات قد تسبّب فقدان التنظيم العصبي الذاتي في العضلات اللاإرادية في الأمعاء والشرج، الأمر الذي قد يسبّب إسهالات، أو إمساكٍ شديد، أو سلسٍ برازي. [1]
أعراض اضطراب الأمعاء عصبي المنشأ
نظراً إلى أن السلس البرازي متعدد الأسباب، فإن تظاهره لا يوجه إلى مرضٍ معين، لذا فإن دراسة الأعراض الأخرى التي قد يعاني منها المريض أمر بالغ الأهمية، خاصةً وأن السلس البرازي قد يوجه إلى أمراض عصبية أخرى بالغة الأهمية، في السلس البرازي عصبي المنشأ لدى اضطراب وظيفة الأمعاء العصبي، نلاحظ عدة أعراض مهمة:
1- ألماً في البطن.
2- انتفاخاً في البطن.
3- الشبع المبكر.
4- فقدان السيطرة الإرادية على التغوط (أي سلس البراز).
5- صعوبةً في التغوط.
6- اضطراباً في عادات التبول مرافقةً للسلس البرازي (صعوبة في التبول أو سلس البول).
7- اضطراباً في المنعكسات اللاإرادية خاصةً عند المرضى الذين يعانون من آفةٍ عصبيةٍ ضمن الأقسام العليا من النخاع الشوكي.
يمكن لـ (NBD) أن يسبّب اختلاطاتٍ خطيرةٍ جداً، حيث إن السلس البرازي الناتج عنه يولد مشاكل واضطرابات نفسية واجتماعية يمكن أن تتفاقم إلى أمراض نفسية مهمة، كما أن السلس البرازي قد يسبّب هبوط المستقيم في حال استمراره لفتراتٍ طويلة دون علاج عدا الإصابات الأخرى التي قد تصيب الشرج.
مثل: الشقوق الشرجية والتي بدورها قد تسبب اختلاطات أشد، كما أن اضطراب الأمعاء عصبي المنشأ قد يتسبّب ببعض الحالة الأخرى التي يعاني فيها المريض من الإمساك أكثر من السلس البرازي، مثل: انحشار كتل البراز داخل الأمعاء الأمر الذي قد يشكل حالةً إسعافيةً خطيرةً في حالة تطورها إلى انثقابٍ في الأمعاء. [2]
تشخيص اضطراب الأمعاء عصبي المنشأ
يجب الاعتماد على الأعراض الملاحظة، وتبعاً للداء المسبّب يجب إجراء الفحوص المناسبة، يجب أن يخضع المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا لاختبار البراز السنوي بحثًا عن الدم الخفي، وذلك لتحري الأمراض الهضمية التي قد تسبّب اضطراباً في عادات التغوط، كما أن يجب فحص وتقييم منطقة الشرج عند البالغين الأكبر من 50 عام بشكلٍ دوري للكشف عن أي علامات سلسٍ برازي أبكر ما يمكن. [3]
تدبير اضطراب الأمعاء العصبي والسلس البرازي
إن تدبير السلس البرازي العصبي يعتمد على تدبير الآفة العصبية المسبّبة له بشكلٍ رئيس، وذلك في حال توافر خطةٍ علاجيةٍ شافيةٍ للمرض المسبّب، إلا أنه في بعض الحالات يكون التدبير الشافي للداء العصبي غير ممكن، مما يدفع للتوجه إلى الحلول التلطيفية والمخففة للأعراض، عادةً ما يكون تدبير اضطراب الأمعاء العصبي (NBD) محافظًا في البداية.
يجب نقل المرضى الذين يشتبه في حدوث تمزق أو ثقب في الأمعاء إلى الرعاية الجراحية، كما ينبغي نقل أي مريض يعاني من هبوط المستقيم. أما عن التدبير المحافظ للسلس البرازي، فإن توعية وتثقيف المريض هي الأساس، وذلك عبر تحديد مواعيد محددة ومراقبة عادة التغوط، وربطها بنشاطاتٍ يومية أخرى، مثل: الجري، كما أن دراسة عادات تغوط المريض قبل إصابته العصبية قد يساعد على تحديد مواعيد مناسبة للمريض لتجنب حوادث محرجة اجتماعياً، وتحسين نمط حياة المريض. [4] [5]
المراجع البحثية
1- Fascrs، J. L. P. M. M. F. (n.d.). Neurogenic Bowel Dysfunction: Practice essentials، anatomy، pathophysiology. Retrieved July 30، 2024
2- Fascrs، J. L. P. M. M. F. (n.d.). Neurogenic bowel dysfunction clinical presentation: history، physical examination، complications. Retrieved July 30، 2024
3- Fascrs، J. L. P. M. M. F. (n.d.). Neurogenic Bowel Dysfunction workUp: basic studies، studies to assess structure and function. Retrieved July 30، 2024
4- Fascrs، J. L. P. M. M. F. (n.d.). Neurogenic Bowel dysfunction Treatment & Management: approach considerations، conservative measures، other nonoperative treatments. Retrieved July 30، 2024
5- Emmanuel، A. (2019). Neurogenic bowel dysfunction. F1000Research، 8، 1800. Retrieved July 30، 2024