Skip links
رجل بالغ يضع يده على قلبه وهو يشعر بالألم

السكتة القلبية ُ- أعراضها وكيف يمكن التعامل معها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُصاب أكثر من مليون أمريكي كل عام حسب إحصائيات الولايات المتحدة الأمريكي بالسكتة القلبية أو الجلطة بالعامية، وهي حالةٌ إسعافيةٌ مهدّدةٌ للحياة ناتجةٌ عن نقص تروية ألياف العضلة القلبية، مما يؤدي إلى تموُّت النسيج القلبي، وفقدانه لوظيفته الأساسية في ضخّ الدم إلى أنحاء الجسم، عند مصادفة حالة السكتة القلبية في الأماكن العامة أو المنزل يجب الاتصال بالإسعاف فوراً، وأخذ بعض التدابير اللازمة.

ما هي أعراض السكتة القلبية؟

لمعرفة أن الحالة التي تواجهها هي السكتة القلبية يجب العلم بالأعراض التي تظهر على المريض، وأولها الألم الصدري الشديد، ويصف المريض الألم بأنه ضاغطٌ على جدار الصدر، ويشبه إحساسه بوجود جسمٍ ثقيلٍ على صدره، ويستمرُّ الألم حوالي عشرين دقيقة.

كما ينتشر الألم في أغلب الأحيان إلى الكتف اليسر، والعنق، والفك السفلي في حالاتٍ أقل، ويصاحب الألم الأعراض الودية، مثل: الخفقان، والتعرُّق البارد، والشحوب، وضيق النفس مع الغثيان والإقياء، وقد يصف بعض الأشخاص أن الألم متوضّع في المنطقة الشرسوفية الموجودة في أعلى البطن في المنطقة المتوسطة. [1]

ما هي التدابير التي يمكن القيام بها في حالة السكتة القلبية؟

بعد الاتصال بفريق الإسعاف أو تأمين سيارةٍ لنقل المريض إلى أقرب مستشفى يمكن إعطاؤه الأسبرين الموجود في كل منزل، وهو عبارة عن مضاد التصاق الصفيحات يقي من التخثُّر، ويخفّف من تجلُّط الدم، ويساعد الجسم في القضاء على الخثرات الدموية الصغيرة، وتأتي أهمية الأسبرين لأن معظم حالات السكتة القلبية ناتجة عن خثرةٍ دمويةٍ تسدُّ الشرايين الإكليلية في القلب، لكن لا يمكن أخذه في حال وجود سوابق تحسُّسية من نفس الصنف وبدون استشارةٍ طبيةٍ هاتفية.

والأفضل من ذلك تناول قرص من النتروغليسرين بوضعه تحت اللسان، وهو المكان المفضّل لوضع الحبوب الإسعافية لغزارة التروية الدموية، إذ يعمل النتروغليسرين على توسيع الأوعية، وتخفيف الحمل على القلب، وتذكر بعض المصادر أن تأثير النتروغليسرين محدود لدى مرضى السكتة القلبية، وهو مفيدٌ أكثر لدى مرضى التصلُّب العصيدي، ونقص التروية القلبية.

أما بالنسبة للإجراءات الإسعافية، يجب التأكد من وجود النبض في الشرايين المحيطية، وفي حال غيابه يمكن إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بتأمين الطريق التنفُّسي، ودعم الدوران الدموي، ويمكن في بعض الحالات المُستطّبة استخدام مزيل الرجفان الذي يستخدم لدى الأشخاص فاقدي الوعي عبر سلسلةٍ من التعليمات لتوليد صدماتٍ كهربائيةٍ تؤثر في قلب المريض وتدعم حركته.

ومن المهمّ أن يبقى المريض هادئاً وغير منفعل أو متوتر باستلقائه على ظهره، ونزع الثياب الضيقة، وربطات العنق أو الساعات التي تزعج المريض، وفتح الأبواب والنوافذ لمساعدة المريض على التنفس، ومن المهمّ الامتناع عن التدخين، وبخّ العطور المزعجة التي تزيد من سوء حالة المريض ريثما تأتي المساعدة الطبية. [2] [3] [5]

ما هي الأخطاء الواجب تجنُّبها في التعامل مع مريض السكتة القلبية؟

قد يرتكب المريض أو مرافقيه بعض الأخطاء أثناء التعرُّض للسكتة القلبية، مثل: تناول مسكنات الألم، أو الأدوية العشوائية بدون استشارة الطبيب المختص، أو شرب الماء، وتناول الطعام أثناء النوبة، مما يحرّض الإقياء أو الإصابة بذات الرئة الاستنشاقية نتيجة مرور محتويات المعدة إلى الطرق التنفُّسية، ويمنع أن يقوم المريض بأي مجهود.

مثل: صعود أو نزول الدرج والمشي، ويُنصح بدلاً من ذلك أن يبقى بالوضعية المريحة له سواءً أكانت بالاستلقاء أو الانحناء والجلوس، ويُمنع منعاً باتاً استخدام مزيل الرجفان في الحالات التي يجسّ فيها نبض المريض، وتكون دقات قلبه مسموعة، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصابته باضطراب النظم، وتدهور حالته الصحية بشكلٍ مفاجئ. [3] [4]

كيف يُغيّر مريض السكتة القلبية نمط حياته؟

بعد المرور بحادثة السكتة القلبية يجب على المريض أخذ تدابير وقائية لمنع تكرر الحالة أو تخفيف شدتها في حال ظهورها مجدداً، وذلك بخطواتٍ بسيطة: [1] [4] [5]

1- اتباع حميةٍ غذائيةٍ لتخفيف الوزن، والحفاظ على مستوى كولسترول وشحوم معتدل، وذلك بالاعتماد على الفواكه، والخضروات، والمكسرات، واللحوم الخالية من الدهون، والتقليل من تناول السكريات والكربوهيدرات.

2- ممارسة الرياضة بانتظام لمدة خمسة وسبعين إلى مئة وخمسين دقيقة كل أسبوع، فذلك يُحسّن من كفاءة العضلة القلبية، ويخفّف الوزن، وينظّم مستوى السكر والكولسترول.

3- يعد تجنُّب التدخين من أفضل التدابير الوقائية لمريض السكتة القلبية، وذلك لاحتواء السيجارة على التبغ، والنيكوتين، والمواد التي تؤثر على الجهاز القلبي الوعائي بشكلٍ غير مباشر.

4- تعديل نظام النوم لأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، والإكثار من السوائل يلعب دوراً في صحة الجسم ككل.

5- معالجة الأمراض المزمنة، وخاصةً ارتفاع التوتر الشرياني والسكري من النمط الثاني لترافقهما مع إمراضية السكتة القلبية، وذلك بتناول الأدوية الخافضة للضغط والسكر بانتظام، وعدم نسيان الجرعات اليومية.

إسعاف مريض السكتة القلبية إلى المستشفى

بعد وصول سيارة الإسعاف، ونقل المريض إلى المستشفى تتمُّ الاستقصاءات لكشف نوع الاحتشاء، إذ يختلف التدبير العلاجي بينها، وبعد إجراء التخطيط القلبي الكهربائي قد يلاحظ الطبيب تغييراتٍ تخطيطيةٍ مميزة، مما يستدعي إجراء القثطرة الشريانية أو إعطاء حالات الخثرة على الفور.

وفي حال عدم وجود هذه التغييرات على التخطيط الكهربائي يطلب الطبيب تحليل التروبونين للتفريق بين حالة الخناق غير المستقر والاحتشاء بدون ارتفاع القطعة ST، وفي هذه الحالات لا تُستطبُّ القثطرة وحالات الخثرة، وإنما تعطى أدوية تشاركية لتخفيف الضغط والشحوم، ومنع تشكل الخثرات، والتصاق الصفيحات، ويجدر مراقبة المريض في العناية القلبية موصولاً بجهاز المونيتور Monitor لمراقبة سرعة القلب ونظمه، وبعد الاستشفاء ينقل إلى المنزل مع بعض التوصيات. [2]

في النهاية يجب على كل شخصٍ تعلُّم التدابير الإسعافية للتعامل مع الحالات القلبية وغيرها لضمان إنقاذ حياته حتى وصول الفريق الطبي، ومعالجة السبب الأساسي.

المراجع البحثية

1- First aid for heart attack (step by step). (2022،  May 23). CK Birla Hospital. Retrieved October 26،  2024

2- Heart attack first aid. (n.d.). Medlineplus.gov. Retrieved October 26،  2024

3- Heart attack. (n.d.). Red Cross. Retrieved October 26،  2024

4- Webster،  H. (2024،  February 9). First aid for heart attack: What to do. Medicalnewstoday.com. Retrieved October 26،  2024

5- Heart attack. (n.d.). Mayo Clinic. Retrieved October 26،  2024

This website uses cookies to improve your web experience.