Skip links
امرأة تضع يدها على ساقها حيث يظهر عليها أوردة زرقاء

الدوالي الوريدية – الأعراض، التشخيص وما هي طريقة العلاج؟

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » الدوالي الوريدية – الأعراض، التشخيص وما هي طريقة العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الكثير من المهن تتطلب مجهوداً بأشكال مختلفة، بعضها يتطلب خبراتٍ ذهنية خاصة، وبعضها الآخر يتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً عدا الضغوط النفسية التي تحملها بعض الوظائف، إلا أن الكثير من المهن تتطلب الوقوف لفتراتٍ طويلة، كالتدريس، والحلاقة، وغيرها.

وينتج عن ذلك أحد أشيع الاضطرابات الجمالية الوعائية المنشأ، وهي الدوالي الوريدية (Varicose Veins) التي قد تنتج عن العديد من الأسباب الوعائية، إلا أنها تظاهر شائع في العديد من المهن، مما يجعلها من أشيع الاضطرابات وعائية، بالإضافة إلى الاضطراب الجمالي الناتج عن الدولي (وخاصةً في الأطراف السفلية)، فإن الكثير المرضى يعانون من أعراض الألم، وشعور عدم الارتياح.

ما هو المقصود بالدوالي الوريدية؟

الدوالي الوريدية هي مصطلح يصف اضطراباتٍ سطحيةٍ مرئية تنتج عن اضطراب الحركة الدموية ضمن الأوردة، الأمر الذي يؤدي إلى تجمع الدم ضمن الأوردة، وانتباجها، وتورمها، مما يتسبّب بظهور الاضطرابات الشكلية فوق منطقة الأوردة المتضررة. الأشكال الخفيفة من الدوالي الوريدية تكون غير مريحة، أو مزعجة، أو مشوهة من الناحية التجميلية، ولكن الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى اختلاطاتٍ جهازيةٍ خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان الحياة أو الأطراف.

تشيع هذه الحالات بشكلٍ خاص في الأطراف السفلية بسبب تجمع الدماء الوريدية ضمن أوردة الأطراف السفلية بسبب عامل الجاذبية. تعدُّ الدوالي الوريدية من التشوهات الوعائية الشائعة، فهي تعدُّ من الاضطرابات الوعائية شديدة الانتشار حول العالم، ما يقارب 23 بالمئة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الدوالي الوريدية، مع نسبة شيوعٍ واضحة عند الإناث مقارنةً بالذكور بسبب التغيرات الهرمونية الدورية عند الإناث.

تسبّب الدوالي الوريدية المزمنة تغيراتٍ مزمنة في الجلد والأنسجة الرخوة، تبدأ بتورّمٍ خفيف ثم تتطور لتشمل تغير اللون، والتهاب الجلد الالتهابي، والتهاب النسيج الخلوي المتكرر أو المزمن، واحتشاء جلدي، وتقرُّح، وحتى تنكس خبيث. يعدُّ تقرح الساق المزمنة غير القابل للشفاء، والنزيف من الدوالي، والالتهاب الوريدي المتكرر من المشاكل الخطيرة التي تنتج عن الدوالي، ويمكن تخفيفها عن طريق تصحيح الدوالي الوريدية. [1]

الآلية المرضية للدوالي الوردية

في الحالات الطبيعية تحتوي الأوردة على صماماتٍ تسمح بجريان الدم باتجاهٍ واحدٍ ضمن هذه الأوردة، هذه الصمامات تضمن الجريان السليم للدم حتى في حالات وجود عوامل معيقة لجريان الدم، كالأمراض الوعائية الجهازية أو وجود ضغط خارجي كحالات الوقوف لفتراتٍ طويلة.

إلا أن هذه العوامل تسبّب تجمُّع الدم ضمن الصمامات، الأمر الذي يسبّب تورم وانتباج هذه الصمامات، واضطراب جريان الدم ضمن الأوردة، وظهور أعراض الألم والتورم، بالإضافة إلى الاضطرابات الجمالية التي تنتج عن التجمعات الدموية الوريدية في الأوردة السطحية والتي تعدُّ مرشحةً للإصابة بالدوالي أكثر من الأوردة العميقة. [1]

أعراض الدوالي الوريدية

تتنوع الأعراض بين مرضى الدوالي الوريدية، وتشمل الأعراض الشائعة:

● ثقل في الساق.

● صعوبة في ممارسة التمارين.

● الألم أو المضض على طول الوريد.

● حكة.

● شعور بالحرقة.

● تشنجات ليلية.

● الوذمة.

● تغيرات الجلد.

● تنميل.

بالفحص الطبي يمكن ملاحظة العلامات التالية:

– تقرح.

– توسع الشعيرات.

– إصابات فطرية بين الأصابع.

– زرقة الأطراف.

– الآفات الأكزيمائية.

– القرحة الدقيقة.

– التهاب الجلد الركودي.

– أورام وعائية سطحية.

– الدوالي البارزة.

بالجس يمكن ملاحظة ما يلي:

– وريد سطحي ثابت وسميك ومتخثر في منطقةٍ تعاني من ألم أو ألم في الساق.

– جيوب عميقة مستنقعية أو إسفنجية في عضلة الساق، وشقوق عظمية عميقة واضحة، خاصةً فوق الساق الأمامية، ناجمة عن التآكل الناتج عن الدوالي المزمنة.

– الأعراض والعلامات المشاهدة غير ثابتة، وتختلف بشكلٍ كبيرٍ من شخصٍ لآخر، وذلك لأن بداية تظاهر الدوالي قد تكون متدرجةً أو مفاجئة، مما يسبّب تأخر بعض المرضى بمراجعة العيادة الطبية، كما أن الاختلاطات المشاهدة تختلف تبعاً لمدى إهمال المريض للأعراض، وعدم إتباعه العلاج المناسب.

– تشوهات في ربلة الساق على طول مسار الوريد المصاب في المواقع التي تظهر فيها الفروع السطحية من خلال فتحاتٍ في اللفافة السطحية. [2]

تشخيص الدوالي الوريدية

بشكلٍ عام، لا يتمّ تشخيص الدوالي الوريدية إلا بعد الاضطرابات الشكلية التي تنتج عنها، بعد التظاهر يتمّ الاعتماد على الصور الشعاعية بشكلٍ رئيسي لوضع التشخيص النهائي، مع التنويه أن التحاليل المخبرية ليس لها دور في تشخيص الدوالي الوريدية. الهدف من دراسات التصوير هو تحديد ورسم جميع مناطق الانسداد الحاد أو المزمن، وجميع المناطق ذات الجريان المضطرب ضمن الأنظمة الوريدية العميقة والسطحية.

يتطلب التصوير الناجح للجهاز الوريدي العميق معرفةً شاملة ًبالتشريح، وعلماً بوظائف الأعضاء الوريدي، والاهتمام الدقيق بالتفاصيل، وأكثر الطرق المفيدة المتاحة للتصوير الوريدي هي تصوير الأوردة بالتباين، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير بالموجات فوق الصوتية الملون (إيكو دوبلر). [3]

1- التصوير بالأمواج الفوق صوتية الملونة (إيكو دوبلر)

يعدُّ الوسيلة التشخيصية الرئيسية، والتي يمكن الاعتماد عليها لوضع التشخيص، ومتابعة السير العلاجي عند مرضى الدوالي الوردية، حيث أن الإيكو دوبلر يتميز بقدرته على التحديد الدقيق لسرعة وجهة الجريان ضمن الأوردة.

2- تصوير الوريد بالرنين المغناطيسي

وهو الاختبار الأكثر حساسيةً للأمراض الوريدية العميقة والسطحية في أسفل الساقين وفي الحوض، حيث لا يمكن للطرق الأخرى الوصول إليها، ويعتبر تصوير الوريد بالرنين المغناطيسي MRV مفيدًا بشكلٍ خاص لأن الأسباب غير الوعائية غير المتوقعة لألم الساق والوذمة يمكن ملاحظتها غالبًا في فحص MRV، والتي قد تشخص بشكلٍ خاطئ على أنها ناتجة عن الدوالي المريئية.

سابقاً تمّ الاعتماد على التصوير الوريدي الظليل عالي التباين لتعقب أماكن الانسدادات والدوالي الوريدية، لكن تمّ استبداله حديثا بالإيكو دوبلر نظراً لأن التصوير الوريدي الظليل إجراء باضع، ويحمل عدة اختلاطاتٍ خطيرة.

تدبير الدوالي الوريدية

الهدف الأساسي من العلاج هو استئصال الأوردة ذات الجريان المضطرب، مما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية الوريدية. على الرغم من توفر العلاج الدوائي التلطيفي، إلا أن العلاج النهائي غالباً جراحي، ويشمل العلاج بالتصليب، والعلاج بالليزر والضوء النبضي المكثف، والترددات الراديوية (RF) أو الاستئصال بالليزر، واستئصال الوريد المتنقل هي التقنيات الحديثة المستخدمة لاستئصال الدوالي. تصف العديد من التقارير معدلات نجاح تزيد عن 90 بالمئة للتقنيات الأقل تدخلاً، والتي ترتبط بمضاعفاتٍ أقل، وبفعاليةٍ مماثلة. [4]

المراجع البحثية
This website uses cookies to improve your web experience.