Skip links
امرأة ترتدي كنزة زرقاء تجلس في الظلمة وتظهر عليها معالم الخوف

الخوف

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف الخوف؟

هو شعورٌ طبيعيٌّ وبدائيّ، يمكن أن يعاني منه كل الناس، وهو استجابةٌ عاطفيةٌ لتهديدٍ أو خطرٍ محسوس، إنه يحفّز الإنسان على القتال أو الهروب، فهو آليةٌ أساسية للبقاء، ويمكن أن يكون نابعاً من تهديداتٍ حقيقيةٍ مباشرةٍ وملموسة، أو من مخاوف مبهمة مستقبلية، وينشأ كآلية دفاعٍ في مواجهة الخطر أو الأذى المحتمل، وهو جزءٌ طبيعيٌّ من التجربة الإنسانية، ولكن عندما يصبح شديداً في مواقف معينة أو تجاه شيءٍ معين، فقد يشير ذلك إلى مشكلةٍ لابدّ من التغلب عليها. [1] [2]

ما هي تفاعلات الخوف؟

1- التفاعل الكيميائي الحيوي

ينتج عن الخوف تفاعلات جسدية، مثل: التعرُّق، وزيادة ضربات القلب، وضيق التنفس، واتساع حدقتي العينين، وتعمل ردود الفعل الجسدية هذه على إعداد الجسم إما لمحاربة التهديد أو الهروب منه، وهذا ما يُسمّى (استجابة القتال أو الهروب)، ورداً على التهديد يتمُّ تنشيط الجهاز العصبي الودي عن طريق الإطلاق المفاجئ للهرمونات، ومنها:

الإبينفرين (الأدرنالين)

الذي يوفر الطاقة للعضلات الرئيسية في الجسم حتى تتمكن من الاستجابة للتهديد المتصور، فإن مستويات الأدرنالين هي التي تجعلنا في حالة تأهُّبٍ شديد، ومن خلالها يعدُّ الجسم نفسه للقتال أو الهروب، فهي استجابةٌ تلقائيةٌ ضروريةٌ للبقاء على قيد الحياة.

النورإبينفرين (النور أدرينالين)

يزيد من اليقظة، والإثارة، والانتباه، ويُضيّق الأوعية الدموية، مما يساعد على الحفاظ على ضغط الدم أثناء أوقات التوتر.

2- التفاعل العاطفي

الاستجابة العاطفية للخوف حالةٌ شخصية، لأنه ينطوي على بعض الاستجابات الكيميائية في أدمغتنا، وهي نفسها للمشاعر الممتعة، مثل: السعادة، والإثارة، وقد يكون الشعور بالخوف أمراً ممتعاً أحياناً، كما هو الحال عند مشاهدة أفلام الرعب، وعلى الرغم من أن ردَّ الفعل الجسدي هو ذاته، ولكن الحكم على التجربة بأنها إيجابية أو سلبية يعتمد على الشخص نفسه. [1] [2]

ما هي أعراضه؟

1- الأعراض الجسدية

قد تتضمن حالاتٍ مثل:

– تسرُّع ضربات القلب.

– القشعريرة، والارتجاف.

– جفاف في الفم.

– الغثيان، والتعرُّق.

– ضيقٌ في التنفس، وألمٌ صدري.

– معدةٌ مضطربة.

2- الأعراض النفسية

كأن يعاني الشخص من الإرهاق، أو التوتر والقلق، أو الرهبة، أو الشعور بالموت الوشيك. [1] [2]

كيف يُشخّص الخوف؟

عندما تصبح مشاعر الخوف مستمرةً ومفرطةً، وتتداخل مع جزءٍ من الأداء الطبيعي، ولا يمكن تفسيرها، لابدَّ من مراجعة الطبيب، حيث يطرح الطبيب عادةً أسئلةً حول الأعراض، ومدة ظهورها، وشدتها، والمواقف التي تُحفّزه، ويتمُّ التشخيص بناءً على الأعراض والاضطرابات الشائعة المرتبطة به، وهي:

– اضطراب القلق العام الاجتماعي.

– اضطراب القلق الصحي.

– اضطراب الهلع.

اضطراب ما بعد الصدمة والرهاب، وهو التواءٌ في استجابة الخوف الطبيعية، حيث يتمُّ توجيهه نحو شيءٍ أو موقفٍ لا يشكل خطراً حقيقياً، وعلى الرغم من إدراك أن الموقف غير مخيف، إلا أن الشخص لا يستطيع منع ردة الفعل، ومع مرور الوقت، يميل الخوف إلى التفاقم. [2]

ما هي أسبابه؟

بعض المخاوف فطرية، والبعض الآخر مُكتسبٌ من التجارب، ومرتبطٌ بمواقف مؤلمة، ومن أهمّ الأسباب: [1] [2]

– الخوف من بعض الأشياء أو المواقف المحددة، مثل: القطط، أو بعض الحشرات، أو ركوب المصعد، أو المرتفعات، وغير ذلك.

– الخوف من الأحداث المستقبلية ومن أحداثٍ وهميةٍ يتمُّ تخيُّلها.

– الخوف من أخطارٍ بيئيةٍ حقيقية، كالزلازل، أو الحوادث، وغيرها.

– الخوف من المجهول وغير المعروف.

ما هي أنواعه؟

1- رهاب الخلاء.

2- اضطراب القلق العام.

3- اضطراب الهلع.

4- اضطراب ما بعد الصدمة.

5- اضطراب قلق الانفصال.

6- اضطراب القلق الاجتماعي.

7- الرهاب المحدّد. [1] [2]

ما هو علاج الخوف؟

إن العلاج الشائع للأشخاص الذين يعانون من مخاوف شديدة هو العلاج بالتعرُّض المتدرج، لأن التعرُّض المتكرر لمواقف مخيفة متماثلة يؤدي إلى الألفة، وبالتالي يمكن أن يُقلّل من الهلع، ويشكل هذا النهج أساساً لبعض علاجات الرهاب. كذلك هناك طريقة إزالة التحسُّس المنهجية، وتتمُ بقيادة المريض تدريجياً عبر سلسلةٍ من مواقف التعرُّض للشيء الذي يخافه أو التعرُّض لما يخيفه لفترةٍ طويلةٍ من الوقت في بيئةٍ آمنةٍ وخاضعةٍ للرقابة حتى يتضاءل عنده هذا الخوف ثم يتمكن في النهاية من مواجهة خوفه. [2]

كيف نتعامل مع الخوف؟

هناك خطوات تساعد في التغلب على الخوف في الحياة اليومية، وأهمّها: [2]

1- الحصول على الدعم الاجتماعي، لأن وجود أشخاصٍ داعمين للإنسان يساعد في السيطرة على هذه المشاعر.

2- ممارسة اليقظة الذهنية، لأنها تساعد في استبدال الأفكار السلبية بأفكارٍ أكثر إيجابية.

3- استخدام تقنيات إدارة التوتر، مثل: التنفس العميق الذي يجعل العضلات تسترخي تدريجياً.

4- الاعتناء بالصحة، مثل: تناول طعامٍ جيد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كل ليلة.

المراجع البحثية

1- Evans, O. G. (2023, July 20). The Psychology Of Fear. Simply psychology. Retrieved December 20, 2023 

2- Fritscher, L. (2023, April 11). the psychology of fear. Very well mind. Retrieved December 20, 2023 

This website uses cookies to improve your web experience.