Skip links
رسم توضيحي لالتهاب المهبل الجرثومي عند النساء

التهاب المهبل الجرثومي – الأعراض، العلاج وطرق الوقاية

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التهاب المهبل الجرثومي (Bacterial vaginosis) من أكثر أمراض المهبل شيوعاً، والتي تحدث عند النساء خاصةً في سن النشاط التناسلي، حيث تبلغ نسبة شيوعه حوالي 35 بالمئة. لا يُعتبر التهاب المهبل الجرثومي أحد الأمراض المنقولة بالجنس، ولكن الإصابة به تزيد خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً. [1]

ما هو التهاب المهبل الجرثومي؟

هو عدوى مهبلية شائعة تحدث بسبب اختلال توازن وسط المهبل، وتبدُّل الفلورا الموجودة بشكلٍ طبيعي فيه، حيث يعيش نوعٌ من الجراثيم المفيدة فيه تدعى العصيات اللبنية، وفي حال حدوث خللٍ في وسطه تنمو جراثيم أخرى، مثل: اللاهوائيات، وغيرها على حساب الجراثيم المفيدة، وبذلك يحدث التهاب المهبل الجرثومي. [1]

ما هي أعراض التهاب المهبل الجرثومي؟

تختلف الأعراض وشدتها من سيدةٍ إلى أخرى، وأهمّها: [2]

1- إفرازات مهبلية بلونٍ رمادي أو أخضر مع رائحةٍ كريهة تشبه رائحة السمك، حيث يعدُّ التهاب المهبل الجرثومي أشيع أسباب الإفرازات المهبلية.

2- حكّة وتهيُّج في منطقة المهبل والفرج.

3- إحساس بالحرقة أثناء التبول والجماع.

ما هي عوامل الخطر لحدوث التهاب المهبل الجرثومي؟

– الدوش والغسول المهبلي: وخاصةً عند استخدامها بتكرار تؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة الموجودة في المهبل، لذا لا داعي لاستخدامه خاصةً وأنه ينظّف نفسه بنفسه.

– سن النشاط التناسلي، حيث من النادر إصابة الطفلات أو النساء غير النشطات جنسياً.

– الجماع دون استخدام الواقي الذكري.

– ممارسة الجنس مع شخصٍ جديدٍ أو تعدُّد الشركاء الجنسيين.

– التدخين.

– تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

– إصابة سابقة بالتهاب المهبل الجرثومي.

– وجود لولبٍ داخل الرحم.

– استخدام الصادات الحيوية بشكلٍ عشوائي. [1]

ما هي مضاعفات التهاب المهبل الجرثومي؟

قد لا يسبّب الالتهاب حدوث مضاعفات، ولكن في حال إهمال علاجه يؤدي إلى: [1]

1- زيادة خطر الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً، مثل: الكلاميدبا، والسيلان، وغيرها.

2- الداء الحوضي الالتهابي، وهو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية العلوية، مثل: الرحم، وقناتي فالوب، والمبيضان، ويحدث عادةً نتيجة انتقال علوي للبكتيريا الضارة الموجودة في المهبل، وفي حال إهمال علاجه قد يسبّب العقم.

3- زيادة احتمالية حدوث إنتانٍ في حال تمّ إجراء عملٍ جراحي.

4- تقليل فرص نجاح التقنيات المساعدة على الإخصاب، مثل: الإلقاح في الزجاج أو ما يُعرف بأطفال الأنابيب IVF.

5- اختلاطاته خلال الحمل: إن إصابة الحامل بالتهاب المهبل الجرثومي يزيد خطر الولادة الباكرة، وانبثاق الأغشية الباكر، والإنتان الأمنيوسي، ونقص وزن الجنين عند الولادة.

كيف يتمُّ تشخيص التهاب المهبل الجرثومي؟

يتمُّ التشخيص بالاعتماد على: [3]

1- القصة السريرية للسيدة مع ذكر الأعراض بالتفصيل.

2- الفحص السريري للحوض، حيث يتمُّ فحص المهبل، وملاحظة لون المفرزات المهبلية، وكميتها، ورائحتها، ويوضع منظار مهبلي (سبيكلوم)، وتؤخذ عينةٌ من الإفرازات المهبلية، وتُرسل إلى المخبر لتحرّي نوع البكتيريا المُسبّب للالتهاب.

وتشمل التحاليل التي يتمُّ إجراؤها:

● دراسة مسحةٍ مهبليةٍ رطبة (wet mount) من الإفرازات تحت المجهر.

● قياس درجة حموضة الإفرازات المهبلية PH غالباً تكون مرتفعةً أعلى من 4,5 في حالات التهاب المهبل الجرثومي.

● اختبار ويف (Whiff)، حيث يتمُّ مزج كميةٍ من الإفرازات المهبلية مع هيدروكسيد البوتاسيوم، فتنتج رائحة مميزة في حالات التهاب المهبل الجرثومي.

● اختبار Pcr لتحري الحمض النووي للبكتيريا الضارة، ولكن لا يستخدم إلا في حالاتٍ نادرة بسبب تكلفته العالية.

كيف تتمُّ الوقاية؟

1- الحفاظ على منطقة المهبل جافة، وارتداء ألبسةٍ داخليةٍ قطنية، حيث تساعد على تقليل الرطوبة.

2- ممارسة الجنس الآمن عن طريق استخدام الواقي الذكري، وتجنُّب تعدُّد الشركاء الجنسيين.

3- تجنُّب استخدام الدوش المهبلي، والغسيل فقط بالماء الدافئ من الأمام للخلف.

4- تجنُّب استخدام الصابون المعطر، والمواد الكيميائية التي تغير درجة حموضة المهبل. [2]

كيف يتمُّ العلاج؟

يتمُّ العلاج عن طريق إعطاء صاداتٍ حيوية إما على شكل: [1] [3]

● كريم أو جل مهبلي.

● حبوب تؤخذ عن طريق الفم في بعض الحالات.

وأهمُّ الصادات الحيوية المُستخدمة، هي: ميترونيدازول، وكليندامايسين. يجب أن يستمر العلاج من 5 إلى 7 أيام حسب تعليمات الطبيب، ويجب تجنُّب ممارسة الجنس خلال فترة العلاج، وفي حال إيقاف الأدوية عند اختفاء الأعراض وقبل انتهاء مدة العلاج، فإن احتمال نكس وعودة الالتهاب الجرثومي أعلى. ليس من الضروري معالجة الشريك الجنسي.

 هل هناك نظام غذائي يساعد في الحفاظ على صحة المهبل؟

نعم هناك بعض الأغذية التي يجب تناولها، مثل:

1- الأطعمة الحاوية على البروبيوتيك (Probiotics)

والذي يساهم في دعم البكتيريا المفيدة المسؤولة عن توازن الوسط المهبلي، ونقصها يعدُّ عاملاً مؤهّباً لالتهاب المهبل الجرثومي، وتتواجد في اللبن، ومخلل الملفوف، وفول الصويا.

2- الثوم

تتمُّ إضافته إلى الأطعمة، حيث يملك خواص مضادة للجراثيم، بالإضافة إلى أنه مفيدٌ في الحفاظ على درجة حموضة المهبل.

3- الحمضيات

مثل: البرتقال، والليمون بسبب احتوائها على فيتامين C، حيث أظهرت الدراسات أنه يساهم في تقليل خطر نكس وعودة التهاب المهبل الجرثومي.

4- أحماض أوميغا 3 الدهنية

الموجودة في زيت السمك.

5- التوت البري

مفيدٌ في الوقاية من إنتانات السبيل البولي، بالإضافة إلى الوقاية من إنتانات المهبل.

6- تجنُّب تناول السكر بكثرة

حيث يرتبط استهلاكه الزائد بشكلٍ مباشرٍ بزيادة خطر التهاب المهبل الجرثومي. [3]

ما الفرق بين التهاب المهبل الجرثومي والتهاب المهبل الفطري؟

التهاب المهبل الجرثومي ناجمٌ عن إصابةٍ بإحدى البكتيريا الضارة، بينما التهاب المهبل الفطري ناجمٌ عن عدوى بفطورٍ تسمّى المبيضات. يحدث التهاب المهبل الجرثومي والفطري نتيجة الحالات التي تؤثر على الفلورا المهبلية الطبيعية، والتي تنجم عن نقصٍ في تركيز الجراثيم المفيدة (العصيات اللبنية)، مما يؤدي لنموٍّ زائدٍ للفطور أو الجراثيم الضارة. تختلف الأعراض، حيث يحدث في الحالتين حكّة وتهيُّج مع إحساسٍ بالحرقة، وزيادة في الإفرازات المهبلية، ولكن تكون الإفرازات في التهاب المهبل الجرثومي بلونٍ أصفر أو رمادي مع رائحة كريهة. أما في التهاب المهبل الفطري، تكون الإفرازات بلونٍ أبيض وعديمة الرائحة. [3]

المراجع البحثية

1- Bacterial vaginosis. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved October 23, 2024

2- CDC. (2024, September 12). About bacterial vaginosis (BV). Bacterial Vaginosis (BV). Retrieved October 23, 2024

3- Eschenbach, D. A. (1985). Bacterial vaginosis. Archives of Gynecology, 238(1), 822–824. Retrieved October 23, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.