Skip links
رسم توضيحي لأذن الإنسان

التهاب العصب الدهليزي – الأعراض، التشخيص والعلاج

الرئيسية » الطب » أمراض » التهاب العصب الدهليزي – الأعراض، التشخيص والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ اضطرابات المشي والتوازن من الأعراض العصبية المهمة والشائعة، والتي تنتج بسبب طيفٍ واسعٍ جداً من الأمراض، كالأمراض القلبية، مثل: احتشاء العضلة القلبية والوعائية، كارتفاع الضغط الشرياني، والحوادث الخثارية في الأطراف السفلية، إلا أنه عادةً ما تكون هذه الاضطرابات مشاهدةً في الاضطرابات العصبية.

ويمكن لاضطراب التوازن أن يوجه إلى إصاباتٍ عصبية خطيرة، كالصدمة الدماغية، كما يمكن لاختلال التوازن أن ينتج عن بعض الأمراض العصبية الالتهابية البسيطة، كالتهاب أحد أقسام العصب السمعي، الذي يتولى مهمة تنظيم التوازن، وذلك عبر القسم الدهليزي من العصب السمعي.

وهنا يكون اضطراب التوازن في هذه الحالة سليماً، ولا يتطلب سوى عدة تدابير طبية بسيطة، لذلك يتميز التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuronitis)  بأنه من الأمراض الأعصاب القحفية الحميدة ذات التطور السليم على الرغم من تظاهره بأعراض عصبية مهمة.

ما هو العصب الدهليزي؟

هو جزء من العصب السمعي الذي يتكون من اجتماع العصب الدهليزي مع العصب القوقعي، كما إنه يشكل جزءاً من الجهاز الدهليزي، والذي يلقب بجهاز التوازن الذي يتوضع ضمن العظم الصدغي، ويرسل إشاراتٍ عصبية تتعلق حول موضع الرأس وكرة العين من القريبة، والكؤيس والأقنية نصف الدائرية الثلاث.

تنتقل هذه الإشارات عبر العصب الدهليزي لتصل إلى جذع الدماغ، وإلى النواة العصبية الموافقة للعصب الدهليزي، وتتصل هذه النواة بالمخيخ لضمان تنسيق التوازن أثناء الحركة والسكون. الاضطراب الذي يصيب المخيخ عادةً ما يتظاهر بأشكال مختلفة من اضطراب التوازن السكوني أو الحركي، كما أن الاضطرابات في التوازن قد تنتج عن إصابات الجهاز الدهليزي، وخاصةً إصابات العصب الدهليزي. [1]

ما هو التهاب العصب الدهليزي؟

هو التهاب يصيب بشكلٍ خاص القسم الدهليزي من العصب السمعي، وهو من الأمراض ذات التطور السليم بدون وجود عقابيل دائمة أو طويلة الأمد، يعتقد أنه قد يكون متزامناً أو مرافقاً لعدوى فيروسية، وعند إصابة العصب الدهليزي يتظاهر المريض بأعراض الغثيان، والدوار، وعدم التوازن أثناء المشي. وعلى الرغم من الإنذار الحميد لهذا الالتهاب إلا أنه قد يستغرق عدة أسابيع أو شهور للوصول إلى الشفاء التام، ويعدُّ من الأمراض الشائعة المسبّبة للدوار، وهو ثالث أكثر سبب شيوعاً لإحداث الدوار بعد دوار الوضعية الإنتيابية الحميد BPPV وداء منير (Meniere disease). [2]

أعراض التهاب العصب الدهليزي

هي أعراض تتعلق بالتوازن والإحساس المستمر بالدوار والغثيان، ويكون تظاهر المرض حادا وشديداً، ومن الأعراض المميزة أيضا الرأراة العفوية غير المحرضة الأفقية، وتكون فيها حركة العين الاهتزازية باتجاه العين السليمة، هذا العرض هو عرض مميز لالتهاب العصب الدهليزي، تكون الرأرأة واضحةً عند محاولة المريض النظر باتجاه الأذن السليمة.

قد يكون هذا التظاهر غير واضح عند بعض مرضى التهاب العصب الدهليزي بسبب تثبيط حركة الرأرأة من القبل المريض عند تثبيت مجال الرؤية لديهم (الرأرأة هو تظاهر عيني يرتبط بالتوازن غالباً، ويلاحظ فيه حركة اهتزازية سريعة جداً لإحدى أو كلا العينين نحو اتجاه محدد، قد تكون حركة العين أفقيةً أو شاقولية، كما قد تنتج الرأرأة عن بعض الحالات غير المرضية السليمة).

كما قد يميل المريض إلى السقوط باتجاه جانبه المصاب عند محاولة المشي أو أثناء اختبارات رومبيرج، وهو اختبار يتحرى التوازن عند الوقوف مع حركة اليدين، وهو يشير عادةً إلى إصاباتٍ تتعلق بالمخيخ والنخاع الشوكي، إلا أنه ذو فائدةٍ تشخيصية أيضاً عند مرضى التهاب العصب الدهليزي.

،هذا الاختبار يساعد على تشخيص التهاب العصب الدهليزي، ونفي الأمراض الأخرى المتعلقة بالتوازن، وذلك عبر عزل الأعراض التي لا تتوافق مع التهاب العصب الدهليزي، فالأعراض التالية لا يعاني منها مريض التهاب العصب الدهليزي: [3]

– رأرأة متعددة الاتجاهات وغير مرهقة تشير إلى دوارٍ من أصلٍ مركزي.

– فقدان السمع.

– إصابة عصبٍ قحفي آخر.

– التهاب الغشاء الطبلي.

– ترنح الجذع، ويشير إلى مرضٍ مخيخي أو عملية أخرى في الجهاز العصبي المركزي.

– مضض الخشاء.

– ارتفاع درجة الحرارة.

– الصلابة القفوية.

يمكن لاختبار نبض الرأس (Head impulse test) المساعدة على تحري الرأرأة الأفقية، وذلك عبر تحريك رأس المريض ضمن حركةٍ دورانيةٍ سريعة ثم يطلب من المريض تثبيت مجال الرؤية البصرية على هدفٍ معين، يلاحظ على مرضى التهاب العصب الدهليزي عدم قدرتهم على تثبيت الكرة العينية بسبب حركة الرأرأة السريعة، يذكر أن هذا الاختبار لا يعدُّ اختباراً نوعياً لالتهاب العصب الدهليزي، ولا يقدم نتائج تشخيصيةً حاسمة.

تشخيص التهاب العصب الدهليزي

يتمُّ التشخيص النهائي من الخلال القصة السريرية، والعلامات التي يلاحظها الطبيب في العيادة، لا يوجد فحص مخبري أو تصوير شعاعي يشخص بشكل حاسم التهاب العصب الدهليزي، ومعظم المرضى يتمُّ تشخيص إصابتهم دون إجراء صور شعاعية، إلا أن الفحوص المخبرية قد تكون ضروريةً من أجل نفي الإصابة بأمراض عصبية أخرى.

قد تتظاهر بأعراض مشابهة، مثل: الغثيان، والدوار، والعامل الأهمّ الذي يجب التحري عنه في هذا المرض هو الرأرأة الأفقية المميزة لالتهاب العصب الدهليزي، وذلك عبر عدة مناوراتٍ واختباراتٍ سريرية يتمُّ إجراؤها على المريض ضمن عيادة الطبيب، ومن أهمها مناورة هالبيك (Hallpike)، وهي مناورة تسعى لإظهار الرأرأة.

وتتطلب مناورة Hallpike من المريض الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الاستلقاء 3 مرات، في المرة الأولى، يجب على المريض الاستلقاء على ظهره مع توجيه رأسه للأمام والرقبة ممتدة قليلاً؛ يتمُّ تكرار هذه الحركة مع إدارة رأس المريض 45 درجة إلى اليمين، ومرة ​​ثالثة مع إدارة الرأس 45 درجة إلى اليسار.

يجب على المريض أن يبقي عيناه مفتوحتان في كل مرةٍ يستلقي فيها، تراقب حركة كرة العين أثناء حركة رأس المريض، تظهر الرأرأة الأفقية المميزة لالتهاب العصب الدهليزي أثناء حركة رأس المريض. غياب الرأرأة الأفقية مع وجود أعراض الدوار يستبعد الإصابة بالتهاب العصب الدهليزي، ويوجه نحو الإصابة بأمراض أخرى. [4]

علاج التهاب العصب الدهليزي

لا يوجد علاج نوعي لهذا الالتهاب، ففي معظم الحالات يعوض الدماغ بسرعة، ويتكيف مع العجز الدهليزي الجديد، أو يتمّ حل العملية الالتهابية. تتوفر عدة أدوية عن طريق الفم يمكن أن تساعد في علاج الدوخة والغثيان. [5]

المراجع البحثية

1- Smith، T.، Rider، J.، Cen، S.، & Borger، J. (2023، July 21). Vestibular neuronitis. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 31، 2024

2- Bordoni، B.، Mankowski، N. L.، & Daly، D. T. (2023، May 22). Neuroanatomy، cranial nerve 8 (Vestibulocochlear). StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 31، 2024

3- Ms، K. a. M. M. (n.d.). Vestibular neuritis clinical presentation: history، physical، causes. Retrieved July 31، 2024

4- Ms، K. a. M. M. (n.d.). Vestibular neuritis workUp: laboratory studies، imaging studies، procedures. Retrieved July 31، 2024

5- Ms، K. a. M. M. (n.d.). Vestibular Neuritis Treatment & Management: approach considerations، Emergency Department care. Retrieved July 31، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.