التقدُّم في العمر – كيف يمكن تحديده؟ هل يمكن إيقافه؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ينظر أغلب الناس إلى العمر في إطار العمر الزمني، وكلنا نعلم كم عدد السنين التي عشناها لأننا نقيس أعمارنا بمرور الأيام، والأشهر، والسنين منذ ولادتنا، وهذا الرقم ليس هو الرقم الحقيقي حيث يعتقد العلماء بأن التقدُّم في العمر يبدأ قبل الولادة، وتستمر هذه العملية إلى ما بعد حياتنا الكاملة.
الشيء الظاهر للعيان أن التقدُّم في العمر يصاحبه تغيراتٌ تطرأ على البشرة، وتكوين الجسم، وشيب الشعر، وقد يترافق مع ذلك تغيرات وظيفية أيضاً، كضعف القدرة على المشي، والرؤية، والسمع، ومواجهة خطر الإصابة بأمراضٍ عديدة، وهذا ما نسميه ظهور علامات التقدُّم في العمر لأنه يبدأ بمستوى جزيئي وخلوي، وبمجرد وصوله للعتبة المذكورة نستطيع رؤيته عياناً في المرآة خلال حياتنا اليومية.
ما المقصود بالعمر البيولوجي؟
هي الدرجة التي يتغير عندها الكائن الحي عبر الوقت، وهذه التغيرات ليس بالإمكان تهيئتها أو إرجاعها كما كانت في السابق، بل ستقود إلى مزيد من الاختلال الوظيفي لأنظمة أعضاءٍ محددة لتؤدي إلى تعاقب العديد من الأمراض، كمرض السكر الذي هو نتيجةٌ لتدهور النظام المُتعلق بعملية الأيض، ومرض الزهايمر الذي هو نتيجةٌ إلى الاختلال الوظيفي للنظام العصبي المركزي، ومرض الارتخاء العضلي الناتج عن ضعف الكتلة العضلية.
كيف نحدّد العمر البيولوجي؟
إذا زرت الطبيب وأجرى لك اختبار الدم السنوي حينها ستحصل على اختبار العمر الظاهري مجاناً، وهناك حساباتٌ مباشرة تحصي العلامات التسع التي تحتاج لحساب عمرك الظاهري، وهي متوفرةٌ مجاناً، وكلُّ ما تحتاج هو أن تجد آخر تحليل مخبري، وتدخل قيم النتائج، ونظام الحلول الحسابية سيعطيك حساب العمر الظاهري لك تلقائياً.
ما هي أهمية معرفة العمر البيولوجي؟
العديد من الناس ربما لا يريدون معرفة عمرهم البيولوجي مخافة أن يحصلوا على رقمٍ أعلى من عمرهم الزمني، ولكن من المهمّ معرفة أن هذا الرقم ليس مدوناً على الحجر، ولم يتمّ نقشه في جيناتنا، ونستطيع القيام بالكثير لإخفائه لكن من المهمّ الاطلاع على العمر البيولوجي، واستخدام هذه المعلومة لتحسين حياتنا عموماً.
هل نستطيع إيقاف التقدُّم في العمر؟
نستطيع فعلياً أن نرفع معدّل المرونة من خلال سلوك أنماط حياةٍ مختلفة، فالنشاط الفيزيائي يمكن أن يزيد مرونتنا، ويقينا من إجهادٍ أكبر في مسيرة الحياة القادمة، وكذلك أنظمة الحمية المتنوعة بإمكانها زيادة مرونة أجسامنا أيضاً، فإذا كنت بديناً مثلاً ماذا تأكل؟ وماذا تشرب؟ وهل تدخن؟ هذا كله له تأثيرٌ كبيرٌ جداً على العمر الظاهري للأشخاص في العموم، وليس هذا بجديد، ومنه فإن أمهاتنا وجداتنا يجب ألا يندهشوا لأن الناس تدرك تأثير هذه الأمور سريعاً في تقدمهم في العمر، وبالتالي إمكانية تطور أمراض مختلفة متعلقة بالعمر أيضاً.
ويعتقد العلماء أنه أولى من محاولة علاج بعض تلك الأمراض بشكلٍ فردي محاولة تأخير المعدل الذي يدخل عنده الناس في الشيخوخة، والانحدار بأنواعه المختلفة للأعضاء والأنظمة الفيزيولوجية في الجسم، وربما نستطيع أن نمنع أو نقلل أعراض الكثير منها، فهذه الأمور لا تعطي الناس عمراً أطول فحسب، بل تحافظ على سلامة صحتهم ووظائفهم أطول فترةٍ ممكنة.
أخيراً من المهمّ للناس أن يدركوا حقيقة كم يملكون من القوة بخصوص التحكم في الطريقة التي يكبرون من خلالها، والسيطرة على خطر الأمراض، فإن المرض ليس محفوراً في جيناتنا. سيمضي العمر، وربما لن تتوقف تلك الأمور بشكلٍ رئيسي، ولكن المعدل الذي من خلاله يحدث، وطول الزمن الذي تحافظ فيه على الصحة والأداء المثالي يأتي من خلال الكثير مما تفعله في حياتك اليومية.