تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التصوير الشعاعي (Radiography) هو إجراءٌ يُستخدم فيه الإشعاع لالتقاط صورٍ لأعضاء الجسم، والنُّسج، والعظام. ^[1]

ما هي الأجهزة المُستخدمة في التصوير الشعاعي؟

1- الأشعة السينية (X-ray)

تُستخدم لتصوير أعضاء الجسم لتقييم وظائفها، وتشخيص الحالات المرضية. تُستخدم العديد من أجهزة الأشعة السينية في التطبيقات الطبية لأغراضٍ تشخيصية، وأهمها: ^{[2] [3]}

– جهاز التصوير البسيط (التقليدي): يستخدم الأشعة السينية المنخفضة الطاقة للحصول على صورٍ للعظام والصدر.

– جهاز التصوير الطبقي المحوسب (CT): يستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة للحصول على صورٍ مقطعيةٍ دقيقةٍ لأعضاء الجسم.

– جهاز التنظير التألُّقي.

– جهاز الماموغرام (Mammogram): يستخدم لتصوير الثدي بالأشعة السينية المنخفضة الطاقة لتشخيص أمراض الثدي، وأهمّها الكشف المبكر عن الأورام السرطانية.

– جهاز التنظير المحوسب.

– التصوير بالأشعة التدخُّلية: وهي تقنيةٌ يتمُّ فيها التصوير بالأشعة السينية لإجراءات التدخُّل الطبي دون عملٍ جراحي، كالتصوير الطبي أثناء عمليات القسطرة القلبية، وذلك عن طريق إدخال مسبارٍ ضمن أحد الأوردة.  

2- الطب النووي

حيث يُحقَن المريض بكمياتٍ صغيرةٍ من المواد المُشعّة مع مادةٍ عقارية تساعد على امتصاص النظير المُشع في العضو المراد تصويره لتشخيص وظيفة وبنية الأعضاء والأنسجة، ويتضمن ذلك تقنيات، مثل:

ـ SPECT  (التصوير الطبقي المحوسب بإصدار فوتونٍ وحيد).

– التصوير بالإصدار البوزيتروني ((PET) Positron Emission Tomograph): يساعد في الكشف عن الوظائف الحيوية للنُّسج والأعضاء، ولكنه لا يُظهر التفاصيل البنيوية والتشريحية لها، لذلك غالباً ما يرافق التصوير بالإصدار البوزيتروني بالتصوير المقطعي المحوسب CT.

3- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)   

إجراءٌ غير جراحي، ويُنتِج صورًا تشريحية مفصّلةً وثلاثية الأبعاد، وهذا النوع من التصوير لا يُستخدم فيه الإشعاع المؤيّن، وإنما حقول مغناطيسية وموجات راديوية ذات تردُّدٍ عال، ويساعد فحص الرحم به في الحصول على معلوماتٍ تفصيليةٍ للجنين، كرؤية العظام، والأعضاء، والأوعية الدموية، والأنسجة الأخرى في منطقة الحوض.

ما هي أخطار التصوير الشعاعي على المرأة الحامل؟

أولاً يجب تحديد حالة الحمل لدى النساء في سن الإنجاب قبل أي إجراءٍ شعاعي قد يؤدي إلى جرعةٍ كبيرةٍ للحامل أو الجنين، وتُطبّق أغلب الدول ما يُعرف بقاعدة الأيام العشرة التي تنصُّ على اقتصار الفحص الشعاعي لأسفل البطن والحوض على فترة العشرة أيام التالية لبداية الحيض.

بدايةً تمَّ اقتراح فترة 14 يوماً ثم خُفِّضت المدة إلى 10 أيام لمراعاة تقلُّب الدورة الشهرية عند الإناث، حيث يكون عدد الخلايا قليلاً، وطبيعتها غير محدّدة بعد، لذلك تأثير الأشعة على الخلايا خلال الفترة لا يكون ضاراً، ولا يكون هناك احتمال لتشوهُّاتٍ خلقية للجنين، نظراً لأن تكوّن أعضاء الجنين يبدأ بعد فترةٍ زمنية ثلاثة إلى خمسة أسابيع من الحمل.

بناءً على ما سبق تمَّ إلغاء قاعدة العشرة أيام، واستبدالها بثمانية وعشرون يوماً، وهذا يعني أنه يمكن استخدام الفحص الشعاعي، إذا كان مبرراً طوال الدورة الشهرية حتى غيابها. ^[4]

هل يُسمح بالتصوير الشعاعي للحامل خلال فترة الحمل؟

أحياناً تضطر المرأة الحامل إلى إجراء التصوير الشعاعي لتشخيص حالةٍ مرضيةٍ ما، وفي هذه الحالة يجب أن تفوق فوائد المعلومات من التصوير لتشخيص الحالة المرضية للمرأة الحامل الخطورة المحتملة على الجنين.

ما هي حدود الجرعات الإشعاعية المسموحة للمرأة الحامل التعرُّض لها؟

وفقاً لتقرير المنظمة الدولية للوقاية الإشعاعية ICRP (84) إذا كانت الجرعات الإشعاعية التي تلقّتها المرأة الحامل أثناء التصوير الشعاعي أقل من 100 ميلي غري، فليس هناك خطورة على الجنين، وإنهاء الحمل ليس له ما يبرره على أساس خطر الإشعاع، بينما عندما تتعرُّض المرأة الحامل إلى جرعاتٍ تتراوح بين 100 و500 ميلي غري، فإن قرار انهاء الحمل يعتمد على الظروف الفردية.

مما لا شكَّ فيه أن مسألة إنهاء الحمل تتمُّ إدارتها بشكلٍ مختلفٍ باختلاف الدول، بسبب اختلاف المعتقدات الأخلاقية والدينية الفردية، بالإضافة إلى أنها ربما تخضع للقوانين أو اللوائح على المستوى المحلي أو الوطني. تتضمن هذه المشكلة المعقّدة أكثر من مجرد اعتبارات الحماية من الإشعاع، وتتطلب تقديم النصيحة للمريضة وشريكها، وعند تعرُّض المرأة الحامل لجرعاتٍ تزيد عن 500 ميلي غري، يمكن أن يكون هناك ضررٌ كبيرٌ على الجنين، تعتمد درجة الضرر وحدّته على الجرعة الإشعاعية ومرحلة الحمل.

على الرغم من أخطار التصوير بالرنين المغناطيسي على الجنين في الأشهر الثلاث الأولى، ولكن يجب عدم رفض الخضوع له أثناء الحمل في حالات الضرورة، مثل: تشخيص احتمالية وجود مرضٍ خطير، فالهدف الأساسي هو إنجاب طفلٍ معافى بضمان صحة الأم.

ما هي أضرار الفحص الشعاعي على صحة الجنين؟

بفضل التطور العلمي واستخدام التصوير الشعاعي في مجالاتٍ متعددة، زاد مقدار الجرعة الإشعاعية الناجمة عن الإجراءات الطبية في السنوات الثلاثين الماضية، حيث زادت الجرعة الجماعية الإجمالية بمقدار ستة أمثال منذ أوائل الثمانينات، وأن 90 بالمئة من التعرُّض للإشعاع يكون من مصادر غير طبيعية، ونسبة كبيرة منها ناتجة عن التصوير الطبقي المحوسب (CT).

ان التصوير الشعاعي بالأشعة السينية لمنطقة البطن يعرّض النساء الحوامل لخطر الإشعاع الأولي، بينما تصوير الصدر يعرّض بطن المرأة الحامل والجنين للإشعاع المُتشتّت. على الرغم من أن كمية الإشعاع صغيرة، لكن تزداد مخاطره مع التعرُّض المتكرّر، وتعرُّض كامل الجسم. تتعلق درجة أخطار التصوير الشعاعي بالأشعة السينية على الجنين بعمر الجنين وقت التعرُّض للإشعاع ومقدار الجرعة الإشعاعية.

إذا تمّ التعرُّض للإشعاع خلال فترة (15-8) أسبوعاً من الحمل يُحدث تشوُّهاتٍ خلقية للجنين، وضعف نموه بمعدّلٍ أقل من المتوقَّع، أو يحدث إجهاض، ويؤدي التعرُّض لجرعاتٍ عاليةٍ من الإشعاع في أول أسبوعين من الحمل إلى حدوث إجهاضٍ تلقائي. إن التصوير الشعاعي لمنطقة البطن للمرأة الحامل يُعرّض الجنين لمخاطر الإشعاع، ويُعزّز من خطر الإصابة بسرطان الأطفال.

يجب عدم إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، كون أعضاء الجنين في حالة تكوين، ولم يكتمل تكوينها بعد، لكن أحياناً يكون هناك ضرورة بالتصوير بالرنين المغناطيسي في الحالات التالية:

– معلومات عن الجنين يجب معرفتها قبل الولادة، في حال عدم توفيرها من خلال فحص الإيكو.

– تقييم تشوُّهاتٍ في العمود الفقري للجنين.

– ضرورة الحصول على معلوماتٍ تخصُّ الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية. ^[5]