Skip links
فتاة صغيرة تجلس ممدة في السرير وتتضع كلتا يديها على بطنها

التسمُّم بالرصاص عند الأطفال – ما هي عوامل خطورته وعلاجه؟

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » التسمُّم بالرصاص عند الأطفال – ما هي عوامل خطورته وعلاجه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يحدث التسمُّم بالرصاص (Lead poisoning) بسبب تراكم معدن الرصاص السامّ في جسم الطفل، وقد يحدث ذلك خلال شهور أو سنوات، وهو مرضٌ يمكن الوقاية منه بشكلٍ تام، ويُعتبر السبب الأكثر شيوعاً لحدوثه هو الطلاء الحاوي على الرصاص، والغبار الملوث به في المباني القديمة.

وتبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقارب 500 ألف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات لديهم مستوياتٌ مرتفعة من الرصاص، ويعاني طفلٌ من أصل كل 25 طفلٍ تقريباً من مستوياتٍ خطيرةٍ من الرصاص في مجرى الدم. [1]

ما هو التسمُّم بالرصاص عند الأطفال؟

يحدث عندما يتعرَّض الطفل لمستوياتٍ عاليةٍ من الرصاص، وذلك عند تناوله، أو استنشاقه، أو لمسه، وهو أحد المعادن التي كانت تستخدم سابقاً بشكلٍ شائعٍ في الطلاء، ولا زال يستخدم في البطاريات، والأنابيب، والفخار، وأيضاً في مستحضرات التجميل، ويمكن أن يؤثر الرصاص على مختلف أعضاء الجسم بما في ذلك الدماغ، والأعصاب، والجهاز الهضمي، والدم، والعظام، كما يُسبّب نقصاً في انتباه الطفل، ومعدل ذكائه، وقدرته على التواصل، وتطور اللغة لديه، ويمكن أن يُسبّب مشاكل صحيةً، وتعليميةً، وسلوكيةً شديدةً بما في ذلك أذية الدماغ المفاجئة، والعجز الفكري طويل الأمد. [1] [2]

ما هي أسباب التسمُّم بالرصاص عند الأطفال؟

يعدُّ الرصاص أحد المعادن الطبيعية المتواجدة في القشرة الأرضية، ولكن نشاطات الإنسان المختلفة من حرق الوقود الأحفوري، والتعدين، وصهر المعادن، وإعادة التدوير، واستخدام الرصاص في مجموعةٍ واسعةٍ من المنتجات قد ساهمت بانتشاره على نطاقٍ واسع، ومن المصادر التي قد تحويه: [3]

1- طلاء الجدران

تمّ منع استخدام الدهانات الحاوية على الرصاص في طلاء جدران المنازل، أو الأثاث، أو ألعاب الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من عام 1978 م، ولكن الطلاء المتواجد على جدران الشقق السكنية القديمة لا يزال يحتوي على الرصاص، وأغلب حالات التسمُّم تنتج عن تناول الأطفال لقطع ورقاقات الدهان المتناثرة الحاوية على الرصاص.

2- أنابيب المياه

يمكن أن تؤدي أنابيب المياه المصنوعة من الرصاص أو الأنابيب النحاسية التي يتمُّ لحمها بواسطة الرصاص إلى إطلاق جزيئاتٍ منه في ماء الصنبور، ويؤدي شرب الطفل لهذه المياه إلى حدوث التسمُّم بالرصاص.

3- التربة

يمكن لجزيئات الرصاص المتواجدة ضمن الطلاء أو البنزين أن تترسب على التربة، ويمكن أن يستمر ذلك على مدى عدة سنوات، وخاصةً في المناطق القريبة من جدران المنازل القديمة ذات الجدران المطلية بالرصاص.

4- الغبار المنزلي

يمكن أن يحتوي على الرصاص إما من الجدران أو من التربة.

5- الفخار والخزف الصيني

المواد الداخلة في تركيبها قد تحتوي على الرصاص، وبالتالي قد يتسرب إلى الطعام أثناء تقديمه أو تخزينه.

6- ألعاب الأطفال

يحتوي البعض منها على الرصاص، ويحدث التسمُّم عند ملامسة الطفل للألعاب ووضعها في فمه.

7- المستحضرات التجميلية

مثل الكحل، فمن ضمن الممارسات الشعبية في بعض البلدان وضع الكحل في عيني الطفل حديث الولادة لاعتقادهم أنه يؤدي إلى توسيع وتجميل العين، ويمنع الحسد، ولكن هذا سلوكٌ خطيرٌ يؤدي إلى تخريش والتهاب العين، والتسمُّم بالرصاص.

8- العلاجات العشبية

المستحضرات العشبية التقليدية المستخدمة في إسبانيا، مثل: دواء الغريتا (Greta)، وأزاركون (Azarcon)، وأيضاً الأدوية العشبية المستخدمة في البلدان الأخرى: الهند، والصين.

ما هي عوامل الخطر للإصابة بالتسمُّم بالرصاص عند الأطفال؟

1- العمر: يُعتبر الرصاص ساماً للجميع، ولكنه يُعتبر أكثر خطورةً عند الرضع والأطفال بعمرٍ أقلّ من 6 سنوات لأن أجسامهم تكون في طور النمو، وتمتصُّ الرصاص بكميةٍ كبيرةٍ كما يكون الجهاز العصبي لديهم أكثر حساسيةً له، وبشكلٍ خاص قد يحدث التسمُّم بين عمر تسعة أشهرٍ وسنتين لأن الأطفال في هذه الفترة يزحفون ويبدؤون بالمشي، ويدفعهم الفضول وحب اكتشاف العالم إلى وضع الأشياء في أفواههم.

2- العيش في منازلٍ بُنيت قبل عام 1978 م حيث يكون مطلياً بدهانٍ حاوٍ على الرصاص.

3- وجود شهوة بيكا عند الطفل: حيث يقوم بتناول رقائق الدهان، والأوساخ والطين، والتراب، والتي قد تكون حاويةً على الرصاص.

4- تعرُّض الأم للرصاص أثناء الحمل حيث يمكن أن ينتقل إلى الجنين.

5- ممارسة هواياتٍ معينة، مثل: صنع الزجاج الملون.

6- العيش في البلدان النامية حيث يتمُّ اتباع قوانين أقلَّ صرامةً مقارنةً مع الدول المتقدمة فيما يتعلق بالتعرُّض للرصاص. [2] [3]

ما أعراض التسمُّم بالرصاص عند الأطفال؟

في الكثير من الأحيان لا تظهر أية أعراضٍ على الأطفال المصابين بالتسمُّم بالرصاص، وحتى الأطفال الذين يبدون بصحةٍ جيدة يمكن أن يكون لديهم مستوياتٌ عاليةٌ من الرصاص، ويمكن أن تشمل الأعراض السريرية: [2] [3]

1- تقلصاتٍ عضليةٍ غير إرادية.

2- فرط النشاط، والتململ، والكلام المفرط، والهياج.

3- اضطراباتٌ سلوكيةٌ وصعوباتٌ في التعلم.

4- عدم القدرة على التركيز، وانخفاض مستوى الذكاء.

5- تعبٌ ووهن.

6- اضطراباتٌ هضميةٌ، مثل: الغثيان، والإقياء، والألم في البطن مع الإمساك.

7- فقدان الشهية مع نقص في الوزن.

8- فقر دم (انخفاضٌ في مستوى الخضاب).

9- تأخّرٌ في النمو عند الطفل ومشاكل في السمع.

10- قد تحدث اختلاجاتٌ (حركاتٌ عضليةٌ غير إراديةٍ مترافقةٌ مع غياب الوعي).

11- كما قد يدخل الطفل في غيبوبة، وفي حالاتٍ نادرة قد تحدث الوفاة.

12- في حال تعرُّض الأم للرصاص أثناء الحمل يُسبّب تأخُّر نموٍّ للجنين ضمن الرحم، وولادته قبل الأوان (خداجة)، ونقص وزن الولادة.

كيف يتمُّ علاج التسمُّم بالرصاص عند الأطفال؟

لا يمكن عكس آثار التسمُّم بالرصاص، ولكن يمكن التقليل من مستوياته في الدم، ومنع المزيد من التعرُّض له من خلال البحث عن مصادر الرصاص، وإزالتها من المنزل أو البيئة المحيطة بالطفل، ومن طرق العلاج المُتّبعة: [2] [4]

1- العلاج بالاستخلاب (Chelation therapy)

ذلك عندما تبلغ مستويات الرصاص في الدم 45 ميكروغرام/دل أو أكثر، أو عندما تكون بين 20 إلى 45 ميكروغرام/دل مع وجود أعراض، حيث يتمُّ إعطاء أدويةٍ ترتبط مع الرصاص، ومن ثم تطرح مع البول أو البراز، ومنها:

– إيديتات كالسيوم ثنائي الصوديوم (Calcium Disodium Edetate): يعطى عن طريق الحقن العضلي أو الوريدي.

– حمض ديميركابتوسوسينيك Acid) Dimercaptosuccinic): يُعطى عن طريق الفم. 

2- تنظيف الأمعاء بشكلٍ كامل

عن طريق إعطاء بولي إيتلين غليكول (Polyethylene Glycol) عبر الفم أو من خلال الأنبوب الأنفي المعدي حيث يقوم بتليين البراز وتسهيل حركة ، وبالتالي تقليل امتصاص الرصاص.

كيف يمكن تقليل خطر إصابة الطفل بالتسمُّم بالرصاص؟

1- التأكد من أن الطفل يتناول كمياتٍ كافيةٍ من الأطعمة الصحية التي تحتوي نسبةٍ عاليةٍ من الحديد، والكالسيوم، وفيتامين C، والتي تساعد في الحماية من التسمُّم بالرصاص، وذلك بإعطاء منتجات الألبان واللحوم الخالية من الدهون، والفاصولياء، والخضار، والفواكه.

2- غسل يدي الطفل جيداً، وخاصةً قبل تناول الطعام، وبعد اللعب في الخارج وقبل النوم.

3- منع الطفل من اللعب في التراب، وإبعاد الأطفال بعمر أقل من 6 سنوات عن الملاعب الرياضية ذات العشب الصناعي لأن الرصاص يدخل في مكوناتها.

4- غسل وتعقيم زجاجات الحليب واللهايات، والقيام بتنظيف ألعاب الطفل بشكلٍ متكرر.

5- مسح القدمين دائماً قبل الدخول إلى المنزل، وترك الحذاء عند الباب.

6- مسح الأرضيات والأسطح بقطعة قماشٍ مبللة أو ممسحة بشكلٍ منتظم.

7- ترك ماء الصنبور البارد يجري لمدة دقيقةٍ كاملة قبل استخدامه للشرب، أو الطبخ، أو صنع حليب الأطفال.

8- صيانة المنزل باستمرار، وإبعاد الأطفال عن أي طلاءٍ مُقشّر.

9- تجنُّب أي علاجاتٍ منزليةٍ تحتوي على الرصاص. [3] [5]

المراجع البحثية

1- Boston Children’s Hospital. (n.d). Lead poisoning.  Boston Children’s Hospital. Retrieved August 13, 2023  

2- Cleveland Clinic. (2022, January 18). Lead poisoning: Causes, symptoms, testing & prevention. Cleveland Clinic. Retrieved August 13, 2023

3- Mayo Clinic. (2022, January 21). Lead poisoning. Mayo Clinic. Retrieved August 13, 2023   

4- Tidy, C. (2021, November 23). Lead poisoning (causes, symptoms, and treatment). Patient.info. Retrieved August 13, 2023

5- Miller, J, M. (2023, February). Lead poisoning. KidsHealth. Retrieved August 13, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.