Skip links
رجل بالغ يجلس بجانب صبي صغير يلعب لعبة موجودة على الطاولة

الفروق بين التربية الحديثة والتربية القديمة

الرئيسية » المقالات » التعلم » الفروق بين التربية الحديثة والتربية القديمة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ التربية أحد الجوانب الأساسية في حياة الأطفال، وتلعب دوراً حاسماً في تكوين شخصياتهم، وتطويرها على مرّ العصور، وقد شهدت التربية تغيُّراتٍ وتطوراتٍ كبيرة حيث تغيرت القيم، والمعتقدات، والأساليب المستخدمة في تربية الأطفال. [1]

اعتماد التربية الحديثة على العقاب الإيجابي بدلاً من العقاب الجسدي الذي اعتمدته التربية القديمة

في التربية الحديثة يتمُّ اعتماد العقاب الإيجابي بدلاً من العقاب الجسدي، ويعني العقاب الإيجابي استخدام طرقٍ تحفيزيةٍ لغرس السلوك المرغوب به، وتشجيع الأطفال لاتباع القواعد والقيم الإيجابية. على سبيل المثال: بدلاً من توبيخ الطفل عندما يقوم بشيءٍ خاطئٍ يمكن للوالدين استخدام الثناء والتقدير عندما يتصرف الطفل بشكلٍ صحيح، وكذلك عندما يلتزم الطفل بالقواعد أو يقوم بتنفيذ مهمةٍ معينة يمكن للوالدين أن يعبروا عن فخرهم به، ويقدموا له المكافآت، مثل: الثناء، أو الشهادات، أو الهدايا الصغيرة.

إن العقاب الإيجابي يركز على تعزيز السلوك الإيجابي، وتقديم تعزيزاتٍ ملائمةٍ للأطفال، وبالتالي يشجّع هذا النهج الأطفال على تطوير السلوك الصحيح، وتكراره في المستقبل، ومن الجدير بالذكر أن العقاب الإيجابي لا يعني عدم وجود حدود أو قواعد، فيجب على الوالدين تحديد القواعد، والتوجيهات الواضحة للأطفال، والتشجيع على الالتزام بها. [1]

التركيز على تطوير المهارات الشخصية في التربية الحديثة خلافاً للتربية القديمة

إن التربية الحديثة تركّز على شخصية الطفل بكافة جوانبها، وتسعى لتطويرها بالإضافة إلى تشجيع الثقة بالنفس، والاستقلالية، والمسؤولية، أما في التربية القديمة كان التركيز أكثر على الانضباط، والطاعة، والامتثال للقواعد، والتوجيهات المفروضة من قبل الوالدين أو المعلمين، فقد كان الهدف الرئيسي تعليم الأطفال القواعد والقيم الاجتماعية، والثقافية المُعتبرة في تلك الفترة، ولم يتمّ التركيز على تطوير الجوانب الشخصية للأطفال، بل كان يُعتبر الاستقلال، واتخاذ القرارات من قبل الأطفال أمراً غير مقبول. [1]

التعليم بين التربية الحديثة والقديمة

التربية الحديثة تعتمد على الاستكشاف والتجربة، أما في التربية القديمة كان التركيز أكثر على التعلم النظري، وحفظ القواعد، وعلاوةً على ذلك كانت تعتمد بشكلٍ أساسي على أساليب التدريس التقليدية، مثل: المحاضرات، والحفظ، والتكرار، ولم يتمّ تشجيع الأطفال على التفكير النقدي، أو التجريب، والاستكشاف.

بالإضافة إلى أن التربية الحديثة تدعم التكنولوجيا والتواصل الرقمي كأدواتٍ تعليميةٍ وتواصليةٍ، فيمكن استخدام الأجهزة الذكية، والتطبيقات التعليمية لتعزيز التعلم، وتوسيع المعرفة، بينما في التربية القديمة كانت التقنية محدودةً، ولم تكن متوفرةً بنفس القدر حيث كانت الأدوات التعليمية محدودةً، ولم تكن متاحة بنفس السهولة التي هي عليها اليوم. [1]

أيهما أفضل التربية الحديثة أم القديمة؟

لا يمكن القول بأن التربية الحديثة أفضل أو التربية القديمة أفضل، فكلُّ نهجٍ له مزاياه، وعيوبه، وقدراته في تلبية احتياجات الأطفال وتطويرهم، ويعتمد الاختيار بينهما على العديد من العوامل، بما في ذلك الثقافة، والقيم، والظروف الاجتماعية، والتطلعات الشخصية. التربية الحديثة كما ذكرنا تركز على تطوير الجوانب الشخصية للأطفال، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في المجالات المختلفة مما يساعدهم على التكيف مع متطلبات المجتمع الحديث، وتحقيق النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية.

من ناحيةٍ أخرى، فإن التربية القديمة كانت تركز بشكلٍ أكبر على الانضباط، والطاعة، والامتثال للقواعد مما قد يساعد في بناء هيكلٍ وتنظيمٍ للسلوك والقيم الاجتماعية، ولذلك يجب أن تكون الخيارات التربوية متناسبةً مع احتياجات وتطلعات الأطفال، والظروف الخاصة بهم. قد يكون الدمج بين الطريقتين في نهجٍ تربوي متكاملٍ هو الأفضل لتلبية احتياجات الأطفال بشكلٍ أكثر شمولًا. [1]

هل هناك أسلوب تربيةٍ يقوم على دمج أسلوبي التربية الحديثة مع القديمة؟

نعم، هناك أسلوبٌ في التربية يُسمّى التربية المتكاملة أو التربية المتوازنة التي تحاول دمج أفضل جوانب التربية الحديثة والتربية القديمة، والهدف من هذا الأسلوب هو تلبية احتياجات الأطفال بشكلٍ شاملٍ وشخصي، بما في ذلك تطوير الشخصية، والقيمة الأخلاقية، والمهارات الاجتماعية، والعقلية، والبدنية.

في التربية المتكاملة، يتمُّ توفير بيئةٍ تعليميةٍ تجمع بين العناصر التربوية المختلفة، فيتمُّ تشجيع الأطفال على التفكير النقدي، وحلّ المشكلات، والتجريب، والاستكشاف، بالإضافة إلى تعزيز الانضباط، والطاعة، والقيم الاجتماعية، وتعتمد التربية المتكاملة على مبادئ التفاعل، والتعاون، والتنوُّع، وتشجيع الأطفال على المشاركة في صنع القرارات، وحلّ المشكلات بشكلٍ مشترك. [2]

وفي النهاية يجب أن يكون هناك توازنٌ بين الحفاظ على التقاليد، والثقافة التربوية القديمة، واستيعاب التقنيات والتوجهات الحديثة للحفاظ على أسلوبٍ تربويٍّ سليمٍ ومتوازن.

المراجع البحثية

1- Callbacks. (n.d.). Goodreads. Margaret Wander Bonanno. (1, January,1981). Retrieved September 11, 2023

2- Jacobs, H. H. (1997). Mapping the big picture: Integrating curriculum & assessment, K-12 (1st ed.). ASCD. Retrieved September 11, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.