Skip links
صبي يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ويضع سماعات على رأسه ويمسك بيده قلم للكتابة على دفتر

الأدوات الرقمية وتعلم اللغة – كيف تخدم عملية التعلم؟

الرئيسية » المقالات » التعلم » الأدوات الرقمية وتعلم اللغة – كيف تخدم عملية التعلم؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هل تهدر الألعاب الإلكترونية الوقت؟

لا تهدر الألعاب الإلكترونية وقت الأطفال بشكلٍ دائم حيث من الممكن للألعاب أن تساعدهم في تعلم اللغة، وتطوير مهاراتها، فهناك ألعابٌ مُصممّةٌ خصيصاً لمساعدة الأطفال على التعلم، وهناك العديد من الألعاب والنشاطات التي يمكن أن يقوم بها الطفل بمفرده، أو مع أحد والديه، أو إخوته. وهناك ألعابٌ تتطلب لاعبَيْن ليتواصلوا مع لاعبَيْن آخرين عبر العالم، فإن طريقة اللعب هذه رائعةٌ لتطوير مهارات اللغة، ومهارات التفاعل الاجتماعية الأخرى. [1]

كيف تخدم الألعاب الإلكترونية عملية التعلُّم؟

يمكن للألعاب الإلكترونية أن تساعد في عملية التعلُّم بعدة طرق، فقد ناقش الباحث التربوي كونستانس ستين كولر، وهو بروفيسور في التربية والألعاب أهمية الألعاب الإلكترونية في تعزيز عادات العقل العلمية، وذلك من خلال بيئة تعلُّمٍ إلكترونية تتضمن عدة لاعبين، وقدم بضعة نقاطٍ إيجابيةٍ للتعلُّم عبر التكنولوجيا، وأهمها:

1- تساعد الأطفال على تعلُّم لوازم التحدي

يفكر مُصمّمي الألعاب الجيدة بدقةٍ كيف سيلعب المُستخدمون اللعبة، وماذا سيفعل المستخدمون في العشرين ثانية الأولى، والدقيقتين، والعشرين دقيقة، وهكذا، وبهذه الطريقة يشعر اللاعبون بالإنجاز بينما هم يتقدمون، ويتمُّ تحفيزهم للمضي قدماً، حتى لو أنه كان تحدياً فعلياً، فهذه العملية قريبةٌ جداً لما يفعله المدرسون في الصف.

2- تزوّد الألعاب بالمصدر النظامي للغة

تساعد الألعاب الإلكترونية بصورةٍ هائلة على خلق الأسباب الحقيقية لاستخدام اللغة على أسسٍ نظاميةٍ كما أنها مليئةٌ بنشاطات الحياة الحقيقية، والخيالية، واللغة الأصلية.

3- تضمن الألعاب للأطفال المشاركة الفعلية

هنا يفكر الأطفال ملياً بالخيارات، ويختارون بين البدائل، ويحددون نتيجة التجربة المثيرة، وهذه طريقةٌ فعّالةٌ للتعلم.

4- تُعتبر الألعاب مصدراً قوياً للتحفيز

حتى أكثر الأولاد الكارهون للتعلم يستمتعون بالتعلم عندما يقترن بالألعاب، فقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يتقدمون في القراءة بصعوبةٍ في المدرسة، يقرؤون بمستوى أعلى مع فهمٍ أكبر ضمن إطار اللعب، فعندما يُعطى الأولاد نصوصاً ونشاطاتٍ يحبونها سيحاولون، ويخوضون التحدي ثم تصبح قراءتهم أفضل.

5- تعدُّ طريقة التعلم عن طريق التكنولوجيا مرنةً

لأنك تختار أن تتعلم متى كان لديك الوقت المناسب، والظرف المناسب، وتستطيع أيضاً أن تقطع أشواطاً في التعلم بحسب استيعابك، وسرعة تقدُّمك في التعلم.

هل يعدُّ استخدام الأدوات الرقمية آمناً لتعلم اللغة؟

إن الألعاب والأنترنت أدوات تعليمٍ مذهلة، فهي تزوّد الأطفال بعددٍ كبير من الفرص لتحسين لغتهم، ولكن بالتأكيد هناك بعض المخاطر أيضاً التي يجب ألا تقف حائلاً بيننا وبين وصولنا لأدوات التعلُّم الرقمي، وبذات الوقت من المهمّ حماية الأولاد من الأنترنت عن طريق وضع ضوابط أبوية، وتنبيه الأولاد عدم نشر معلوماتٍ شخصية.

في هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم، وفي ظل التطور الرقمي من المهمّ تعليم الأولاد كيفية استخدام هذه الأدوات بفعاليةٍ وأمانٍ حيث يكبر الأبناء في بيئةٍ رقميةٍ داعمة، ويتعلمون من خلالها ما يحتاجون من مهاراتٍ لمستقبلهم الدراسي والمهني.

ما دور الوالدين في مساعدة الأطفال على التعلم باستخدام الأدوات الرقمية؟

يستطيع الوالدين مساعدة الطفل في مرحلة التعلم عن طريق حثّه، وتشجيعه، ومشاركته ما يفعل على الأنترنت، ومواكبة التطور التكنولوجي معه كأن تطلب منه رؤية الألعاب التي يلعبها، وكيفية عملها مثلاً، وتتفاوت استجابة الأبناء بحسب المرحلة العمرية لكن معظمهم يستمتع بمشاركة ما يحدث، وما يفعل في حياته.

هل تلهي الأدوات الرقمية الطفل عن نشاطات الدراسة الأخرى؟

من الممكن استخدام الأدوات الرقمية، كالهواتف، والحواسيب، وغيرهم لنشاطاتٍ تفيد التسلية، وتفيد الدراسة أيضاً لذلك يجب على الوالدين مساعدة الطفل في الموازنة بحيث يطور مهارات دراسته، وبالتالي يصبح شخصاً مستقلاً أكثر. وكذلك لابدَّ من توجيه الأولاد لبعض القواعد حول كيف ومتى يستخدمون التكنولوجيا لأغراضٍ مختلفة.

هل تجعل الأدوات الرقمية تعلُّم اللغة أسهل أم أصعب؟

تؤثر التكنولوجيا تقريباً في كل شيءٍ نفعله بما فيه تعلم اللغات، فالتكنولوجيا مُعينةٌ بطرقٍ لا تُعدّ إذا أحسن استخدامها، ولكنها ليست كاملةً على أية لا حال، فهي تمنح المُتعلّم مدخلاً إلى مصادر لا متناهية ليتعلم اللغة على مواقع الأنترنت، وبالتالي يستطيع أن يحسّن تدريبه على القواعد، والنحو، والمفردات بكل الأدوات المُتاحة على مواقع الأنترنت، وتربطه بسجل خادم الويب، وفيديوهات اليوتيوب، وهذا أفضل بكثير من استخدام منهج الكتاب النصي القديم المُمل.

إن استخدام الأدوات الصحيحة بالطريقة الصحيحة يمكن أن يجعل تعلم اللغة عن طريق التكنولوجيا أسهل وأنجح لأنه يحافظ على الأشياء ممتعةً ومسلية، كالاختبارات الفردية، وألعاب المراجعة الفعّالة التي تدعم تدريب المتعلم، وتراقب تقدمه في مستويات المنهج التعليمي بانتظام، وتُحفّزه للإتمام بطريقةٍ لا تؤديها الكتب التقليدية. [2]

بعض النقاط السلبية لتعلم اللغة عن طريق الأدوات الرقمية

1- تجعل التكنولوجيا أحياناً تعلم اللغة أصعب، وذلك عندما تُستخدم الأدوات بطريقةٍ خاطئة.

2- من الممكن أن تجعلك طريقة التعلم هذه كسولاً، فإذا لم يكن لديك الحافز للتعلم من الداخل، فإن التكنولوجيا لن تساعدك، فعلى سبيل المثال: إذا لم تعط نفسك فرصةً للتفكير بمعاني الكلمات، واستنتاج المعنى العام من السياق، ولجأت إلى المترجم لحلّ الإجابات بسرعة، هنا تكمن المشكلة لأن معاني الكلمات لن تبقى في ذاكرتك لأنك لم تعط نفسك الوقت لتعلمها، فالمترجم سيعطيك إجاباتٍ فوريةً لكنك بالمقابل لن تتعلم.

3- من الممكن ألا يكون هناك تواصلٌ بشريٌّ أي اعتمادك في تعلم اللغة على التكنولوجيا والأدوات التي تستخدمها، ويمكن أن يجعل تعلم اللغة أصعب لأنك تتلقى المعلومات بدون تدريبٍ قائمٍ على التواصل الحقيقي بين الطالب والأستاذ الذي يصحح لفظك ولهجتك بشكلٍ مباشرٍ وجهاً لوجه.

4- إن تعلم اللغة عن طريق الأدوات الرقمية يعني أنك مسؤولٌ عن نفسك، وبالتالي قد ينصرف انتباهك، وتشرد لعدم وجود شخصٍ معك يتحقق أنك تقوم بالعمل على عكس التعلم في الصف، والتفاعل مع أصدقائك والأستاذ حيث يبقي انتباهك حاضراً، وهذا الشرود قد يؤخر وصولك لأهدافك.

المراجع البحثية

1- Cambridge English. How to use technology for learning | Cambridge English. (n.d.). Retrieved August 18, 2023

2- Byaruhanga, A. (2022, December 12). Language learning: Is technology making it easier or harder?. Lingoda. Retrieved August 18, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.