Published in: الصحة النفسية

الثقة بالنفس عند الطفل – ما الوسائل التي تدعم الثقة بالنفس عند الطفل؟

Author م. آية غنامة

Published on: 23 سبتمبر، 2023

م. آية غنامة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الثقة بالنفس أبرز سمات الشخصية المتوازنة السليمة، فهي تعكس قوة الشخص وذكائه، وتُظهر إمكانياته ومؤهلاته دون عناءٍ منه، فالشخص الواثق بنفسه هو شخصٌ ذو أهدافٍ واضحةٍ يُركز عليها، ويسعى لها بحكمة كما أنه يعتمد على نفسه، ويتعامل مع التحديات بفعالية. ونظراً لأهمية الثقة بالنفس يعدُّ غرسها في نفوس أطفالنا منذ الصغر ضرورةً ملحةً لنحصل على طفلٍ واعٍ قادرٍ على رسم مستقبله بنفسه، ومواجهة الحياة بشخصيةٍ قويةٍ وواثقة. ^[1]

ما هي العلامات التي تُظهر ثقة الطفل بنفسه؟

هنالك بعض العلامات التي توحي بوجود الثقة بالنفس لدى الطفل، وهي: ^[2]

1- تجاوز التحدّيات

إذا كان الطفل يتحدّى نفسه، ويتعامل بثقةٍ مع التحدّيات والصعوبات، فهذا قد يكون علامةً على ثقته بنفسه، فيتجاوز العقبات، ويبحث عن حلولٍ للمشكلات بدلاً من الاستسلام.

2- الاستقلالية

إذا كان الطفل يُظهر مستوىً معيناً من الاستقلالية، والقدرة على القيام بالأشياء بمفرده، فقد يكون ذلك دليلاً على ثقته بنفسه، فيمكنه اتخاذ القرارات الصغيرة، وتنفيذ المهام دون الحاجة إلى مساعدةٍ مستمرة.

3- التعبير عن الرأي

إذا كان الطفل يعبّر عن رأيه بثقةٍ، ويدافع عنه، فهذا يشير إلى أنه يثق في قدراته الشخصية، ويؤمن بأن رأيه مهمٌّ، وله قيمة.

4- التجربة والاستكشاف

إذا كان الطفل مستعداً لتجربة أشياءٍ جديدة، واستكشاف عوالم مختلفة.

ما هي الوسائل لدعم ثقة الطفل بنفسه؟

1- الاهتمام بمشاعر وأفكار الطفل، والاستماع إليه بصدق، ومحاولة فهم تحدياته ومخاوفه، وتقديم الدعم والتشجيع المناسب له.

2- تقديم التشجيع والإيجابية له عندما يحقّق أهدافه أو يتجاوز تحدياته، وإظهار الفخر به، والثقة في قدراته.

3- تقديم الفرص له للتجربة والاستكشاف حتى يتعلم من خلال الخطأ والتجربة العملية، وهذا يساعده على بناء ثقته بنفسه، واكتشاف قدراته الشخصية.

4- اكتشاف مواهب ومهارات الطفل، ومساعدته على تطويرها وتعزيزها، فعندما يشعر بأنه جيدٌ في شيءٍ معين، فإنه سوف يثق بنفسه أكثر.

5- التعامل مع الفشل بشكلٍ إيجابي عندما يواجه الطفل الفشل أو يرتكب الأخطاء، فيجب تقديم الدعم والتشجيع له عوضاً عن الانتقاد، ومساعدته على استنتاج الدروس من الأخطاء، وتحفيزه للمحاولة مرةً أخرى.

6- تعزيز الصحة العقلية والجسدية حيث يرتبط شعور الثقة بالنفس بالصحة العقلية والجسدية، فيجب تقديم الرعاية الصحية اللازمة للطفل، وتشجيعه على ممارسة النشاط البدني، والتغذية الصحية. ^[1]

كيف نحمي الطفل من الغرور؟

إن الثقة بالنفس هي الإيمان والاعتقاد بالقدرات والقيمة الشخصية للفرد، فهي قوةٌ داخليةٌ تجعل الشخص يشعر بالراحة والاطمئنان بنفسه وقدراته. أما الغرور، فهو تصورٌ مفرطٌ بالقدرات الشخصية، والتفوق على الآخرين، ويتميز الغرور بالتبجُّح، والتفاخر، والاعتقاد بأن الشخص هو الأفضل، وهناك خيطٌ رفيعٌ يفصل بين الثقة بالنفس والغرور، لذلك يجب توخي الحذر كي لا يتجاوز الأطفال حدود الثقة المفرطة، وذلك من خلال: ^[3]

1- تشجيع الاعتزاز بالذات

لكن في حال كان مبنياً على الواقع والإنجازات الحقيقية، وليس دون مبرر.

2- تعزيز الاحترام والتواضع

يجب تعليم الطفل قيمة الاحترام للآخرين وتقديرهم، وأهمية تقدير مساهمات الآخرين، ومساعدته على فهم أن كل شخص لديه مهارات، وقدرات فريدة.

3- التحدث عن النجاح والفشل بشكلٍ صحي

يجب التحدث إلى الطفل عن أهمية النجاح والفشل كجزءٍ من عملية التعلم، ومساعدته على فهم أن الفشل ليس نهاية العالم، وأنه يمكنه الاستفادة منه للنمو والتطور.

4- تعزيز التعاون والعمل الجماعي

من خلال تقديم فرصٍ لتعاون الطفل مع الآخرين والعمل ضمن فريق، ومساعدته على فهم أن التعاون يساعده على النجاح، وأنه يحتاج إلى التواضع للاستفادة من خبرات الآخرين.

5- الحفاظ على التواصل المفتوح

تكوين قناة تواصلٍ مفتوحةٍ مع الطفل، وذلك من خلال الاستماع إليه، ومساعدته على التعبير عن مشاعره بطريقةٍ صحيةٍ ومتوازنة. يُعتبر بناء الثقة بالنفس لدى الطفل أمراً حيوياً لتطوره الشخصي ونجاحه في الحياة، فعندما يتمكن الطفل من الاعتماد على نفسه، ويشعر بقدراته وقيمته يمكنه تحقيق أهدافه، وتجاوز التحديات بثقةٍ وإيجابية، لذلك يجب على الأهل والمربين أن يعززوا ثقة الطفل بالنفس من خلال توفير بيئةٍ داعمة، وتشجيعه على تجربة أشياء جديدة، وتحقيق نجاحاتٍ صغيرة. ^[3]