الألم الليفي العضلي (الفيبرومالجيا) -الأسباب، الأعراض والعلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو الألم الليفي العضلي؟
هو حالةٌ صعبة التشخيص عموماً بسبب غياب الفحوصات المخبرية أو الشعاعية المُشخِّصة، ولكنها حالةٌ يمكن السيطرة عليها، فما هو الألم الليفي العضلي أو الفيبرومالجيا؟
الفيبرومالجيا عبارةٌ عن ألمٍ هيكلي مزمنٍ يصيب العضلات والعظام، ويترافق في أغلب الأحيان مع تعبٍ عام أو حالةٍ من الإنهاك الخفيف إلى المتوسط، وأعراض أخرى مختلفة من اضطراب النوم والمزاج. يصيب الألم الليفي العضلي حوالي 6 بالمئة من الأشخاص في أمريكا، وهو أكثر انتشاراً بين النساء، وبين عمر (20 إلى 50 سنة)، ويزداد مع التقدّم بالعمر. في أغلب الأحيان تكون المشكلة بسيطة، ويستطيع المريض السيطرة عليها، ولكن للأسف هناك بعض الحالات التي قد تؤثر على جودة الحياة، وتعوق المريض في ممارسة الأنشطة اليومية. [1]
ما هي أسباب الفيبرومالجيا؟
ما زالت الأسباب الحقيقية حول الفيبرومالجيا مجهولةً حتى الآن، ولكن هناك عدد من الفرضيات حول الإصابة أحدثها الدراسات التي توصلت إلى أن سبب هذه الحالة هو خللٌ في جسم المريض يؤدي إلى انخفاض عتبة الإحساس بالألم، أي بمعنى آخر اضطرابٌ في آلية تنظيم الألم، حيث إن دماغ هذا المريض يفسّر بعض الحالات غير المؤلمة، كاللمس أو الضغط الخفيف على أنها شيء مؤلم.
حيث لوحظ اختلاف في بعض النواقل العصبية للألم والتسكين عند هؤلاء المرضى، كالسيروتينين، والنورأدرينالين. بالإضافة لوجود استعدادٍ وراثيّ عائلي لهذه الحالة، كما أن وجود صدمةٍ جسديةٍ أو نفسية قد تؤهّب للإصابة بالفيبرومالجيا، وأيضاً الإجهاد المزمن، واضطرابات النوم، وبعض الأمراض المزمنة المناعية، وأنماط غذائية فقيرة القيمة تساعد في إطلاق الإصابة وبداية الأعراض. [2]
ما هي الآلية الإمراضية للفيبرومالجيا؟
تُعتبر الفيبرومالجيا خللاً متعدّد العوامل والأسباب بصورةٍ أساسية، فهي ناجمة عن تداخلٍ بين أسباب وراثية، ونفسية، وبيئية أيضاً، سنحاول إيجاز أهمّ الفرضيات حول الآلية المرضية فيما يلي، انخفاض عتبة الألم في مناطق الدماغ عند المرضى، أي أن هؤلاء المرضى أشدّ حساسيةً تجاه العوامل المختلفة، ويحدث عندهم تضخيم للإشارة الألمية أكثر من غيرهم، وذلك وفق المعلومات الحديثة حول الفرضية المرضية: [3]
● ارتفاع مستوى الغلوتامات، وكذلك المادة (P)، وهي نواقل عصبية ألمية.
● انخفاض مستوى السيروتونين المعاكس للألم.
● خلل في تنظيم الدوبامين.
بالإضافة إلى ذلك أظهرت الدراسات أن هناك ارتباطاً بين الألم الليفي العضلي مع عوامل خارجية، كالقلق، والاكتئاب، وكذلك عدم القدرة على التكيُّف والتأقلم، وما يرافقها من خللٍ في كيمياء الجهاز العصبي، كما بيّنت نتائج التصوير الشعاعي والكهربائي للجهاز العصبي تغييراً في نشاط القشرة الدماغية الأمامية والمهاد.
ومن الفرضيات الجديرة بالذكر ترافُق الألم الليفي العضلي أيضاً مع الاضطرابات الهرمونية، ومستويات الأستروجين، وكذلك الكورتيزول، وكما أن هناك ترافقٌ مع متلازمة القولون العصبي.
العلامات والأعراض المرافقة للفيبرومالجيا
لعلّ أهمّ ما يميز الفيبرومالجيا هو الألم الهيكلي العضلي، وبصورةٍ أساسيةٍ يصيب عموم الجسم مع درجةٍ من الإنهاك والتعب، وفيما يلي أهمّ ما قد يعاني منه مريض الفيبرومالجيا: [4]
1- الألم العضلي: وهو العلامة الأساسية، حيث يتميز هذا الألم بأنه يشمل كامل الجسم بصورةٍ منتشرةٍ متناظرةٍ غالباً مبهمة الشكل، وفي الطرفين العلوي والسفلي، وكذلك الظهر والرقبة.
2- ألم مفصلي عظمي منتشر.
3- التعب العام، وخاصةً عند الاستيقاظ.
4- الخمول، وحتى بعد نيل قسطٍ كافٍ من الراحة.
5- تشتُّت الانتباه، وأحياناً يترافق مع التفكير الضبابي.
6- القلق والاكتئاب عند حوالي 30 بالمئة من المرضى.
7- الصداع، وخاصةً الصداع التوتري.
8- اضطرابات هضمية، وعلى رأسها تهيُّج القولون، وكذلك القلس المعدي المريئي.
هناك ما يسمّى الضباب العقلي (الضباب الليفي)، وهو عبارة عن المشكلات المعرفية، ومشاكل الذاكرة التي قد تصيب مرضى الفيبرومالجيا مع نقصٍ في قدرة المرضي على التركيز.
كيف يتمُّ تشخيص الألم الليفي العضلي – الفيبرومالجيا؟
للأسف لا يوجد حتى الآن فحصٌ مخبريٌّ أو شعاعي يُشخّص الفيبرومالجيا تماماً، ولكن هناك معايير تشخيصٍ مختلفة وُضعت من قبل المعهد الأمريكي للروماتيزم (ACR)، وتضمّنت معايير تصنيف الألم العضلي الليفي ACR لعام 1990 مجموعة أمور: [4]
● الألم المنتشر على مختلف مناطق الجسم لمدةٍ تصل إلى 3 أشهر
● النقاط الألمية، وهي نقاط منتشرة في الرقبة، والجذع، والأطراف تصل إلى 18 نقطة.
● يجب الحصول على 11 نقطة إيجابية من أجل التشخيص.
● آلام منتشرة أعلى وأسفل الجسم.
● تطورت هذه المعايير عبر السنوات بصورةٍ أكثر اختصاصيةً وأكثر دقةً، واعتمدت على معايير، وهي: مؤشر انتشار الألم، مؤشر شدة الأعراض مع استمرار هذه الأعراض لمدة ثلاثة أشهر، ونفي أي سببٍ آخر للإصابة.
العلاج
يعتمد العلاج بصورةٍ أساسيةٍ على فهم المريض لحالته، وتثقيفه حول طبيعة الألم الليفي العضلي، حيث إن العلاج يعتمد في اغلب الحالات على الطرق غير الدوائية.
1- يبدأ العلاج من النقطة التي يشعر بها المريض أن الطبيب يقتنع أنه يتألم حقاً، وأن هناك طريقة للمساعدة.
2- علينا أن ننصح المرضى بالحصول على الاسترخاء.
3- محاولة معرفة وجود أي اضطرابٍ نفسي مرافق، كالقلق أو الاكتئاب، والعمل على علاجها.
4- العمل على تنظيم النوم يساعد في حلّ جزءٍ كبيرٍ من المشكلة.
5- الانتظام في إجراء التمارين الرياضية بصورةٍ مناسبة.
كل ما سبق إجراءاتٌ غير دوائية، وهي تفيد في قسمٍ كبيرٍ من الحالات الخفيفة والمتوسطة، ولكن هناك بعض الحالات بحاجة للتدخل الدوائي، وأهمّ الأدوية المستخدمة:
● مضادات الاكتئاب، وتشمل مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة، ومثبطات امتصاص السيروتونين.
● مضادات الاختلاج.
●جابابنتين وبريجابالين.
بالرغم من أن أغلب الحالات مزمنة تستمرُّ فترةً طويلةً مع المرضى إلا أن أغلب الحالات جيدة الإنذار، ونذكر بعض الأمور التي تشير إلى سوء الإنذار:
● الجنس الأنثوي.
● السُّمنة.
● التوتر.
● البطالة.
● إدمان الكحول. [5]
المراجع البحثية
1- Fibromyalgia – Symptoms & causes. Mayo Clinic. (2021, October 26). Mayo Clinic. Retrieved October 4, 2024
2- Fibromyalgia. (2024, July 16). Cleveland Clinic. Retrieved October 4, 2024
3- Bhargava, J., & Hurley, J. A. (2023, June 11). Fibromyalgia. Retrieved October 4, 2024
4- Fibromyalgia – Symptoms, diagnosis and treatment | BMJ Best Practice. (n.d.). Retrieved October 4, 2024
5- Morgan, K. K. (2024, February 16). What is fibromyalgia? WebMD. Retrieved October 4, 2024
6- The Healthline Editorial Team. (2021, July 22). Fibromyalgia diagnosis. Healthline. Retrieved October 4, 2024