Skip links
امرأة بالغة تظهر في ثلاث أشكال: الشكل الأول وهي تضحك بسخرية ولامبالاة، الشكل الثاني وهي صامتة ولا يوجد تعابير على وجهها، الشكل الثالث وهي تصرخ ومتوترة

اضطراب ثنائي القطب

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب ثنائي القطب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

العديد الاضطرابات النفسية الشهيرة التي يُصاب بها الإنسان، والتي تضاعف انتشارها حول العالم في الزمن المعاصر، مثل: الاكتئاب، والفصام، والتوحُّد تتميز بكونها ذات أعراضٍ فريدةٍ لكل اضطراب مع وجود بعض التداخل في الأعراض بين الاضطرابات النفسية.

إلا أن اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) يتميز بأعراضٍ متناوبةٍ وحالةٍ نفسيةٍ غير مستقرة، مما يجعله من الاضطرابات النفسية الفريدة التي تتطلب متابعةً خاصة، كما أن تدبيره يعدُّ من التحدّيات الطبية الصعبة في الطب النفسي.

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

هو مرض الهوس الاكتئابي (MDI)، وهو مرضٌ عقليٌّ شائعٌ، وشديدٌ، ومستمر، وهو من الحالات الطبية النفسية الخطيرة، فبالإضافة لأعراضه الخطيرة التي تتظاهر بشكلٍ عام بالتناوب بين نوب اكتئابٍ ونوبٍ هوسية، فإن الاضطرابات النفسية الأخرى أكثر انتشارًا عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات ثنائية القطب مقارنةً بالمرضى من عامة السكان.

كما أن الحالات المرضية العامة، مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري، والسُّمنة تمثل مصدرًا شائعًا للمراضة، والوفيات للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، ويتميز هذا الاضطراب بفتراتٍ من الاكتئاب الشديد والمطول، والتي تتناوب مع فتراتٍ من المزاج المرتفع أو الانفعال بشكلٍ مفرط، والتي تعرف باسم الهوس، وهذا النمط من الاكتئاب الشديد المتناوب، وفترات الهوس هو سمةٌ من سمات الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول (BPI).

على الرغم من أنه في حالاتٍ نادرة قد يعاني الأشخاص فقط من نوبات الهوس، ومن الناحية العملية، يمكن أن تحدث أعراض الهوس والاكتئاب معًا، فيما يسمّى بالحالة المختلطة مع تطور المرض، وعلى النقيض من ذلك، يتمُّ تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني (BPII) عندما تتخلل نوبات الاكتئاب الشديدة فتراتٌ من الهوس الخفيف، وهو شكلٌ أقلُّ شدةً من الهوس، ولا يشمل الذهان أو يؤدي إلى ضعفٍ جسيمٍ في الأداء.

يتمُّ تشخيص اضطراب تقلُّب المزاج للأفراد الذين يعانون من فتراتٍ من أعراض الهوس الخفيف، والاكتئاب دون تلبية المعايير الكاملة للهوس، أو الهوس الخفيف، أو الاكتئاب الشديد، وفي جميع أصناف اضطراب ثنائي القطب لا يوجد تفسيرٌ واضحٌ للأعراض المشاهدة عند المرضى، كما أنه لا يوجد ارتباطٌ واضحٌ بعضوٍ معينٍ أو قطاعٍ معينٍ من الجهاز العصبي للإنسان يفسر الأعراض المشاهدة عند المرضى، إلا أن العامل الوراثي، والطفرات الجينية أصبح دورها مثبتاً عند بعض مرضى ثنائي القطب. [1]

ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب؟

يتميز اضطراب ثنائي القطب بفتراتٍ مطولةٍ من الاكتئاب الشديد تتناوب مع فتراتٍ من المزاج المرتفع شديد الانفعال (الهوس Mania)، وتتميز نوبات الهوس باضطرابٍ مزاجيٍّ عميقٍ وواضحٍ لمدة أسبوعٍ واحدٍ على الأقل، ويتميز بالابتهاج أو التهيج، ويجب أيضًا وجود ثلاثةٍ من الأعراض التالية على الأقل:

1- العظمة (Grandiosity).

2- انخفاض الحاجة للنوم.

3- كثرة الكلام أو انضغاط الكلام.

4- تسارع الأفكار أو ما يعرف بتطاير الأفكار.

5- التشتُّت الذهني.

6- التركيز الزائد على أداء مهامّ أو أفكار معينة في المنزل، أو العمل، وغيرها (المثابرة).

7- القيام بالأنشطة الممتعة بشكل مبالغٍ فيه، وغالباً يكون مع عواقب مؤلمة.

تتميز نوبات الهوس الخفيف بمزاجٍ مرتفعٍ أو سريع الانفعال لمدةٍ لا تقلُّ عن 4 أيامٍ متتالية، ويتطلب تشخيص الهوس الخفيف ثلاثة على الأقل من الأعراض المذكورة سابقاً، والفرق هو أن هذه الأعراض في الهوس الخفيف ليست شديدةً بما يكفي لتسبّب ضعفًا ملحوظًا في الأداء الاجتماعي، أو المهني، أو تستلزم دخول المستشفى، ولا ترتبط بالذهان. [1]

تتميز نوبات الاكتئاب الشديد بأنه خلال نفس الأسبوعين يعاني الشخص من 5 أو أكثر من الأعراض التالية:

1- المزاج المكتئب.

2- انخفاض واضحٌ وشديدٌ بالمتعة أو الاهتمام بالقيام بأي نشاط.

3- انقطاع النوم (الأرق).

4- انخفاضٌ أو ازديادٌ واضحٌ بالوزن بسبب زيادة أو نقصان شهية.

5- انخفاضٌ في الطاقة التعب (fatigue).

6- الشعور بعدم القيمة أو الذنب المفرط (جلد الذات).

7- انخفاض القدرة على التركيز أو التردُّد الملحوظ.

8- أفكار سوداوية أو انتحارية، حيث تكون لدى المريض خطة انتحار أو محاولة انتحارٍ سابقة. [1]

كيف يتم تشخيصه؟

يعتمد تشخيص اضطراب ثنائي القطب على قصة المريض وشكايته، أو شكاية الوسط المحيط به بسبب تغيراتٍ واضحةٍ في مزاجه، وذلك بالإضافة إلى تقييم الحالة الذهنية العقلية للمريض، بالإضافة إلى تقييم ما يلي: [2]

● حالة المزاج.

● الإدراك.

● الأفكار الانتحارية.

● العنف، الانفعال، والعصبية الزائدة.

● المحاكمة.

● الصحة الجسدية.

● الشهية.

ما هي التحاليل التي تُطلب لتشخيص اضطراب ثنائي القطب؟

على الرغم من أن تشخيص اضطراب ثنائي هو تشخيصٌ سريريٌّ بحت يعتمد على الأعراض التي يعاني منها المريض دون وجود اختباراتٍ نوعيةٍ لتشخيص المرض، فإن العديد من الاختبارات والتحاليل قد تُطلب قبل وضع التشخيص النهائي، ومنها:

– تعداد كريات الدم (CBC count).

– سرعة تثفل الدم (ESR levels).

– قياس سكر الدم الصيامي.

– مستوى البروتين.

– قياس مستوى الهرمونات الدرقية.

– معايرة الشوارد في الدم.

– اختبار تعاطي الكحول.

وغيرها من التحاليل العامة التي قد تكون أحد مسبّبات الأعراض التي يعاني منها المريض. [2]

التحاليل الإضافية

في بعض الحالات قد يتمُّ القيام ببعض التحاليل الأخرى، وذلك تبعاً لأعراض المريض، والتحاليل الناتجة:

● معايرة مستوى النحاس في البول.

● اختبارات أضداد النوى ANA.

● اختبار التحري عن فيروس عوز المناعة المُكتسب (HIV test).

كما أن الصور الشعاعية بالرنين المغناطيسي للدماغ، والتخطيط الكهربائي للقلب قد يكونان ضروريان في نفي الأمراض الأخرى، والتأكد من إمكانية الجسم تحمُّل العلاج الدوائي المُتّبع بالاعتماد على مضادات الاكتئاب خاصةً عن كبار السن.[2]

ما هو تدبير اضطراب ثنائي القطب؟

يرتبط علاج الاضطراب ثنائي القطب ارتباطًا مباشرًا بمرحلة النوبة أي الاكتئاب أو الهوس، وشدة تلك المرحلة، وقد يشمل مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية، ويجب تقييم المرضى الذين يعانون من الهوس، أو الهوس الخفيف، أو النوبات المختلطة، والذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب، من حيث الانتحار، أو القتل، أو الذهان الحاد، أو المزمن، أو أي حالةٍ أخرى غير مستقرة أو خطيرة. [3]

ما هي الأدوية المُتّبعة في تدبير اضطراب ثنائي القطب؟

1- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، وذلك في حالات الانفعال، والإثارة الشديدة.

2- أدوية مضادة للهوس (أملاح الليثيوم).

3- أدوية المضادة للاختلاج، مثل: الكاربامازبين (Carbamazepine).

4- الجيل الأول من الأدوية المضادة للذهان هالبيدرول (Haloperidol).

5- الجيل الثاني من الأدوية المضادة للذهان أسينابين (Asenapine).

6- منظمات فاعلية السيروتونين-دوبامين أولانزابين (Olanzapine).

7- محرضات الدوبامين برامبيكسول (Pramipexole).

كما المعالجة غير الدوائية في المراكز العناية النفسية لها فعاليةٌ في تخفيض عدد النوبات، وشدة الأعراض. [4]

المراجع البحثية

1- Soreff, S., MD. (n.d.). Bipolar Disorder: practice essentials, background, pathophysiology. Retrieved January 9, 2024

2- Soreff, S., MD. (n.d.-b). Bipolar Disorder WorkUp: approach considerations, blood studies, substance and alcohol screening. Retrieved January 9, 2024

3- Soreff, S., MD. (n.d.-b). Bipolar Disorder Treatment & Management: approach considerations, indications for inpatient management, considerations for partial hospitalization or day treatment. Retrieved January 9, 2024

4- Soreff, S., MD. (n.d.-a). Bipolar Disorder Medication: Anxiolytics, Benzodiazepines, Mood stabilizers, Anticonvulsants, Antipsychotics, 2nd Generation, Serotonin-Dopamine Activity Modulators (SDAM), Antipsychotics, 1st Generation, Antipsychotics, Phenothiazine, Antiparkinson Agents, Dopamine Agonists. Retrieved January 9, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.