Skip links
فتاة يافعة تجلس على كرسي طبية في العيادة وطبيب يضع جهاز فحص طبي في أذنها

اختبارات نقص السمع – الاستطباب، لماذا يتمُّ إجراؤها؟

الرئيسية » الطب » اختبارات نقص السمع – الاستطباب، لماذا يتمُّ إجراؤها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر نقص السمع (Hearing loss tests) من المشكلات الشائعة في أي مجتمع، لذلك يجدر الكشف عنه باكراً بإجراء الاختبارات المتخصّصة بكشف نقص السمع لدى الأطفال خاصةً للقيام بالتدابير العلاجية المناسبة حسب حالة كل مريض. توجد عدة طرقٍ لقياس مدى نقص السمع، ويُنصح القيام بها بشكلٍ دوري لدى المولودين حديثاً كونها تفرّق بين نقص السمع التوصيلي أو نقص السمع الحسّي العصبي.

ما هي اختبارات نقص السمع؟

تخطيط السمع هو الإجراء الأساسي، وله عدة أنواع حسب طريقة الإجراء، ولها مراكز مُختصّة ومُزوّدة بكافة المعدّات اللازمة للقيام بالاختبار، وهي: [1] [2] [3]

1- تخطيط السمع بالنغمة الصافية (Pure tone audiometry)

يستخدم الطبيب في عيادته أو في المركز المُتخصّص بفحص نقص السمع أداةً تدعى مقياس السمع (Audiometry)، وهي عبارة عن جهازٍ يُصدر أصواتاً معينةً صافيةً بدون تشويشٍ أو ضجيجٍ مرافق، وذلك لفحص الطريق الهوائي أي مسار السمع الطبيعي بوضع سماعات الأذن للتحرّي عن نقص السمع التوصيلي أو الطريق العظمي بوضع أداةٍ خاصة خلف الأذن لكشف نقص السمع الحسي العصبي.

ويتمُّ تسجيل النتائج على ورقةٍ على شكل تمثيلٍ بياني يوضح أجوبة المريض عن سماع الأصوات السابقة، وتُستخدم في هذا الاختبار أخفض عتبةٍ صوتيةٍ يمكن للأذن المفحوصة سماعها (يعني أن الفاحص يبدأ بأصوات منخفضة، ويرفعها تدريجياً ليتمّ تسجيل أول درجة صوتٍ يسمعها الشخص المفحوص).

2- تخطيط سمع الكلام (Speech audiometry)

يدرس هذا الاختبار عتبة استقبال الكلام، وهي أخفض مستوى لشدة الصوت التي يستطيع معها المريض أن يتعرف على خمسين بالمئة من الكلام بشكلٍ صحيحٍ ومفهوم، ويجب أن تتفق هذه العتبة مع وسطي عتبة السمع بالنغمة الصافية في تواتراتٍ معينة من الصوت (500-2000 هرتز).

وكذلك يتمُّ التركيز في هذا الاختبار على عتبة تمييز الكلام أي مقدرة الشخص المفحوص على فهم الكلام الذي يتلقاه، ويتمُّ التحقُّق من ذلك عبر تكرار الكلام بالكتابة أو بشكلٍ شفوي، وتنخفض هذه القدرة حين الإصابة بأمراض القوقعة أو العصب السمعي.

3- اختبارات المعاوقة السمعية (Impedancemetry)

تُعدُّ من أهمّ الفحوص المُستخدمة في قياس كفاءة وسلامة غشاء الطبل والمُنعكَس الركابي الموافق والمعاكس بالاتجاه، أي يخصُّ هذا الاختبار مدى كفاءة الأذن الوسطى لدى الشخص المفحوص، وذلك بحقن الهواء بواسطة مسابر خاصة. يوضح اختبار المعاوقة السمعية خمسة نماذج لتخطيط غشاء الطبل على شكل رسومٍ بيانية، وبفضلها يستطيع الطبيب الفاحص وضع التشاخيص التفريقية، إذ يدل النموذج As على تصلب عظم الركابة الموجود في الأذن الوسطى.

أما النموذج Ad، فيشير إلى انخلاع عظيمات السمع، والنموذج B الذي يظهر على شكل خطٍّ مستقيمٍ يدل على التهاب الأذن الوسطى المصلي أو انثقاب غشاء الطبل لأي سببٍ آخر، وأخيراً يدل النموذج C على انسداد نفير أوستاش الواصل بين البلعوم والأذن الوسطى.

4- تخطيط جذع الدماغ السمعي الكهربائي (Electrical auditory brain stem response)

هذا الاختبار خاص للأطفال وحديثي الولادة، ويقوم مبدأ الاختبار على تسجيل الكمونات الناشئة عن الجهاز السمعي للمفحوص بعد تعريضه لتنبيهٍ صوتي معين، ويُعدُّ مناسباً للصغار كونه سهل الإجراء وغير راض أو مزعج ،إذ يستخدم مساري سطحية توضع على الجلد، لكن مساوئه تكمن أنه يتطلب عزلاً صوتياً وكهربائياً، واسترخاء المريض التام، فلا يمكن إجراؤه في حال بكاء المريض أو عندما يتكلم، لذلك يُعطى الطفل المهدئات الخفيفة أو ينجز الاختبار أثناء نوم الطفل.

5- الإصدار الأذني الصوتي (البث الأذني الصوتي) (Otoacoustic emissions)

لا يتأثر هذا الاختبار عند فحص طفلٍ نائمٍ أو مريضٍ مسبوت ومن إيجابياته أيضاً أنه اختبار سهل وغير راض، إذ يعمل هذا الاختبار على تسجيل أصوات صادرة من قبل الخلايا المشعرة الخارجية في القوقعة (الحلزون) الموجودة في الأذن الداخلية، والتي تنتشر عبر الأذن الوسطى، ويمكن التقاط هذه الأصوات عبر مسبارٍ خاص يوضع في مجرى السمع الخارجي، والموصول بدوره بحاسوبٍ يسجّل القيم الناتجة. يمكن تطبيق آخر اختبارين لدى حديثي الولادة، ويتفوق تخطيط جذع الدماغ على الإصدار الأذني الصوتي أنه يحدد عتبة السمع، وكلاهما يفيدان في المسح السمعي.

ما هي استطبابات اختبارات نقص السمع؟

تستخدم اختبارات نقص السمع للتفريق بين نقص السمع القوقعي، أو العصبي الناتج عن أذية العصب السمعي، أو المنطقة المسؤولة عن حس السمع في الدماغ، وتفرق بعض الاختبارات بين اعتلالات العصب السمعي، كالأورام أو الإصابة الأذنية السُّمّية الدوائية.

بالإضافة إلى مقاربة حالات الادعاء بنقص السمع، وتقيّم اختبارات نقص السمع حاجة الشخص المفحوص لتركيب السماعات الأذنية، وتقييم فعاليتها بعد مرور زمنٍ على تركيبها، أو حاجة المريض إلى إجراء العمليات الجراحية، كحالة زرع الحلزون، أو المعالجة الدوائية في الحالات العكوسة القابلة للتحسُّن. [4]

لماذا يحتاج الشخص لإجراء اختبارات نقص السمع؟

يحتاج الشخص لمراجعة طبيبٍ اختصاصي بأمراض الأذن، وإجراء الاختبارات السمعية عندما يعاني من مشكلة نقص سمعٍ مفاجئة أو مزمنة، والتي قد تدل على عيوبٍ في الأذن الوسطى، أو الداخلية، أو غشاء الطبل، ومجرى السمع الخارجي، بالإضافة إلى قصة سماع طنينٍ دائمٍ ومزعج.

كما يحتاج الشخص إلى هذه الاختبارات عندما يشكو من صعوبةٍ في تمييز الأصوات، وفهم الكلام المحكي، وخاصةً في الأماكن المزدحمة، والانزعاج من صوت التلفاز أو المذياع. كما يُنصح بإجراء اختبارات نقص السمع لدى الأشخاص الذين يعانون من ظروف الحرب، والعاملين في الأماكن الصاخبة، كالمعامل، والفرق الموسيقية كونهم مؤهّبين أكثر من غيرهم لمشاكل السمع، وتأذي غشاء الطبل. [2] [5]

في النهاية تجدر المراقبة المستمرة لدى المسنّين المعرّضين لنقص السمع الوظيفي، والأطفال حديثي الولادة غير القادرين على الالتفات للأصوات أو تمييز صوت أمهاتهم، وذلك بفحصهم ببرامج التقصّي عن نقص السمع الدوري الذي تقوم به المراكز المُخصّصة والمستشفيات برعاية المنظمات المعنية بصحة الطفل.

المراجع البحثية

1-Hearing tests for adults. (n.d.). Medlineplus.gov. Retrieved September 15، 2024

2- Say what، or when it makes sense to have a hearing test. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved September 15، 2024

3- Hearing tests. (n.d.). Gov.au. Retrieved September 15، 2024

4- CDC. (2024، May 16). Screening for hearing loss. Hearing Loss in Children. Retrieved September 15، 2024

5- Hearing loss. (2023، March 30). Mayoclinic.org. Retrieved September 15، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.