Skip links
رسم توضيحي للعصب ثلاثي التوائم وهو مار بالوجه عند الإنسان

ألم العصب ثلاثي التوائم

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » ألم العصب ثلاثي التوائم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

قد يعاني الكثير من الأشخاص بعد خضوعهم لعملٍ جراحيٍّ في الوجه لأيّ سببٍ كان ألماً شديداً في الوجه، والذي قد يتمُّ التغاضي عنه في البداية، إلا أنه يزداد مع مرور الزمن ليصبح حالةً مرضيةً طبيةً قد تتطلب التداخل الجراحي مرةً أخرى، وذلك في حالة الإصابة بألم عصب مثلث التوائم (Trigeminal neuralgia).

ما هو ألم عصب مثلث التوائم؟

هو حالةٌ مرضيةٌ يعاني فيه المريض من ألمٍ حارقٍ سريعٍ يشبه ألم الصّعق الكهربائي، ويصيب جانباً واحداً من الوجه، وهو حالةٌ مزمنةٌ تبدأ بألمٍ خفيفٍ يحدث عند إحداث تنبيهٍ بأحد جانبي الوجه، إلا أنه عادةً ما تترقّى الحالة ليصبح الألم أشدَّ حدةً، ويدوم لمدةٍ أطول، وذلك عند حدوث أبسط تنبيه، مثل: تنظيف الأسنان، أو وضع مستحضرات التجميل على الوجه.

وهو ينتج بشكلٍ عام بسبب خللٍ في مسار العصب مثلث التوائم، ويُسمّى أيضاً العصب القحفي الخامس، وهو العصب المسؤول عن نقل الأحاسيس، كاللمس، والألم من الوجه إلى الدماغ. وهي حالةٌ نادرةٌ، وتقدّر آخر الدراسات معدل الإصابة بحوالي شخصين كل 10000 شخص حول العالم، إلا أن احتمال الإصابة بهذه الحالة يزداد عند الإناث، وفي الأعمار الأكبر من 50 عام، وكما أن احتمال الإصابة بألم العصب مثلث التوائم يزداد لدى مرضى التصلُّب المتعدّد، وتكون لديهم الحالة أشدّ، ويكون الألم ثنائي الجانب. [1] [3]

ما هي أعراض ألم العصب ثلاثي التوائم؟

تختلف الأعراض التي يمكن ملاحظتها من مريضٍ إلى آخر، فقد يراجع المريض بأحد الأعراض التالية: [1]

1- هجماتٌ من الألم الشديد المشابه لألم الصّعق الكهربائي.
2- يتولد الألم من حركاتٍ بسيطةٍ، مثل: المضغ، أو فتح الفم، أو لمس الوجه.
3- قد تستمر الهجمات عدة دقائق أو بضع ثوانٍ.
4- قد تترافق الهجمات مع تشنُّجاتٍ في العضلات الوجهية.
5- قد تتكرر الهجمات في اليوم الواحد مراتٍ عدة، إلا أن بعض المرضى قد لا يعاني من الألم الحاد أثناء الهجمة.

6- قد يمتدُّ الألم إلى الفك، والجبهة، والجفن، والشفاه (المناطق التي يعصبها العصب مثلث التوائم).
7- عادةً ما يتركز الألم في جانبٍ واحدٍ من الوجه (ألمٌ أحادي الجانب).
8- تزداد حدة الألم مع مرور الزمن (مرضٌ مزمنٌ مُترقٍ).

ما هي الآلية المرضية لألم العصب ثلاثي التوائم؟

لا توجد آليةٌ واحدةٌ محددة لألم العصب الثلاثي التوائم، فإن مسارات الألم ضمن العصب مثلث التوائم (العصب القحفي الخامس) قد تتفعّل لأسبابٍ مختلفةٍ، وعادةً لا يلاحظ وجود مرضٍ عضويٍّ يصيب العصب القحفي الخامس في 85 بالمئة من الحالات.

قد ينتج عن التداخل الجراحي على الوجه في عمليات التجميل، وعمليات الأسنان إصابة أغلفة العصب الخامس، الأمر الذي قد يحرض الألم عند تنبيه العصب لأي منبه كان (كالمسّ، أو في بعض الحالات الرياح القوية)، كما أن الإصابات الوعائية المحيطية بالعصب الخامس قد تحرّض نوبات الألم.

حيث إن بعض هذه الإصابات قد تؤدي إلى انضغاط العصب، واضطراب وظيفة العصب الخامس، وتُعتبر الاضطرابات الوعائية من أشيع أسباب ألم العصب القحفي الخامس، إلا أن بعض الأمراض العصبية قد تكون السبب في توليد ألم عصب مثلث التوائم ثنائي الجانب.

عادةً ما يكون الألم أحادي الجانب كما في التصلُّب المتعدّد (Multiple sclerosis) حيث يمكن ملاحظة تخرُّبٍ في أغلفة العصب الميلانينية، وهذا الأمر يؤدي إلى اضطرابٍ في نقل التنبيهات الحسية، ويُترجم هذا الاضطراب ضمن الدماغ على شكل تنبيهاتٍ ألميةٍ ضمن الدماغ. [3]

أسباب تحريض الألم

1- المضغ.
2- الشرب.
3- التدخين.
4- لمس الوجه.

5- الرياح القوية المباشرة على الوجه.
6- الابتسام.
7- تنظيف الوجه.
8- وضع مستحضرات التجميل. [1]

كيف يُشخّص ألم العصب مثلث التوائم؟

عادةً ما يكون التشخيص لألم العصب مثلث التوائم سهلاً نسبياً، ولكنه يعتمد بشكلٍ تام على القصة التي يراجع بها المريض عيادة الطبيب حيث يجب على المريض أن يحدّد:

1- نمط الألم

يكون الألم شديداً صاعقاً، ومركّزاً في منطقةٍ واحدةٍ من الوجه، ولا يدوم لمدةٍ طويلة.


2- توزُّع الألم

يجب أن يوافق مناطق توزُّع فروع العصب مثلث التوائم.

3- مُحرّضات الألم

يتحرّض الألم عادةً بسبب مُنبهاتٍ بسيطةٍ، كاللمس، ومضغ الطعام.

قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى إجراء فحص مفصلٍ للعصب القحفي الخامس، كما أن الصور الشعاعية كالتصوير بالرنين المغناطيسي قد تكون ضروريةً في بعض الحالات لنفي الأمراض الأخرى، أو لتحديد السبب الذي أدى إلى اضطراب عمل العصب مثلث التوائم. في كثير من الحالات يكون السبب المؤدي إلى اضطراب العصب القحفي الخامس أخطر بكثير من الألم الذي يعاني منه المريض، كالأورام. [2]

ما هو تدبير ألم العصب القحفي الخامس؟

على الرغم من كون الحالة المزمنة ومُترقّيةً إلا أن التدبير المناسب لكل حالة يمكن أن يضمن تخفيف الأعراض بشكلٍ كبير، ويتمُّ تدبير الحالة بنمطين من المعالجة: [2]

1- المعالجة الدوائية

1- مضادات الاختلاج: الأدوية من أصناف الكاربمازبين، مثل: تيغريتول (Tegretol)، والكاربترول (Carbatrol)، وهي تُعتبر من الأدوية الفعّالة في تخفيف ألم العصب مثلث التوائم.

2- مضادات التشنُّج: مثل: غابلوفين (Gablofen)، وهذا النمط من الأدوية يعمل على تخفيف تشنُّج عضلات الوجه، وتخفيف الضغط على عصب مثلث التوائم.
3- حقن البوتوكس: حديثاً تمَّ اقتراح حقن البوتوكس كخطّ علاجٍ دوائيٍّ أخير في تخفيف الألم عند المرضى غير المستجيبين للعلاجات الدوائية الأخرى، إلا أن هذا العلاج لا يزال قيد الاختبار.

2- العلاج الجراحي

يمكن معالجة الحالات الشديدة غير المُستجيبة على الأدوية من خلال بعض العمليات الجراحية، مثل: عملية تخفيف الضغط على الأوعية الدموية الدقيقة، والجراحية الشعاعية المُجسّمة للدماغ، وهي إجراءاتٌ كفيلةٌ بتخفيف أو إزالة الألم بشكلٍ نهائي. كما تتمُّ دراسة تقنياتٍ جراحيةٍ حديثة ذات آثارٍ جانبية أخف، ونتائج أفضل على المريض.

المراجع البحثية

1- Trigeminal neuralgia – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, January 26). Mayo Clinic. Retrieved September 27, 2023

2- Trigeminal neuralgia – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2022, January 26). Retrieved September 27, 2023

3- Singh, M. K., MD. (n.d.). Trigeminal neuralgia: practice essentials, background, anatomy. Retrieved September 27, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.