Skip links
طفل خائف يقف جانب لوح مدرسي مكتوب عليه بالانكليزي عبارة العودة للمدرسة

خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة

الرئيسية » المقالات » التعلم » خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

المدرسة هي المكان الذي يتلقّى فيه الطفل التعليم، ويتفاعل من خلاله مع المجتمع، وتعدُّ المدرسة بيئةً تعليميةً مهمّةً تساهم في نموّ وتطور الطفل في مختلف الجوانب الأكاديمية، والاجتماعية، والعاطفية، فبالنسبة للطفل المدرسة هي التي توفر له فرصةً للمعرفة، واكتساب المهارات الأساسية في مختلف المجالات، مثل: القراءة، والكتابة، والرياضيات، والعلوم، كما تساعد المدرسة على تنمية مهارات التفكير النقدي، والإبداع، والتواصل الفعّال. [1]

ما هي أسباب خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؟

هناك عدة أسباب قد تدفع الأطفال إلى الخوف من الذهاب إلى المدرسة، ومن هذه الأسباب: [1]

1- القلق والخوف

قد يعاني بعض الأطفال من القلق والخوف المُفرط من الانفصال عن أفراد عائلتهم، مما يجعلهم يتجنّبون الذهاب إلى المدرسة، ويكون القلق من الانفصال أكثر شيوعاً في مرحلة الروضة أو بداية المرحلة الابتدائية، حيث يكون الطفل لا يزال يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على والديه.

2- التنمُّر والاضطهاد

قد يواجه بعض الأطفال التنمُّر والاضطهاد من قبل زملائهم في المدرسة، فيخشون التعامل مع هذه الأوضاع السلبية، ويخافون من الذهاب إلى المدرسة حتى لا يتعرضوا إلى المزيد من الإهانة أو العنف، حيث يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمُّر والاضطهاد صعوباتٍ نفسيةٍ واجتماعية يمكن أن تؤدي إلى تأثيراتٍ سلبيةٍ على صحة الطفل النفسية والعاطفية، وتراجعٍ في الأداء الأكاديمي، وتدهور العلاقات الاجتماعية.

3- صعوبات التعلُّم

إذا كان الطفل يعاني من صعوباتٍ في التعلُّم، مثل: صعوباتٍ في القراءة، أو الكتابة، أو الحساب، فقد يشعر بالإحباط، والعجز في المدرسة، مما يدفعه لتجنُّب الذهاب إليها.

4- مشاكل الصحة النفسية

قد يواجه الأطفال مشاكل صحيةٍ نفسية، مثل: القلق العام، اضطرابات المزاج، الاكتئاب، أو اضطراب طيف التوحُّد، مما يؤثر على قدرتهم على التواجد في المدرسة، ويدفعهم لتجنُّبها.

5- التجارب السلبية السابقة

إذا كان لدى الطفل تجارب سلبية في المدرسة، كتعرُّضه للمضايقات، أو عدم وجود أصدقاء، أو عدم التوافق مع زملائه، أو تعرُّض الطفل للمعاملة القاسية من قبل المعلمين في المدرسة، مثل: الانتقاد المستمر، والعقاب الجسدي، فقد يشعر بالرفض أو الخوف، ويتجنّب العودة إلى المدرسة.

6- الظروف العائلية غير المستقرة

إذا كان هناك ظروف عائلية صعبة، مثل: العنف الأسري، أو الانفصال، فقد يكون من الصعب على الطفل التركيز في المدرسة، وقد يفضل عدم الذهاب إليها.

ما هي الأمور الواجب اتباعها لحلّ مشكلة خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة؟

1- التواصل والتفهُّم

يجب أن يكون هناك تواصلٌ فعّال، وفتح قنواتٍ للحوار بين الأطفال، والمعلمين، وأفراد الأسرة، وأن يتفهّم البالغون المخاوف، والأمور المُقلقة التي يعاني منها الطفل، وبالتالي يوفرون الدعم العاطفي والتشجيع.

2- التعامل مع التنمُّر

يجب أن تتخذ المدارس إجراءاتٍ فعالةً لمكافحة التنمُّر، وتوفير بيئةٍ آمنةٍ وداعمةٍ للطلاب، وتعزيز التوعية حول هذه المشكلة عن طريق تشجيع الطلاب على الإبلاغ عن أي حالات تنمُّرٍ تحدث.

3- الدعم التعليمي المُخصّص

يتوجب على المدرسة تقديم الدعم التعليمي المناسب للطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلُّم باستخدام استراتيجياتٍ تعليميةٍ مخصصة، وتوفير معلمين مختصين للدعم، والمرافقة لمساعدتهم على تخطّي مشكلاتهم الدراسية.

4- الدعم الصحي النفسي

وذلك من خلال توفير خدمات الدعم الصحي النفسي في المدرسة للطلاب الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية، على سبيل المثال: توفير مستشارين، مدرسيين أو مرشدين نفسيين، لمساعدتهم على التعامل مع القلق، والاكتئاب، وحلّ المشاكل النفسية الأخرى.

5- الدعم الأسري

ينبغي أن يشمل الدعم أيضاً الأسرة، حيث يجب على أفراد الأسرة التواصل مع المعلمين، والمدرسين، والمستشارين المدرسيين، للحصول على تقييمٍ شاملٍ للمشكلات التي تواجه أطفالهم، وتحديد الخطوات المناسبة لدعم الطفل في المنزل والمدرسة.

6- تعزيز الانتماء الاجتماعي

يمكن تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطةٍ مجتمعيةٍ، ورياضيةٍ، وثقافيةٍ خارج المدرسة، وذلك يمكن أن يساعد في بناء الصداقات، والتواصل مع أقرانه بطرقٍ إيجابية. [1]

 ما هي الاستراتيجيات التي يجب اتباعها لتشجيع الطفل على حب المدرسة؟

لتشجيع الطفل على حبّ المدرسة، يمكن اتباع الاستراتيجيات التالية: [2]

1- إنشاء بيئةٍ تعليميةٍ إيجابية

يجب أن تكون المدرسة مكاناً مُحفّزاً ومبهجاً للأطفال، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء بيئةٍ صفيةٍ مُشجّعة، ومليئةٍ بالألعاب التعليمية، والنشاطات التفاعلية، واستخدام تقنيات التعليم الحديثة، والمواد التعليمية المُلهِمة لجذب اهتمام الطفل وتحفيزه.

2- توفير تجارب تعليمية مثيرة

على الدروس أن تكون مثيرةً ومفيدةً للطفل، وأن يتمّ تنظيم رحلاتٍ ميدانية، وتوفير روابط بين المواد الدراسية والعالم الخارجي، وذلك بجعل الدروس ذات صلةٍ بالواقع، واستخدم أمثلةٍ وتطبيقاتٍ عملية، واستضافة ضيوفٍ متخصصين، لإجراء هذه التطبيقات على الدروس المُعطاة.

فحين يرى الطفل كيف يمكن أن تؤثر المعرفة والمهارات على حياته والمجتمع من حوله، فإنه سيكون أكثر اندفاعاً للتعلم، وهذا سيؤدي إلى إضافة قيمةٍ إضافيةٍ لتجربة التعلم والاستكشاف، ويمكن أيضاً توظيف تقنياتٍ تعليميةٍ مبتكرة، مثل: الألعاب، والأفلام التعليمية، لجعل الدروس ممتعةً ومشوقة.

3- تعزيز التواصل الإيجابي

يجب أن يكون هناك تواصلٌ إيجابيٌّ ومستمرٌّ بين المعلم والطفل، حيث يتوجّب على المعلم تقديم التشجيع والمديح للجهود المبذولة من قبل الطفل، وتعزيز ثقته في قدراته التعليمية، ويمكنه أيضاً مشاركة تقدُّم الطفل مع أفراد الأسرة لتعزيز الدعم المنزلي.

4- تكريم وتشجيع التفوُّق

يجب تكريم وتشجيع الإنجازات والجهود المبذولة من قبل الطفل، وذلك بتنظيم حفلات توزيع الجوائز أو تكريم الطلاب المتفوقين في المدرسة، وهذا ما يُعزّز رغبة الطفل في تحقيق النجاح، ويعطيه الثقة في قدراته.

5- تشجيع الاستكشاف والفضول

يجب تشجيع الطفل على استكشاف مجالاتٍ جديدة، وتوسيع معرفته وفضوله من خلال توجيهه نحو مصادر المعرفة الموثوقة، وتشجيعه على البحث والاستكشاف خارج المنهاج الدراسي، فقد يكون العثور على معلوماتٍ جديدة، واكتشاف أفكارٍ مثيرةٍ خارج الفصل الدراسي وسيلةً فعالةً لتعزيز شغفه وفضوله.

6- إظهار الدعم والاهتمام العائلي

يجب تشجيع تفاعل الأسرة مع المدرسة، حيث يمكن لأفراد الأسرة أن يكونوا شركاء في تعزيز حبّ الطفل للمدرسة، وذلك من خلال إظهار الاهتمام والمشاركة في فعاليات المدرسة، وتوفير الدعم المنزلي اللازم.

7- توفير وقتٍ للعب والاسترخاء في المدرسة

يجب أن يكون هناك وقت للعب والاسترخاء والمرح مع الأصدقاء بعيداً عن المذاكرة والمهام المدرسية، فتساهم الاستراحة والترفيه في الحفاظ على شغف الطفل بالتعلم، وتجديد طاقتهم وتركيزهم.

في الختام، يُعتبر حبُّ الطفل للمدرسة أمراً مهماً لنجاحه الأكاديمي وتطوره الشخصي، فإذا نجحنا في تشجيع الأطفال على الاستمتاع بالتعلم، فذلك سيدفعهم لاكتشاف أبوابٍ لا حصر لها للمعرفة والتحقيق الذاتي، حيث إن تعزيز حب الطفل للمدرسة يشكل استثماراً قيماً في مستقبلهم، لأنهم سيتعلمون مهارات الحياة، ويكتشفون إمكاناتهم الكاملة، فعندما يكون للطفل شغف للمدرسة، سيصبح مستعداً لمواجهة التحديات، والاستفادة من الفرص التعليمية المتاحة له.

المراجع البحثية

1- Langer, E. J. (2016). The Power of Mindful Learning (Reprint edition). Da Capo Lifelong Books. Retrieved December 14, 2023

2- Sullo, R. A. (2009). The Motivated Student: Unlocking the enthusiasm for learning. ASCD. Retrieved December 14, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.