Skip links
تلسكوب رومان الفضائي وسط الفضاء على شكل أسطوانة سداسية الشكل ولها عدسة في الأمام ويظهر خلف التلسكوب مجرة لونها زهري

تلسكوب رومان الفضائي مشروع المستقبل لرؤية الكون بعين أوسع

الرئيسية » المقالات » الفضاء » تلسكوب رومان الفضائي مشروع المستقبل لرؤية الكون بعين أوسع

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

استطاع تلسكوب هابل منحنا صورةً مختلفةً عن الصورة التي نعرفها عن الكون إلا أن العمر الافتراضي للتلسكوب اقترب من نهايته، وقريباً سنحتاج أداةً جديدةً تُكمل ما بدأه هابل، وهنا يأتي تلسكوب رومان الفضائي (Roman space telescope).

مشروع المستقبل القريب

بدأت فكرة إطلاق تلسكوب جديد تُمثّل نسخةً مطورةً من تلسكوب هابل في عام 2011 لكن حينها لم تتعدَّ الفكرة أكثر من كونها دراسة، وذلك إلى عام 2016 حيث أعلنت ناسا عن مشروع تلسكوب رومان، والذي سمِّي حينها بتلسكوب المسح الفضائي بالأشعة تحت الحمراء واختصاراً (WFIRST). يهدف المشروع بشكل رئيسي إلى استكمال مهمة تلسكوب هابل، وهو استكشاف الفضاء العميق (Deep field space)، والإجابة عن الكثير من الأسئلة التي طرحها هابل من استكشاف الطاقة السوداء (Dark energy)، وتحديد فيما إذا كانت هي المُسبّب وراء التوسُّع المستمر للفضاء.

ما الذي يُميّز تلسكوب رومان الفضائي؟

المميَّز في هذا المشروع هو قدرة التلسكوب المُفترضة للرؤية في مجال واسع (Wide field of view)، فعلى الرغم من التقاط تلسكوب هابل للعديد من الصور البعيدة جداً عن كوكبنا، فإننا نجد أن تجميع هذه الصور ضمن صورة واحدة لا يُمثّل سوى جزءٍ صغيرٍ جداً من الفضاء غير المُستكشَف، وفي المقابل فإن تلسكوب رومان يستطيع التقاط صور ضمن مجال واسع جداً يفوق مجال هابل 100 مرة، وذلك عدا الدقَّة التي يمتلكها، والتي تجعل من صوره مفيدةً في دراسة النجوم البعيدة جداً. [1]

إلا أنه على الرغم من وجود هذه الاختلافات التي تُميّز تلسكوب رومان عن تلسكوب هابل يبقى التشابه بينهما كبير، فكلاهما يلتقط الأشعة الضوئية التي تتراوح بين الأشعة المرئية والأشعة قرب التحت حمراء، وذلك الأمر أعطى لتلسكوب رومان اسماً آخر، وهو (تلسكوب هابل الأم).

من فكرة إلى دراسة إلى مشروع

إن تلسكوب رومان لم يكن سوى فكرة في عام 2011 حيث تمَّ اقتراح بناء تلسكوب مؤلفٍ من عدسةٍ مؤلفةٍ من ثلاث مرايا مُصححة (في تصميم مشابه لتصميم تلسكوب هابل). لكن في عام 2012 تمَّ اقتراح الاعتماد على أجهزة تلسكوب مُستعمَلة تابعةً لمكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي الذي اقترح التبرُّع باثنين من أجهزة التلسكوب لديه نفس حجم تلسكوب هابل، ولكن ببعدٍ بؤريّ أقلّ (أي بمجال رؤية أوسع)، ومنه تبلورت فكرة بناء جهاز تلسكوب شبيهٍ بتلسكوب هابل. [2] [3]

لكن بمجال رؤية أكبر كي تصبح فكرة التلسكوب فكرةً حقيقيةً في عام 2016 حينما تمَّ الإعلان عنه كجهاز رصدٍ فضائي مزوَّد بكاميرتين الأولى للتصوير بعدسة واسعة الرؤية، والثانية قادرة على رصد الكواكب والنجوم الصغيرة والبعيدة جداً عن التلسكوب.

ما الذي جعل تلسكوب رومان مميزاً في عصرنا هذا؟

في عام 2021 تمَّ إطلاق تلسكوب جيمس بنجاح، واستطاع منذ أول سنوات عمله اكتشاف العديد من النجوم البعيدة التي لم يستطع تلسكوب هابل اكتشافها، وذلك خلال بداية دورة عمله فقط، ومع مرور الزمن يستطيع تلسكوب جيمس ويب تحقيق المزيد من الإنجازات مما قد يثير التساؤل عن الفائدة من إرسال تلسكوب فضائي جديد في المستقبل القريب.

على الرغم من كون تلسكوب رومان الأحدث بين التلسكوبات الفضائية (رومان، جايمس، هابل)، فهو مشروع لم يتمّ إطلاقه بعد إلا أن التقنية الموجودة داخل تلسكوب جيمس ويب ستبقى الأفضل والأقوى لاستكشاف المجرات البعيدة بدقة أكبر لأنه مازال التلسكوب الوحيد القادر على التقاط الأشعة تحت الحمراء (مقارنةً بالأشعة قرب التحت الحمراء، والأشعة المرئية في تلسكوب رومان)، وهذه الأشعة هي الوحيدة التي تصلنا من المجرات البعيدة بسبب ظاهرة الانزياح الأحمر (Red shift).

ما هو هدف تلسكوب رومان الفضائي؟

هدف تلسكوب رومان ليس استكشاف مجرات مفردة بعيدة على العكس هو يسعى إلى استكشاف الفضاء البعيد بشكل واسع، والحصول على صور الفضاء بمجال رؤية واسع جداً قد نحتاج العديد من الصور من تلسكوب جيمس ويب كي نحصل على مجال رؤية مشابه لذلك الموجود في تلسكوب رومان.[4] بالإضافة إلى أن المهمة الخاصة بتلسكوب رومان هي استكمال ما بدأه تلسكوب بلانك (Planck telescope) في عام 2009 حتى عام 2013 من تحديد الأسباب وراء التوسُّع المستمر للفضاء والتحرك المستمر للكواكب، وذلك الأمر الذي سيساهم في تحقيق فهم أكبر للفيزياء الكونية.

إطلاق متأخر

على الرغم من كون الإعلان الرسمي عن مشروع تلسكوب رومان مازال حديثاً في 2016 إلا أن الإطلاق الرسمي للتلسكوب لم يكن بعيداً أبداً في بدايات ال 2020 إلا أن مشاكل في التطوير بالإضافة إلى جائحة (COVID-19) التي ضربت العالم في عام 2019 أجبرت على تأخير هذا الموعد. وفي عام 2020 أعلنت ناسا عن الاسم الجديد الكامل للمشروع (Nancy Grace Roman Space Telescope) نسبةً إلى عالمة الفضاء الراحلة  (Nancy Grace Roman).

في عام 2021 اجتاز المشروع المراجعة النقدية للتصميم (CDR) بالإضافة إلى الإعلان عن الموعد النهائي لإطلاق التلسكوب في عام 2027. على الرغم من عدم انطلاق المهمة بعد، يُعتبر تلسكوب رومان أحد أكثر المشاريع المنتظرة لما قد يقدمه من قدرات وصور ستمنحنا صورةً أوسع عن صورة الكون المعروفة لدينا. [5] [6]

المراجع البحثية

1-Northon, K. (2016, February 18). NASA introduces new, wider set of eyes on the universe. NASA. Retrieved May 3, 2023

2- Green, J. (2012, August 20). Wide-Field InfraRed Survey Telescope (WFIRST) Final Report. arXiv.org. Retrieved May 3, 2023

3- Overbye, D. (2012a, June 4). Ex-spy telescope may get new identity as a space investigator. The New York Times. Retrieved May 3, 2023

4- Nancy Grace Roman Space Telescope. (n.d.). Roman Space Telescope. Retrieved May 3, 2023

5- Lea, R. (2023). What is the Nancy Grace Roman Space Telescope? Space.com. Retrieved May 3, 2023

6- Balzer, A. (2021). NASA Confirms Roman Mission’s Flight Design in Milestone Review NASA. Retrieved May 3, 2023

7- Main Photo: NASA‘s Goddard Space Flight Center

This website uses cookies to improve your web experience.