Skip links
رمز غاز الرادون RN

الرادون وسرطان الرئة

الرئيسية » المقالات » الطب » الرادون وسرطان الرئة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الرادون من أهمّ مصادر الإشعاع الطبيعي الخطر، فهو غازٌ لا رائحة له، ولا طعم، ولا يمكن رؤيته، واستنشاق كمياتٍ كبيرةٍ من غاز الرادون المتراكم في الأبنية والمنازل، يمكن أن يتسبّب في الإصابة بسرطان الرئة.

ما هو الرادون وأشكاله؟

الرادون (Rn) غازٌ مُشعٌّ طبيعيّ ينتج من تفكك اليورانيوم 238-، والثوريوم 232-، والراديوم 226-، في الصخور، والتربة، والمياه، ومواد البناء، ويُصنّف من الغازات النبيلة، فهو يتحرر من أي روابط كيميائية ترتبط به، فينتقل مسافاتٍ كبيرةٍ في الهواء، ويمكن أن يصل إلى المياه الجوفية، ويلوثها. له نظائر كثيرة منها: المستقر، والمُشع، ويُعتبر الرادون 222- النظير المُشع الخطر، الذي يتفكك مُصدراً جسيمات ألفا بنصف عمر حوالي 3.8 يوم. [1]

ما هي مصادر الرادون؟

 للرادون مصادر متعددة نذكر منها: [2] [3]

1- الصخور

تحتوي صخور الغرانيت والفوسفات على كمياتٍ كبيرةٍ من اليورانيوم، والراديوم، ونتيجة تفكك هذه العناصر ينتج الرادون، ومنها يمكن أن يتسرّب إلى التربة أسفل المباني مُتسبّباً في انتقال وانتشار غاز الرادون في هواء المباني.

2- المياه

يمكن أن يتواجد في المياه، ولاسيّما المياه الجوفية، نتيجة حفر الآبار أو مضخات المياه في المناطق الغنية باليورانيوم، فإذا ما استخدمت تلك المياه في الاستحمام أو غيره من الأغراض، وينتشر في الهواء مؤدياً استنشاقه بكمياتٍ كبيرة إلى أخطار صحية.

3- مواد البناء

تحتوي مختلف مواد البناء على تراكيز عالية من الراديوم 226- ذلك العنصر الذي يتفكك متحولاً إلى الرادون 222- بإصدار جسيمات ألفا، وهذه المواد تُعتبر المصدر الهام الذي يُسبّب تسرُّب غاز الرادون إلى المباني، والأماكن المغلقة.   

ما هي آليات انتشاره في المنازل والأماكن المغلقة؟

يوجد الرادون في الهواء بنسبٍ (تراكيز) منخفضة، وهذه النسب تزداد في المباني والأماكن المغلقة، وتتفاوت تراكيزه في الأماكن المغلقة بين البلدان، وذلك بسبب عدة عوامل منها: المناخ، وسائل التهوية، تقنيات البناء. ويتراوح تركيزه في الهواء بين 5 بكرل/ متر مكعب، و15 بيكرل/ متر مكعب، وهي سوياتٌ قليلة سرعان ما تتلاشى في الهواء، لكن المشكلة أن تراكم هذه الكميات من غاز الرادون في المباني والأماكن المغلقة، ينتج عنها تراكيز عالية من الغاز، ويمكن أن ينتشر في المباني، والأماكن المغلقة بعدة آلياتٍ منها: [4]

1- الطرق التي يمكن من خلالها تسرُّبه إلى المباني، مثل: النوافذ، والشقوق، والفراغات في جدران المباني.

2- طبيعة التربة التي بنيت عليها المنازل، ومدى غناها باليورانيوم.

3- تصميم المباني، ومنافذ التهوية.

كما وجد أنه في أقبية المباني والمناجم يكون تراكيز غاز الرادون عالية، وتصل إلى 10 آلاف بكرل/ متر مكعب.

ما هي آلية تحديد تركيز غاز الرادون؟

يمكن تحديد تركيز غاز الرادون في الهواء انطلاقاً من معدل تفككه الإشعاعي في الهواء، حيث يستخدم كاشف سيليكوني لرصد جسيمات ألفا الناتجة عن عمليات التفكك الإشعاعي لنوى البولونيوم Po-210، والرصاص Pb-218، وميزة هذا الكاشف قدرته على تمييز الرادون عن نواتجه من طاقات جسيمات ألفا الناتجة عنه، وعن نواتجه.

كيف نخفض تركيز الرادون؟

هناك أساليب عديدة بسيطة، وفعالة، ومستدامة، وقليلة التكاليف لخفض تركيزه في المباني، والأماكن المغلقة منها:

1- التهوية الجيدة، ولاسيّما في الأقبية.

2- إحكام سدّ الشقوق والثقوب في الجدران والأرضيات.

3- إحكام عزل الجدران.

4- أن تشمل قوانين البناء تركيب نظامٍ خاصٍّ يمنع تراكم غاز الرادون.

5- إجراء اختباراتٍ دوريةٍ للمنازل، وأماكن العمل المغلقة، لتحديد تركيزه.

ما هي أخطار التعرُّض للرادون؟

يمثل الرادون حوالي نصف الجرعة السنوية من الإشعاع التي يتعرّض لها الناس، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن استنشاق غاز الرادون يتسبّب في نسبٍةٍ تتراوح بين 2 و15 بالمئة من مجموع حالات الإصابة بسرطان الرئة، وتزداد هذه النسبة لدى المدخنين، حيث صنفته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ((IARC) International Agency for Research on Cancer)، والبرنامج الوطني للسُّموم (National Toxicology Program (NTP)) ضمن قائمة المواد المسرطنة.

والتي تشمل التبغ، والبنزين، وغيرها، وتحدث معظم وفيات سرطان الرئة المرتبط بالرادون لدى الأشخاص المدخنين في حين تكون بنسبة حوالي 10 بالمئة لدى غير المدخنين. يُعتبر الأطفال أكثر عرضةً لمخاطر الإصابة بسرطان الرئة في حال استنشاق تراكيز عالية من غاز الرادون، بسبب صغر حجم الرئة عند الأطفال، وطبيعة التنفس لديهم، فنتيجة معدلات الاستنشاق السريعة تكون جرعة الإشعاع عند الأطفال أعلى مقارنةً مع البالغين.

يتفكك الرادون 222- منتجاً الوليدات، مثل: البولونيوم 218-، والرصاص 214-، وغالباً ما تتعلق هذه الجسيمات بالغبار، واستنشاق الهواء الملوث بالغبار يؤدي إلى دخولها إلى الجهاز التنفسي، فتترسب هذه المواد المُشعّة في الخلايا المُبطّنة للمسالك الهوائية، وإتلافها للحمض النووي يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة. تستمرُّ هذه المواد المُشعّة بالتفكك مصدرةً جسيمات ألفا التي تتصف بعمر نصفي طويل، والتي تبقى لفترةٍ زمنيةٍ طويلة تصل لعدة أعوام داخل الرئتين مسببةً على المدى الطويل سرطان الرئة. [5]

هل هناك فحوصات طبية يمكن من خلالها الكشف عن الرادون ووليداته؟

لا يمكن بالاختبارات الطبية الكشف عن الرادون المترسّب في الأنسجة، ولكن يمكن الكشف عن بعض نواتج تفككه (وليداته) بفحص البول دون تحديد كميتها.

العلاج بالرادون

إلى جانب أخطار الرادون ووليداته، هناك فوائد عديدة في حالة الاستحمام بالمياه الغنية به، فالرادون المُنحلُّ في الماء يخترق الجلد، ويفيد في العلاجات التالية: [6]

● يعالج التهابات المفاصل، والأعصاب، والروماتيزم، ويخفّف الألم.

● يعالج ارتفاع ضغط الدم، ويُقلّل مستويات الكوليسترول في الدم.

● يزيل الأرق.

● يعمل على تنظيم الدورة الشهرية.

● يعالج مشاكل البروستات، والالتهابات البولية.

● يعمل كمضاد تحسُّس.

يجب أن يكون زمن الاستحمام في هذه المياه لا يتجاوز ثلاثين دقيقة، وعلى فتراتٍ متناوبة، وأن تكون تراكيز غاز الرادون في مياه الحمامات لا تتجاوز الحدود المسموحة التي أقرتها منظمات الصحة العالمية، وإلا يمكن أن يكون مُسبّباً للسرطانات، ولاسيما سرطان الرئة. هناك من اعترض على العلاج بمياه الحمامات الحاوية عليه والذي يمكن أن ينتشر من المياه إلى الهواء، ويستنشقه المريض، وبالتالي يمكن أن يشكل خطورةً على المرضى.  

المراجع البحثية

1- UKradon – What is radon? (n.d.). Ukradon.org. Retrieved January 20, 2024

2- Where is radon found? (2023, May 26). Cdc.gov. Retrieved January 20, 2024

3- Sources of radon. (n.d.). Säteilyturvakeskus STUK. Retrieved January 20, 2024

4- Radon. (n.d.). Who.int. Retrieved January 20, 2024

5- What is Radon and How are We Exposed to It? (2023, August 18). Iaea.org. Retrieved January 20, 2024

6- Radon therapies. (n.d.). Federal Office for Radiation Protection. Retrieved January 20, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.