Skip links
صورة أشعة سينية للأسنان

المعالجة اللبّية للأسنان – ما هي اختلاطاتها وطرق علاجها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتمتّع المعالجات اللبّية (معالجات الأقنية الجذرية) بمعدّلات نجاحٍ عاليةٍ رغم أنها إجراءاتٌ صعبةٌ ودقيقة، خاصةً في الحالات ذات التشريح السنّي المُعقّد. قد تنشأ بعض المضاعفات، أو الاختلاطات أثناء، أو بعد إجراء علاج قناة الجذر بسبب سوء فهم التشريح السنّي، أو بسبب الأخطاء الناجمة عن استخدام الأدوات الطبية.

كما قد تفشل معالجة قنوات الجذر بسبب استمرار العدوى البكتيرية أو إعادة العدوى الناتجة عن التحضير، والتنظيف غير الكافي للقنوات، وإجراءات الحشو غير المناسبة، والترميمات السيئة. يعتمد علاج الاختلاطات بالدرجة الأولى على تشخيص السبب الأساسي للعدوى المُتكرّرة وإصلاحه. الألم والانزعاج بعد المعالجة هو من الأعراض الشائعة بعد إجراء المعالجة اللُّبّية، ويجب أن يزول خلال عدة أيام أو أسابيع.

إذا استمر الألم أو ظهر بعد شهورٍ أو سنواتٍ من المعالجة، فهذا يشير إلى فشل العلاج، ويجب تأكيد عملية الشفاء سريريًا وشعاعيًا، حيث تعدُّ الفحوصات الشعاعية أساسيةً لتقييم نتائج معالجة الأقنية الجذرية. [1]

اختلاطات المُعالجة اللبّية

تُصنّف بشكلٍ عام إلى أربع اختلاطات:

1- الاختلاطات المُتعلّقة بفتح الحجرة اللبّية

1- عدم إزالة كافة النخر، مما يؤدي إلى تلوُّث وإعادة إصابة قناة الجذر المُحضّرة باللعاب والبكتيريا، مما يؤدي إلى فشل المعالجة اللبّية، وضرورة إجراء إعادة معالجة للأقنية الجذرية.

2- عدم إزالة كافة سقف الحجرة اللبّية، وبالتالي صعوبة الوصول إلى مداخل الأقنية الجذرية، وتحضيرها بشكلٍ جيد.

3- بقاء قنواتٍ مفقودةٍ غير مُعالجة بسبب عدم تحديد مدخل القناة، حيث يمكن أن يكون تشريح القناة الجذرية معقّدًا ومتغيّراً، والاستخدام المُتزايد للصور الشعاعية ثلاثية الأبعاد المُتقدّمة (CBCT) يساعد بشكلٍ كبيرٍ في تقليل هذه الأخطاء.

4- انكسار التاج، والذي تتمُّ ملاحظته بشكلٍ مباشر، ويعالج بوضع تاجٍ مؤقّت.

5- حدوث انثقابٍ أثناء تحضير حفرة الوصول (فتح الحجرة اللبّية)، قد يكون الانثقاب إما في أرض الحجرة اللبّية، أو يكون بشكلٍ جانبي، وغالباً يحدث الانثقاب أثناء البحث عن فوّهات الأقنية الجذرية، يلاحظ الانثقاب عند تسرُّب اللعاب داخل الحجرة اللبّية، ويتمُّ التأكد منه بوضع مبردٍ صغيرٍ بفوهة الانثقاب، وأخذ صورةٍ شعاعية، يجب إصلاح الانثقاب في أسرع وقتٍ ممكن من أجل تقليل الضرر الذي قد يلحق بالأنسجة الداعمة، والمواد المُستخدمة لسدّ الانثقاب هي الأملغم، والـ (MTA).

2- اختلاطات تحضير الأقنية الجذرية

يعتمد نجاح المعالجة اللبّية بشكلٍ رئيسي على تحضير وتشكيل قناة الجذر بفعالية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التحضير الميكانيكي- الكيميائي، يتمُّ تقييم جودة تحضير القناة بشكلٍ سريري وشعاعي. سريرياً، يمكن تحديد دقة تحضير القناة عن طريق إدخال الأداة اليدوية في قناة الجذر، والتأكد من أن الأداة يمكنها الوصول بسلاسةٍ إلى طول العمل الكامل للقناة، يمكن تأكيد ذلك شعاعياً بوضع أداةٍ أو مبردٍ داخل القناة ثم إجراء صورةٍ ذروية، والتأكد من أن المبرد أو الأداة واصلٌ إلى ذروة الجذر. [1] [2]

تشمل اختلاطات التحضير التي يمكن أن تحدث أثناء العمل: [3]

انسداد القناة الجذرية

يتضمّن انسداد القناة وجود عائقٍ في قناة كانت مفتوحةً سابقًا، ينتج عن تراكم برادة العاج الناتجة عن تحضير الجدران أو الأنسجة المُتبقّية في الجزء الذروي من القناة، ويُلاحظ انسداد القناة عندما لا يمكن الدخول بالمبرد إلى كامل طول العمل في القناة، ويمكن أن يكون الانسداد مرتبطًا بتقنية الأدوات المُستخدمة.

تشكل الدرجة

يتمُّ ربط تشكُّل الدرجة بدرجة انحناء القناة، وتصميم الأداة اليدوية المختارة للعمل، يمكن أن ينتج تشكُّل الدرجة عند استخدام أدواتٍ غير مرنةٍ لتحضير القناة. تحدث الدرجة عادةً على الجانب الخارجي من انحناء القناة كمنصةٍ يمكن أن تشكّل تحدّيًا لتجاوزها.

نقل القناة

ينتج عن ميل الأداة لتقويم القناة المُنحنية، مما يؤدي إلى انحراف مسار القناة الرئيسي عن مسارها الأصلي، ويمكن اكتشاف نقل القناة شعاعيًا نتيجةً لتقويم القناة المُنحنية.

كسر الأدوات داخل القناة

يمكن أن يحدث كسر الأدوات اليدوية نتيجةً للإجهاد الالتوائي أو التعب من الاستخدام المتكّرر للأدوات، كما يرتبط كسر الأدوات اليدوية بنصف قطر وزاوية انحناء القناة، كما يمكن كسر الأدوات الآلية نتيجة زيادة القوى الدوّارة المُطبّقة، والاستخدام المتكّرر للأدوات، ونقص خبرة الطبيب.

كسر جذر السن

يمكن أن يحدث كسر القناة الجذرية عندما تكون القوى المستخدمة خلال تحضير القناة أكبر من الحدّ المرن لجدار القناة الجذرية، ويكون عادةً من الصعب تشخيص ومعالجة الجذور المُتشقّقة أو المكسورة.

 3- الاختلاطات المتعلقة بالإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم

استخدم هيبوكلوريت الصوديوم (NaOCl) كسائل إرواءٍ مضادٍّ للبكتيريا منذ عام 1920 لتعقيم الأقنية الجذرية، ورغم أن معالجة قنوات الجذر هي إجراءٌ سريريٌّ متكررٌ مع احتماليةٍ ضعيفةٍ لوجود آثارٍ سلبيةٍ له، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تأثيراتٍ مدمّرة على الأنسجة الرخوة والأعصاب في حالة اندفاعه خارج ذروة الجذر.

حيث يمكن أن يسبّب أكسدة البروتين والليبيد على الأغشية، مما يؤدي إلى حدوث تورُّمٍ وأذيةٍ على النُّسج الرخوة، وتقرُّحاتٍ على الجلد، وتُعتبر المضاعفات العصبية نادرة، ولكن يمكن أن يحدث في بعض الحالات شعورٌ بالخدر، والتنميل، وفقدان الإحساس على فروع العصب مثلث التوائم، وقد تستغرق الحالة عدة أشهر لتتعافى تمامًا.

يعتمد العلاج على مدى وسرعة تورُّم الأنسجة الرخوة، وقد يستدعي الحاجة إلى دخول المستشفى بشكلٍ عاجل، وإعطاء الستيرويدات والمضادات الحيوية عن طريق الوريد، وقد تكون هناك حاجة أيضًا إلى التصريف الجراحي أو تنظيف الأنسجة، حسب مدى وطبيعة التورم والتموُّت النسيجي. [4]

 4- الاختلاطات المتعلقة بحشي الأقنية الجذرية

الحشو الزائد للقناة

الحشو المتجاوز لذروة السن قد يسبّب آفاتٍ ذروية، ويزيد احتمالية فشل المعالجة بنسبة أربع أضعاف مقارنةً بالقنوات ذات الحشو الناقص، يعتمد تدبير هذه الحالات على طريقتين أساسيتين هما: [5] [6] [7]

1- العلاج غير الجراحي الذي يهدف إلى إزالة مادة حشي القناة الجذرية بالكامل، وإعادة تحضير وتجهيز القناة، العامل الأساسي في نجاح هذه الطريقة هو إزالة كل بقايا الحشوة السابقة، حيث إن هذه البقايا تعطل عملية التحضر الميكانيكي – الكيميائي للقناة، وتمنع تصحيح الأخطاء المرتبطة بالعلاج السابق، وتساعد تقنية التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد CBCT في تأمين التشخيص، والتخطيط الدقيق لمثل هذه الحالات.

2- العلاج الجراحي: يوصى بالجراحة في حالة التجاوز المُفرط للمادة الحاشية التي تؤدي إلى آفاتٍ حول الذروة مع وجود أعراض، وأكياس حول ذروية ذات تجاويف مغلفة بالكامل ببطانة ظهارية. تهدف الجراحة اللبّية إلى إزالة الآفات حول الذروية، واستعادة صحة ووظيفة الأنسجة المحيطة بالأسنان.

ويتضمن هذا الإجراء الجراحي، والمعروف بقطع الذروة تجريف الآفة الذروية يليها استئصال نهاية (ذروة) الجذر بمقدار حوالي 3 ميلي متر، وعمل ختمٍ ذروي بالطريق الراجع، توجد العديد من السلبيات لهذه الطريقة، مثل: محدودية الوصول لمنطقة الآفة، خطر الكسور أو الشقوق في نهاية الجذر، وقصر الجذر، وانخفاض نسبة طول التاج إلى الجذر، والحاجة إلى معدّاتٍ عالية التكلفة، مثل: الأنظمة فوق الصوتية، والمجاهر الجراحية.

الحشو الناقص للقناة

الحشو الناقص غير الواصل إلى ذروة السن يؤدي إلى تشكل آفاتٍ ذروية، وفشل المعالجة اللبّية في كثيرٍ من الحالات، ويجب إعادة المعالجة، وتفريغ القناة من مادة الحشو بشكلٍ كامل، وإعادة الحشو بطولٍ مثالي حتى ذروة السن بعد التحضير الجيد، والإرواء الكثيف لتعقيم الأقنية كيميائياً.

الختم الذروري غير الصحيح

يعدُّ الختم الذروي الجيد ضروري لمنع دخول أي كائناتٍ دقيقةٍ موجودةٍ في البيئة المحيطة بالذروة، حيث إن التسريب الذروي يُعتبر عاملًا مُحتملاً لفشل العلاج اللبّي.

المراجع البحثية

1- Seracchiani, Marco & Testarelli, Luca & Miccoli, Gabriele & Zanza, Alessio & Del Giudice, Andrea. (2020). Possible Complications of Endodontic Treatments. The Journal of Contemporary Dental Practice. Retrieved November 5, 2024

2- Rhael, M. (2015, November 20). Endodontic complications [Slide show]. SlideShare. Retrieved November 5, 2024

3- An Update on Root Canal Preparation Techniques and How to Avoid Procedural Errors in Endodontics. Sciencedirect. (2021). Retrieved November 5, 2024

4- Perotti, S., Bin, P., & Cecchi, R. (2018). Hypochlorite accident during wndodontic therapy with nerve damage – A case report. PubMed, 89(1), 104–108. Retrieved November 5, 2024

5- Soufdoost, R. S., Ghomi, A. J., & Labbaf, H. (2020). Endodontic management of a tooth with apical overfilling and perforating external root resorption: A case report. Clinical Case Reports, 8(12), 3277–3282. Retrieved November 5, 2024

6- Pai, A. V., Shrikrishna, S. B., & Shah, N. (2014). Surgical management of overfilled gutta-percha and root capping with mineral trioxide aggregate in a young patient. Journal of Interdisciplinary Dentistry, 4(3), 148. Retrieved November 5, 2024

7- Tabassum, S., & Khan, F. R. (2016). Failure of endodontic treatment: The usual suspects. European Journal of Dentistry, 10(01), 144–147. Retrieved November 5, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.