نوم الطفل المستقل عن والديه – ما هو العمر المناسب وإيجابياته؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
نوم الطفل هو موضوعٌ هامٌّ جداً للآباء، والأمهات، والمختصين في مجال صحة الطفل، فالنوم الكافي والجيد ضروري لنمو الطفل وتطوره بشكلٍ سليم سواءً من الناحية الجسدية، أو العقلية، أو العاطفية، لكن لابدّ من وجود تحدياتٍ تعرقل نوم الطفل بشكلٍ عميقٍ وجيد أبرزها مرحلة فصل نوم الطفل عن أهله، وهذا موضوع مقالنا التالي.
في أي عمرٍ يجب فصل نوم الطفل عن والديه؟
في الواقع لا يوجد عمرٌ محدّدٌ يتفق عليه جميع الخبراء لفصل نوم الطفل عن والديه، فبعض الأطفال قد يكونون مستعدين لهذه الخطوة في وقتٍ مبكر بينما قد يحتاج آخرون لوقتٍ أطول، كما يعتمد هذا القرار على عدة عوامل، منها: ثقافة الأسرة، وظروفها، وحاجات الطفل الفردية.
لكن بناءً على توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ينصح بمشاركة غرفة النوم، وليس السرير مع الطفل خلال الستة أشهر الأولى على الأقل، ويفضل حتى عمر سنة، فهذا يساعد على استمرار الرضاعة الطبيعية، ويقلل من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS). [1]
ما هي إيجابيات فصل نوم الطفل عن والديه؟
إن فصل نوم الطفل عن والديه له العديد من الإيجابيات التي يمكن أن تفيد كلاً من الأهل والطفل منها: [1]
1- تطوير الاستقلالية
إن نوم الطفل بشكلٍ منفصل عن والديه يساعده على تعلم الاعتماد على نفسه، كما يعزز الثقة بالنفس، والقدرة على حل المشكلات البسيطة.
2- تحسين جودة النوم
فالنوم المستقل يؤدي إلى نومٍ أعمق وأكثر استمراريةً لأنه يقلل من الاضطرابات المتبادلة بين نوم الوالدين والطفل.
3- تطوير مهارات النوم الصحية
النوم المستقل يساعد الطفل على تعلم كيفية تهدئة نفسه، والعودة إلى النوم بمفرده، كما يساهم في تأسيس روتين نومٍ منتظم.
4- تحسين العلاقة بين الوالدين
لأنه يوفر للوالدين خصوصيةً أكبر، ووقتاً مشتركاً أكثر سوياً، بالإضافة إلى أنه يقلل من التوتر والإرهاق المرتبط بالاستيقاظ المتكرر.
5- تطوير مهارات التكيف
إن النوم المستقل يساعد الطفل على تعلم التعامل مع التغييرات والتحديات الصغيرة، ويعزز المرونة العاطفية.
6- بناء حدودٍ عائليةٍ صحية
ذلك لأنه يساعد في تعليم الطفل احترام الخصوصية والمساحة الشخصية، وفهم الحدود الأسرية المناسبة.
7-تعزيز الإبداع والخيال
قد يشجع النوم المنفصل الطفل على اللعب المستقل، واستخدام خياله في غرفته الخاصة.
8- تحسين التواصل الأسري
من خلال خلق فرصٍ لتعزيز التواصل مع الوالدين عن طريق روتين وقت النوم، مثل: قراءة القصص.
كيف يمكن نقل الطفل إلى غرفته المستقلة؟
هناك عدة طرق فعالة لتسهيل انتقال الطفل إلى غرفته الخاصة، ومن بعض الاستراتيجيات المفيدة في هذا الخصوص: [1]
1- التدرج في الانتقال
ويعني ذلك البدء بقيلولة النهار في غرفة الطفل الخاصة ثم الانتقال تدريجياً إلى النوم الليلي بدءاً بجزءٍ من الليل وهكذا.
2- تهيئة بيئة نومٍ مريحةٍ ومألوفة
كاختيار ألوان هادئة ومريحة للغرفة، ووضع بعض الألعاب المفضلة أو الدمى فيها، واستخدام ضوءٍ خافتٍ لتوفير الراحة.
3- إنشاء روتين نومٍ ثابت
وذلك بتحديد وقتٍ ثابت للنوم كل ليلة، والقيام بأنشطةٍ مهدئة، مثل: القراءة، أو الغناء، فهذا الروتين المنتظم يخلق شعوراً بالأمان.
4- استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي
وذلك بمدح الطفل، والثناء عليه عندما ينام في غرفته، ومكافأته بهدايا بسيطة، والسماح له باختيار بعض عناصر غرفته أو ملابس نومه.
5- استخدام أجهزة مراقبة الطفل
فهذه الأجهزة تطمئن الوالدين، وتسمح بالاستجابة السريعة عند الحاجة.
6- التحلي بالصبر
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هذه العملية تستغرق وقتاً، وقد تكون هناك ليال صعبة، لذلك من المهمّ الثبات على هذا النهج حتى إذا واجه الأهل بعض المقاومة في البداية.
7- مراعاة المخاوف
يجب الاستماع إلى مخاوف الطفل، والتعامل معها بجدية، على سبيل المثال: يمكن اختلاق حيلة مثل: رش رذاذٍ طارد الوحوش أو حيل مماثلة لطمأنة الأطفال الذين يخافون من الظلام.
ما هي العلامات التي تدل على استعداد الطفل للنوم بمفرده في غرفةٍ مستقلة؟
توجد عدة علاماتٍ يمكن أن تشير إلى استعداد الطفل للنوم بمفرده في غرفةٍ مستقلة، ومن المهمّ ملاحظة أن كل طفل يتطور بوتيرته الخاصة، لذا فإن هذه العلامات قد تظهر في أوقات مختلفة لكل طفل، ومن أهمها: [2]
1- العمر
معظم الأطفال يكونون مستعدين بين عمر السنة و3 سنوات، وبعضهم يكونون جاهزين في وقتٍ أبكر أو أكثر تأخراً.
2- القدرة على النوم لفتراتٍ أطول
أي إذا كان الطفل يستطيع النوم لفتراتٍ متواصلة تمتدُّ من 4 إلى 6 ساعات دون استيقاظ، ويحتاج إلى عدد أقل من الرضعات الليلية بالنسبة للرضع.
3- مهارات التهدئة الذاتية
إذا كان الطفل قادراً على تهدئة نفسه، والعودة إلى النوم بدون مساعدة الوالدين، كاحتضان دميته المفضلة مثلاً.
4- تطور الاستقلالية عند الطفل
وذلك بإظهار الطفل رغبة في القيام بأموره الخاصة بنفسه، والاستمتاع باللعب وحده لفتراتٍ قصيرة.
5- التواصل الجيد
أي أن الطفل قادر على التعبير عن احتياجاته بشكلٍ واضح (سواءً بالكلام أو الإشارة)، ويمكنه فهم التعليمات البسيطة، وروتين وقت النوم.
6- الاهتمام بالمساحة الخاصة
وذلك بكون الطفل يظهر اهتماماً بأن يكون له مكان خاص به، ويستمتع بقضاء الوقت في غرفته أثناء النهار.
7- الشعور بالأمان في البيئة المنزلية
وذلك عندما يتحرك الطفل بثقةٍ في أنحاء المنزل، ولا يظهر خوفاً شديداً من الظلام أو الأصوات المألوفة في المنزل.
8- التكيف مع التغييرات
أي يتكيف بسهولة مع التغييرات الصغيرة في الروتين، ولا يظهر ضيقاً شديداً عند النوم في أماكن جديدة (أثناء السفر مثلاً).
9- القدرة على البقاء في السرير
ويعني أن الطفل يمكنه البقاء في سريره طوال الليل دون محاولة الخروج باستمرار.
كيف يمكن التأكد من سلامة الطفل أثناء نومه في غرفته؟
إن ضمان سلامة الطفل أثناء نومه في غرفته الخاصة أمر بالغ الأهمية، لذا سنقدم بعض الإرشادات والنصائح بشأن هذا الصدد: [2]
1- تجهيز السرير بشكلٍ آمن
عن طريق استخدام مرتبةٍ مريحةٍ ومناسبة لحجم السرير، والتأكد من عدم وجود فجواتٍ بين المرتبة، وإطار السرير، بالإضافة إلى تجنب وضع وسائد ألعاب محشوة أو أغطية سميكة في سرير الأطفال دون عمر السنتين.
2- درجة حرارة الغرفة
من المهمّ الحفاظ على درجة حرارة معتدلة في الغرفة، وتجنب الإفراط في تدفئة الطفل أثناء النوم.
3- أمان الأثاث
أي التأكد من ثبات الأثاث الثقيل، مثل: الخزائن لمنع انقلابها، بالإضافة إلى التأكد من أن جميع الأثاث آمنٍ وخالٍ من الحواف الحادة.
4- تغطية المنافذ الكهربائية
وذلك باستخدام أغطية المنافذ الكهربائية لمنع الأطفال من العبث بها، وإزالة الأسلاك الكهربائية وحبال الستائر من متناول الطفل.
5- تأمين النوافذ
بالتأكد من أن النوافذ مغلقة بإحكام ومزودة بأقفال آمنة للأطفال، واستخدام حواجز النوافذ إذا كانت الغرفة في طابق علوي.
6- الإضاءة الآمنة
حيث يجب استخدام مصباحٍ ليلي خافت لتسهيل الحركة في الظلام.
7- تنظيم الغرفة
وذلك بالحفاظ على نظافة وترتيب الغرفة لتقليل أخطار التعثر أو السقوط، والتخلص من الألعاب أو الأشياء الصغيرة التي قد تشكل خطر الاختناق.
8- فحص الغرفة بشكل منتظم
يجب القيام بفحص الغرفة بانتظام للتأكد من سلامتها، وخلوها من المخاطر الجديدة المحتملة، حيث من المهمّ مراقبة نمو الطفل، والقيام بتعديل إجراءات السلامة وفقاً لذلك. وفي النهاية يمكننا القول إن رؤية طفلكم نائماً بسلام في غرفته الخاصة سيشعركم بالفخر والإنجاز، لذا تذكروا أن كل ليلةٍ هادئة هي خطوة نحو مستقبل مشرق لطفلكم، وأن حبكم ودعمكم أقوى أدوات يمكن أن تمنحوها له في هذه الرحلة.
المراجع البحثية
1- Weissbluth, M. (2015). Healthy sleep habits, happy child, 4th edition: A step-by-step program for a good night’s sleep (Expanded edition). Ballantine Books. Retrieved August 16, 2024 –
2- Ferber, R. (2006). Solve your child’s sleep problems: New, revised, and expanded edition (Expanded edition). Simon and Schuster. Retrieved August 16, 2024