Skip links
خمسة أولاد صغار يجلسون على الأرض ويلعبون بقطع ملونة

نظام المونتيسوري – ما هو؟ كيف يتمُّ تطبيقه؟

الرئيسية » المقالات » التعلم » نظام المونتيسوري – ما هو؟ كيف يتمُّ تطبيقه؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو نظام المونتيسوري؟

هو نظامٌ تعليميٌّ حديثٌ يعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين حيث تأسست المدارس الأولى التي اعتمدت هذا النظام في إيطاليا عام 1907 م، وتعود تسمية هذا النظام التعليمي الشيّق نسبةً إلى مؤسسته الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسوري، والتي كانت باحثةً في علم الإنسان.

أجرت الطبيبة ماريا مونتيسوري دراسةً مهمةً للجهاز العصبي للأطفال، وكان مفادها أن الأطفال يتعلمون بشكلٍ أعمق وأفضل عندما يقومون بتجارب عملية، ولذلك أهمُّ ما في هذا النظام التعليمي أنه يعتمد على تعليم الطفل من خلال اللعب، والنشاطات المشتركة التي ترضي فضوله، وتُحفّزه للتعلم بشكلٍ أفضل وأمتع وأسرع.

ما الذي يميّز أسلوب المونتيسوري عن غيره من الأساليب التعليمية؟

إن الهدف الذي يسعى هذا النظام لتحقيقه هو ما يميزه، ويجعله أسلوباً تتطلع المدارس الحديثة إلى تبنّيه في عمليتها التربوية التعليمية، فهو يوفر بيئةً محفزةً ومشجعةً للطفل تُتيح له التعلم بسعادةٍ ومتعة، فالمونتسوري لا يتعلق بالمواد فقط، أو القدرة على القراءة والكتابة، فإن هذه الأمور ستكون قليلة القيمة إذا كان يفتقر إلى الثقة بالنفس، أو الموقف الإيجابي، أو ببساطة لا يستمتع بالتعلم، حيث تتجلى أهداف المونتيسوري لتطوير إمكانيات الطفل فيما يلي:

1- التوجيه الأخلاقي السليم حيث سيصبح الطفل أكثر شجاعةً، ولطفاً، وصدقاً.

2- تعزيز الموقف الإيجابي تجاه التعلم.

3- التشجيع على حب الآخرين، وتنمية روح التعاون والتعاطف معهم.

4- إبراز الشخصية القيادية عند الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه.

5- صقل مهارات الطفل اليومية والعملية، ودعم مهارات الاعتماد على الذات.

6- تعزيز الانضباط الداخلي والتواصل.

كيف يتمُّ تطبيق المونتيسوري؟

يعتمد تطبيق المونتيسوري بشكلٍ أساسي على إعداد بيئةٍ مرتبةٍ، ومهيئةٍ، وجذابةٍ للتعلم حيث إن كل عنصر موجود في بيئة المونتيسوري له هدفٌ معينٌ كما أن هذه البيئة تكون متناسقةً مع حجم الأطفال، حيث إنها تحتوي على رفوفٍ مناسبةٍ قابلةٍ للوصول من قبل الأطفال بالإضافة إلى طاولات وكراسٍ ملائمةٍ أيضاً، فيمكن للأطفال أن يجلسوا بشكلٍ فردي أو في مجموعاتٍ حسب النشاط الذي سيقومون به.

يتمُّ تقسيم الصف الدراسي إلى عدة أركانٍ يتمُّ عرض الأنشطة والألعاب التعليمية على الرفوف، مما يتيح للأطفال مساحةً واسعةً ومريحةً للتحرك بحرية، ويختار الطفل المادة التعليمية بمفرده من على الرفّ، ويكون قادراً على تحديد فيما إذا كان يتوجّب عليه القيام بهذا النشاط بمفرده أو عليه أن يتعاون مع أطفال آخرين لإنجازه في مجموعة، ويجب عليه إعادة المادة التعليمية بمفرده، وبالطريقة الصحيحة إلى مكانها بعد الانتهاء منها ليتمكن الآخرون من استخدامها.

ويعتمد صف المونتيسوري الدراسي على أسلوب دمج أطفالٍ بأعمارٍ مختلفة مما يُعزّز الروح الاجتماعية، وحب التعاون بينهم بشكلٍ واضح، ويعمل هذا الصف على تطوير حرية الطفل ضمن حدودٍ واضحة مما يُعزّز انتماء الطفل إلى هذا المجتمع الصغير.

يحتوي الصف الدراسي على أدواتٍ ونشاطاتٍ ملموسةٍ تمّ ابتكارها بطرقٍ علميةٍ مدروسة، وتُعزّز هذه المواد مهارات التعلم والاكتشاف لدى الأطفال لتطوير قدراتهم المعرفية كما أن هذه الأدوات مصممةٌ لتساعد الطفل على اكتشاف الخطأ بنفسه لتطوير قدرته على تصحيح الخطأ، وتحمُّل مسؤوليته والتعلم منه، فالمعلم هنا هو متابعٌ ومرشدٌ يساعد الطفل على التعلم بمفرده، وبهذه الطريقة سيستطيع الطفل أن يفكر ويتصرف بنفسه، وستزداد ثقته ووعيه وإدراكه.

من هو معلم المونتيسوري؟

إن مدرس المونتيسوري ليس مدرساً عادياً يعتمد على تلقين المعلومة للأطفال وتكرارها فحسب، بل يجب أن يكون على درجةٍ عاليةٍ من الاهتمام تخوّله كشف قدرات، واحتياجات، ومهارات كل طفل، والعمل على تنميتها من خلال تدخله ضمن الحدّ الأدنى، وتحفيزه للطفل خلال مراحل نموه، فيسمح له بالتفكير والتصرف بنفسه مما ينمي ثقته وانضباطه الداخلي.

وعندما يكون الطفل جاهزاً لتلقي الدرس بناءً على مستوى تطوره في المرحلة الآنية يقوم المعلم بعرض وشرح المواد والأنشطة الجديدة إما فردياً لكل طفل وحده أو في مجموعاتٍ صغيرةٍ مؤلفةٍ من عدة أطفال، ويتعاون المعلم مع الأهل، ويتواصل معهم بشكلٍ مستمر للحديث معهم حول تطورات الطفل، ومساعدتهم على توفير بيئةٍ تعليميةٍ مناسبةٍ في المنزل.

أيُّ الفئات العمرية التي يوجّه منهج المونتيسوري لها؟

تتبع نظام تعليم المونتيسوري فئاتٍ عمريةٍ محددة، ويمكن تقسيمها عادةً إلى ثلاثة مراحل تعليمية:

1- المرحلة الانطلاقية

من عمر شهر إلى 3 سنوات تركز هذه المرحلة على تطوير الحواس الأساسية والحركية للطفل، وتشجّعه على الاستكشاف والتعلم بشكلٍ طبيعي من خلال توفير بيئةٍ تعليميةٍ مناسبة.

2- المرحلة الابتدائية

من عمر 3 إلى 6 سنوات يتمُّ تقديم المواد التعليمية في هذه المرحلة بشكلٍ متنوع، مع التركيز على تنمية المهارات الحركية، واللغوية، والاجتماعية، والمعرفية للطفل.

3- المرحلة الابتدائية العليا

من عمر 6 إلى 12 سنة تركز هذه المرحلة على تطوير المهارات المعرفية للطفل، وتوفير بيئةٍ تعليميةٍ تُشجّع على الاستكشاف والتعلم الذاتي، وذلك من خلال تقديم مواد تعليميةٍ متنوعةٍ ومناسبة لمستوى تطوُّر الطفل في هذه المرحلة.

This website uses cookies to improve your web experience.