Skip links
طفل رضيع نائم ويد شخص بالغ يمسك ميزان قياس الحرارة

ميزان قياس حرارة الأطفال -الأنواع، طرق الاستخدام وأهمُّ النصائح

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ قياس درجة حرارة الأطفال أداةً أساسيةً للكشف المبكّر عن الأمراض، ومتابعة الحالة الصحية للطفل، حيث تُعدُّ الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تشير إلى الإصابة بعدوى أو حالاتٍ صحيةٍ أخرى. لذلك فإن فهم أهمية قياس درجة الحرارة بشكلٍ صحيحٍ باستخدام موازين قياس حرارة الأطفال يُسهِّل على الأهل تقديم الرعاية المناسبة للطفل.

أهمية القياس الدوري لدرجة حرارة الطفل

من خلال مراقبة درجة الحرارة بانتظام، يمكن للأهل تحديد ما إذا كانت الحمّى مؤشراً لمرضٍ يتطلب زيارة الطبيب أو إذا كانت حالةً يمكن معالجتها في المنزل، وتساعد هذه المراقبة أيضاً في تتبُّع فعالية العلاجات المُعطاة للطفل، والتأكد من عدم تفاقم الحالة، كما يُعزّز قياس درجة الحرارة بشكلٍ منتظم الراحة النفسية للأهل، حيث يُتيح التحقُّق من أن الطفل في حالةٍ جيدة أو يستجيب للعلاجات بسرعة، وبلا شك، هذا يُقلّل من القلق، ويحفظ هدوء المنزل، ويُسهم في راحة الطفل أيضاً، وعادةً ما تكون الحمّى إحدى العلامات الأولى على التغيرات الصحية، لذا فإن الكشف المبكر يمكن أن يشكل فارقاً في العناية بصحة الطفل.

وهناك مجموعةٌ متنوعةٌ من مقاييس الحرارة المُتاحة، مثل: الرقمية التقليدية، والأذنية، والزجاجية، وحتى بالأشعة عن بعد، والتي يُعدُّ استخدامها بشكلٍ دوري من قبل الأهل أمراً حيوياً يجب عليهم معرفته، ويمكن للأهل اختيار الجهاز الذي يتناسب مع راحتهم ودقة قراءته، وما يهمّ هو الالتزام بقياس درجة الحرارة وفقًا للإرشادات الصحيحة لضمان الدقة. [1]

أنواع موازين الحرارة المُتاحة واختيار الأنسب للطفل

تتوفر في الأسواق عدة أنواعٍ من موازين الحرارة التي تناسب احتياجات مختلفة، ولكل منها مميزاته وعيوبه، وهي: [1] [2]

1- أجهزة قياس الحرارة الرقمية (Digital thermometers)

هي أحد أكثر الأنواع شيوعاً، والتي تستخدم أجهزة استشعار الحرارة الإلكترونية لتسجيل درجة حرارة الجسم، وهي سهلة الاستخدام عن طريق الفم، أو الشرج، أو الإبط، وتوفر قراءاتٍ دقيقة في حوالي دقيقةٍ واحدةٍ أو أقل، ويُمكّن هذا الأهل من مراقبة درجة حرارة أطفالهم بسرعةٍ ودقة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للجميع.

2- أجهزة قياس الحرارة الرقمية المؤقتة، أو غير التلامسية بالأشعة تحت الحمراء (infrared thermometers)

تستخدم هذه الأجهزة ماسحاً بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في الجبهة، وهي توفر قراءاتٍ سريعةٍ في غضون ثوانٍ قليلةٍ فقط، وهي واحدةٌ من أقلّ الخيارات تدخُّلاً، ولم تصبح هذه الأجهزة شائعة الاستخدام إلا في السنوات القليلة الماضية خاصةً بعد جائحة كورونا.

ويتميز هذا النوع بأنه غير تلامسي، مما يجعله مثالياً للأطفال الصغار أو الرضع، ولكن أظهرت الأبحاث المبكرة أنها قد لا تكون دقيقة، مثل: أجهزة قياس الحرارة الشرجية عند الأطفال، وإن قراءات درجة حرارة الجبهة تكون أبرد بحوالي 1 درجة فهرنهايت من قراءات درجة الحرارة عن طريق الفم، لذا يجب إضافة 1 درجة فهرنهايت إلى قراءتك للحصول على القياس الأكثر دقة.

3- مقاييس الحرارة الأذنية أو الطبلية (Ear thermometers)

تستخدم هذه المقاييس ماسحاً بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة الحرارة داخل قناة الأذن، وإعطاء نتائج سريعة. ومع ذلك، إذا لم يتمّ إدخال مقياس الحرارة الأذني بشكلٍ صحيح، وهو ما يحدث على الأرجح مع الأطفال بسبب قنوات الأذن الصغيرة لديهم، فقد يعطي قراءاتٍ غير دقيقة، كما تميل هذه المقاييس إلى أن تكون أكثر تكلفة.

4- موازين الحرارة المصاصة أو اللهاية (Pacifier thermometers)

تحاكي هذه الموازين الحديثة نسبياً جهاز تهدئة الطفل، والمشكلة هي أنها لا تقدم قراءةً دقيقةً بشكلٍ موثوقٍ به بالطريقة التي يقدّمها مقياس الحرارة الرقمي الذي يتمّ إعطاؤه عن طريق الشرج، وقد وجدت الدراسات أن قراءات درجة الحرارة المصّاصة تكون أقل بنحو نصف درجة فهرنهايت من قراءات درجة الحرارة عن طريق الفم، لذا يجب إضافة نصف درجة فهرنهايت إلى قراءتك للحصول على القياس الأكثر دقة.

5- موازين الحرارة الزئبقية أو الزجاجية (Glass thermometers)

رغم أن هذا النوع يُعتبر قديماً بعض الشيء، إلا أنه لا يزال يستخدم في بعض الأماكن الطبية بسبب دقته العالية، ومع ذلك يواجه هذا النوع تحدّياتٍ في الاستخدام، حيث يتطلب زمناً أطول لقياس درجة الحرارة، ويمكن أن يكون خطيراً إذا تكسّر الزجاج، وأدى إلى تسرّب الزئبق السام للغاية.

6- موازين الحرارة الزمنية الشريطية (Strip type temporal thermometers)

وهي عبارة عن شرائط توضع على الجبهة، وتبيّن درجة حرارة الجلد، وليس الجسم، ولهذا السبب، لا تُعتبر وسيلةً دقيقةً لقياس درجة الحرارة.

ما الذي يجب مراعاته أيضاً عند اختيار ميزان الحرارة؟

عند اختيار ميزان الحرارة الأنسب للطفل، يكون من المهمّ مراعاة عمر الطفل وميزانية الأسرة أيضاً، فعلى سبيل المثال: إذا كان الطفل رضيعاً، فقد يكون ميزان الحرارة بالأشعة تحت الحمراء هو الأنسب، لتجنّب إزعاج الرضيع عن طريق الملامسة. بينما يمكن أن يكون الميزان الرقمي أو الزئبقي مناسباً للأطفال الأكبر سناً، وبغض النظر عن النوع الذي تختاره، تكون الدقة وسهولة الاستخدام هما العاملين الأهمّ، وتأكد أيضاً من شراء ميزان الحرارة من مصادر مُعتمدة لضمان جودته وسلامته.

الخطوات الصحيحة لاستخدام ميزان الحرارة للطفل حسب نوعه   

تتطلب عملية قياس حرارة الأطفال باستخدام ميزان الحرارة اتباع خطواتٍ دقيقة لضمان القراءة الصحيحة والدقيقة، وتشمل: [1] [3]

1- يجب التنظيف الجيد لميزان الحرارة قبل وبعد الاستخدام، ويمكن القيام بذلك باستخدام قطعة قماش نظيفة ومبللة بمحلولٍ كحولي، مع الحرص على تنظيف الجوانب، وخاصةً الأجزاء التي تلامس الجلد.

2- محاولة تهدئة الطفل قدر الإمكان عن الحركة قبل البدء بالقياس لأن الحركات العنيفة والعصبية الزائدة قد تسبّب ارتفاعاً طفيفاً في درجة حرارة الجسم، وتؤدي لقراءةٍ غير دقيقة، وكما يجب الانتظار قليلاً بعد تناول الطفل للطعام أو الشراب، وخاصةً عند القياس الفموي لدرجة الحرارة.

3- يجب اختيار الموقع الأنسب لقياس درجة الحرارة، وتختلف الأماكن تبعاً لنوع ميزان الحرارة المُستخدم، ويمكن أن تشمل الفم، الأذن، الجبهة، تحت الإبط أو فتحة الشرج، وعلى سبيل المثال:

● لقياس درجة الحرارة من المستقيم، يجب أولاً تعقيم المقياس ثم غسله بالماء والصابون أو مسحه بالكحول، ثم وضع الطفل على بطنه أو ظهره مع ثني ساقيه باتجاه صدره، ثم وضع كميةٍ صغيرةٍ من الفازلين على طرف لمبة المقياس، وإدخاله برفقٍ في فتحة المستقيم.

قياس درجة الحرارة من المستقيم

ولا ينبغي أن يُسبّب هذا أي ألمٍ للطفل، ولكن يمكن أن يتضايق الطفل من بقائه ساكناً بوضعيةٍ معينة، ثم يتمّ ترك مقياس الحرارة في مكانه لمدة دقيقتين تقريباً حتى سماع صوت الصفير، ثم القيام بإزالة مقياس الحرارة برفق وقراءة درجة الحرارة، ثم تطهير مقياس الحرارة مرةً أخرى قبل تخزينه، ويجب الانتباه وتعليم هذا المقياس لتجنُّب استخدامه لاحقاً في القياسات الفموية.

● لقياس درجة حرارة الطفل من الإبط يجب حمل طفلك بشكلٍ مريحٍ على ركبتك أو أجلسه، ثم قم بوضع مقياس الحرارة في جلد إبطه، ثم أمسك ذراعه برفق على جسمه لإبقاء مقياس الحرارة في مكانه حتى تسمع صوت صفارة الإنذار التي تشير إلى أن القراءة جاهزة، وستعرض شاشة العرض درجة حرارة طفلك، هذه طريقة سهلة وموثوقة للحصول على قراءةٍ دقيقة.

● ميزان الحرارة الفموي: بمجرد أن يبلغ طفلك أربع سنوات، يمكنك قياس درجة حرارته عن طريق الفم، وإذا تناول طفلك مشروباً ساخناً أو بارداً، فانتظر لمدة 30 دقيقة، وقم بتشغيل مقياس الحرارة ثم ضع طرفه أسفل أحد جانبي لسان طفلك باتجاه الجزء الخلفي من الفم، واجعل طفلك يمسك مقياس الحرارة بشفتيه وأصابعه، ولا تستخدم الأسنان لإبقائه في مكانه، وأبقِ شفتيه مغلقتين على مقياس الحرارة حتى يُصدر صوتاً، ثم تحقّق من القراءة الرقمية.

● أما عند استخدام ميزان الحرارة الأذني، فيجب سحب الأذن بلطفٍ لوضع فوهة الميزان داخل قناة الأذن.

4- طوال فترة القياس، يجب التأكد من أن الطفل ثابتٌ ولا يتحرك، حيث يمكن أن تؤدي الحركة إلى قراءاتٍ غير دقيقة. بعد انتهاء القياس، يُنصح بمعاينة درجة الحرارة المُسجّلة على الشاشة، والتأكد من تنظيف الميزان مجددًا قبل وضعه بعيدًا.

من الضروري أن يتّبع الأهل تعليمات الاستخدام الخاصة بكل ميزانٍ بدقة، وقد تختلف الإجراءات اعتماداً على الطراز والنوع، فعند استخدام ميزان الحرارة الرقمي، غالباً ما يتعيّن ضغط الزر المناسب، والانتظار لفترةٍ محددةٍ تقريباً 10 ثوانٍ حتى يكتمل القياس، وتُصدر إشارة صوتية وبصرية عند انتهاء القراءة، وإن استخدام ميزان الحرارة بشكلٍ صحيح يضمن تقديم رعايةٍ صحيةٍ دقيقة للأطفال، ويساعد في اتخاذ الإجراءات المناسبة عند معاناتهم من الحمّى.

نصائح للتعامل مع نتائج قياس درجة الحرارة

1- عند قراءة درجة حرارة الطفل عبر ميزان الحرارة، من الضروري أن يكون لدى الآباء المعرفة الكافية لفهم متى يجب القلق والتوجه للطبيب، حيث تُعتبر درجة الحرارة المثالية للطفل 36.5 درجة مئوية، وعندما تكون أقل من 36 درجة مئوية، فقد يُعدُّ ذلك انخفاضاً في درجة الحرارة، وتعني أن ثمة حاجة لاتخاذ تدابير فورية للحفاظ على دفء الطفل، وعلى الجانب الآخر، إذا تجاوزت درجة حرارة جسم الطفل 38 درجة مئوية، فتعدُّ علامةً على وجود التهابٍ أو عدوى قد تستدعي التقييم الطبي العاجل.

2- ومن العلامات التي ينبغي مراقبتها إلى جانب الحمّى، تغييرات في سلوك الطفل، مثل: الخمول، أو العصبية الشديدة، صعوبة في التنفس، أو ظهور الطفح الجلدي، وفي مثل هذه الحالات، يُنصح الاتصال بالطبيب فوراً لتقييم الحالة.

3- كمبادرةٍ أوليةٍ لتخفيف الحمّى في المنزل، يمكن استخدام الكمادات الباردة بوضعها على جبين الطفل، مع التأكد من عدم تعريضه للبرودة الزائدة، بالإضافة إلى ذلك، يُعدُّ شرب السوائل بكمياتٍ كافية أمراً أساسياً للمساعدة في خفض درجة الحرارة، ومنع الجفاف، ويمكن أن يكون الماء، والعصائر الطبيعية، والحساء خياراتٍ جيدة.

4- إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، وتحتاج إلى توصياتٍ طبية، قد يوصي الطبيب بأدويةٍ مُخفّضةٍ للحرارة، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)، مع الالتزام بالجرعات المحددة، ومدة الاستخدام لتجنّب أي آثار جانبية مُحتملة، ويجب تجنّب إعطاء الأسبرين (Aspirin) للأطفال دون استشارة الطبيب، حيث إن له مضاعفات خطرة في بعض الحالات.

5- يجب أن يكون للآباء وعيٌ بالإجراءات الصحية الوقائية، كالتحقُّق من نموّ الطفل البنيوي والنفسي بشكلٍ منتظم، بهذه الطريقة، يمكن التأكد من أن الحمّى ليست سوى عرضاً لحالةٍ مؤقتةٍ يمكن التعامل معها بسهولة وفعالية، أو إنذاراً لحالةٍ تتطلب متابعةً طبيةً دقيقة. [4]

المراجع البحثية

1- Pediatrics. (2022, June 17). Why It Is Important to Take Your Child’s Temperature. UPMC HealthBeat. Retrieved September 17, 2024

2- How to choose the right thermometer for my baby. (2024, April 16). Nfant®. Retrieved September 17, 2024

3- How to take your child’s temperature. (n.d.). HealthyChildren.org. Retrieved September 17, 2024

4- Tips to measure temperature in children and reduce fever in a safe way. (2021, April 20). SlumberPod. Retrieved September 17, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.