Skip links
مُدرّسة تقوم بتعليم الأولاد على الأحرف والأرقام الإنكليزية

مونتسوري في مرحلة ما قبل المدرسة

الرئيسية » المقالات » التعلم » مونتسوري في مرحلة ما قبل المدرسة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يرى منهج مونتيسوري أن المرحلة العمرية ما بين 2 إلى 5 سنوات هي مرحلة تحولٍّ كبيرةٍ في عقل وجسم الطفل ينغمس فيها الأطفال في بناء أنفسهم لذلك أي إنجازٍ يقوم به الطفل يمنحه إحساساً بقيمة ذاته وأهميتها، وبالتالي احترامها، وتعدُّ هذه أولى الخطوات في تعلمه التعامل مع الآخرين واحترامهم، وإعداده للمدرسة في المستقبل. [1]

أيهما أكثر فاعليةً في هذه المرحلة تطبيق المونتيسوري في المنزل أم في الحضانة؟

ترى ماريا مونتيسوري مؤسّسِة هذا النظام بأن الطفل في هذا العمر قادرٌ على الحصول على تعليمٍ جيدٍ وناجحٍ في الوسط العائلي، وأن الأسرة المحيطة بالطفل يجب أن تكون مسؤولةً، وأن تباشر هذا التعليم في البيت فقط في حال ضمان الالتزام والمتابعة.

فالأسرة تعدُّ المعلم الأول للطفل يكتسب منها خبراته ومهاراته الأولى، كما أن الأسرة هي أول من يكتشف قدرات الطفل وإمكانياته، ومهمتها هنا صقل هذه الإمكانات وتوجهيها بالشكل الصحيح مع مراعاة عدم الضغط على الطفل بتحميله فوق طاقته بهدف جعله أداةٍ للمفاخرة أمام الأقارب والأصدقاء، فهذا الجهد المبذول مع الطفل له هدفٌ وحيد، وهو تكوين أساسٍ قويّ ومتين يُبنى عليه تعلُّمه القادم.

إن تطبيق المونتيسوري للطفل بعمر ثلاث سنوات في المدرسة يمكن أن يكون مفيداً بشكلٍ كبيرٍ لتنمية مهارات الطفل، وتحضيره للتعلُّم في المستقبل. أما بالنسبة لتطبيقه في المدرسة فيعدُّ فعّالاً أيضاً، وذلك لأن الطفل في هذا العمر يتميز بفضوله الطبيعي، ورغبته في استكشاف العالم من حوله.

والمدرسة التي تتبنى طريقة المونتيسوري تعدُّ بيئةً تعليميةً مناسبةً تدعم هذا الفضول، وتساعد الطفل على تكوين مهاراتٍ حركية، وحسية، وعقلية، واجتماعية مهمّة، وخاصة أنها تحتوي على المواد التعليمية المناسبة، والتي تمكن الطفل من اكتشاف وتعلم الأشياء بطريقةٍ ذاتية، وتحفيز الطفل على التفاعل الاجتماعي والتعلم الذاتي، وتوفير الإشراف الدائم والتوجيه خلال عملية التعلم. وتساعد تجربة المونتيسوري في المدرسة على تحفيز الطفل وتشجيعه على الاستمرار في التعلم، وتحسين أدائه الأكاديمي في المستقبل. [2]

بعض أنشطة المونتيسوري المُقترحة للأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات

1- نشاط الصلصال الملون

يُعتبر نشاطاً تعليمياً ممتعاً للأطفال في هذا العمر، ويساعد في تنمية مهاراتهم الحركية، والإبداعية، والتعبيرية، وفي هذا النشاط يتمُّ تزويد الأطفال بصلصالٍ ملونٍ ومواد تشكيلية، مثل: الأشكال، والأدوات الصغيرة للتشكيل، والنقش، والترتيب. تمَّ تصميم هذا النشاط ليساعد الأطفال في تنمية مهاراتهم الحركية الدقيقة والإبداعية، بالإضافة إلى تعزيز قدرتهم على التركيز والتعبير عن الأفكار والمشاعر بشكلٍ فني.

يمكن للأطفال استخدام الصلصال الملون لخلق مختلف الأشكال والأنماط التي تتناسب مع خيالهم وإبداعهم، ويمكنهم أيضاً استخدام المواد التشكيلية لإضافة تفاصيل إلى الأشكال التي يقومون بإنشائها، مثل: العيون، والأذنين، والخطوط، والأشكال الهندسية.

يمكن أن يتمّ هذا النشاط بشكلٍ فردي أو جماعي، ويمكن للأطفال الاستفادة منه في تطوير مهارات التعاون والتفاعل الاجتماعي أيضاً، كما يمكن توجيه الأطفال خلال هذا النشاط لتعلم مفاهيم جديدة، مثل: الألوان، والأشكال، والنسيج، والتركيب.

2- نشاط اللعب بصور الحيوانات

 يُعتبر نشاطاً تعليمياً مفيداً للأطفال في سن ما قبل المدرسة، حيث يساعد على تطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة، والإدراك البصري واللغوي، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم الاجتماعية والتفاعلية.

في هذا النشاط يتمُّ تزويد الأطفال بصورٍ للحيوانات، ويمكن استخدامها للتعرف على الأسماء، والصفات، والأصوات المختلفة لكل حيوان، ويمكن استخدام هذه الصور للعب ألعابٍ تعليمية، مثل: تطابق الصور، وتصنيف الحيوانات حسب نوعها أو موطنها الطبيعي.

يمكن أيضاً للأطفال استخدام الصور للعب أدوار الحيوانات، والتي يمكن أن تساعد في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والتفاعلية، وتعزيز خيالهم وإبداعهم، كما يمكن استخدام هذه الصور لتعلم مفاهيم جديدة، مثل: تصنيف الحيوانات حسب نوعها أو نظام الغذاء الخاص بها.

3- نشاط ألعاب المتاهة

في هذا النشاط يتمُّ تزويد الأطفال بألعاب المتاهة المختلفة، ويمكن للأطفال استخدامها للتعرف على الأشكال، والألوان، والأحجام المختلفة، وتطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة من خلال تحريك القطع في المتاهة، ويمكن للأطفال استخدام ألعاب المتاهة لتطوير مهاراتهم المنطقية والتفكير الإبداعي.

حيث يتعين عليهم العثور على الطريق الصحيح للخروج من المتاهة، والتفكير في الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها للوصول إلى الهدف. يمكن استخدام هذه الألعاب لتعلم مفاهيم جديدة، مثل: الاتجاهات، والمسافات، والتنسيق، ويمكن توجيه الأطفال خلال هذا النشاط لتطوير مهاراتهم اللغوية والتعبيرية، كما يمكنهم الاستفادة من هذا النشاط في تنمية الثقة بالنفس، والاستقلالية، والتعلم الذاتي. [1]

المراجع البحثية

1- Montessori, M. (1989). The child in the family. ABC-CLIO. Retrieved July 29, 2023

2- Montessori, M. (2004). The discovery of the child. Retrieved July 29, 2023

  1. نظام المونتيسوري - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.