متلازمة مخرج الصدر – أنواعها، أعراضها وطريقة العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يمكن أن تنتج الآلام المُشاهدة في اليد والساعد عن أسباب متعددة ومعقّدة، في الأشكال المزمنة قد يكون الألم ناتجاً عن إصاباتٍ رضّية أو أمراض مزمنة جهازية، أو أية آفةٍ تسبّب ضرراً ضمن الأعصاب، مثل: متلازمة غيلان باريه، وتضرُّر الأعصاب ضمن داء السكري، أو انقطاع الأعصاب وداء الحجرات.
وغيرها من الأمراض التي تسبّب آلاماً عصبيةً مزمنةً في الطرف العلوي، إلا أن بعض التشوُّهات العظمية في الهيكل الصدري قد تسبّب انضغاطاً على الجذور والأعصاب الواصلة إلى الساعد واليد ضمن ما يعرف بمتلازمة مخرج الصدر ((TOS) Thoracic Outlet Syndrome)، وهي متلازمة ناتجة عن تشوُّهات الأضلاع الصدرية العلوية أو غيابها بشكلٍ تام.
وهي متلازمة تشمل العديد من أشكال التشوُّهات الصدرية التي تسبّب آلاماً عصبيةً مزمنةً في الطرف العلوي. يحدُّ المخرج الصدري العضلات الأخمعية، والضلع الأول، والترقوة، وتمرُّ البُنى الوعائية العصبية من الرقبة والصدر إلى الإبط عبر هذا المدخل.
ما هي متلازمة مخرج الصدر؟
هي مجموعةٌ من الاضطرابات التي تحدث بسبب ضغط الأعصاب أو الأوعية الدموية في أسفل الرقبة والجزء العلوي من الصدر. “منفذ الصدر (Thoracic outlet) ” هو مصطلحٌ تشريحيٌّ يشير إلى النافذة التي تصل بين الرقبة والصدر. هذه الفتحة، والتي تسمّى أيضًا المدخل الصدري أو الفتحة الصدرية العلوية، هي ممرٌّ للعديد من البُنى العصبية والوعائية المهمّة، وتشمل هذه البُنى كلاً من الضفيرة العضدية (Brachial plexus)، وهي عبارةٌ عن تجمُّع أعصابٍ تصل أليافها إلى كلٍّ من: الساعد، واليد، والمعصم، الشريان تحت الترقوة (Subclavian artery)، والوريد تحت الترقوة (Subclavian vein).
عادةً ما يكون المخرج الصدري واسعاً بما يكفي لعبور جميع هذه البُنى المذكورة إلا أن التشوُّهات التشريحية والإصابات الرضّية أعلى الصدر من الممكن أن تسبّب تضيُّقاً في مدخل الصدر وانضغاط البُنى التي تمرُّ عبره، وخاصةً الضفيرة العضدية الأمر الذي يسبُّب ظهور الأعراض السريرية لمتلازمة مخرج الصدر: الألم، وشعور بالوخز، وإحساسات مبهمة في الكتف والطرف العلوي. [1]
أنواع متلازمة مخرج الصدر
تبعاً للبنية المتضررة بشكلٍ رئيسي يمكن تصنيف متلازمة مخرج الصدر إلى: [1] [4]
1- متلازمة مخرج الصدر عصبية المنشأ (Neurogenic thoracic outlet syndrome)
هي عبارةٌ عن انضغاطٍ الأعصاب ضمن مخرج الصدر، ويحدث TOS العصبي عندما يكون هناك ضغط على الضفيرة العضدية، أو شبكة الأعصاب التي تنتقل عبر الجزء العلوي من الصدر، وهذا هو النوع الأكثر شيوعًا، وهو يمثل حوالي 95 بالمئة من جميع حالات متلازمة مخرج الصدر. يتمُّ تشخيص معظم الأشخاص في الثلاثينيات من عمرهم، والأسباب الأكثر شيوعًا هي إصابات الإجهاد المتكررة، وغالبًا تسبّبها الرياضة، والصدمات المفاجئة في الرقبة.
2- متلازمة مخرج الصدر الوريدي (Venous thoracic outlet syndrome)
هنا نشاهد انضغاط الوريد تحت الترقوة، وتعدُّ متلازمة مخرج الصدر الوريدي أكثر شيوعًا بين الرجال، عادةً في العشرينات أو الثلاثينيات من العمر، وعادةً ما يشعر الشخص بالأعراض في ذراعه المهيمنة.
3- متلازمة مخرج الصدر الشرياني (Arterial thoracic outlet syndrome)
ينضغط في هذا النمط الشريان تحت الترقوة، وهو من أندر أنواع متلازمة مخرج الصدر، وتمثل حوالي 1 بالمئة من جميع الحالات. ومع ذلك، بين الأشخاص الذين تقلُّ أعمارهم عن 40 عامًا، فإن TOS الشرياني هو السبب الأكثر شيوعًا لجلطات الدم الحادة في الذراع، ويحدث TOS الشرياني عادةً بسبب التشوُّهات التشريحية الولادية، وهذا النوع من TOS أكثر شيوعًا بين النساء.
من الممكن ومن الشائع أيضاً أن نلاحظ تظاهر أكثر من نوعٍ من متلازمة مخرج عند نفس المريض، وذلك يعود لانضغاط أكثر من بنية خاصةً في حالات الرضوض، حيث من الممكن ملاحظة انضغاط الشرايين والأوردة أو انضغاط الأعصاب والضفيرة العضدية مع الشرايين، وحينها قد يعاني المريض من أعراض أشدّ وتظاهراتٍ أسوأ. تشير متلازمة مخرج الصدر المخاتلة أو غير المحددة إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من المرضى الذين يعانون من آلام غير مبررة في الذراع، ومنطقة الكتف، ومنطقة الرقبة. عادةً تبدأ أعراضهم بعد التعرُّض لحدثٍ خطير مثل: حادث سيارة.
أعراض متلازمة مخرج الصدر
تشمل الأعراض اضطراباتٍ حسيةً بشكلٍ خاص، وعادةً ما تكون ضمن طرفٍ علويٍّ وحيد، وتشمل: [1]
– الألم، والذي قد يتفاقم عند رفع الذراع.
– الوخز
– خدر.
– ضعف.
– تورُّم أو ثقل في الطرف المصاب.
– تغير لون الجلد (لون شاحب أو أزرق).
– بشرة باردة عند اللمس.
– قروح على الأصابع تدوم لفتراتٍ طويلةٍ دون شفاء.
يمكن أيضاً ملاحظة أعراض نوعية تبعاً للبُنى المنضغطة:
– في حال انضغاط الضفيرة العضدية: يلاحظ المريض صعوبةً في حركة الطرف والإحساس بالخدر أو النمل في الطرف المصاب.
– في حال انضغاط الوريد تحت الترقوة: يؤدي انسداد الوريد تحت الترقوة إلى انقطاع الجريان الدموي الصادر عن الطرف المصاب عبر هذا الوريد الأمر الذي يؤدي إلى التورُّم والإحساس بثقل الطرف المصاب.
– في انضغاط الشريان تحت الترقوة: يؤدي إلى انضغاط الجريان الدموي الواصل إلى الطرف المصاب، ويعاني المريض من الخدر، وصعوبة تحريك الطرف، والإحساس ببرودة الطرف، وشحوب الجلد.
تشخيص متلازمة مخرج الصدر
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على التصوير الشعاعي للبُنى العظمية في القسم العلوي من القفص الصدري، والتي تشمل: [3]
1- التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يعدُّ أكثر فائدةً في تحديد الحالات الأخرى التي قد تسبّب أعراضًا مشابهة، بدلاً من تشخيص متلازمة مخرج الصدر.
2- قد تُظهر الصور الشعاعية للعمود الفقري العنقي والجزء العلوي من العمود الفقري الصدري تشوُّهات عظمية، قد تحدّد الصور الشعاعية للصدر، والكتف، والترقوة أيضًا التشوُّهات العظمية.
3- يتمُّ استخدام تصوير الأوردة عبر تصوير بالأمواج فوق الصوتية مع إظهار السرعة (إيكو دوبلر) للمساعدة في تشخيص انضغاط الوريد تحت الترقوة (تجلُّط الدم).
4- يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي الشرياني تأكيد انضغاط الشريان تحت الترقوة.
علاج متلازمة مخرج الصدر
تُستطبُّ الجراحة في متلازمة مخرج الصدر في حال قصور الأوعية الدموية الحاد والاضطراب العصبي التدريجي. أما في حال تشكل خثرات في الوريد تحت الترقوة، يجب علاج ثلاث مشاكل: الجلطة، والضغط الخارجي، والضرر الداخلي للوريد، ويمكن الاعتماد على يوروكيناز (Urokinase) لتدبير الخثرات، وخاصةً في الحالات الحادة.
بشكلٍ عام جميع المرضى يمكنهم الاعتماد على مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، ومسكنات الألم لتخفيف حدة الأعراض، وزيادة قدرة التحمُّل. [2]
المراجع البحثية
1- Thoracic Outlet Syndrome. (2024، August 26). Cleveland Clinic. Retrieved November 30، 2024
2- Rosenbaum، D. A.، MD. (n.d.). Thoracic Outlet Syndrome treatment & management: acute phase، recovery phase، maintenance phase. Retrieved November 30، 2024
3- Rosenbaum، D. A.، MD. (n.d.). Thoracic Outlet Syndrome treatment & management: acute phase، recovery phase، maintenance phase. Retrieved November 30، 2024
4- Rosenbaum، D. A.، MD. (n.d.). Thoracic Outlet Syndrome Clinical presentation: history، physical examination. Retrieved November 30، 2024