Skip links
فتاة شعرها أشقر تجلس على كرسي الطعام المخصص للأطفال وهي تبكي

متلازمة عمر السنتين – الأعراض وكيف يتصرف الأهل؟

الرئيسية » التعلم » التربية » متلازمة عمر السنتين – الأعراض وكيف يتصرف الأهل؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ عمر السنتين مرحلةً حاسمةً في حياة الطفل، لأنه يشهد خلالها تطوراً سريعاً في الجوانب الجسدية، العقلية، والعاطفية، ففي هذا العمر يبدأ الطفل في اكتساب وتطوير مهاراتٍ وسلوكياتٍ جديدة، مما يجعل هذه المرحلة تعرف بأنها “مرحلة التمرُّد الأولى” التي يواجه خلالها الأهل تحدّياتٍ وصعوباتٍ كثيرة مع أطفالهم تحت مسمّى متلازمة عمر السنتين.

ما هي متلازمة عمر السنتين؟

متلازمة عمر السنتين هي مصطلحٌ شائعٌ يشير إلى المرحلة العمرية بين 18 و36 شهراً عند الأطفال، أي حين يبدأ الطفل في تطوير استقلاليته، واكتساب مهاراتٍ جديدة، مثل: المشي، والكلام، كما تُعرف هذه الفترة أيضاً بأنها مرحلة العناد لأن الطفل يبدأ في التعبير عن رغباته، ورفض تعليمات وتوجيهات والديه، وتُعتبر هذه المرحلة جزءاً طبيعياً من تطور الطفل، وعادةً ما تساعد على بناء شخصيته، وتعزيز ثقته بنفسه، ولكنها قد تكون مرهقةً للآباء. [1]

لماذا سُمّيت بهذا الاسم؟

سُمّيت متلازمة عمر السنتين بهذا الاسم لأنها ترتبط بالفترة العمرية التي يبدأ بها الطفل بتكوين هويته الفردية، فالاسم يشير إلى كون هذه السلوكيات التي يُظهرها الطفل شائعةً جداً في هذا العمر بالتحديد، لذا يطلق عليها “متلازمة” مجازاً نظراً لتكرارها، وانتشارها بين الأطفال في هذه المرحلة. [1]

ما هي الأعراض أو السلوكيات الشائعة المرتبطة بمتلازمة عمر السنتين؟

1- العناد

يبدأ الطفل في إظهار عنادٍ واضح، ويرفض القيام بما يُطلب منه بشكلٍ متكرر.

2- نوبات الغضب

قد يعاني الطفل من نوبات غضبٍ سريعة أو نوبات التمرُّد، والتي قد تحدث دون سببٍ واضحٍ أو عندما لا تُلبّى رغباته.

3- الرغبة في الاستقلال

يحاول الطفل القيام بالعديد من الأمور بنفسه، مثل: ارتداء الملابس، أو تناول الطعام، حتى لو لم يكن قادراً تماماً على القيام بها بمفرده.

4- استخدام كلمة “لا” بكثرة

تصبح كلمة “لا” من الكلمات الأكثر استخداماً لدى الطفل في هذه المرحلة تعبيراً عن رغبته في الاستقلال والسيطرة.

5- اختبار الحدود

يميل الطفل إلى اختبار الحدود المسموح له بها من خلال القيام بأفعالٍ يعرف أنه لا يجب عليه فعلها، مثل: لمس أشياء ممنوعة أو ما شابه.

6- التقلُّبات المزاجية

يمكن أن تتغير مشاعر الطفل بسرعة بين الفرح والغضب أو الإحباط.

7- زيادة الفضول والاستكشاف

يكون الطفل في هذه المرحلة فضولياً للغاية، ويرغب في استكشاف محيطه باستمرار. [1]

هل يمرُّ جميع الأطفال بهذه المتلازمة؟

لا يمرُّ جميع الأطفال بمتلازمة عمر السنتين بنفس الطريقة أو بنفس الشدة، فكل طفلٍ يختلف عن الآخر من حيث تطوره وشخصيته، وبالتالي تتفاوت مظاهر هذه المرحلة بينهم، أي أن بعض الأطفال قد يمرون بمرحلة العناد أو التمرُّد بشكلٍ طفيفٍ جداً بينما يواجه آخرون نوبات غضبٍ وعنادٍ أكبر. [2]

ما هي العوامل التي تؤثر على كيفية مرور الطفل بهذه المرحلة؟

إن التفاوت في السلوكيات بين الأطفال في هذه المرحلة يعود لعدة عوامل تؤثر على كيفية مرورهم بهذه التغيرات من أبرزها: [2]

1- طبيعة الطفل

حيث إن بعض الأطفال أكثر هدوء أو استجابةً للتوجيهات من غيرهم.

2- أسلوب التربية

ويعني هذا أن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل، واستجابتهما لاحتياجاته تلعب دوراً كبيراً في طبيعة تصرفاته.

3- البيئة المحيطة

من المعروف أن البيئة المنزلية والمجتمع يؤثران على سلوك الطفل، إما بشكلٍ إيجابي أو سلبي.

4- النمو اللغوي

فالأطفال الذين يمتلكون مهاراتٍ لغوية متقدّمة، قد يكونون قادرين على التعبير عن مشاعرهم بطريقةٍ أكثر وضوحاً من غيرهم، مما يقلّل من نوبات الغضب.

كيف يجب أن يتصرف الأهل في هذه المرحلة؟

خلال مرحلة متلازمة عمر السنتين قد تكون سلوكيات الطفل صعبةً على الأهل، وتسبّب إرهاقاً لهم، لكن هناك استراتيجيات تساعد على التعامل بشكلٍ فعّالٍ مع هذه الفترة من خلال توجيه الطفل بطريقةٍ إيجابيةٍ منها: [3]

1- التحلّي بالصبر والهدوء

إن نوبات الغضب والعناد طبيعيةٌ في هذه المرحلة، لذا يجب على الأهل أن يحافظوا على هدوئهم، وألا يستجيبوا للطفل بالغضب أو الصراخ، فمن الضروري جداً عدم التصعيد في حال نوبات الغضب، واعتماد التجاهل المؤقت للسلوك السلبي لتهدئة الموقف، ثم يمكن محاورة الطفل بعد أن يهدأ، ففي كثيرٍ من الأحيان يكون التجاهل هو الحل الأفضل كي يتعلم الطفل أن نوبات الغضب ليست وسيلةً للحصول على ما يريد.

2- وضع الحدود بوضوحٍ وثبات

من المهمّ أن يكون لدى الطفل فهمٌ واضحٌ لما هو مسموح وما هو ممنوع، فتحديد قواعد ثابتة وواضحة مع التأكيد عليها بانتظامٍ يساعد الطفل على معرفة الحدود، كما يجب على الأهل الثبات في التوجيهات، أي أن يكونوا متسقين في استجابتهم للسلوك السيئ أو الجيد، فإذا كان هناك قاعدة معينة، مثل: عدم اللعب بالطعام، فيجب الالتزام بها دائماً.

3- إعطاء الطفل الحرية في بعض الخيارات

الأطفال في هذا العمر يريدون الشعور بالاستقلالية، لذا من الجيد تقديم خياراتٍ بسيطةٍ للطفل، على سبيل المثال: بدلاً من قول “ارتدِ هذا القميص” يمكن القول “هل تُفضّل القميص الأحمر أم الأزرق؟” هذا يعطي الطفل بعض السيطرة، ويُقلّل من العناد.

4- تفهُّم مشاعر الطفل

قد يشعر الطفل بالإحباط لعدم قدرته على التعبير عن مشاعره خلال نوبات الغضب، لذا يمكن للأهل محاولة تهدئته بالقول “أفهم أنك غاضب لأنك لا تستطيع اللعب الآن لكن علينا أن ننتظر قليلا.”

5- تجنُّب الصراعات قدر الإمكان

ويعني هذا محاولة تجنُّب الصراعات غير الضرورية لتقليل الاحتكاك، فإذا كان من الممكن تجاوز بعض الأمور الصغيرة دون تعارضٍ كبيرٍ، فإن ذلك سيساعد في تقليل التوتر بين الأهل والطفل.

6- توفير بيئةٍ آمنةٍ ومستقرة

يجب أن يعيش الطفل في بيئةٍ توفر الأمان والاستقرار، فالروتين يساعد الطفل على الشعور بالاطمئنان، والسيطرة على بيئته، ويُقلّل لديه شعور التوتر والقلق.

7- تطوير المهارات اللغوية والعاطفية

إن تعزيز تطوير المهارات اللغوية للطفل يساعده على التعبير عن مشاعره بشكلٍ أفضل، حيث يمكن للأهل استخدام القصص والألعاب التفاعلية لتعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره واحتياجاته، وتشجيعه على استخدام الكلمات التي تعبر عن حالته النفسية الراهنة لتقوية التواصل بينه وبين الأهل.

في الختام يمكننا اعتبار متلازمة عمر السنتين محطةً مفصليةً في رحلة نموّ الطفل، حيث يبدأ خلالها باكتساب مهاراته الأولى للتواصل والاستقلالية، وعلى الرغم من التحدّيات التي قد تواجه الأهل نتيجةً لسلوكيات هذه المرحلة، فإنها تمثل فرصةً ثمينةً لبناء أساسٍ قويّ لشخصية الطفل، وبالصبر والتفهُّم يمكن للأهل تحويل هذه الفترة إلى مرحلةٍ تعليميةٍ غنيةٍ بالتجارب التي تعزّز نموّ الطفل العاطفي والاجتماعي.

المراجع البحثية

1- Siegel, D. J., & Bryson, T. P. (2012). The Whole-Brain Child: 12 revolutionary strategies to nurture your child’s developing mind (First Edition). Bantam. Retrieved September 16, 2024

2- Faber, J., & King, J. (2017). How to Talk so little kids will listen: A survival guide to life with children ages 2-7 (Illustrated edition). Scribner. Retrieved September 16, 2024

3- Hargis, A. (2018). Toddler discipline for Every Age and Stage: Effective strategies to tame tantrums, overcome challenges, and help your child grow. Rockridge Press. Retrieved September 16, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.