تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي متلازمة شيهان؟

متلازمة شيهان (Sheehan Syndrome) حالةٌ مرضيةٌ نادرة الحدوث تصيب الغدة النخامية، وتحدث للنساء الحوامل نتيجة إصابتهن بنزفٍ شديدٍ وحاد بعد الولادة، حيث يُسبّب فقدان الدم الشديد حرمان الغدة النخامية من الأوكسجين الذي تحتاجه لتعمل بشكلٍ سليمٍ وصحيح، مما يؤدي لموت بعض أنسجة هذه الغدة، وعادةً يكون الضرر في الفص الأمامي منها، ونادراً ما يتضرر الفص الخلفي.

تُعتبر متلازمة شيهان نوعاً من أنواع قصور الغدة النخامية، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى هارولد ليمينغ شيهان الذي وصفها لأول مرة. يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة شيهان، كولادة أكثر من طفلٍ واحد (توأم أو أكثر)، ولادة طفل ذي حجمٍ كبير أي يزيد عن 4000 غرام، انفصال المشيمة، المشيمة المنزاحة، تسمُّم الحمل، فقدان الحمل أو الإجهاض، الحصول على مساعدةٍ أثناء الولادة أي استخدام الملقط أو الاستخراج بالشفط. ^{[1] [2] [3] [5]}

كيف تؤثر متلازمة شيهان على الجسم؟

يُسبّب الضرر الناجم عن متلازمة شيهان في الغدة النخامية إلى التأثير على قدرة الجسم على إنتاج هرمون أو أكثر من هرمونات الغدة النخامية، حيث يكمن الضرر في إنتاج: ^{[1] [3]}

1- الهرمون المُنبّه لقشر الكظر

الهرمون المُحفّز لإنتاج الكورتيزول في الجسم، والذي يساعد عادةً في الحفاظ على ضغط الدم، ومستويات سكر الدم، والاستجابة للتوتر.

2- الهرمون المُحفّز للغدة الدرقية

الهرمون الذي يحفّز الغدة الدرقية على إنتاج هرموناتها التي تساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، والطاقة، وعمل الجهاز العصبي.

3- هرمون النمو

الذي يساعد في الحفاظ على كثافة العظام، وكتلة العضلات، وتوزيع الدهون في الجسم.

4- الهرمون المُنبّه للجُريب

الذي يحفّز على إنتاج هرمون الأستروجين في المبيض، مما يؤدي لنضوج البويضة بشكلٍ شهري.

5- الهرمون الملوتن

الذي يُحفّز عملية التبويض.

6- هرمون البرولاكتين

الذي يُحفّز عملية الرضاعة الطبيعية.

ما هي أعراض متلازمة شيهان؟

تحدث أعراض الإصابة بمتلازمة شيهان مباشرةً بعد فقدان الدم بشكلٍ حاد، وذلك في حال كان الضرر شديداً في الغدة النخامية أو قد تحتاج لأشهر عدة لتبدأ الأعراض بالظهور في حال لم يكن الضرر شديداً، وتتضمن هذه الأعراض: ^{[1] [2] [3] [5]}

– مشاكل في الرضاعة الطبيعية، كعدم القدرة على الرضاعة أو أن الحليب لا يأتي أبداً، عدم انتظام فترات الدورة الشهرية أو غيابها، ضمور المهبل أي ترقُّق جدرانه وجفافه، مما يجعل من عملية الجماع مؤلمة، انكماش الثدي، تساقط شعر العانة والإبط، التعب، وانخفاض الطاقة، وعدم التركيز، انخفاض الرغبة الجنسية، انخفاض ضغط الدم، انخفاض سكر الدم، اضطراب نبضات القلب، جفاف الجلد وظهور تجاعيد دقيقة حول العينين والشفتين، الشيخوخة المبكرة.

– في الحالات الشديدة جداً من متلازمة شيهان (إلا أنها نادرة) يحدث انهيارٌ في الدورة الدموية، وانخفاضٌ حادٌّ في مستويات الصوديوم في الدم، وقصور القلب الاحتقاني.

– في حال تضرّر الفص الخلفي من الغدة النخامية يصاب المريض بالسكري الكاذب، حيث يحدث انخفاضٌ في مستويات الهرمون المضاد للإدرار، مما يؤدي إلى خروج كمياتٍ زائدةٍ من البول.

– قد لا تظهر الأعراض أو قد لا تتمّ ملاحظتها حتى التعرض لجراحةٍ ما، أو حادث، أو عدوى، فتبدأ بالظهور نتيجة عدم وجود هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر Cortisol) بشكلٍ كافٍ للاستجابة للعامل المُسبّب للتوتر، مما يسبّب الإصابة بأزمة الغدة الكظرية التي تحتاج رعايةً وتدخلاً طبياً فورياً.

ما هي أسباب الإصابة بمتلازمة شيهان؟

يُعدُّ حدوث النزف الحاد والشديد عند النساء الحوامل أثناء عميلة الولادة السبب الرئيسي للإصابة بمتلازمة شيهان. خلال فترة الحمل يزداد حجم الغدة النخامية بشكلٍ ملحوظ بسبب ارتفاع كمية هرمون الأستروجين، مما يسبّب زيادةً في حجم الدم الواصل إليها، ويجعلها عرضةً لحدوث انخفاضٍ حادٍّ في ضغط الدم أو ما يُعرف بالصدمة التي تحدث في حالة النزف الشديد.

يمكن لهذا الانخفاض المفاجئ في ضغط وتدفُّق الدم أن يؤدي لحرمان الغدة النخامية من الأوكسجين اللازم لعملها، وتموُّت الأنسجة الغدية، وفقدان وظيفتها فيما بعد أي أنها تفقد قدرتها في إنتاج الهرمونات التي يحتاجها الجسم لينظم العمليات والوظائف ضمنه.

مما يؤثر سلباً عليها بما في ذلك وظائف الجهاز العصبي، والمناعي، والتناسلي، وغيره. ليس كل حالة فقدان دمٍ تؤدي للإصابة بمتلازمة شيهان، بل يجب أن يكون فقدان دم حاداً وشديداً وصاعقاً مهدداً للحياة مترافقاً مع انخفاضٍ حادٍّ في ضغط الدم أو التعرُّض للصدمة. ^{[1] [2] [4]}

ما مضاعفات الإصابة بمتلازمة شيهان؟

من أهمّ مضاعفات الإصابة بمتلازمة شيهان الإصابة بأزمة الغدة الكظرية (Adrenal Crisis)، وهي حالةٌ مُهدّدةٌ للحياة، انخفاض ضغط الدم، فقدان الوزن وكتلة العضلات، عدم انتظام فترات الدورة الشهرية أو غيابها، صعوبة حدوث حملٍ جديد، في بعض الحالات النادرة يصاب المريض بالذهان بسبب الاختلالات الهرمونية التي تحدث في الجسم. ^{[1] [3] [4]}

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بمتلازمة شيهان؟

بعد سؤال المريضة عن وجود حالة فقدان دمٍ شديدة أو أي مضاعفاتٍ أثناء عملية الولادة مع ملاحظة وجود بعض الأعراض والعلامات المميزة، كصعوبة إنتاج الحليب، أو عدم القدرة على الرضاعة، أو عدم نزول الدورة الشهرية، يتمُّ تشخيص الإصابة بمتلازمة شيهان عادةً بالاعتماد على بعض الإجراءات، مثل: ^{[1] [3] [4]}

1- الاختبارات الدموية

لتقييم مستويات الهرمونات المرتبطة بالغدة النخامية، يتمُّ ذلك بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة.

– الطريقة المباشرة: تتمُّ عبر قياس مستويات الهرمون المنبّه لقشر الكظر، والكورتيزول، والهرمون المنبّه للجريب، والهرمون الملوتن، وهرمونات الغدة الدرقية، وغيرها من الهرمونات المرتبطة بالغدة النخامية.

– الطريقة غير المباشرة: تتمُّ عبر استخدام المُحفّزات، وتقييم كيفية استجابة الغدة النخامية، حيث يتمُّ إعطاء دواء أو حقنة تحفّز إنتاج هرمونٍ معين، وتتمّ مراقبة استجابة الغدة النخامية لها.

2- اختبارات التصوير

كالتصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، وكلاهما يساعد في استبعاد وجود أمراض أخرى في الغدة النخامية، كوجود ورمٍ ضمنها.

كيف يتمُّ علاج متلازمة شيهان؟

يتمُّ استخدام العلاج الهرموني في علاج متلازمة شيهان، ويستمر العلاج به مدى الحياة لتعويض النقص في الهرمونات المتضررة، ويشمل ذلك العلاج استخدام هرمونات الأستروجين والبروجسترون عند تضرُّر الهرمونات الجنسية، ويستمر العلاج بها على الأقل حتى سن انقطاع الطمث الطبيعي، الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids) عند تضرُّر الهرمون المنبه لقشر الكظر، الليفوتيروكسين ( Levothyroxine) عند تضرُّر هرمونات الغدة الدرقية، هرمون النمو في حال تضرره ونقص مستوياته، كما يجب تعويض النقص في الهرمون المنبه للجريب والهرمون الملوتن من أجل تحفيز عملية الإباضة، والمساعدة على الحمل. ^{[1] [2] [3]}